recent
أخبار ساخنة

مملكة أشنونا: حضارةٌ سكنت قلب التاريخ وسبقت القوانين البشرية بقرون

Site Administration
الصفحة الرئيسية

مملكة أشنونا: حضارةٌ سكنت قلب التاريخ وسبقت القوانين البشرية بقرون

بقلم: مالك المهداوي.

تُعد **مملكة أشنونا** واحدة من أقدم الممالك التي صاغت ملامح حضارة وادي الرافدين، إذ احتلت موقعًا استراتيجيًا في تل أسمر بناحية بهرز في محافظة ديالى، مما جعلها مركزًا حيويًا للتجارة والإدارة والمعرفة. شهدت هذه المملكة ازدهارًا ملحوظًا بين الألف الثالث والألف الثاني قبل الميلاد، وخلّفت إرثًا حضاريًا متفردًا سبق القوانين البشرية بقرون طويلة، خصوصًا مع اكتشاف *قانون أشنونا* الذي يُعد من أقدم الشرائع المدونة في التاريخ. 

مملكة أشنونا: حضارةٌ سكنت قلب التاريخ وسبقت القوانين البشرية بقرون
مملكة أشنونا: حضارةٌ سكنت قلب التاريخ وسبقت القوانين البشرية بقرون

لم تكن أشنونا مجرد مدينة مزدهرة، بل مختبرًا فكريًا أنتج معادلات رياضية ونصوصًا هندسية سبقت العالم القديم، إضافة إلى آثار معمارية ومعابد وألواح طينية وثّقت تفاصيل الحياة اليومية بدقة مذهلة. إن دراسة **مملكة أشنونا** تمنحنا نافذة واسعة لفهم تطور القانون، والإدارة، والعلم في العراق القديم، وتكشف عن حضارة سكنت قلب التاريخ وما زالت آثارها تشهد على عظمتها حتى اليوم.

موقع أشنونا وأصلها

تقع عاصمة **مملكة أشنونا** في تل أسمر، ضمن مثلث جغرافي استثنائي يجمع بين الأراضي الخصبة الممتدة بين نهري دجلة وديالى. هذا الموقع لم يكن مجرد مساحة زراعية غنية فحسب، بل مثّل نقطة التقاء طبيعية بين طرق التجارة القديمة، مما منح أشنونا قوة اقتصادية مبكرة وقدرة على التواصل مع مدن وادي الرافدين والمناطق الجبلية شرقًا. وقد أسهم هذا الامتداد الطبيعي في جعلها مركزًا رئيسيًا لممالك الشرق الأدنى القديم.

نشأت أشنونا بدايةً من استيطان قبائل آمورية جاءت من بلاد الشام خلال موجات الهجرة الكبرى التي شهدتها المنطقة في مطلع الألف الثاني قبل الميلاد. ومع استقرار هذه القبائل في تل أسمر، بدأت ملامح إمارة محلية بالتشكل، مستندة إلى قوة اجتماعية وتنظيم إداري مكّنها من فرض حضورها بين الدويلات المنافسة. هذا المزج بين الجذور الآمورية والتقاليد الرافدينية خلق هوية حضارية خاصة تميّزت بها أشنونا عن غيرها.

ومع مرور الزمن، تطورت أشنونا إلى إمارة قوية لعبت دورًا بارزًا في شبكة العلاقات السياسية والتجارية بين حضارات عيلام شرقًا، وآشور شمالًا، وأكد جنوبًا. هذا الموقع الوسيط جعلها حلقة وصل مهمة، كما أكسبها تأثيرًا حضاريًا انعكس في قوانينها، تجارتها، وتطورها العلمي، مما رسّخ مكانتها كإحدى أهم المدن في تاريخ وادي الرافدين.

