المشكلة ليست معقدة ولا شائكة وغير مرتبطة بقلة مال وشحة في الموارد بل المشكلة في طريقة ادارة البلد وادارة المال في الاستيفاء والصرف.
كل بلد له عملة وطنية طبعت بموجب القانون وكميتها مرتبطة بكتلة نقدية لها حجم تداول وفق الدورة الاقتصادية للبلد متمثلة بالنشاطات التجارية بكل مجالاتها وبشقيها العام والخاص وفق حجم الانفاق الجاري والجباية المستمرة ولها حجم تعامل كنسبة من الكتلة النقدية التي تبقى بيد الدولة وفي مصارفها تسيطر عليها وتتحكم بها.
هل الاقتراض هو الحل؟
أحتمالات اتجاهها الدولة الى الاقتراض ويستمر هذا المسلسل ويتكرر.
كل دول العالم مرت وتمر بازمات مالية ادت لافلاس شركات ومصارف لكنها لم تمس الرواتب ولم تدفع الدول للافلاس لان الكتلة النقدية بالعملة الوطنية مسيطر عليها، ويتم التحكم بها بدروة اقتصادية مغلقة.
يدفع منها ويعود لها ضمن ارصدة الافراد والشركات كقطاع عام وخاص وضمن مجمل النشاطات المنتظمة او الغير منتظمة .
لكن العراق فقد هذه المعادلة البسيطة حين اصبح خارج الدائرة المحكمة للسيطرة على كتلته النقدية بالعملة الوطنية حين فقد السيطرة على الدورة الاقتصادية ونشاطاتها.
اصبحت النسبة الاكبر من الكتلة النقدية (80%) منها خارج المصارف الحكومية وقسم منها في البيوت والاسواق وقسم كبير منها بيد المصارف الاهلية التي تملكها دول وكتل سياسية ورجال مال واعمال عراقيين واجانب.
يستخدموها في شراء الدولار من مزاد العملة ويتحكمون فيه وبيعه لاغراض غير قانونية كغسيل وتبييض الاموال واستيراد بضائع لا يحتاجها العراق وينتجها.
مع ان وظيفة البنك المركزي هي التحكم بارصدة المصارف من العملات الاجنبية والعملة الوطنية الا ان العكس هو الذي حصل ويحصل.
وهذا الوضع دفع الدولة لبيع كل ايراداتها من الدولار لسحب الدينار لدفع الرواتب والالتزامات التشغيليه المهمة، وحين هبط سعر النفط لم تعد موارد الدولة من الدولار تكفي لسحب الدينار لدفع الرواتب فاضطرت للاقتراض .
التحكم بها وتداولها بتحكم. وباضيق الحدود في الأنفاق وباوسعها في الاستيفاء والسحب وايقاف الاستيراد ومنعه في كثير من البضائع الكمالية والغير اساسية لايقاف هدر ارصدة الدولار.