recent
أخبار ساخنة

الاستاذ الدكتور عبد اللطيف البدري" شخصية من بلادي" بقلم الباحث/ الاستاذ موفق الربيعي

Site Administration
الصفحة الرئيسية
زاوية الشيخ سيدي محمّد عبد اللطيف بلقايد تيقصرين,الامير عبد القادر الجزائري,عبد الرحمن جمال,ريهام عبد الغفور,جمال عبد الناصر,اشرف عبد الباقى,دكتور,عبد الحليم حافظ,وصفات الشيف هاله فهمي,قصيدة من انا,الشيف هالة فهمي,عبد,الشيخ محمد عبداللطيف بلقايد,الطريقة البلقائديّة الهبريّة,عبدالرحمن جمال,الاحتلال الايطالي لليبيا,الدروس المحمّدية,الزاوية البلقائدية,هالة فهمي صدى البلاد,سفرة وطبلية صدى البلاد,خالد الغندور,طريقة عمل البليلة بالكنافة,الثور الجزائرية,طريقة عمل العاشورة بالشيكولاتة

الاستاذ الدكتور عبد اللطيف البدري

 شخصية من بلادي

بقلم الباحث/ الاستاذ موفق الربيعي

لقد وقع أختيار الباحث الاستاذ موفق الربيعي اليوم على شخصية من بلادي، وهو الاستاذ الدكتور عبداللطيف عبد الوهاب حسن البدري. 

وهو أحد أعلام الطب والثقافه والرائد في الجراحة وأول من تشّرف من العراقيين بالحصول على شهادة الزمالة من الكلية الملكية للجراحين في لندن. ويعود له الفضل في تطوير علم الجراحة وأرسائه على قواعد علمية حديثة في العراق والمنطقة العربية.

ولد في مدينة سامراء عام 1922 ونشأ من عائلة عريقة أشتهرت بخدمة العلم والدين والمواقف الوطنية. 

• بدأ تعليمه في مدرسة سامراء الابتدائية أنتقل بعدها الى متوسطة الكرخ وأكمل دراسته الاعداديه في الثانوية المركزية في بغداد.

• التحق بالكلية الطبية العراقية في عام 1938.

لقد واكبت سنين الدراسة في الكلية أحداث عديدة على الساحة السياسية والعالمية ومنها مقتل الملك غازي في حادث سيارة 1939 وحركة رشيد عالي الكيلاني في 1941 والحرب العالمية الثانية.

• عام 1944 أنهى الدكتور عبد اللطيف البدري سنوات الدراسة في الكلية الطبية وحاز على شهادة البكلوريوس في الطب والجراحة، وكانت دورته الثانية عشرة.

لقد ضمت الدورة الثانية عشر قائمة من الخريجين كلا من:-

الاستاذ غازي حلمي أستاذ أمراض العيون في الكلية الطبية" والدكتور عبدالوهاب حديد الجراح الاقدم في مدينة الموصل" والدكتورة أمنة صبري مراد مديرة مستشفى الملكة عاليه للنساء" والدكتور سامي محمد يحيى آمر الطبابة العسكرية" اضافة الى زميلته التي أصبحت شريكة حياته الدكتورة لميعه البدري. 

من الجدير أن نذكر بأنها أول من حصل من العراقيين على عضوية الكلية الملكية للأمراض النسائية والتوليد في لندن، ثم أرتقت في السلم التدريسي لتصبح أستاذة النسائية والتوليد في الكلية الطبية وعميدة كلية التمريض ورئيسة الاتحاد النسائي العراقي ورابطة الخريجات الجامعيات.

• سافر مع زملائه الى القاهره للتدريب كطبيب زائر في "مستشفى القصر العيني" وحصل خلالها في سنة 1946 على شهادة الدبلوم في الجراحة العام من جامعة القاهره، وفي تلك المرحله قام بالتقديم الى الامتحان الاولي لشهادة الزمالة الجراحية وبعد اجتيازها غادر الى لندن حيث أكمل تدريبه الجراحي وحصل في وقت قياسي على شهادة الزمالة من الكليه الملكية للجراحين في لندن، وبذلك يكون أول عراقي يحصل على هذه الشهادة المرموقة والمعترف بها عالميا.

