قصيدة
حكمُ الهَوى
الشاعرة
ريم علاء محمد
**************
وتَناقضت بينَ السُكوت مَشاعري
ضدّان قد عَصفا بنطقِ كلامي
ليظلَّ جمرُ حَشاشتي مُتفجرًا
ووقودهُ شَوقي و سيلُ غرامي
من هولِ كتماني لنزفِ مواجعي
شابتْ بعزِ شبابها، أحلامي
ليضج في قلبي حنينُ مُفارقٍ
ويبوحهُ نايي، صدى أقلامي
وعلى تَراتيلِ المَدامعِ أسطرٌ
خُطتْ بحزنٍ سَرمديٍ دامِ
في كلِ حرفٍ ألفُ آهٍ عَشعَشتْ
وتَعمقتْ في جَوفِ قَلبٍ ظامي
هل من سبيلٍ لإحتضانٍ، أو إلى
لُقياكَ في طيفٍ، بطيفِ مَنامي
رِفقًا بقلبٍ في هواكَ مُعاندًا
قَد باح في حُكمِ الهوى إعدامي
عانى جراحا بإحتوائكَ وارتوى
كأسا تفيضُ مرارة الأيامِ
لا يستجيبُ لغيرِ شاردة الهوى
وجماحهُ لا ينثني بِلجامِ
ما إن أتيتَ بعمقِ خاطرةٍ أتى
بمجالسِ التبجيلِ و الإعظامِ
فَيصوغُ فيكَ قَصائدًا بِجمالها
تَغري حليمَ الفَهمِ بالإوهامِ
مُتغزلًا في حُسنِ ثَغركَ راسمًا
قَمرًا يَشقُ ضياء كُل غمامِ
أمِنَ العَدالة أن يخضبَ بالأسى
وربيعُهُ أقصوصةُ الإسقامِ
ليلًا بقارعةِ الأزقةِ هائمًا
صُم المَسامعِ و العُيون سَوامي
ما نالَ مِن فَرطِ المحبةِ تَوبةً
تَجلي ذنوبَ العِشقِ و الآثامِ
أمضى دُهورًا عِندَ بابكَ راجيًا
عند الركوعِ مناجيًا بقِيامِ
مَدَ النَواظرَ في الظلامِ مَنارةً
ومَضى يُفتشُ عن خُطى الأقدامِ
عن بعض ذراتٍ لعطرٍ عالقٍ
في شَقِ أرصفة الطريقِ السامي
كيف الرجوعُ لأصل ذاتي مرغمًا
و أنا رهينُ النقضِ و الإبرامِ
كليّ آسيركَ و الشُعور نَسائِمٌ
فَضحَ اشتياقي من وراءِ لِثامي
مالي بهجركَ لا أطيقُ منازلًا
تَكتظُ بالقربى و ذي الأرحامِ
لمعُ السرابِ يَمرُ برقًا خاطفًا
بلحاظِ عَينٍ لا يَردُ سَلامي
يا كُلَ كُليّ القَلبُ فيكَ مُتيمٌ
ماذا دهاكَ لتَستسيغَ خِصامي
يَكفي جفاءً و إبتعادًا عُد إلى
مَن في الغَرامِ مُقلدٌ بِوسامِ
زُرني بطيفٍ إن خشيتَ مَلامةً
قَرّب فُؤادكَ مِن رِضابِ هِيامي
كُل المَواسم تَنقضي بآوانها
فَاختم سنينَ الهجرِ خيرَ ختامِ
2021/1/1