recent
أخبار ساخنة

جامع المقدادية شهربان تاريخ وتراث / تحقيق وكتابة مالك عبدالقادر المهداوي

Site Administration
الصفحة الرئيسية


جامع المقدادية" شهربان"
تاريخ وتراث

تحقيق وكتابة
مالك عبدالقادر المهداوي

************************** 

قال الله عز وجل في محكم كتابه «وَأَنَّ الْـمَسَاجِدَ لله فَلاَ تَدْعُوْا مَعَ اللهِ أحَدًا» (الجن:18). 
وهو القائل: «في بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ ويُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلوٰةِ وَإِيْتَاءِ الزَّكوٰة يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيْدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ» (النور: 36، 37، 38). 

حينما هاجر النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة كان أول عمل قام به هو بناء المسجد الذي أثنى الله عز وجل عليه بقوله: «لَـمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيْهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوْا وَاللهُ يُحِبُّ الْـمُطَّهِّرِيْنَ» (التوبة: 108)، إشارةً إلى مسجد قباء الذي كان أول مسجد في الإسلام. 

وله مكانة تاريخية ظلت وستظل ماثلة في ذاكرة المسلمين عالقة بقلوبهم تزودهم بعاطفة عملية إيمانية جيّاشة فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يقول لبلال رضي الله عنه عندما يحين وقت الصلاة: «أَرِحْنَا بها يا بلال». 

والمساجد محلُّ راحة المسلمين النفسيّة، فيه تطمئن قلوبهم، وترتاح نفوسهم، وتتزكى نياتهم، وتترقى روحانيتهم، وتعلو همهم، وتتقوى عزيمتهم، وتتسامى إرادتهم للعلم والعمل.

المساجد محلّ تلاوة القرآن وتدبر أحكام السنة والقيادة والقضاء والتشاور والعلم والتعلم والتخطيط لكل ما يهم الإسلام والمسلمين. 

الإنسان فيه ضيف كريم على رب العزة والجلال يكرمه بالتوبة والمغفرة وينزل عليه سحائب رحمته وجزيل ثوابه وفيض نعمائه ويشمله بكل ما يسعد دنياه ويعمر آخرته. 

ومن المفيد أن تلك المساجد تستضيف الغرباء وتأوي من لا ملجأ له قد وردَ الى القريةَ أو المدينة لا يعرفه فيها أحد ولا يعرف هو أحدًا فيها.

ولقد ظلت المساجد الإسلاميّة تؤدي دورها لقرون طويلة، مثل ذلك مسجد الكوفة في العراق، وجامع الخلفاء في بغداد، وجامع الملوية في سامراء، العراق. 

الجامع الأزهر ومسجد عمرو بن العاص بمصر وجامع الزيتونة بتونس والقرويين بالمغرب وجامع قرطبة في الاندلس وناهيك عن مساجد بغداد، وقبل كل ذلك المسجد الحرام بمكة والمسجد النبوي بالمدينة وهناك مساجد كثيرة لاحصر لها في جميع الدول الإسلاميّة وغير الإسلاميّة. 

لقد تفنن المسلمين في عمارة المساجد والاهتمام بها وأجمل ما قرأت في كتب التاريخ حين قدم وفد من روما وفيهم قس يكره العرب والمسلمين، دخلوا الى المسجد الاموي أغمي على هذا القس. 

عندما أستفاق قالوا له؛ ما الذي أصابك؟ قال كنت أتصور أنهم ذو حضارة بسيطة وسوف يعودون الى ما كانوا عليه، لكني حين رأيت هذا العمران والبناء أيقنت أنهم قوم سوف يستخلفون الارض. 

حين علم أمير المؤمنين عمربن عبدالعزيز بما حصل للقس قال:- 

لا أهدم بناء يغيض الاعداء ولقد جاء ذلك الرجل السمرقندي الى الشام وهو يريد مقابلة الخليفة وحين شاهد الجامع الاموي قال متعجباً هل هذا قصر الخليفة قالوا لا بل هو بناية المسجد الأموي . 

الصورة أخذت بكامرة ضابط أنكليزي من السراي 

جامع المقدادية (شهربان) الكبير يعتبر من مساجد العراق التاريخية والتراثية القديمة وعند التفكير في كتابة هذا التقرير قمت بزيارة ميدانية لجوامع ومساجد مقاربة في تاريخ البناء وأسلوب وشكل العمارة لكي تتولد لدي فكرة حول شكل البناء. 