• بعد عودته الى الوطن في سنة 1948 حيث أحداث نكبة فلسطين مازالت جارية وأكمال تدريبة في دورة الضباط الاحتياط العسكريه أنذاك، تخرج منها برتبة نقيب طبيب ولكنه سرعان ما ألتحق في الجيش العراقي في فلسطين وقام بتقديم الخدمات الطبية مع الكثير من المتطوعين في مستشفى الهلال الاحمر العراقي في جنين. 
بعدها شارك في تأسيس مستشفى الهلال الاحمر في نابلس حيث أشرف على معالجة الجرحى وألاهالي على حد سواء.

• بعد انتهاء خدمتة العسكرية تسرح من الجيش ، وفي السنوات 1949-1950 تم تعينه في القسم الجراحي في المستشفى الملكي الردهه 12-13 حيث شارك بتدريس مادة التشريح النظري وعلم الاجنة للصفوف الاولى في الكلية أضافة الى المساهمة في امتحانات الكلية الفصلية والسنوية

• عام 1952 ساهم بتدريس الجراحة السريرية لطلاب الصف الرابع مع الاستاذ خالد ناجي طيب الله ثراه حيث كان حريصا على تعليمهم وفي نفس الوقت عطوفا على مرضاه.
في السنه التاليه 1953 أنتقلت خدماته الى العيادة الخارجية لتدريس طلاب الصف الخامس حيث أستمر تشجيعه لهم وكان يشرف على فحص المريض ثم شرح الحاله وطرق علاجها وكان يقوم بتدريب الطلبة على أجراء العمليات الجراحية الصغرى مثل عمليات الختان ورفع الاجسام الغريبة وفتح الخراج وتحت أشرافه المباشر اضافة الى حثهم بالمواظبة على مراجعة الكتب الطبية مثل كتاب هاملتن بيلي وكتاب العمليات الصغرى وفن الجراحة وغيرها.

• في السنوات 1953-1954 خصص جناح لجراحة الاطفال في الردهات 17-18 الجراحية حيث قام بتدريس طلبة الصفوف المنتهية حول جراحة الاطفال ومخاطرها، من فقدان الدم وسوائل الجسم، بما فيها التشوهات الخلقية، واستمر في عمله الانساني في معالجة المرضى وتدريس طلاب الكليه لعدة سنوات تلت،

• حصل عام 1957 على شهادة الاختصاص في جراحة الجهاز الهضمي من جامعة شيكاغو ثم أصبح زميل في اكاديمية الجهاز الهضمي الامريكيه لاحقا

• بعد أحداث ثورة 14 تموز 1958 أندلع حريق هائل في مخازن النفط في منطقة الكيلاني حيث تولى معالجة الكثير من المصابين والذين أزدحمت بهم ردهات المستشفى وبمساعدة الجيل الجديد من الجراحين امثال الدكتور عبد الكريم الخطيب ، زهير البحراني وهاشم الهاشمي.

• كانت فترة الخمسينات وما تلاها غزيرة بإصدار ونشر العديد من البحوث الطبية والمقالات الثقافية في مختلف الدوريات والمجلات الطبية وتشمل القائمة ما يلي:

- تدرن الغدد اللمفاوية في العراق مجلة الكلية الطبية 1952.

- قرحة المعدة والعفج في العراق مجلة المهن الصحية 1953.

- المعالجه الجراحية للفطار البرعمي مجلة المهن الطبية 1953.

- جهاز مبتكر للختان مجلة الكلية الطبية 1954.

- الاستجابة الايضية في المكروب المجلة الطبية العسكرية 1957.

- بعض الاوجه الفسلجية للمعدة مجلة الكلية الطبية 1957.

- تأثير السكرين على المعده المجلة الامريكية للفسلجة 1958.

- الروابط بين دهليز المعده والعفج المجلة الطبية المصرية 1961.

- البروستافلين في الخمج الجراحي مجلة الكلية الطبية 1962.

- يرقان أنسدادي والاكياس الصدرية مجلة الكلية الطبية 1962
- علاج القرحه الهضمية بالتجميد مجلة الكلية الطبية 1966.

• كذلك نشر عدد من المقالات الثقافية في المجلات العلمية ومنها:

- آراء في المصطلحات الطبية وتعريبها المجمع العلمي العراقي 1966.
- الفصد في الماضي والحاضر المجمع العلمي العراقي 1968.
- الجامعة التكاملة مجلة التعليم والبحث العلمي 1968.

