recent
أخبار ساخنة

فرو الثعالب وإغراء النساء والصيادين

Site Administration
الصفحة الرئيسية

فرو الثعالب وإغراء النساء والصيادين

بقلم / خوام الزرفي.

لطالما كان فرو الثعالب رمزًا للجمال والترف، لكنه في الوقت نفسه جعله ضحية للملاحقة والصيد المستمر. ارتداؤه من قبل النساء أثار رغبة الصيادين في البحث عنه، حتى بات يُعرف صائد الثعالب بـ"صائد الواوية"، على غرار فيلم "صائد الغزلان"، وهي مهنة كانت رائجة فيما مضى، وللأسف اندثرت (ليتها تعود). 

فرو الثعالب واغراء النساء والصيادين
فرو الثعالب واغراء النساء والصيادين 

وكما يقول المثل الشعبي: الثعلب فات فات، وهو تعبير عراقي مستوحى من لعبة قديمة. فرو التعالب الجميل كيف جعلة ضحية للملاحقة، توشح النساء أغرى الصيادين للبحث عنه ومنها أشتقت تسمية صائد الواويه (الثعالب)، على غرار فلم (صائد الغزلان) مهنه بادت (ليتها تعود)الثعلب فات فات (لعبه العراق).

ذاكرة متعبة وحكاية من الماضي

سمعت هذه القصة مرارًا، لكن الذاكرة، التي أنهكها الزمن، باتت كومة من الأحداث المتناثرة، بعضها مات وبعضها ما زال عالقًا في زوايا الوعي. وكما قيل: "اغرس شجرة اليوم تنمُ في ظلها غدًا"، فإن الماضي يظل مؤثرًا على الحاضر، حتى في أكثر الأمور بساطة.

في الربع الأول من القرن الماضي، جاء إلى قريتنا رجل من قومية أخرى، امتهن مهنة غريبة جدًا: صيد الثعالب. وسط بساتين خضراء ومياه رقراقة كأنها السلسبيل، وغابات كثيفة، نصب ذلك الرجل فخًا يُعرف باسم "الجزوة". كان الفخ يجذب الثعلب ليقع فيه، فيقوم الرجل بقتله وسلخ جلده، ثم يبيعه في أماكن بعيدة بأسعار جيدة. 

لكن هذه المهنة لم تخلُ من المشاكل، فكثيرًا ما وقع في الفخ كلب بدلاً من الثعلب، مما أثار غضب الأهالي، إلا أن طبيعة الرجل الغريبة، وعطف الناس عليه، كانا كفيلين بحمايته.

الثعالب الحديثة في العراق

الصمت عن الإساءة ليس ضعفًا، بل هو قوة الأقوياء. ومن هنا، تذكرت ذلك الرجل بعد 16 عامًا من الاحتلال، حيث تغيرت الثعالب، ولم تعد تُصطاد في البساتين، بل سكنت "المنطقة الخضراء"، ولعبت لعبة "الثعلب فات فات"، لكن هذه المرة على حساب الشعب.

كل أربع سنوات، يطلّ علينا أولئك القابعون خلف الجدران الكونكريتية، تحت حماية الزجاج المصفح والسيارات المصفحة، ليعودوا إلينا بوجوه جديدة وأكاذيب قديمة. وكما قال الإمام علي (ع): "الجهل في معاداة الناس"، فإنهم لا يعرفون سوى سياسة التسلط والاستغلال.