ووجدت أن جامع المرادية وجامع الاحمدي والحيدرخانة تكاد تكون متطابقة في أسلوب البناء والتاريخ وشكل الاعمدة والقبب والمنارة لأنها تمثل حقبة تاريخية من مساجد بغداد القديمة التي تكاد تكون متشابهة في التصميم وبنيت في نفس الحقبة التاريخية . 

عندما قررت السلطات العثمانية بناء مسجد لمدينة شهربان والتي حسب اعتقادي كانت حاضرة ويسكنها الناس وفيها خانات كثيرة والبساتين تحيط البيوتات وهي محطة من محطات المسافرين والزائرين والحجاج من أواسط أسيا وطريق الحرير وطريق مواصلات التجار. 

لذلك قامت عائلة شهربانية بالتبرع بقطعة أرض مساحتها 2.200متر مربع لكي يقام عليها هذا المسجد، وقد بدء الشروع ببناء هذا المشروع وتم أفتتاح الجامع في عام 1592م 1001هـ وحسب ما مكتوب على جدار المنارة. 

وقد كانت هذه العائلة التي تبرعت بقطعة الأرض تعرف فيما بعد ببيت الخطيب وهي كنية أشتهروا بها لأن أول من قام بالخطابة هم من هذه العائلة وهي المسؤولة والمكلفة بإدارة الجامع. 

وقد يختلف التاريخ حسب المصادر قسم يقول أن الجامع قد تم بناءه في 1924م 1034هـ دعونا لا نختلف سيان هذا التاريخ أو ذاك فأن هذا الجامع هو جامع تراثي.

لقد بني الجامع على رابية في السوق الرئيسي عند جدار الجامع الشمالي يقع سوق المخضر مفتوح من الجهتين جهة تفضي الى محلات المدينة وأزقتها. 

اما الجهة الاخرى فكانت هنالك قنطرة تعبر نهر الشاخة الى الجهة الشرقية، وسوق الجزارين (الكصاصيب). 

الجهة الغربية من الجامع هي عبارة عن دكاكين تابعة للجامع وتسمى سوق البزازين المسقف وفيها تباع الأقمشة والعدد اليدوية والخياطين ومن ضمنها باب الجامع الرئيسي. 

أما الجهة الجنوبية فتقع فيها قنطرة كبيرة على نهر الشاخه والذي يأتي مخترقاً المدينة الى نصفين. 

وأما الجهة الشرقية للجامع فأن نهر الشاخة يحادد الجامع بحديقة من أشجار الصفصاف وقبل أن تصل الى القنطرة الثانية توجد هناك سلالم عريضة نوعا ما على نهر الشاخة يصعد لها الماء حتى يغمر جزء من ساحة الجامع في أيام إرتفاع منسوب المياه وتنخفض بانخفاضها وحسب اعتقادي أنها كانت تستخدم لوضوء المصلين من النهر. 

وأنا صغير كنت أراقبهم من الجهة المقابلة وأنا خائف من الوقوع الى النهر وفي هذه الجهة تقع محلة التوراة التي يسكنها اليهود ومعبدهم فيها، وكذلك تقع الى الجهة الشمالية الشرقية حسينية المقدادية.

لقد تم تغيير مسار نهر الشاخة حسب قرار مشاريع مجلس الاعمار في العهد الملكي عام 1953م فكان قرار غير صائب حسب اعتقادي. 

وذلك لتغيير مسار نهر الشاخة التراثي بشكل مستقيم وبعيداً عن البيوت والسوق مما أعد تشويهاً للتراث، رغم الادعاء بالمحافظة على البيئة والحضارة وقد تم ردم الشاخة القديمة وأصبحت شوراع وقرب الجامع محلات وهي من أجمل الذكريات.

عند وصف الجامع من باب الدخول التي كانت عبارة عن باب خشبية كبيرة وقد تم استبدالها مؤخراً بباب حديدية. 

حين تدخل تجد أن هنالك على اليمين منارة المسجد وأمامك ساحة واسعة مفروشة بالطابوق الفرشي وتصل الى نهر الشاخة مباشرة وأنت تتوسط تلك الساحة. 

تتجهة الى اليمين تجد أمامك المسجد وتلك الأقواس التي تفضي الى أعمدة وأقواس عباسية تتصل ببعضها تجد طارمة كبيرة قبل دخول المصلى ومن الوسط باب جميلة من الخشب الصاج.

