المجاهدة عليه الحمد الدليمي| نساء شهربانيات متميزات؟
تتألق نجمات شهربانيات متميزات في سماء التاريخ بألوان المجاهدات، وتبرز بينهن بريق السيرة الباهرة لبطلة قصتنا المجاهدة عليه الحمد الدليمي. إنها واحدة من بين نساء استثنائيات، خطط ابن شهربان لرسم صورة بارزة في سلسلة من القصص عن بصمات بارزة في ساحة الحياة الشهربانية والتضحية.
من زمان ومازال تراقني أمنيه ويحتلني حلم مسافر معي الى محطات غربتي. بأن اكتب عن متميزات مدينة طفولتنا وعشقنا شهربان. لكن الوضع الاجتماعي لمجتمعنا العراقي وصعوبة البوح عن أمرأة يوقفني في مكاني ... وحين نمت وأزدهرت أغلب احلامي الشهربانية. فان حلمي بان أكتب عن متميزات مدينتي بقى في حدود قلبي وروحي وخاطري وضميري.
أنه حلما مؤجلا وهو طموح شخصي بان أمسح غبار النسيان وارفع ستارة الغبن عن مبدعات مدينتناَ. قبل عامين كتبت عن نخلة شهربان الفنانه فوزيه توفيق شاه محمد لكن على قائمة أحلامي أخريات. سوامق انتظر الوقت المناسب بان اقدمهن لأهلهن في شهربان كما يجب. فعلا أنا حزين ان تموت جهودهن المضنية ويندفن تاريخهن الشهرباني الناصع تحت تراب العادات وخلف التقاليد والنظرة الضيقه تجاه المرأة حتى وان كانت قامة عاليه.
المجاهدة عليه الحمد الدليمي خبيرة طب النساء والأطفال والعلاج العشبي.
اليوم ساضع امامكم تاريخ واحدة من أكثر نساء مديتنا تميزا وألقاَ قضته مكافحه لاكثر من ثمانين سنه من عمرها الطويل الذي امتد الى مائة واحد عشر عام. انها خبيرة طب النساء والاطفال والعلاج العشبي المجاهده علية الحمد الدليمي. وهي المرأة الحديدية التي أسست لعدة عوائل شهربانيه أصيله وهي الان بتعداد عشيرة كاملة. ولو كان الامر بيدي لاضفت اسمها (علية) كلقب ثاني لكل عائلة من ذريتها الكبيره حالياً. فهي لشهرتها ونفوذها قد غطت تماماَ على أسماء الرجال حولها.
لو كان هناك تعليم في زمنها لاكتشفت العجائب ولخلدها التاريخ مثلما خلد غيرها من خالدات العالم امثال مدام كوري والام تيريزا وفلورنس نايتينجيل. فعقلية هذه المرأة الخالدة لا تقل بشيئ عن مشهورات زمنها من نسوة العالم الغربي. الفرق هو انها تعلمت حرفتها وابدعت بها بدون مدارس وجامعات. وانها برعت بها بدون شهادات ...
انها هبه من الله قلة نظيرها في بلدتنا هي سابقه لجيلها بقرن كامل من الزمن. انها سيدة نساء مدينة شهربان المجاهده عليه الحمد الدليمي المحمدي ... فهي ربما أكبر معمره في مدينة شهربان بعمر دام ١١١ سنه.
طفولة مبكرة: رحلة النضال تبدأ منذ الصغر.
ولدت عليه الحمد الدليمي اوسط القرن الثامن عشر ( في العام ١٨٤١ ) في قرية شهربان ( في محلة الرماديه حالياً ) وتوفيت في العام ١٩٥٢. اذن هي عاصرت حربين عالميتين الاولى (١٩١٤ - ١٩١٧) و الثانيه ( ١٩٣٩ - ١٩٤٥ ) وشهدت انبثاق العراق كدوله في العام ١٩٢٢.
انها أمرأه عبقرية تعلمت طب النساء والعلاج العشبي فطرياَ وكانت القابله الوحيده وخبيرة طب نساء مدينة شهربان لاكثر من تسعين عام. منذُ ان كانت شهربان قرية صغيره في القرن الثامن عشر. عدد سكانها بحدود الفين وخمسمائه نسمه (٢٥٠٠) حسب مذكرات الرحالة الانكليزي جيمس بكنكهام. الذي بات ليلة واحده في قرية شهربان في العام ١٨٣٠ ( أي قبل ست سنوات من ولادة بطلة منشوري هذا ).
