تجارة الأديان: ديّة ثأر بلا عنوان
بقلم: ساجد الدوري.
في خضم صخب الحياة وضوضاء الشوارع، تنتشر لوحات وشعارات مثل "يا لثارات الحسين" و*"لن تُسبى زينب مرتين"*. هذه العبارات ليست مجرد كلمات عابرة، بل تحمل أبعادًا عاطفية وسياسية معقدة، تجعلنا نتوقف ونتساءل: ما المغزى الحقيقي؟ وما الغاية من هذه الدعوات التي تُرفع بلا توقف؟
ديّة الثأر: قصة بلا نهاية
بينما كنت أحاول دفع مستحقاتي عند ماكينة صرافة، وجدت نفسي في مواجهة أسئلة عميقة عن الثأر. لم أكن يومًا جزءًا من الجريمة، ولم أحمل ذنبًا سوى كوني وريثًا لخطايا الماضي. هذه الفكرة تفتح الباب أمام تأمل عميق في المسؤولية الجماعية التي نحملها عن أخطاء لم نرتكبها. قراءة في مشهد الواقع.
![]() |
تجارة الأديان: ديّة ثأر بلا عنوان. |
كان في داخلي المثقل بالأسئلة يردد سؤال محير"من المقصود ؟؟ جعلتني الحيرة اتلفت يمينا" ويسارا"، حتى انتهت جدليتي الأحادية بعد أن عدت بالذاكرة إلى قراءاتي الأولية من الموروث،، *( أنا )*،،!؟! المقصود وليس غيري، ماكان امامي إلا أن انحني للمطالب.
أو أن ادفع من بقايا العمر الثمن، لأكفر عن خطيئة لم ارتكبها، ولم اكن في موقع الجريمة، بل كنت نطفة تنتقل في صلب اجدادي، كان آخرها عند نهاية الحرث، ذنب وقيعة اقترفها ابي مع امي في عرس صاخب كما ذكره لي ابي (رحمه الله) عندما كان يتذكر ايام عرسه،،!!
إننا نعيش حال الذي يسأل فيها الممكن المستحيل؛ أين تقيم؟ اجاب دون تردد في دار العجزة*،،!!ماذا تنتظر من مجتمع عاجز عن تقديم حضارة تنهض بالبشرية [غير شعار انتصار الدم على السيف]*؟؟ ليستمر مسلسل الدماء العبثية في مسرح الجرائم،،!!
لم يكن خروج الحسين من اجل كعكة السلطة، كان خروجه للأصلاح [ضد بدعة توريث الحكم وسنن القتل السياسي وتكميم الافواه]، كما يفعل بنا اليوم في محفل السلطة من بيوتات وجماعات* *جعلت من نفسها وريثة الدم، نقتل من خلاف ونهجر في كل حين ووقت بدم بارد، كما كان يفعل بأسلافنا*،!.
لتحرق شعارات الثأر والسبي، فأن لها أثر في قلوب الثكالي وفي نفوس طوابير من الايتام، ولنسارع الخطا إلى مناقب صحن ماآثر الحسن (رض) لنقف عند [باب عام الجماعة]، لننهي حقبة سالت فيها دماء من جسد الأمة، ولنبحث عن الله الذي خلقنا، وليس عن الله الذي صوروه لنا،،!!!.
تجارة الأديان: الوجه الآخر للجهل
الدين، الذي يُفترض أن يكون مصدرًا للسلام والمحبة، أصبح تجارة رائجة. في مجتمعات يغمرها الجهل، يُستخدم الدين كأداة للتحكم، حيث يُغلف الباطل بغلاف ديني. هذه الظاهرة ليست جديدة، بل امتداد لموروثات تاريخية استُغلت لتفريق الناس وزرع الفتن بينهم.[لقد ملئت أرض الوطن بالرصاص ومتلئت في بطون الخونة الأموال].
{ تعالوا إلى كلمة سواء بيننا أن نعبد الله ولانشرك به شيئاً }.
لاتخف أن تبدأ من جديد، لانك لن تبدأ من الصفر، بل تبدأ من حيث تعلمت، وأمنح العقل مساحة ستجد أنك تتعبد(بالمذهب) وليس القرطاس الذي أنزله الله من السماء، [فالمذهب] سجادة حيكت في زمن اضطربت الأمة بالفتن، لندفع من واقعنا ضريبة امتداد للتلك الحقب من التخلف والفرقة ونبش اطلال الماضي، جعلت من حياتنا فراق دائم وطرائق عدة، دون لم، للشمل ووحدة للكلمة،،!!
[ أن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا" كانهم بنيان مرصوص]•*
اتخذنا من متكئ الروايات الضنية واقوال الرجال صحائف تقدمت على صريح القرآن الكريم، (مفاسد الفكر الروائي) وتقهقر النص القطعي الالهي، إلى مواضع الرفوف التي تعلوها الاتربة*،،!! *•[ وقال الرسول يارب أن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا]•*[ لصوصية للوعظ بملابس واعظ ]*.
اتردد إلى مساجد عدة لأداء صلاة الجمعة، أرى كما يقول *إبن رشد [أن الخطباء يحثون الناس على الزهد والاستقامة* *دون الحديث عن سارقي قوتهم، فاعلم أنه لص بملابس واعظ]*،،!! التجارة بالاديان، تجارة رائجة في مجتمعات ينتشر فيها التخلف، فأذا اردت ان تتحكم بجاهل فما عليك إلا أن تغلف كل باطل بغلاف ديني،،!!
غارقين في مستنقع الجهل والفقر ونتطاول على أمم انتقلت إلى مصافي الحضارة، بعد أن انتزعت خرافات الاستحمار الديني من عقولها،،!!.
التخلف والفقر: أدوات الطغاة
كما قال كارل ماركس: "الفقر لا يصنع ثورة، بل وعي الفقير هو ما يصنعها". الطغاة يدفعوننا إلى الفقر، وشيوخ الطغاة يُغيبون وعينا. هذا المزيج الخطير يكرس واقعًا من الجهل والاستغلال، ويمنعنا من التقدم نحو الحضارة.
الفقر لايصنع ثورة، إنما وعي الفقير هو"الذي يصنع الثورة* فالطاغية مهمته أن يجعلك فقيرا" وشيخ الطاغية أن يجعل وعيك غائبا"*،،!! مانؤمن به ليس دستور للعالم؛ ايماننا تجربة ذاتية وتكليفنا دعوة وتبشير لخير البشرية،،!!
اعتقادنا موروث من الاجداد يتحرك بين اسطر *الفكر الروائي،،* *عبثا" يحاول الآخرين فرضه على الناس بالقوة*،،!!
{ فلعلك باخع نفسك على آثارهم ان لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفآ }•*.
الحل: العودة إلى القيم الأصلية
من الضروري أن نعيد قراءة الدين بعيدًا عن الروايات الموروثة والخرافات. علينا أن نعود إلى القيم القرآنية الصريحة، التي تدعو إلى العدل والسلام. قال الله تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا}، فالدين ليس دعوة للثأر، بل للإصلاح.
خاتمة: بداية جديدة: لا تخف من البدء من جديد، فأنت لا تبدأ من الصفر، بل من حيث تعلمت. دعنا نبتعد عن التعصب ونمضي نحو توحيد الكلمة. قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}. الحل يكمن في التكاتف وبناء مجتمع يعلي من شأن العلم والفكر.
بقلم: ساجد الدوري.