العراق بين أطماع الثعالب وضياع الحقوق

هؤلاء القابعون في "المنطقة الخضراء" لم يعايشوا العراقيين في عطشهم، أمراضهم، وانعدام خدماتهم. العراق ضاع، والمستقبل بات مجهولاً للخريجين، بينما تتراجع الزراعة والصناعة، وتلوثت المياه، تسمم الهواء، وتعفن الطعام، بل حتى الأدوية باتت فاسدة. الجميع يتحدث عن محاربة الفساد، لكن السؤال هو: من أفسد العراق؟

أصبح التسول ظاهرة، والفقر يتفاقم، بينما هم يسرقون الأموال ويهربونها إلى عائلاتهم التي تعيش في عواصم أوروبا والدول الأخرى. لقد نسوا أن الأفعال هي التي تبقى، لا الأقوال. وكما نقرأ عن ماري أنطوانيت وزوجها، نجد أن هؤلاء الحاكمين لا يعرفون شيئًا عن الجوع والتشرد سوى أثناء تنقلهم من المنطقة الخضراء إلى المطار، حيث يهربون بثروات العراق.

أين صائد الثعالب؟

يُقال: "النصر الناتج عن العنف مساوي للهزيمة، لأنه سريع الانقضاء". فكيف نواجه هؤلاء؟ كيف نجد صائد الثعالب الحقيقي في زمن تحصّنوا فيه خلف الجدران؟

قديماً، قيل: "سوء الزمان بناسه". يا وطن الأنبياء والمقدسات، ما الذي حلّ بك؟ يا أرض الشوق والحنين، يا موطن المياه والبساتين، تحولتَ إلى صحراء مجهولة، سهولك مقفرة، ندَاك جفّ، أمطارك سوداء، مياهك آسنة، هواؤك خانق. البلابل والعصافير أكلتها الغربان والبوم، وجرحك ينزف دمًا ومالاً.

الثعلب بين الأسطورة والواقع

لطالما كان الثعلب شخصية محورية في الأساطير والقصص الشعبية، حيث يرمز إلى الدهاء والمكر، لكنه في الواقع لم يكن سوى ضحية جشع الإنسان. اليوم، نرى أن "الثعالب" ليست مجرد حيوانات تُصاد من أجل فرائها، بل صارت رموزًا للفساد والخداع السياسي.

الفرق بين ثعلب الأمس وثعالب اليوم، أن الأول كان يواجه مصيره بصمت، بينما الأخير يصول ويجول دون خوف من العقاب. فمن يوقفهم؟ وأين ذلك الصياد الذي سيضع لهم الفخاخ التي لا تُخطئ؟

أغانيك أصبحت عويلاً، وشعبك غارق في الحرمان والتشرد والجوع. وكما قال أمير المؤمنين علي (ع): "رأس الكفر الخيانة"، فإن أعظم خيانة هي خيانة الأوطان.

خاتمة: العراق، ذلك الوطن الذي كان يومًا أرض الخير والنماء، بات مرتعًا للثعالب البشرية التي استباحت خيراته، وسرقت أحلام شعبه، وتحصنت خلف جدران لا ترى منها سوى مطارات الهروب. 

لكن للتاريخ أحكامه، وللشعوب صبر ينفد، فكما سقطت أنظمة الفساد عبر العصور، ستأتي لحظة تُعلّق فيها جلود الثعالب الحديثة على جدران الحقيقة، ليتحرر العراق من أسر الوهم والخداع. يبقى السؤال: متى يأتي ذلك الصياد الذي لا تُخطئ فخاخه؟

 لزيارة مقال الكاتب الاخرى أضغط من هنا

❓ **أسئلة شائعة**

نعم، فرو الثعالب يُعد من الفراء الفاخر بسبب نعومته وكثافته، ويستخدم في صناعة الملابس الفاخرة.
لأنه يمنح مظهرًا أنيقًا وشعورًا بالدفء والفخامة، مما يجعله خيارًا شائعًا في عالم الموضة.
يتم ذلك عبر الصيد في البرية أو من خلال مزارع خاصة تُربي الثعالب للحصول على فرائها.
نعم، هناك فرو صناعي عالي الجودة يحاكي الفرو الطبيعي ويُعد خيارًا أخلاقيًا وصديقًا للبيئة.
في بعض الدول، يُنظم القانون صيد الثعالب لحماية التوازن البيئي، بينما تُحظر هذه التجارة في دول أخرى.
google-playkhamsatmostaqltradent