تشابه السلوك والعقلية السياسية.
في أوقات معينة تتماثل الأحداث التي مرت على دوليتين أو اكثر بسبب تشابه السلوك السياسي للأنظمة والعقلية السياسية. التي تدير شؤون البلد وبسبب نمط التفكير السياسي الذي تدار به الأزمات.
دائماً هناك تحوّل في سياسة الدول العظمى التي لها مصالحها في المنطقة ولها نفوذ مهما تصور العقل السياسي. انه تراجع أو ضعف فله وسائله التي تتغيّر وفق المتغيرات الزمنية والسياسية.
هذا التحوّل تتعامل معه الأنظمة السياسية بمحاولة أحداث تغيير شكلي مكشوف تتصوره تكتيك خداع. يمكنه أن يتعامل مع التحوّل بالاستيعاب والتقبل لأبداء مرونة أمام القوى العظمى. وتطويع وترويض التحوّل وقواه الفاعلة الأساسية.
في كل مرة ووفق الأزمنة ينقلب التغيير الشكلي على أصحابه ويعطي نتائج عكسية. تصب في مصلحة التحوّل الذي يجري ويحقق للقوى العظمى مصالحها ويعيد ويقوي نفوذها. يبدو أن تشابه السلوك السياسي والعقلية السياسية.
المقارنة بين حرب العراق وحرب فلسطين.
كذلك في العراق لم تعطي أزمة الكويت نتائج متشابهة للحرب العراقية الايرانية بسبب وجود تحوّل في السياسة الأمريكية. نتيجة متغيرات دولية غاب فيها الاتحاد السوفيتي وتصور العقل السياسي العراقي السائد حينها. انه سيتلاعب بالسياسة الدولية بفرض واقع يفرض مصالح أقوى من التحوّل. تجبر القوى العظمى على التعامل مع الواقع الجديد وتمييع التحوّل.
في هذا العهد يوجد تماثل في الانسحاب الصدري من العملية السياسية في لعبة السلطة. بعد اشتداد التناحر في ظل انسداد اقترب من الانفجار. دفع الصدر للانسحاب والعودة للقواعد الشعبية والاحتكام الى الشارع.
هل هناك تشابه في العقلية السياسية بين انسحاب الصدر واستقالة عبد الناصر.
وهي تشبه الى حد ما مناورة جمال عبد الناصر حين استقال بعد نكسة حزيران وعاد للقواعد الشعبية. فحفز الشارع وغطى على الهزيمة واحتكم الى الشارع الذي خرج يطلب عودته. وتحميل مراكز القوى في الجيش متمثلة بعبد الحكيم عامر المسؤولية وعزلها وأخراجها من المشهد. بتغيير فرضته لعبة السلطة والشارع .
واليوم هناك تحوّل واضح يجري بسرعة تفرضه حرب أوكرانيا وإعادة تمركز القوى العظمى في خندقين. لأحداث تحوّل في النظام العالمي ولكن النمط السياسي التقليدي السطحي السائد.
الآن في العراق يحاول أجراء تغيير شكلي لإجبار القوى العظمى الساعية للتحوّل في سياستها. على التعامل مع واقع تفرضه لكنه سيعطي نتائج تصب في مصلحة التحوّل السياسي. ويكون التغيير الشكلي في العراق مبرر لقرب إجراءات التحوّل للوصول الى النتائج المخطط لها لمطاردة افضل فرص المصالح والنفوذ.