الدراما ورمضان حديث ذو شجون؟
الدراما ورمضان حديث ذو شجون بدايته تلك التقليعة التي حشرت الدراما في شهر حتى ازدحمت الشاشات. التي هي اساساً مزدحمة بفضائيات صنعت وعياً مثقوب وتلاعبت بذائقة المتلقي حتى افسدت متعة الاعمال الفنية.
غاب الكبار كتاباً ومخرجين ونجوم فغابت الاعمال التي تلامس المشاعر وتحاكي الواقع وتقربنا بتفاصيلها من مشاكلنا واوجاعنا. وتضع المعالجات بالمواجهة حتى لو كانت افتراضية.
قديماً كانت اعمال الدراما على مدار السنة ولها يوم موعود ننتظر فيها الحلقات. وكان اسامة انور عكاشة ويوسف معاطي ولنين الرملي ومحسن زايد وصباح عطوان وفاروق محمد ومعاذ يوسف وحامد المالكي. في كتابة السيناريو.
كيف تصنع الاغلبية؟ كيف تصنع عدو؟مخرجين وكتاب كبار ونجوم اعمالهم كانت تلامس المشاعر.
وكان محمد فاضل واسماعيل عبد الحافظ وعماد بهجت وكارلو هارتيون في الاخراج . وكان عادل الامام ويحيى الفخراني ومحمود عبد العزيز وهم كبار النجوم واخرون من العراق ولبنان وسوريا.
مع غياب الكبار يضاف لتردي الدراما نقل الكراهية والتصور الشخصي والتجارب الذاتية المحدودة. كما في مسلسل دفعة لندن سئ الصيت. الذي يراكم الازمة والمأساة والشرخ في الجدار العربي وجرح الضمير العربي. وينافي الحقيقة وينال من العراقيين وابداعهم وتاريخهم بسبب اجتياح العراق للكويت.
وهي عملية انعكاس لارهاصات السياسة والحكم على الشعوب والتاريخ بشكل انتقامي لن يؤثر فيه. لكنه يؤكد حجم الحقد المتأصل الذي لم يزل يسكن قلوب البعض في الكويت ومنهم كتاب يحسبون على المثقفين. فيترجموه الى دراما تنشر الحقد وتزرع الكراهية لتنقل الازمة الى الاجيال والمستقبل.
وفي دراما رمضان لم يزل في العراق مقص الرقابة يعبث ويمنع مسلسلات لدواعي عشائرية وطائفية وسياسية مثل مسلسل الكاسر.
ففي كل سنة نجد منعاً لاعمال او محاولات منع وبهذه الطريقة لن تكون لنا دراما معاصرة ولن يكون لنا كتاب سيناريو يتسموا بالجرئة والشجاعة. ويبقى قلمهم خائف من مقص المنع والرقابة وتبقى اياديهم ترتجف.
مما لا يؤدي الى حلول ومعالجات لازماتنا لاننا لن نواجه مشاكلنا. ومن لا يواجه مشاكله لن يتعلم ولن يتعالج ولن يشفى ولن يتعظ.
راسم العكيدي.