وعاصرتها حين تحولت الى ناحيه في العشرينات (١٩٢٠) من القرن الماضي. ثم شهدت تحولها الى قضاء باسم جديد هو قضاء المقدادية بداية الخمسينات ( ١٩٥٠) ولا أدري هل بقى احد حياً يتذكرها... القباله والطب العشبي هي المهنه التي تعلمتها فطرياً وبدون تعليم. من شدة الذكاء المتفجر بعد وفاة زوجها مبكراً وخدمت بها أهل شهربان ...
ويشهد لها جميع اهل شهربان الاصليين بما فيهم يهود شهربان القدماء ... حيث كانت جدة ( قابلة ) جميع أطفالهم و طبيبة نسائهم قبل ان يهاجروا الى ( أسرائيل ) في العام ١٩٤٨ والاعوام اللاحقه.
تحديات النساء في المجتمع: قصة القوة والإصرار.
هذه المرأه العبقريه كانت تداوي الامراض النسائيه وامراض الاطفال بالاعشاب والزيوت النباتيه والحيوانيه ولها خبره في امراض عقم النساء وقد نجحت في ذلك الى حد بعيد. لقد كانت تجيد الى جانب العربيه اللغات الفارسيه والتركيه والكرديه الامر الذي سهل عليها التعامل مع مرضاها على اختلاف لغاتهم .
كان نصف دارها الكائن في محلة الرماديه مخصص لعيادتها الشعبيه ... وزبائنها ليس اهالي شهربان والمناطق المحيطه بها فقط انما نساء من مناطق بعقوبه والمراديه وخان بني سعد والسعديه وجلولاء وطوز خورماتو وداقوق ...
وكانت سنوياَ ولاكثر من مرة تمشي الى محطة قطار شهربان وتسافر وحيدة الى مدينة داقوق قرب كركوك لزيارة الامام زين العابدين ( ع ) وتبقى هناك لفترة من الزمن تقوم بخدمة نساء المنطقه قبالة وطب نساء وأطفال واعشاب ~ وان هي تأخرت بالسفر لهم فكانوا يقصدونها الى مدينة شهربان.
انها شخصيه قيادية طبيعيه و تحمل خصال الشيوخ ... لا تعرف الخوف ولا تهاب هيمنة الرجال في تلك السنين ... لقد سخرت شهرتها في الطب العشبي والقباله واحترام الناس لها من اجل التدخل في حل مختلف المشاكل الاجتماعيه والعائليه في البيوت التي تزورها ... يعني بالاضافة الى مهنة الطب العشبي والقباله كانت تقوم بدور الشيوخ والوجهاء.
زواج المجاهدة علية الحمد وفروع أسرتها.
تزوجت المجاهده علية الحمد من الشيخ الحاج حسين فياض الدليمي (مزارع) وانجبت منه ابنتين فقط هما: السيدة صالحه والسيدة عمشه. وقد توفي زوجها مبكراً لتقضي اكثر من ثمانين عام بعد وفاته في خدمة نساء واطفال شهربان والمدن القريبة ...
وتمكنت هذه السيده الحديديه من خلال تزويج ابنتيها من تأسيس اثنين من عوائل شهربان المعروفه ... وان فروع شجرتها الوارفه تنتشر الان في مدينة شهربان وبغداد وموزعين في شتى ارجاء العالم ... انها انجبت أسماء وعناوين ... و الان وبعد ان تجمعت امامي التفاصيل نسجت الحكاية من خيوطها الأولى فظهرت الحقيقة ساطعة امام عيوني. ~ بان ذكاءها الفطري هو ذكاء انتشاري وقد وزعته وراثياً محمول على جينات الى احفادها.
والان أنكشفت الاجوبه لتساؤلات و علامات استفهام كانت تجول في عقلي ... الان فقط ادركت من أين اتت خصال الشجاعة و الاقدام و القيادة التي يحملها العديد من أحفادها و منهم احفادها في مدينة شهربان .
لقد تتبعت بدقة فروع شجرتها الاصليه فوجدتها امتدت على شكل عائلتين مشهورتين في مدينة شهربان وهما:
العوائل التي تفرعت عن طريق المجاهدة علية الحمد الدليمي.
