حادث تحطم طائرة وزير الدفاع عدنان خيرالله.

هل تعبر سفن النجاة مضيق هرمز بعد اتفاق ايران والسعودية؟

بعد أن تم اتفاق ايران والسعودية برعاية صينية هل تتمكن سفن النجاة من أن تعبر مضيق هرمز. إذ تتسارع الأحداث والزيارات في المنطقة، لتشير ان الوقت قد حان، وان البديل سيحقق للغرب مصالحه لمرحلة جديدة في المنطقة. 

إيران.. الهدف المعلن، تعددت الرسائل في اكثر من مناسبة بظرف فارغ لايحتوي على مضمون سوى كلمات تطلق في الهواء لتصل عبر الأثير الى القيادة الايرانية، لكن..؟

لقد جرب الغرب والصهاينة، ان المنازلة المباشرة مع العرب، لن تجدي نفعا"ولاقبل لهم فيها، ولم تحقق للغرب المتصهين مصالحه، بل ستضع الغرب في دائرة العزله والعداء وستعمق حالة الرفض لتواجدها في المنطقة..!

مقال اخر للكاتب ثقافة الغرب تحتسي نخب هزيمة العرب؟

للغرب وسائله المتعددة للوصول الى الاهداف، فالعرب أقوام لاتحسن التفاوض، فهم يعانون من مزاجية الملل والعناد. ولن يقبل العربي بالهزيمة حتى لو هزم في معركة، فالهزيمة في مفكرة العرب لامعنى لها على الارض! ولن تستقيم حالته تحت سلطة نظام لفترات طويلة ويتعمد اثارة الفوضى والثورات من اجل التغيير.

لكن مزاجية العربي تتماهى مع الحكام الأقوياء الذين يحققون له نصرا" ملحميا"تلو الآخر كما يسطر تاريخهم الملاحم دون غيرها، فالنصر على العرب يأتي من جولات التفاوض الطويلة. 

كما حدث من ايام كامب ديفيد والى أوسلو حتى يومنا هذا، لم يحصل العرب على شبرا"واحداً" في ارض فلسطين. او من حكام يتلاعب بهم الغرب كما يتلاعب الأطفال بأوراق الصور، وان تكون متلازمة البقاء في السلطة مرهونة بقرار غربي.

بعد نظرية الفوضى الخلاقة وتشظي الحكام.

فكان لنظرية الفوضى الخلاقة وقعها على الارض وتشظى الحكام بين قتيل ومعدوم وهارب. وتحركت الارض العربية تحت زلزال بمقياس تعدى حدود ريختر. وتبعثرت الأمة لتعود الى زمن الجاهلية يقتل بعضهم البعض وتعددت الغزوات، وتوقفت ساعة الزمن العربي.

وأصبحت أمة نور ومهند لها قدح السبق في قيادة أمة محمد، ومصر الكنانه لاتفارقها حكايات رآيه وسكينة. وجدة تعيش ايام الحلم الجميل، صخب الحياة الغربية بالرقص والحفلات وموائد الطرب. وكان للعراق طعم خاص في المنازلة الكبرى، سراق العمامة يتقاسمون كعكة العراق على جثث دماء ابناءه. والنهب والسلب حصة تموينية توزع بين الأقران والأقارب..!!

ولم يبقى للجيوش العربية معنى في معادلة ازاحة اسرائيل. فالمهمة تبدلت، تأمين حياة العرب من فوضى العرب، وتأمين طرق المآتم والولادات التي لاتفارق العراقيين على طول السنة..!!

حتى لغتنا العربية، ماعادت من أوزان شعر المعلقات، استبدلت بمقاطع عبرية ولكنة فارسية. لقد رحل الخوف من سماء تل أبيب، فلا قيمة للعرب في سوق العقار السياسي. وايقنت اسرائيل أخيرا"ان مقومات بقاءها من خارجها وليس من داخلها، يحكمهما عنصران هما:

الدعم الامريكي بلا حدود وغياب الدور العربي بلا حدود، وتحقق المراد على يد حكام اوغاد، ونزع العرب عقال الغيرة عن محياهم، ليتصدر المثليين مضايف العرب، وان الطريق الى بيت المقدس يمر عن طريق التطبيع..!!