 عند الدخول الى حرم الجامع تجد هناك أربع أعمدة كبيرة تتصل ببعضها بأقواس عباسية لكي تكون مسنداً الى القبة الكبيرة التي تتوسط الحرم، ومن تلك القبة تجد هناك شبابيك متوزعة في سقف القبة لتنير ما في داخل الحرم. 

للمسجد جدران سميكة كي تتحمل القبب الجانبية وانت تدخل تشم في هذا المكان عبق الماضي وعطر الايمان وقدر التمسك بالتراث وهذا البناء يشبة بناء جامع الحيدر خانة وجامع المرادية وجامع الأحمدي في سوق هرج في وسط بغداد. 

لقد تم هدم الجامع بأمر من وزارة الأوقاف وأعيد بناؤه في عقد الثمانينات من القرن العشرين باستثناء المنارة الأثرية (تعود تبعيتها لدائرة الآثار وتقوم هذه الدائرة بزيارتها سنوياً). 

فقد تركت المنارة على حالها وتمت عمارة وتجديد بناية الجامع مرة أخرى في عقد التسعينيات من القرن الماضي وبهمة التجار وأصحاب المحلات بمبادرة رجل من بيت الجركجي أسمه محمود الجركجي.

وقد بقي هذا المعلم التراثي شاخصاً لهذا اليوم رغم تفجيرة في الأزمة الطائفية التي مرت بالمدينة. 

لقد تم الاستدلال على هذه المعلومات التي سوف أوردها لاحقاً من خلال البحث والتقصي وسؤال الباحث في تاريخ العراق الحديث السيد نبيل عبد الكريم الحسيني. 

حيث قال لي ستجد سيرة العائلة التي تبرعت بأرض الجامع وإدارته في البحث عن الشيخ عطاالله الخطيب واخيه الشاعر علي الخطيب (كان في عام 1954م مديراً لجريدة صدى الأخبار وهي جريدة يومية سياسية مستقله). 

وهم أبناء محمد جميل الذي كان أمين الادارة في الدرك في العهد العثماني ثم تم تعينه مدير بلدية بغداد (امين بغداد) في سنة 1911 وبقي فيها لمدة ثلاثة أشهر وتوفى عن عمر يناهز خمسين عام. 

كان محمد جميل شاعراً وكاتباً باللغة التركية وهو ابن عبدالقادر وهذا الشيخ عبدالقادر هو جدهم وتعرف عائلته بأل الخطيب الشهرباني وهو صاحب ترجمة كتاب (تذكرة الشعراء) أو شعراء بغداد وكتابها في عهد وزارة داود باشا والي بغداد. 

وقد نشر كتاب عبدالقادر الأب الكرملي سنة 1936م، وهو أبن محمد الشيخ مختار هو خطيب وإمام جامع شهربان لفترة وهل سبقه أحد من العائلة أم لا أعرف وما تلاها. 

الشاعر العلامة عطا الله الخطيب شخصية فريدة في المجتمع العراقي أديب مبدع وشاعر كبير يتقن اللغات العربية والكوردية والتركية والفارسية كتابة ونظم، ويتكلم الهندية ايضاً وكان شاعراً اديباً باللغات التي يتقنها له مقالات وبحوث كثيرة نشرت في الصحف.  

ولد الشيخ عطا الله الخطيب في مدينة شهربان أحدى قرى محافظة ديالى سنة 1886.

توفيت والدته وهو بعمر سنة واحدة، فقامت جدته بتربيته، ثم إنتقل الى بغداد مع العائلة سنة 1891 ودرس في المدرسة الرشدية سنة واحدة. 

ثم التحق بجده في لواء العمارة وكان جده وكيلاً للاملاك فيها، واقام فيها سنتين بعد وفاة جده، سافر الى البصرة وكان والده موظفاً فيها في الإدارة العثمانية هناك. 

أتم دروسه الابتدائية وعاد الى بغداد سنة 1900 ودرس فيها العلوم الشرعية على يد الشيخ عبد الوهاب النائب وسعيد النقشبندي ويوسف العطا وقاسم القيسي وعلي الطالباني وغيرهم من العلماء . 

فأخذ وتعلم اللغة التركية والفارسية والكوردية عن الشيخ رضا الطالباني عين مدرساً للعلوم الدينية والعربية والكردية والفارسية في المدرسة الإعدادية الملكية سنة 1908 وبقي يدرس فيها قرابة ثماني سنين. 