• تواصل نشاطه التدريسي في سنة 1960 لطلبة الكليه خاصة الصفوف المنتهيه وألاشراف على أمتحاناتهم السنوية والنهائية.
• بعد سنوات من العطاء والتدرج الوظيفي تم تعينه في سنة 1961 أستاذا للجراحة العامة في الكلية الطبي وقد أحتفظ بلقب الاستاذية حتى نهاية خدمته في سنة 1975.

• نظرا لكفاءته في تأدية واجباته فقد أنيط به منصب رئيس لقسم الجراحة وذلك في عام 1963.

• بعد أحداث 8 شباط 1963 أنتخب الاستاذ عبداللطيف البدري عميدا للكلية الطبية حيث تولى إدارتها بكل حكمه والتزام واستمر في منصبه حتى عام 1965.
• في 6 أيلول 1965 تم تعينه وزيرا للصحة في وزارة عارف عبدالرزاق، ولكن سرعان ما حدث التغيير الوزاري في 21 أيلول 1965، برئاسة السيد عبدالرحمن البزاز والذي كلفه بالاستمرار في نفس منصبه الوزاري، وفي السنه التاليه في 18 نيسان 1966في وزارة البزاز الثانيه، كلف مرة ثانيه بالقيام بمهامه الوزارية. 
من الجدير أن نذكر بأن مسؤوليات وزارة الصحة خدمية فقط، وليست تعليمية ولذلك قرر بعد الانتهاء من عمله الوزاري العوده الى الكلية والاستمرار في مهامه الاكاديمية كرئيس لقسم الجراحة في الكلية الطبية.

• عام 1966سنحت له الفرصه بأن يقوم بمهام أستاذ زائر في الجراحة لجامعة القاهره

• نهاية الستينات طرحت فكرة التفرغ العلمي ولكنها لم تر النور بسبب تطبيقات القانون وتفاصيله، ولكن استمرت جهوده في تشكيل فروع لقسم الجراحة كل حسب أختصاصه وبمشاركة الاستاذ يوسف النعمان والاستاذ خالد القصاب.
• بالرغم من تعينه رئيسا لجامعة بغداد في السنوات 1971-1972 لكنه أستمر في رفع المستوى العلمي لقسم الجراحة حيث شرع بأقامة دراسة الدبلوم في الجراحة العامة لمدة سنه دراسية واحدة.

• في نفس الوقت الذي تم تعينه في السنوات 1972-1975 رئيسا لقسم الدراسات العليا في الكلية الطبية واصل الخطى لتطوير الجراحة في العراق. 

فقد حصلت الموافقة وبمساعدة وزير الصحة عزت مصطفى وعميد الكليه الدكتور تحسين معله بإقامة الامتحان الاولي لشهادة الزمالة البريطانية في مدينة بغداد. وتحت اشراف لجنة الامتحان البريطانيه. 
وقد أنتخب الاستاذ هاشم الهاشمي سكرتيرا لهذه الدراسة بترشيح من الاستاذ عبد اللطيف البدري وقد لاقت هذه المبادرة صدى كبيراً وترحيباً واسعاً خاصةً من الدول العربية المجاورة حيث تقدم للامتحان عدد من الاطباء العرب للامتحان في بغداد بدل لندن مما يوفر عليهم الكثير من العناء والاموال.
• بعد انتهاء خدماته من الكلية الطبية عام 1975. تفرغ لكتابة عدد من الكتب التاريخية والتراثية القيمة حيث صدر له

- كتاب من الطب الاشوري 1976.

- كتاب التشخيص والانذار في الطب الاكدي 1976.

- كتاب الطب عند العرب 1977.

خلال دراسته في الولايات المتحده الامريكيه تم اختيار بحثه المقدم إلى الجامعه كاحسن بحث طبي مقدم إلى الجامعات الامريكيه في تلك السنه. 
بعد انتهاء خدمته في العراق عام 1975 ذهب إلى الإمارات العربيه كمستشار لوزارة الصحه الاماراتيه. 
في عام 1980 اصبح اول عميد للكليه الطبيه الاردنيه بعد انشاؤها، وبقي عميد لها لحين تخرج دفعتها الاولى شكرا لاخي لتذكيره شباب هذه الايام بعالم عراقي جليل
توفى رحمه الله يوم 23 حزيران 2013 تاركاً ورائة تلك الاعمال والمنجزات في سجل تاريخه المفعم بالتميز والمجد وبذلك تكون تلك السيرة مخلدة للدكتور عبداللطيف البدري.

         

الاستاذ الباحث / موفق الربيعي
google-playkhamsatmostaqltradent