ايران".. الدولة العميقة الضاربة في عمق التاريخ، تحسن لغة التفاوض، ولها من الصبر دون ملل، نسج سجادة لمئة عام، وأنها كشجرة الكالبتوس تميل حيث تميل الريح ولاتنكسر، ولن تنسى ثأرها مهما تقادمت الايام، وتمتلك من المطاولة والنفس الطويل، سبقت به العرب لمديات بعيدة.

لكن..؟ لماذا هذا الخصام مع الغرب كما يبدو، ولماذا تسارعت الأحداث؟؟

بعد وئام وتخادم لقراءة المشهد بين السطور..!! ام ان ذرائع الغرب التي بان كذبها، ايام اتهام العراق امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل،؟ ام ان خروج ايران ومغادرة نصوص الاتفاق وتمددها الواسع في الحضن العربي وجنوحها نحو الروس والصين، ام ان عودة التخصيب ودعم روسيا بالطائرات المسيرة، ازعج جناب البيت الابيض.؟؟

هل سارعت ايران الى حدفها، وأكلت الطعم الروسي ورفع التخصيب لأرقام تخيف الغرب من امتلاك ايران للسلاح النووي.؟؟ الايام القادمة حبلى بالأحداث، وأخرها وليس أخيرا"اتفاق الرياض وطهران برعاية صينية. هل ينجح اتفاق بعد صراع اقليمي وحرب باردة بين ايران والسعودية وتتمكن سفن النجاة من أن تعبر مضيق هرمز.

رغم اعلان البيت الابيض علمه بالاتفاق على استحياء، ام انه مادعى اليه بومبيو ايران، من تصفية حساباتها مع جيرانها، هل احست ايران اخيرا"بثقل التحالف ضدها وان الحصار اكل اللحم وسينهي العظام.؟؟

لقد سقط ظلع العرب من مثلث الشر، ونقلت أوراق اعتماد الحكام الى ارشيف البيت الابيض وقصر باكنغهام، ورحلت صورهم الى متحف الشمع في لندن، لم يبقى من أضلاع المثلث سوى ايران" كورش وقائده سالار المؤزر بالنصر على حمورابي وحرق بابل، وانقاذ اليهود من السبي البابلي، فهل نسي أحبار اليهود ذلك اليوم العصيب..!!

وهل نسيت اوربا فضل الصفويين، إنقاذ النمسا من الفتح العثماني، إن نسي كل هؤلاء، فالتاريخ لاينسى..!!!

إين تلك الايام التي راح ضحيتها نمر النمر وهدم بيوت العزل على رؤوسها ؟ واين ذهبت جيوش الرياض، التي قلت الشيعة في البحرين؟ واين قذائف الطائرات التي ترمي حمم نيرانها على صعده الحوثي؟ ولماذا وصل الحال في لبنان الى دمار شامل بجناية أسلحة الدمار الشامل، وماذا نقول لمرقد السيدة زينب، هل نقول لها انت الآن في حض داعش بمأمن؟؟ وماذا ستقول طهران لولي الدم في العراق، أين صرخات الامس من فتاوى الرياض التي قتلتنا كما تدعون..؟؟

سقوط الاقنعة والاتفاق بعد القطيعة.

كيف بني الاتفاق على جراحات وألآم الشعوب الغبية ومن يعيد للضحايا الأب المفقود والأم الثكالى، ولقطات الصور تحكي ضحكات مسمومة على الشعوب وتضحياتها. 

 واين ذهبت تصريحات محمد بن سلمان، يوم قال في لقاء متلفز (( كيف تريدني ان أضع يدعي بيد دولة تعتقد بخرافة ان لها امام غائب سيعود.!!)) وهل ستعود العراصم المهدمة، التي تمددت فيها طهران الى الحض العربي، ام ان كل ماجرى محمول على التقية..؟؟!!

لقد سقطت الأقنعة، وان في عالم السياسة مساحة كبيرة للتياسة، وان المصالح العليا للحكام مقدمة على قواعد الدستور والمذهب..!!

وان كرسي السلطة تقدم له القرابين والشهداء، كما كانت قريش تقدم قرابينها وفلاذات أكبادها الى اصنام المذاهب وتوابعها..!!!

العالم الثالث كما يرى البعض بانتظار قدوم سفن السلام لتنقذ الحال، لكن القادم دوامة لمصالح جديدة تدفع ثمنها الشعوب على مذبح الغباء..!!! فأمريكا يستطيب لها ان تصنع مقبلات سكرتها من غباء الشعوب الجاهلة لمصيرها..

بقلم ساجد الدوري.