لا ينفع العلم في بيئة التخلف؟
في بيئة كبيئة العراق لا ينفع العلم ولا يفيد التخصص لأن استخدام العلمية في بيئة التخلف في محاولة لتغيير حركتها هو التخلف بحد ذاته. وتوظيف المتخصص في بيئة المتنفذين وبؤر سلاحهم يأتي بنتائج عكسية.
العراق تأسس كبيئة لا تصلح للعمل السوي بل لمضاربات المافيات والاحزاب المسلحة وتنظيماتها التي لها امتدادات خطيرة في الداخل والخارج. 15 مصرفاً اسستها مافيات عالمية ووكلائها الاقليميين من دول مارقة وادوات داخلية لكتل سياسية واذرعها المسلحة.
هذه المصارف سيطرت على كتلة الدينار باغلبها وسيطرت على النشاطات التجارية في الدورة الاقتصادية وعلى مجمل التعاملات المالية للاستيرادات لكل السلع. ولم يبقى للمؤسسات الحكومية اية منافذ للنشاط والتعامل تستطيع من خلاله استعادة كتلة الدينار! الذي تضخه في الرواتب والانفاق الحكومي ضمن الموازنة العامة.
مجلة شهربان الألكترونية- SHAHARBAN MAGAZINEواضطرت الحكومة وبنكها المركزي ووزارة ماليتها لبيع الدولار من ايرادات بيع النفط للمصارف الخاصة لتشتري منها الدينار. المصارف المملوكة لمافيات الفساد طلبت من سنان الشبيبي زيادة كمية الدولار المباع من 50 مليون الى 100 مليون وطلب منه المالكي تحويل خمسة مليارات دولار للحكومة لتغطية عجز الموازنة فرفض.
واثناء ايفاده لسويسرا صدر بحقه أمر قبض وخرج ولم يعد. تم تولية العلاق فوافق وصعدت مبيعات الدولار لمستوى 300 مليون دولار يومياً. وهذا يعادل ستة اضعاف ما يحتاجه العراق لتغطية النشاط الاستيرادي. وبذلك لم يتمكن البنك المركزي من مراكمة الدولار في الرصيد الاحتياطي لرفع قيمة الدينار.
مائتا مليون دولار يومياً تذهب سدى للتهريب واستيراد الممنوعات ودعم بؤر الصراع والعنف ومليشيات عابرة للحدود. ولو تم ايداعها في البنك المركزي لكان الرصيد الاحتياطي من العملة الصعبة قد وصل لمدى به يتساوى الدينار بالدولار. وكانت تلك سياسة سنان الشبيبي قبل الاطاحة به وبسبب سياسته.
السؤال لماذا سمحت امريكا بتهريب الدولار بفواتير وهمية ومزورة طيلة خمسة عشر عام؟ ولماذا عند تطبيق المنصة تم خلق ازمة صعود الدولار. علماً ان لا نقص في كميات السلع بعمومها. بل هناك رفع لاسعارها بقياس مع سعر السوق السوداء مع انها تستورد بالسعر الرسمي.
لان مصالح الاحزاب المتنفذة ضربت فاستنجدت برؤوس اموال مافيات دولية. وسلاح المليشيات لمنع المستوردين من التعامل من خلال المنصة. وقياس سعر السلع بسعر الدولار الاسود وليس الابيض.
هي مقامرة بقوت الناس واستخدامهم وسيلة لللضغط على الحكومة وامريكا للعودة لنافذة مزاد العملة. اللعبة ورائها سياسات دولية ومتغيرات مرسومة وبتوقيتات لتصفية حسابات. وتفكيك تحالف السياسة والمال والسلاح. الذي بدأ يهدد أمريكا وأوربا ومصالحهم ونفوذهم وذلك من المحضورات.