قصيدة يا سيد الهوى
للشاعرة السورية ليلاس زرزور
كتبت الشاعرة السورية الأستاذة ليلاس زرزور قصيدتها بعنوان " يا سيد الهوى في مجاراة الشاعر والفارس أبو فراس الحمداني بقصيدته الشهيرة "أراك عصي الدمع شيمتك الصبر".وهذه القصيدة من البحر الطويل.
يا سيدَ الهوى
غَدا الحبُّ مَـــــدّاً بيننا مالَهُ جَزْرُ
وكُنتُ من الأمواجِ ينتابُني
الذُعْرُ
وَحارَ فُؤادي بين صَمْتٍ ولَهْفَةٍ
بخَيمةِ أشواقٍ يفوحُ بها العِطْرُ
أُكفكِفُ دَمعاً سالَ من رَهبةِ الهَوى
ورَغمَ دُموعِ العينِ يبتَسمُ الثغرُ
كَريمةُ أصْلٍ لا أرى الحُبَّ ريبةً
إذا كان نبضُ الروحِ يحرُسهُ
الطُهْرُ
فيَغرقُ في عَينيهِ قلبي بصُورَةٍ
كمثلِ غُروبِ
الشَمسِ يأخُذها البَحْرُ
لأنّكَ مِلءَ العَينِ والقلبِ والرُؤى
لَهيبُ الهوى برْدٌ وليسَ بهِ
جَمْرُ
أتتني فَــراشاتٌ وغـنّتْ بلابـــــــلٌ
وَبينَ ارتجاجِ النبضِ قد نبتَ
الزَهْرُ
قضى الحُبُّ أن أهواكَ ياسرَّ لهفَتي
فصرتَ أميري والهَوى
أمْرُهُ أمْرُ
عَجيبٌ أُوارُ الحُبِّ يأسِرُ رُوحَنا
فنلقاهُ
فردَوساً ويُعجبُنا الأسْرُ
سنُبحرُ. لا نخشى العَواصفَ إنْ أتَتْ
ولـــو أنّ هذا البحْرَ... ليسَ لــهُ
بَـــرُّ
لقد مسّنا رَغمَ المسافاتِ بيننا
وكُلُّ غَرامٍ في
القلوبِ لهُ سِرُّ
فنحْنُ طُيورٌ والهوى سنديانَةٌ
تُظللّنا
بالحُبِّ أوراقُها الخُضْرُ
نطيرُ ونعلو في فضاءِ مَجَـرَّةٍ
تُرافقُنا شَمسٌ ويتبَعُنا بَدْرُ
وبينَ نُجومُ الليلِ من رَوعةِ الهَوى
إليكَ
كمثلِ الغَيثِ ينهَمرُ الشِعْرُ
سنرفعُ فوقَ الشمسِ راياتِ عشقِنا
ومن نورِ طُهْرِ العشقِ
يبتسمُ الفَجْرُ
قريباً أرى العُذّالَ بيني وبينَهُ
يقولونَ عَنّا كي يُعَذّبنا الهَجْرُ
سيرمونَ موجَ النهْرِ صَخْراً وَكُدْرةً
ولكنما هيهات أن يرجَعَ النَهْرُ
فكُلّ نقيِّ القلبِ إنْ مسّهُ الهوى
يظلُّ كما الأصدافِ يسْكُنُها الدُرُّ
رأيتُكَ نبْضاً يبعثُ السَعْدَ في دَمي
فلو أنّ قلبي قد أحبّكَ لي عُذرُ
فيا غايتي القُصوى ويا سيّدَ الهَوى
سنحيا غراماً لا يُكَدِّرُهُ الدهْرُ
*******************