العائله الاولى ... عائلة الدليمي ( العمام ) ... اشرأبت هذه العائله وأينعت بعد ان زوجت أبنتها الاولى السيدة صالحه الى ابن اخيها الشيخ عبد جاسم محمد حمد الدليمي وانجبا أربعة أولاد هم أولا :
السيد صبري ... تخرج من دار المعلمين الريفيه بدرجة معلم عام ١٩٣٥ وعمل في عدة مدارس في خان بني سعد وبلدروز و شهربان (في المدرسه الشرقيه و مدير مدرسه المقداديه المسائيه) ... وأولاده السادة بشار (عميد ركن متقاعد ) / عماد / محمد. .. وله ابنتان ... هما السيدة عاتكه / معلمه (ام علي صباح .. الحكم الدولي ) ... والسيدة نهضه / معلمه ( ام ازهر و علي المحامي )
ثانياً السيد طاهر ... الذي خدم في الجيش وكان من وجهاء شهربان ... وأولاده السادة ياسين (مدرس) / علي / طارق / عامر ... وله اربع بنات هما كل من عليه (معلمه) التي سماها على اسم جده عليه وعامره (مديرة مدرسه) ونسرين وسناء المؤظفه في التسجيل العقاري
ثالثاً السيد نجيب ... عمل في الجيش والاعمال الحره ... وأولاده السادة علاء / قيس / ... وله ابنتان هما السيدة ايمان (ام رائد) عندها ولدين ... و السيدة شروق و ابنها محمد / زوجة الراحل الدكتور المؤرخ مجيد حميد يونس الحمداني والمقيمة مع ولدها حاليا في ولاية تكساس/الولاياة المتحده الامريكية .. مؤهل في أدارة الاعمال / مصممة ازياء رجالي / نسائي
رابعاً : السيد ادهم كان عقيد في الجيش وكان يشغل منصب أمر انضباط العسكري في المنصوريه ... اوأولاده السادة سنان (ضابط ) / غسان (دكتور مهندس) ... وله بنت واحده اسمها السيدة هبه خريجه علوم الحاسبات .
العمام والخوال التي تفرعت عن المجاهدة علية الحمد الدليمي.
العائله الثانيه ... وتفرعت مباشرة الى فرعين (عمام وخوال) كلا منهما يمثل عائلة لها دور وأثر بارز في تاريخ مدينة شهربان .. اشرأبت و أينعت هذه العائله بعد ان زوجت بنتها الثانيه السيدة عمشه الى الحاج جاسم محمد الخطاب الدليمي ...
وكان انسان ورع وحج بيت الله مرات عديده أحدهما السفر بواسطة الابل ... كان متعهد محطة قضاء المقداديه منذ تأسيس المحطه في عشرينات القرن الماضي و أستمرحتى العام ١٩٦٠ ... وكان يحظي باحترام شهرباني كبير جدا وهو صاحب مقولة " الزاد ياجوعان والماء ياعطشان " وهذا أمر معروف لعوائل شهربان الاصيله.
السيدة عمشه انجبت السيدة سنيه وتوفت اثناء الولاده فتولت تربيتها الجده عليه و خالتها السيده صالحه ... الشيخ جاسم محمد الخطاب الدليمي بعد وفاة زوجته السيده عمشه تزوج من أمراة ثانيه ( السيدة رحيمه ) وانجب منها الساده الأستاذ صالح مدرس لغة انكليزيه / الدكتور صبحي .. أستاذ دكتور مقيم في الولاياة المتحده الامريكية / السيد فالح ... وأثنان من البنات
تزوجت السيدة سنيه من الاستاذ الشيخ عبد اللطيف خلف مطلك التميمي ( أحد وجهاء مدينة شهربان ) لتنبثق وتزهرعائله جديده من جذور شجرة المجاهده علية الحمد الدليمي المحمدي هي شجرة ال عبد اللطيف المطلك وفروعها الاسياد ~ أنهم قادة و عناوين ...
الراحل صافي / الراحل الاستاذ الدكتور مهدي / الاستاذ سعدي / الاستاذ حفظي / الراحل العقيد وصفي / الشهيد الملازم رشدي .. وابنتين . عائلة أل مطلك وفروعها الرئيسية معروفه في مدينة شهربان وخارجها (سأكتب عنهم منشورمنفصل بالوقت المناسب) .
العديد من افراد الجيل الاول و الثاني و الثالث لهذه العائلة المتميزة موجودين ظمن عائلتنا الشهربانيه الفيسبوكيه الكبيره ..... أهلهم اعلام و عناوين ~ شيوخ ومضايف ودلال وصهيل الخيل