وفاتها أثارت الجدل" كما في حايتها
بقلم عماد العزاوي
اثارت وفاة الدكتورة نوال السعداوي، كما في حياتها، جدلا واسعا بين شامت وساخر واخرين حزينين لرحيلها ومقدرين لدورها الريادي الفكري في بلادنا العربية...
فنحن شعوب لم نتعود بعد طريقة التعامل الحضاري مع من نختلف معهم فكرا.. والا فان التشمت والاستهزاء بالميت امر مستهجن ...
فكيف ان جاء من طرف من يدعون الفضيلة والاخلاق ويعظون الناس عليها؟
اتيح لي ان اقرأ الكثير من مؤلفات الدكتورة نوال، وان احضر لها بعض المحاضرات وتحدثت معها عندما اتيحت لي الفرصة... اتفق معها في كثير مما طرحته واختلف في القليل...
لكن في كل الاحوال لا تكون الا معجبا باتساع وانفتاح افاقها الفكرية وشخصيتها واسلوبها في تناول المواضيع الساخنة وشجاعتها الكبيرة في اختراق عناوين فكرية احاطها وعاظ السلاطين بالطلاسم وحرموا على اي احد من الاقتراب منها...
فكيف اذا كان هذا الاحد امرأة؟
كل من يسخر من هذه العظيمة ولم يقرا لها حرفا...او لم يتمعن جيدا بما قالته او اختلف معها بدواعي ليست عقلانية وانما بسبب تلبسه بموروث طويل من المحرمات التي صارت مبتذلة ويتاجر بها ادعياء الدين...
اقول اليكم بعض من سيرتها العلمية والحياتية :-
١- حاصلة على بكالوريوس الطب والجراحة جامعة القاهرة.
٢-نالت درجة الماجستير في علوم الصحة من جامعة كولومبيا الاميركية في عام 1966.
٣. حصلت على الدكتوراه وعلى شهادات فخرية عدة من عدد من جامعات العالم المرموقة.
٤- أصدرت مجلة الصحة وكانت تنشر فيها جميع آرائها ومعتقداتها دون أي حدود أو خوف، وعملت كرئيس تحرير فيها إلى أن أُغلقت بامر من السلطات بعد شكاوي عدد من الشيوخ والمتزمتين.
٥-صدر لها اكثر من أربعون كتابا.. أعيد نشرها وترجمة كتاباتها لأكثر من 20 لغة وتدور الفكرة الأساسية لكتابات نوال السعداوي حول الربط بين تحرير المرأة والإنسان من ناحية وتحرير الوطن من ناحية أخرى في نواحي ثقافية واجتماعية وسياسية.
ووجهة نظرها ان تحرير الوطن من الفقر والتخلف لا يكون بدون تحرير الانسان من القيود التي تمنعه من اخذ دوره الحقيقي...
وتحرير المرأة من عبوديتها ومن النظرة الموروثة الخاطئة لها وفسح المجال لمساواتها مع الرجل في العمل والحياة هي المنكلق الاساس لبناء اوطان متحررة...
وكان هذا سبب لان يعلن الكثير الحرب عليها لانها مست امتيازاتهم وكل الاسس التي قامت عليها مراكزهم في التسلط الفكري والاجتماعي لقرون...
٦-عملت نوال السعداوي في وزارة الصحة كمدير مسؤول عن الصحة العامة وكأمين مساعد في نقابة الأطباء...
ومن عام 1973 إلى 1978 عملت السعداوي في المعهد العالي للآداب والعلوم. ولم تتوقف أبداً عن الكتابة ونقد اضطهاد المرأة العربية التي اشتهرت بها.
٧. حصلت نوال السعداوي على العديد من الجوائز العربية والعالمية منها جائزة الشمال والجنوب من المجلس الأوروبي - وجائزة ستيغ داغيرمان من السويد - وجائزة رابطة الأدب الأفريقي وجائزة جبران الأدبية...
وجائزة من جمعية الصداقة العربية الفرنسية - وجائزة من المجلس الأعلى للفنون والعلوم الاجتماعية - بالإضافة إلى الدكتوراه الفخرية من قبل الكثير من الجامعات الأجنبية.
٨. رُشحت لجائزة نوبل للآداب.
٩. نوال السعداوي هي اول من واجهت المجتمع والدولة ورجال الدين وطالبت بتجريم ختان البنات حتى تسببت ارائها تلك وغيرها بسجنها في عام ١٩٨١ في ما سمي بمجزرة حبس المثقفين في اخر سنة من حكم السادات ....
بعد ذلك اثبت الطب والعلم اضرار الختان الجسيمة نفسيا وجسديا ..ويصرح بذلك الازهر وليصدر دار الافتاء بعدها بثلاثين عاما.. بتحريم الختان وتجريم من يقوم به...
نقول وداعا للدكتورة نوال السعداوي فالاوطان لا تبنى الا بالافكار الحرة الشجاعة كالتي جاهرت بها ...
وكانت وفية لها وناضلت من اجلها وتحملت التكفير والتفريق عن الزوج والحرمان والقدح والشتيمة لانك تعرفين ان الحقيقة والتنوير والانفتاح الفكري امور تستحق التضحية ...
ادناه احد حوارات الراحلة الدكتورة نوال السعداوي..