recent
أخبار ساخنة

صراع القوى" وحصانة الزعماء

Site Administration
الصفحة الرئيسية
الحجم
محتويات المقال

صراع القوى وحصانة الزعماء

✍️ بقلم: الأستاذ راسم العكيدي

صراع القوى وحصانة الزعماء" من زاوية استراتيجيات السلطة والنفوذ، حيث يوضح أن الحصانة التي يتمتع بها الزعماء لا تأتي من فراغ، بل تُبنى على ركائز أساسية، مثل الغطاء السياسي، والدعم الديني، والعلاقات الخارجية. كما يشير المقال إلى دور التنظيمات المسلحة والمافيات في تأمين هذه الحصانة، ما يجعل إسقاط الأنظمة أمرًا بالغ الصعوبة.

صراع القوى" وحصانة الزعماء
صراع القوى" وحصانة الزعماء 

لكي يحظى زعيم عصابة بالحصانة، لا بد أن يكون قويًا، ثريًا، قاسيًا، منفذًا دون تردد. ولكن، هل تكفي هذه العوامل لضمان بقائه محصنًا؟ في عالم تحكمه المصالح والصراعات، لا تُمنح الحصانة مجانًا، بل تُنتزع بالقوة، غير أن الوحشية المفرطة قد تتحول إلى سلاح يرتد على صاحبه في صراع القوى.

لذلك، لا يكتمل نفوذ الزعيم إلا بنظام لا يُخترق، وإلا فإنه سيدفع الثمن. قواعد اللعبة واضحة: من يخلّ بها يخسر كل شيء. لكن كيف تُصنع هذه الحصانة؟ وما ركائز النظام الذي يحيط بها؟


ركائز الحصانة في عالم النفوذ

لضمان البقاء في القمة، يحتاج أي زعيم إلى منظومة متماسكة، تتكوّن من ثلاث ركائز أساسية:

  1. غطاء سياسي قوي يمنحه الشرعية ويمنع سقوطه بسهولة.

  2. راية دينية توفّر له حصانة روحية تحصّنه من المساءلة الشعبية.

  3. امتدادات خارجية تربطه بشبكات دولية تمتد عبر الحدود والبحار، تربط المال بالسلاح والمخدرات، وتؤمّن له الدعم عند الحاجة.

عندما تتكامل هذه العناصر، يتحول النظام إلى شبكة مافيا يصعب إسقاطها، إذ تتداخل المصالح الاقتصادية والاستخباراتية، مما يمنحه نفوذًا يتجاوز حدود الدول.


التأثيرات الدولية والإقليمية في صراع القوى

لا يمكن فصل الصراعات المحلية عن الامتدادات الدولية. ففي عالم تحكمه المصالح، تصبح الدول نفسها ساحات للحروب بالوكالة، حيث تتحكم القضايا الدينية والسياسية في تحريك العواطف، وتُستخدم الوطنية كوقود لإشعال الصراعات.

فهل تذكر كيف أثّرت الحرب الباردة على العالم؟ وكيف أُعيد رسم الخرائط الجيوسياسية بعد الحرب العالمية الثانية؟

بعد تلك الحروب، تشكّل نظام دولي جديد، اعتمد على توزيع النفوذ بين القوى الكبرى، وخلق مناطق فاصلة لا تخضع لأي طرف، بل تُدار عبر شبكات خفية تمنع انهيار التوازن.

مافيا السياسة في لعبة التوازن الدولي:

لطالما كانت إيطاليا نموذجًا لهذا النظام، إذ تحولت إلى "أرض الخوف"، حيث دعمتها أمريكا بموافقة الاتحاد السوفيتي لتكون جدارًا فاصلاً بين أوروبا الغربية والشرقية. لم تكن هذه الصراعات مجرد حروب تقليدية، بل كانت هناك أيادٍ تحرّك المشهد من خلف الستار، توازن بين القوى، وتخلق الأزمات كلما اقترب أحد الأطراف من كسر القواعد.

نفس السيناريو تكرر في أمريكا اللاتينية، حيث دعمت القوى العظمى تنظيمات مسلحة هنا، وأسقطت حكومات هناك، تمامًا كما حصل في الشرق الأوسط عند اقتراب السوفيت من المياه الدافئة في الخليج.


