المفاجئة
من العيار الثقيل
لقاء غير متوقع
من منا لم يتعرض الى موقف محرج أو مفاجئة لا يمكن تصديقها ؟ لكن أن يمر بتلك المفاجئة من العيار الثقيل وفي لقاء غير متوقع، سيبقى الموقف خالداً تختزنه الذاكرة.
اليكم ما جادة به ذاكرة الايام في فلم هندي انتج في بغداد عام 1980 .. اسمعوا قصته؛
قبل ان اكتب قصة هذا الفلم،... اقسم لكم بالله العظيم ان كل ما سيذكر في هذه القصة صحيح 100%.
هو صدبقي واخي وقريني الذي لا يفارقني ولم يفارقني منذ الطفولة والى يومنا هذا ترعرعنا في حي واحد وزقاق واحد ودرسنا على رحلة واحدة سنوات الابتدائية وحتى الثانوية ثم دراسة المعهد .
في احد ايام ربيع عام 1980 وقبل انتهاء الدوام الرسمي بقليل نادانا هذا الرجل وقال .. تره خوش جاي (شاي) بالهيل والله يفوتكم.
جلسنا في غرفته واحتسينا الشاي وهنا سأل هذا الرجل صديقي قائلا:
فأردف بسؤال ثان واين تسكن؟
فقال له صديقي ما اسمه ؟؟
فأجابه قائلا انه فلان ابن فلان الفلاني.
يا إلهي لقد قال له اسم ابيه...
تصوروا حجم تلك المفاجأة على قلب وعقل ووجدان صديقي...
عندها قال له: ما كنيته
نعم والله انه ابوه ! ان صديقه يتكلم عن ابيه...
انا فلان ابن فلان ابن فلانه وانت خالي شقيق أمي .
كان معنا رجل يعمل ناظر فني، خرج من الغرفة مسرعا ومذهولا وهو ينادي كافة منتسبي القسم للحضور وللاستماع الى ما حصل بين صديقي وخاله من كلام...
قام الخال فاحتضن ابن اخته وهو مذهول تماما...
قام صديقي بعدها بدقائق بالاتصال هاتفيا بأمه وهو يعاتبها عتاباً شديداً ويقول لها كيف يا أماه يكون لي خال ولا اعرف بوجوده...
هنا صرخت امه قائلة ( اي واحد من خوالك) .. قالت خوالك ؟؟
اذن فإن لديه اكثر من خال ...
فأجابها: يا أماه أيرضي رب العزة هذا الكلام ..
عمري 24 عاما ولا اعرف ان لدي أخوال باستثناء خال واحد توفي وهو شاب في مقتبل العمر.
فقالت له: من هو خالك هذا فقلت لها انه فلان...
قالت دعني أكلمه ..
هنا اختلطت العبرات وتسابقت الدموع نزولا على وجنات الحاضرين عندما شاهدوا الخال وهو يبكي ..
نصف ساعة من الزمن اختصرت ربع قرن من الزمان .
هي مدة القطيعة اللعينة...
بقية القصة ولماذا حصلت القطيعة وماذا حدث بعدها ..
أمور عائلية لا أريد الخوض فيها وكل ما استطيع قوله انها كانت فاتحة خير ومودة للجميع...
انتشرت قصة صديقي في جميع ارجاء المنشأة، وكلهم متعجبون بل مذهولون لما سمعوه من احداث لا تحصل الا في الافلام الهندية او الافلام المصرية القديمة.
اصبح كل من يراه يقول له هلا بالما يعرف خاله...
الكثير الكثير من القفشات التي اضافت للحدث بعداً فكاهياً جميلاً كانت تلك القصة من العيار الثقيل في لقاء غير متوقع.
أخيرا اقول .. آن الأوان ان اخبركم عن اسم صديقي هذا...
عسى ان تكون القصة قد اعجبتكم وتترحموا لوالديه .
انه كاتب هذه القصة .. أنا اخوكم .. كاتب هذه السطور ..
نعم يا اخواني كنت اتحدث عن قصتي مع خالي او اخوالي وكيف عرفت بوجودهم ..