وقد ابدل اسمها سنة 1911 الى المدرسة السلطانية وتولى في الوقت نفسه تحرير جريدة الإرشاد التي صدرت بعد إعلان الدستور سنة 1908 وهي جريدة عربية - تركية صدرت ببغداد. 

وكان رئيس تحريرها الشيخ عطا الله الخطيب والضابط المتقاعد حسين فريد ثم اصدر جريدة صدى الإسلام سنة 1915 وهي جريدة سياسية فارسية - تركية- عربية انشأها ببغداد لم تعمر طويلاً.

كان الشيخ عطا الله الخطيب أحد مؤسسي جمعية الهلال الاحمر، عين مفتيا لبغداد خلفاً للشيخ محمد سعيد الزهاوي سنة 1916 حتى دخول الانكليز بغداد. 

سنة 1917 قبض عليه ونفي الى الهند وقضى في الأسر ثلاث سنين حتى عاد سنة 1920 فعين مباشرة مديراً لإدارة الاوقاف حتى سنة 1924. 

انتدب سنة 1927 ممثلا للعراق في مؤتمر الخلافة الاسلامية الذي عقد في القاهرة، ثم انتخب نائباً عن ديالى والكوت سنة 1928. 

توفي فجأة في 22/1/1929 حتى رثاه كبار الشعراء والعلماء والادباء والمثقفين فرثاه الشاعر معروف الرصافي فقال فيه: 

هلم نبك النهى والعلم والشرفا                                   
                فقد قضى من بهذا كان متصفا 

وصفه ابراهيم الواعظ فقال الشيخ عطا الله الخطيب شخصية فريدة إذ حدث أجاد وإذا خطب أسأل واذا نظم فدرر غوال واذا نشر فالجواهر المرصوفة واللاليء الموصوفة.

عرفته شاعراً فحلاً ينظم القصائد بأنواعها ويرتجل الأبيات عند المناسبات وللشاعر عطا الله الخطيب شعر كثير متفرق في الصحف والمجلات العراقية قال عنه روفائيل بطي بدأ الشيخ عطا الله الخطيب ينظم الشعر يافعاً وظل يمارسه حتى اخر ايامه. 

في كل هذه السنين والأعوام التي مرت سريعة على هذا الصرح التراثي الجميل والذي يمثل قصة مدينة شهربان. 

أتذكر في أحد جمع رمضان من تسعينيات القرن الماضي كانت الجموع غفيرة تؤدي تلك الصلاة وامتلأ الجامع وحتى على السطح وفي ساحة الجامع الخارجية ووقف الباقين جنب الجدار الخارجي وقد صلينا واقفين . 

لقد خدم في هذا الجامع الكثير من الخطباء وأئمة المساجد والمؤذنين الشيخ في العام كان إمام الجامع الكبير أبو محمد سنة 1959 -1960 ولقد منتمياً إلى حركة أنصار السلام، وتسبب في خلاف كبير بين المصلين والمدينة. 

مر على هذا الجامع من الائمة والخطباء؛ الشيخ أبو عبدالهادي- والشيخ محمد صالح ابو أيمان- والشيخ حسن ملا علي القرغولي- والشيخ خالد هواس- وكثير منهم لم تحضرني أسمائهم. 

ملا مجيد والد الملا غائب الذي كان يقيم حلقات تعليم القرآن وتلاوته وهو جد بطل أسيا والعرب برفع الاثقال "محمود ملا غايب ملا مجيد" وكذلك المؤذنون مثل إبراهيم موجة والكثير من الأسماء التي يمكن الاستعانة بذاكرتكم لكي نضيفهم لهذا المنشور. 

هذا جزء بسيط من التقرير رغم بساطته لكنه يركز على أهمية جامع شهربان وارتباطه مع تاريخ المدينة وارتباطه مع ذاكرة أهل شهربان. 

*الى كل أهل شهربان من لديه أضافة لايبخل علينا بها فضلاً وليس أمراً . 

*وهناك طلب للادارة المحلية للاهتمام بهذا المعلم الأثري وادامته وأعماره بصورة تليق بهم، وبالمدينة وتاريخها، وقد علمت أن هذا المعلم قد افتتح بعد إعماره من جديد وارجو تزويدي بالمعلومات والصور..

ومن ردود القراء تم أضافة أهم تلك التعليقات 

*علي القرةغولي :- صرح عظيم ومعلم من معالم شهربان جامع المقدادية الكبير وحتى دائرة الآثار كانوا يقومون بزيارة الجامع بين فترة واخرى. 