العراق.. ساحة صراع القوى والمافيات

لم يكن العراق بعيدًا عن هذه اللعبة، فقد دخل ضمن حدود النظام الدولي الجديد بعد حرب إيران وأزمة الكويت، ليصبح ساحة لتقاسم النفوذ. وكان لا بد من إيجاد نظام سياسي هش، يديره قادة متفرقون يصعب عليهم إدارة البلاد من الداخل، بينما يسهل توجيههم من الخارج.

ولكن، كيف يتم ضبط هذا النظام؟

المعادلة الجديدة: تنظيمات مسلحة مقابل سلطة سياسية:

في مواجهة السلطة السياسية، نشأت تنظيمات مسلحة عابرة للحدود، تعمل وفق أجندات دولية وإقليمية. هذه التنظيمات لا تُترك لتنمو بلا رقابة، بل يتم ضبط قوتها بحيث لا تطغى على النظام، كما يتم ضبط النظام نفسه بحيث لا يصبح سلطة قوية قادرة على فرض السيطرة الكاملة.

هنا، تدخل مافيا الفساد والمال والمخدرات والنفط والتهريب والسلاح كجزء من اللعبة، تمنح النظام شرعية سياسية، وتوفر له غطاءً دينيًا يمنحه القدسية، فتتحول الجريمة المنظمة إلى سلطة محصّنة لا يمكن المساس بها.


حصانة الزعماء وخيوط اللعبة

لكي لا ينكشف المشهد الحقيقي أمام الشعوب، لا بد من خلق أزمات مستمرة، تُبقي المجتمع مشغولًا، وتجبر الناس على الالتزام بخنادقهم الفكرية والسياسية.

لكن، كيف يتم ذلك؟

سيناريوهات مدروسة.. وأبطال مصطنعون:

كلما هدأت الأوضاع، تبدأ "أفلام الأكشن" السياسية مجددًا. هناك أبطال أقوياء، وهناك شهداء مضحّون، وهناك جماهير تنقسم بين مشجعين وناقدين. أما السيناريو، فهو مكتوب مسبقًا، والبطل الحقيقي خلف الكواليس، بينما يتلقى الدوبلير (البديل) الضربات نيابة عن الجميع.

هكذا، تستمر اللعبة، تتكرر الأزمات، ويظل الجمهور يصفق، يصدق المشهد، دون أن يدرك أن هناك من يدير الخيوط من خلف الستار.


خاتمة: الحقيقة المغيّبة

في عالم تحكمه المصالح، لا مكان للصدفة، ولا مجال للعشوائية. كل شيء مدروس، وكل أزمة تُخلق لهدف، وكل زعيم، مهما بدا قويًا، هو مجرد أداة في لعبة أكبر منه.

فهل يدرك الجمهور أنه مجرد متفرج؟ أم أن التصفيق سيستمر حتى يُسدل الستار على مشهد آخر، بأبطال جدد، لكن بنفس السيناريو القديم؟صراع القوى" وحصانة الزعماء
ماذا جرى" لامة من خير الامم؟

أسئلة شائعة

صراع القوى هو التنافس بين جهات مختلفة تسعى للسيطرة على النفوذ السياسي أو الاقتصادي أو العسكري، حيث تلعب المصالح والتحالفات دورًا كبيرًا في تحديد ميزان القوة.
الحصانة توفر للزعماء حماية قانونية أو سياسية تمنع محاسبتهم بسهولة، مما يعزز نفوذهم، لكنه قد يؤدي أيضًا إلى استغلال السلطة.
تستخدم بعض القوى العالمية التنظيمات المسلحة كأدوات للضغط السياسي أو العسكري، مما يساعد على الحفاظ على توازن القوى في مناطق الصراع.
المال يُستخدم كوسيلة لتحقيق النفوذ السياسي، حيث تموَّل الحملات السياسية وتُبنى التحالفات، مما يمنح أصحاب الثروة تأثيرًا كبيرًا في مراكز السلطة.
القوى الكبرى تستخدم وسائل متعددة مثل الضغط الاقتصادي، والتدخل العسكري، ودعم الأنظمة السياسية، لضمان استمرار نفوذها في الدول الأصغر.
google-playkhamsatmostaqltradent