تل أسمر: قلب المملكة وأهم مواقعها الأثرية

يمثّل **تل أسمر** القلب النابض لمملكة أشنونا، وهو موقع أثري واسع تبلغ أبعاده نحو 200 × 200 متر، بينما يتراوح ارتفاعه بين 3 و4 أمتار. كشفت الحفريات المتعاقبة عن طبقات حضارية عميقة تعود إلى **عصر فجر السلالات السومرية**، مما يوضح قدم الاستيطان البشري وأهمية الموقع في نشوء إحدى أقدم الدويلات في وادي الرافدين. وقد شكّل هذا التل مركزًا رئيسيًا للإدارة الدينية والسياسية للمملكة عبر مراحل متعددة من تاريخها.

وأظهرت التنقيبات وجود مجموعة من **المعابد** التي خُصص بعضها لعبادة الإله أبو (أو أيا)، إضافة إلى مبانٍ إدارية تشير إلى ازدهار التنظيم السياسي والاقتصادي. كما تم العثور على آلاف الألواح الطينية المدونة بالخط المسماري، مما يعكس تطورًا معرفيًا كبيرًا في مجالات القانون والحساب والتجارة. وتمثل هذه النصوص سجلًا حضاريًا دقيقًا يقدّم لمحة واسعة عن حياة سكان أشنونا.

ولم تتوقف المكتشفات عند ذلك؛ فقد عُثر أيضًا على **أختام أسطوانية** ودمى فخارية متنوعة تُظهر ثراء الحياة الثقافية والفنية في تل أسمر. هذه اللقى تمثل مرآة واضحة لتطور المملكة، وتبرهن على دورها كمركز علمي وثقافي أسهم في ترسيخ مكانة أشنونا في التاريخ الرافديني القديم.

قانون أشنونا: شريعة سبقت حمورابي

يُعد **قانون أشنونا** واحدًا من أبرز الشواهد القانونية في حضارات وادي الرافدين، وهو اكتشاف أحدث نقلة كبيرة في فهم تطور التشريع في الشرق الأدنى القديم. فقد عُثر عليه في **تل حرمل**، ويعود تأريخه إلى نحو **1930 ق.م**، أي قبل شريعة حمورابي بما يقارب نصف قرن، مما يؤكد عمق التجربة القانونية للأموريين في هذه المملكة الرافدينية. 

قانون أشنونا: شريعة سبقت حمورابي
قانون أشنونا: شريعة سبقت حمورابي

نُقشت مواد القانون بالأكدية على لوحين طينيين تضمّنا **61 مادة** تُنظّم حياة الناس اليومية، وتُعالج شؤون المجتمع الاقتصادية والاجتماعية والجنائية، مما يجعلها من أوائل المحاولات البشرية لصياغة قواعد قانونية مكتوبة وواضحة. وأشار طه باقر إلى أهمية هذا القانون لكونه أقدم من قانون حمورابي بنحو نصف قرن، مما يعيد ترتيب تاريخ تشريع القوانين في المنطقة.

قانون أشنونا: شريعة سبقت حمورابي:

  1. تحديد أجور العمال وتسعير السلع الأساسية.
  2. تنظيم قضايا **السرقة والحجز الكاذب والديون.
  3. تشريع أحكام الاعتداءات الجسدية والجراح.
  4. تقسيم المجتمع إلى طبقات: **الأحرار، المسكينوم، العبيد.
  5. معالجة الأضرار الناجمة عن الحيوانات المفترسة أو الثيران الهائجة.

يكشف قانون أشنونا عن رؤية عميقة لإدارة المجتمع وضبط العلاقات بين الأفراد، مما يعكس مستوى متقدمًا من التنظيم في دولة كانت تقع في قلب التفاعل بين سومر وأكد وعيلام. إن هذا الاكتشاف لا يعيد رسم ملامح التاريخ القانوني فحسب، بل يؤكد أن أشنونا كانت سبّاقة في وضع قواعد تشريعية أسهمت في بناء حضارة وادي الرافدين الخالدة.