ويعود تاريخه الى اكثر من اربعة قرون كما مثبت في منارته، والأئمة الذين خدموا فيه "محمد صالح ابو ايمان" "وابو عبدالهادي" "الشيخ حسن ملا علي "رحمهم الله جميعاً.

في بداية الثمانينات من القرن الماضي عندما تم تعيين الشيخ حسن القره غولي في سنة 1981 أمامً للجامع، تم هدم الجامع القديم وأصبحت ساحة للجامع الحالي، وكان في وقتها هيكلا وقام بالإشراف على البناء الشيخ حسن ملا علي رحمه الله. 

بدأت الناس تتبرع من أهل الخير والمشاركة في بناءه واكماله والمتبرعين كانوا كلا من:-
 الحاج محمود الجركجي- الحاج احمد قدوري -الحاج اكرم جاسم - الحاج علاء العطار - الحاج محمد عباس الرجب كان متبرعا ويعمل بناءا ايضا ومشرفا ثانيا مع الشيخ حسن رحمه الله. 
وكان العم ابو ماجد محمد عباس الرجب قد قام بالعمل مع الشيخ حسن من بداية البناء الى  أن تم اكمال المسجد والقبب في وقت لاحق وكثير من المتبرعين منهم بالمال ومنهم ايدي عاملة. 
ومن الأيدي العاملة التي كانت تعمل ليلا ونهارا:- 

نبيل ابراهيم علو رحمه الله - محمد اسماعيل -علي الجبوري - حافظ حبيب -سعد نزر - رعد نزر -صفاء حسين - أحمد إسماعيل - حكمت الجبوري - حكيم الدليمي وكثير من الاخوة رحم الله من فراقنا الى الدار الاخرة وحفظ الله من بقية على الحياة الدنيا. 

كان لهذا الجامع اهمية كبيرة ويعتبر جامعاً مركزياً وكان كل اهل القرى والارياف يقصدونه ويصلون به وكان مزحما حتى كانت الصلاة فيه في المحفل في القاط الثاني من سطح المسجد. 

كان معلما للعلم والمعرفة ولدورات القران الكريم ... 

المؤذنون به هم:- السيد قاسم الضرير - ملا ابراهيم موجه - حميد سلامة - محمد حسيب اغا - سيد هاشم .

واخر الخطباء هو الشيخ حسن والشيخ خالد هواس والشيخ محمد عباس اسال الله ان يعيده الى سابق عهده وان يعود هذا المسجد ومساجد المقدادية كما كانت تنشر الحب والالفة والمعرفة والعلم والوسطية والقران اللهم احفظ مساجدنا واهلنا في شهربان من كل سوء.

وبارك الله فيك استاذنا الغالي الاستاذ مالك المهداوي ابو محمد وسدد خطاك وحفظك من كل سوء مأجور على هذا النشر وعلى هذا المسجد الي له حب خاص في قلوب اهل شهربان ربي يحفظكم جميعا . 

*الرائع Ibin Shahraban AH ابن شهربان:- 

بارك الله بيك أستاذ مالك .. توثيق ممتاز لجامع المقدادية الكبير .. فهو جزء من تاريخ شهربان وأقدم مرجع وصلت الية ويذكر هذا المسجد هو العام ١٨٣٠ م عندما كان عدد سكان قرية شهربان هو ٢٥٠٠ شخص فقط . 
*نبيل عبدالكريم الحمد الحسيناوي(الباحث في التراث العراقي والبغدادي):-
السلام عليكم أستاذنا القدير أبا محمد، نعم انه صرح إيماني ممثلا لهذه المدينه الخالده والتي تتبع إداريا أواخر الحكم العثماني لناحية مندلي قضاء بعقوبة ينجب بغداد ولاية بغداد. 
لقد أدينا الصلاة فيه عند وجودنا هناك لزيارة أقارب المرحومه والدتي التي هي من مواليد المقدادية محلة الحداحدة 1930.
أسرة الخطيب لهم تاريخ مشرف في العراق قبل تأسيس المملكة 1921 وبعدها وتولوا مناصب في مختلف الحقب الزمنية ولهم مجلس ثقافي في كرخ بغداد ....
رحم الله الماضين وحفظ الباقين، احترامي وتقديري وامتناني لهذا النشر والتذكير للأجيال واشيد بأخي أبا محمد لاشارته لي كوني باحث بالتراث والتاريخ البغدادي والعراقي. 

