المسيرات (Drones) سلاح الاغتيال الاكثر رعب في العالم.
بقلم ... الكاتب اللواء الطيار الركن رياض البياتي.
ليس خافياً على الجميع أن المسيرات (Drones)" سلاح الاغتيال الاكثر رعب في العالم. من خلال خبرتي وتحليل أختصاص في مجال الطيران.
محاولة الاغتيال الفاشلة للسيد رئيس الوزراء العراقي. بواسطة طائرات مسيرة( بدائية) القت الأضواء على السلاح الأكثر رعبا في العالم، وهي الطائرات (Drones) بدون طيار.
يمتد التاريخ العملي المنظم لاستخدام هذه الطائرات الى العام 1982 عندما اجتاحت اسرائيل لبنان حيث لوحظ استخدام واسع لطائرات مسيرة صغيرة ساعدت قادة الوحدات المتقدة في القيادة والسيطرة الميدانية C&C.
وصفتها في وقتها مجلة الدفاع الباكستانية بانها الحرب التلفزيونية الاولى في العالم. ونقلتها اسرائيل من هذا البعد الى بعد اخر وهو مطاردة الحركات المسلحة في غزة.
التي شهدت عمليات اغتيال ناجحة نفذتها طائرات مسيرة قصيرة المدى تسهل السيطرة عليها من مسافات قريبة. بالمقابل كانت متطلبات الحرب على الارهاب تفرض شروط اخرى على الولايات المتحدة.
وهي عملية التشغيل عن بعد وانظمة السيطرة والملاحة. وتمكنت الولايات المتحدة من خلال نظام التموضع العالمي GPS واقمارها الصناعية من تمكين طائراتها المسيرةMQ1 والاكثر تطورا MQ9 من الوصول الى اي نقطة في العالم.
مع حمل اسلحة فتاكة ودقيقة. وما نفذته في اليمن عند اغتيال العولقي تطور خلال عقد من الزمن لنشاهده اكثر دقة وفتكا وتدميرا في عملية مطار بغداد في يناير.
علينا ان ندرك ذلك. إن هذه الطائرات هي بحجم طائرات النقل الصغيرة وهي اصغر قليلا من طائرة بوينغ 737 وهي معقدة وباهظة الثمن واسعارها اعلى من بعض الطائرات المقاتلة.
كثير من الدول التي لا تجد نفسها قادرة على بناء قوات جوية اتجهت الى هذا المجال ، ومنها ايران .
ضغط النفقات وطبيعة الكثير من العمليات كانت عامل تشجيع لايران للمضي بهذا المشروع . ومن خلال السوق التجارية تمكنت (داعش)وغيرها من دخول هذا المجال.
ما شاهدناه من لقطات لمحاولة الاغتيال اظهرت مقذوفات بسيطة يمكن تحميلها على طائرات مسيرة بسيطة يمكن تصنيعها في ورش بسيطة من خلال شراء مكوناتها من السوق المحلية .
قد يسال البعض هل تصمد هكذا مسيرات في بيئة عمليات معقدة مثل بيئة المنطقة الخضراء. حيث توجد منظومة SRAM او غيرها.
الجواب: ( نعم) .
تحليل حادث الاختيال لرئيس الوزراء العراقي الكاظمي بالطائرات المسيرة.
علينا ان نعرف اولا ان محاولات ايجاد منظومات دفاع جوي بمواجهة المسيرات هي في بداياتها وربما هي محصورة بدول قليلة.
هي اسرائيل والولايات المتحدة وكلاهما تواجهان هذا الخطر، والى حد ما روسيا التي اقلقتها الطائرات المسيرة التركية في أذربيجان.
منظومات الدفاع الجوي الحالية. مثل القبة الحديدة وغيرها لم تصمم لمواجهة هذا الخطر، ولكنه السلاح الاقرب المتاح لمواجهته .ولذلك احتمال الفشل وارد .
كما ان هذه المنظومات التي تعتمد الذكاء الصناعي قد تتحسس الهدف ولكن ليس بالضرورة ان تعالجه وهي غالبا تترك الاهداف التي لا تشكل خطر على النقطة او المساحة المكلفة بالدفاع عنها.
وربما هذا ما حدث في محاولة الاغتيال حيث كان خط طيران المسيرة لا يشكل خطر على السفارة الامريكية.
من جانب اخر بدائية المسيرة التي شوهدت وهي مسيرة اقرب الى التصنيع المحلي توحي ان مطلق المسيرة تجنب تبعات محاولة اتهام دولة مصنعة معينة بالحادث. وهذه دلالة سياسية تبعد ايران عن المشاركة او العلم بالحادث.
دخل على الحادث جوقة من المهرجين يتحدثون، ويحللون في مجال شديد التخصص مما أربك الجمهور. محاولات هذا البعض ان ينفي وجود الحادث كانت ساذجة جدا.
ومحاولة تحديد مناشئ لمكونات الطائرة بعيدة عن ايران هي الاكثر سذاجة ايضا فمكونات هذه الطائرات موجودة بالاسواق المحلية.
ودولة مثل الصين وغيرها تصدرها كجزء من مكونات الكترونية للكثير من دول العالم . وبالتالي محاولات التبرير. لم تقدم الا مزيد من التهريج .
والنتيجة يمكن القول بثقة ان من استخدم وصنع هذه المسيرة هي جهات محلية تمتلك خبرات محدودة.
يبدوا ان السيطرة على خط طيران المسيرة تم بنظام ملاحي محفوظ بالذاكرة لتجنب التشويش.
والتوجيه النهائي لها تم من شخص قريب من الهدف لضمان الاغتيال وهو ما يترتب على حمايات السيد الكاظمي الالتفات اليه والتحقيق حوله.
تمكن الموجه من ايصال المسيرة الأولى للهدف بنجاح، ولكن سقوط الطائرات التي تليها أفشلت العملية وأجبرت الموجه النهائي على الانسحاب.
هذا الاسلوب استخدمته اسرائيل كثيرا. الشيخ ياسين كان ضحية لمثل هكذا عملية .
الوضع يفرض على العراق ان يبدأ بالتفكير بمواجهة هذا الخطر لانه قد تاخر فعلا في هذا المجال . وعليه استخدام المتاح فعلا لحين تصنيع منظومات معتمدة يمكن استيرادها .