حين يكون الأمر مرهون بمصير شعب ووجود بلد فالقرار لا يرتهن للمزاج والحكم لا يخضع للانتقائية.
مشكلتنا الأهم وازمتنا الأعظم في مزاجية الرأي العام أفراد ومجتمع ومزاجية الحكام والسلطات. وتأثر قراراتهم ومواقفهم بمزاجهم. فان كان هادئ مسترخي خذ منه ما تشاء ويكون رائقاً مستعداً للعمل والإنتاج. وتقبل أي رأي ومنفتح للحوار بهدوء وراحة. الطبقة السياسية أصابت البلد بضرر جسيم.
وحين يكون عصبي بمزاج عكر ويعاني مشكلة خاصة او من أعراض مرض فلا استعداد ولا رغبة في العمل ولا تقبل أي حوار أو رأي ولا يقوم بأبسط واجباته. (حين يكون الأمر مرهون بمصير شعب.)
هذا على مستوى رأس الهرم فعبد الكريم اقصى رفاقه في منظمة الضباط الأحرار وكان في عزلة ولم يعمل على حماية نظام الحكم فانقلب عليه مجموعة من الضباط وأطاحوه ببيان واحد.
وعبد السلام مارس الحكم برعونة ومزاج واستلم عبد الرحمن السلطة بلا رغبة وكان يجب أن يعتذر عنها وسلم الحكم لأول انقلاب بسهولة وسذاجة وكان يردد أني لم ارغب بها بل انتم من اردتموني.
البكر جلس على كرسي الحكم وهو يعاني مرض السكري وسلم كل الأمور بيد صدام متصوراً انه يعمل لمصلحة بقائه في الحكم بلا خصوم حتى تمكن منه وعزله.
صدام أخر أيامه عزل نفسه واهتم بأمور بعيدة عما يدور حول البلد وأراد أن يكون شاعر وروائي ولأخر يوم وهو يكتب فصول رواية ( اخرج منها يا ملعون ) وخرج من بغداد وتبخر تحت سخونة نار الاحتلال.
المعارضين للعراق استلموا السلطة ويدعون انهم غير مؤهلين لها ولا خبرة لهم بها ومر على تعاقبهم على الحكم قرابة عشرين سنة في أسوء فترة حكم مر بها العراق.
أي ظاهرة يمر عليها فترة طويلة دون أن تحقق أي هدف فهي فاشلة ويحق إزالتها.
وفي ظل كل هؤلاء حين ينتقد معارض أو كاتب أو ناشر في شبكة التواصل ينبري من مزاجه ليس على ما يرام ليقول وماذا نفعل؟ او بعدين ؟ او أن هؤلاء لا ينفع معهم كلام. ولكن نفس المدعين عند تضرر مصالحهم ينتقدون بأسوأ انتقاد.
إنها المزاجية التي تروق وقت المصالح وتتعكر حين عدم تحقق المصلحة ويكون التخلي ويقول أن الأمر لا يعنيني.
انه مصيرنا وحاضرنا ومستقبل أبنائنا ووجود بلدنا يجب أن نتعامل معه ومع من يتلاعب به بمزاجه بمنتهى القوة وبما نملكه من قدرات. ويجب أن نحاصرهم وننتقد ونواجه ونكشف ونضغط ونفضح ونحاصر مصالحهم. ونضع الهاوية بين أقدامهم وان يتركوا الملفات المتخصصة لأهلها.
ومن يكون رائقاً متفهم في مصالحه ومتعكر ولا يتقبل الفهم في إدارة شؤون البلد والشعب فليذهب لمصالحه بعيداً عن البلد ومصيره والشعب ووجوده. (حين يكون الأمر مرهون بمصير شعب).
انه بلدنا يا قوم انه مستقبل أبنائنا اذا تخلينا عن حاضرنا. انه بلدنا ومصيرنا المرهون بوجوده أيها الأوغاد النائمون تحت أفياء سلاح اتباعكم ومطمئنون لأموال فسادكم في عواصم تدعمكم.