ـRaeid Al-zubedyi:-

بارك الله فيك اخي الكريم. لنا فيه ذكريات جميله. كان من القراء والمؤذنين. إبراهيم خليل فياض. خال عبد صفيه. وسيد خماس وسيد أحمد خماس وملا شاكر وإبراهيم موجه ومحمد داود البزاز. الله يرحمهم جميعاً ويدخلهم الجنان العلى إن شاء الله. 
أصواتهم لازالت في الذاكرة . بارك الله فيك إن هذه المعلومات صحيحه وقد سمعت جزء منها سابقاً وليس بهذا السرد الجميل. 

*أبو مصطفى العزاوي :- 

جامع المقدادية الكبير (جامع شهربان القديم) ويقع في السوق القديم في حي النجاجير (العروبة) حاليا وهو أول جامع أسس في القضاء بعد دخول الإسلام الى هذه المنطقة بعد معركة القادسية في زمن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أما المنارة شيدت في العهد العثماني الأول ....
وخلف المسجد يوجد بقايا آثار معبد يهودي ويسمى (التوراة) وكان سكان هذه المنطقة قبل مئة سنة عراق مصغر من العرب المسلمين واليهود والصابئة وعدد من العوائل المسيحية متعايشين بسلام ...نتمنى من دائرة الاثار ان تهتم بهذا الصرح التاريخي ..
قاعدة المأذنه والطابوق الفرشي القديم 

*ابو احمد ايمن :-

لقد كان هناك قارئ ذو صوتٍ شجي يبُكي كل من سمعه في القضاء حتى من غير المصلين وهو البزاز الثري المعروف الحاج محمد داوود المهداوي رحمه الله . 

*فارس سلمان :-

اخي الناشر لقد نورتونا وغذيتم ذاكرتنا وادخلتم فينا السرور بالمدينه العريقه ،المقدادية والاعتزاز بها وتاريخها الخالد.
ارجو اعلامنا واهل المقداديه الكرام بتاريخ الامام المختار وتاريخ دفنه.
واعتقد السيد وعد اعرف بذلك لكونه كان جار له والجار اعرف بجاره..جزاكم الله خير الجزاء وأحسن إليكم. 

*السيد وعد التويجري :-

عزيزي فارس اقولها للتاريخ في حياة والدتي رحمها الله قالت لي:- 
جاء أقارب الشيخ مختار وزاروا مرقد الشيخ مختار رحمه الله ورحمة الله لجميع المسلمين في هذا الشهر الفضيل حيث قالوا لوالدتي انه جدهم الخطيب هذا المدفون في هذا المكان المجاور لدارنا على نهر الشاخة. 
حيث أتوا من بغداد وكانت هذه الفترة على ما أتصور في التسعينات حيث نحن مجاورين المرقد مباشرة دارنا وبُستاننا حيث سميت ببستان الشيخ مختار حيث المرقد من ضمن البستان لوالدي سيد حميد سيد سلطان للتاريخ أقول والله على ما اقول شهيد. 

*محمود خليفة التميمي:ـ 

كان رجل كبير صاحب لحية بيضاء واسمه عثمان يخدم بالجامع عندما تهدم الجامع تهدمت شهربان لانه كان يرمز إلى أهل شهربان وكان تهديمه هو مؤامرة على شهربان.
احسن أمام خدم الجامع هو المرحوم ابوعبدالهادي الله يرحمه ومن الخدم بالجامع وهم المرحوم سيد رحمان وسيد احمد النعيمي ابوهاشم. 

Zaher Al-bawi :ـ 

مئذنة جامع المقدادية الكبير تابعة الى دائرة الآثار وليست تابعة الى الاوقاف وفي السابق كان بين فترة واخرى يأتي وفد من الاثار لفحصها وترميم المتاكل منها وشكرا. 

هذا جزء بسيط من التقرير رغم بساطته لكنه يركز على أهمية جامع شهربان وارتباطه مع تاريخ المدينة وارتباطه مع ذاكرة أهل شهربان. 

الى كل أهل شهربان من لديه أضافة لايبخل علينا بها فضلاً وليس أمراً. 
وهناك طلب للادارة المحلية للاهتمام بهذا المعلم الأثري وادامته وأعماره بصورة تليق بهم بالمدينة وتاريخها وقد علمت أن هذا المعلم قد افتتح بعد إعماره من جديد وارجو تزويدي بالمعلومات والصور. 
*********************** 
بقلم 
مالك عبد القادر المهداوي








google-playkhamsatmostaqltradent