    الاكتشاف والتنقيبات العلمية

    شهدت ثلاثينيات القرن الماضي انطلاقة مهمة في دراسة مملكة أشنونا، إذ بدأت بعثات تنقيبية منظمة بين عامي 1930 و1936، تلاها عدد من المواسم البحثية اللاحقة. وقد أسهمت هذه الجهود في إعادة إحياء الاهتمام بتاريخ هذه المملكة التي لعبت دورًا بارزًا في بلاد ما بين النهرين خلال الألف الثاني قبل الميلاد.

    كشفت التنقيبات الأولى عن مجموعة من التلال الأثرية المهمة، من بينها **تل خفاجي** الذي ضم معابد مميزة، و**تل أشجالي** المرتبط بالمنشآت السكنية والإدارية، إضافة إلى **تل حرمل** الذي عُرف بوجود أرشيف واسع من الألواح المسمارية. كما شملت الاكتشافات **تل الضباعي** و**تل أجدب**، وهما موقعان أكملا صورة المشهد الحضري لمملكة أشنونا.

    أسفرت هذه الحفريات عن كنز من الوثائق التجارية والقانونية التي حملت تفاصيل دقيقة عن الحياة اليومية، وشكل الدولة، وأساليب الإدارة. وقد أتاحت هذه النصوص فهمًا أعمق لبنية المجتمع الأشنوني، بما في ذلك العلاقات الاقتصادية، وآليات التنظيم الحكومي، والقوانين التي حكمت المعاملات. وبذلك أصبحت تنقيبات أشنونا إحدى أهم المحطات التي ساعدت الباحثين على إعادة بناء تاريخ المنطقة بدقة ووضوح.

    أشنونا والعلم: رياضيات وهندسة قبل عصر الإغريق

    تشير الاكتشافات الحديثة في أرشيف أشنونا إلى أن هذه المملكة لم تكن مجرد مركز سياسي واقتصادي فحسب، بل لعبت دورًا علميًا بارزًا سبق العصور الإغريقية بأجيال طويلة. فقد عُثر في مواقعها على ألواح رقمية تعود للألف الثاني قبل الميلاد، تضم مسائل جبرية وحلولًا هندسية تظهر مستوى معرفيًا متقدمًا وغير متوقع لحضارة تلك المرحلة التاريخية.

    أشنونا والعلم: رياضيات وهندسة قبل عصر الإغريق
    أشنونا والعلم: رياضيات وهندسة قبل عصر الإغريق

    تتضمن تلك الألواح معادلات تتعلق بحساب المساحات، وطرقًا لحل مشكلات هندسية معقدة، إضافة إلى صيغ تعالج العلاقات بين أضلاع المثلثات بطرق تُعد سابقة لما اشتهر به فيثاغورس وإقليدس بأكثر من ألف عام. وتكشف هذه النصوص عن مناهج حسابية دقيقة ومعالجات تعتمد التفكير الجبري لا الحسابي فقط، مما يوضح أن علماء أشنونا كانوا يمتلكون أدوات تحليل تفوق ما كان معروفًا حينها.

    وتؤكد هذه النتائج أن الرياضيات في أشنونا لم تكن معرفة نظرية معزولة، بل كانت مرتبطة بالحياة اليومية وشؤون الإدارة والقياس والبناء. فقد استخدمت هذه الأساليب في تخطيط الأراضي، وتقدير المواد، وتنظيم السجلات، الأمر الذي يعكس حضارة واعية بالعلم وأهميته في بناء الدولة. وتُعد هذه الاكتشافات اليوم دليلًا إضافيًا على أن جذور الرياضيات المتقدمة تمتد عميقًا في أرض الرافدين قبل أن تنتقل إلى العالم القديم.

    الطابع الثقافي والديني

    تكشف النصوص المكتشفة في مواقع مملكة أشنونا عن مزيج ثقافي فريد يجمع بين التأثيرات السومرية والسامية والعيلامية، وهو ما يعكس موقع المملكة كجسر حضاري يربط وادي الرافدين بشرق إيران ومناطق الأناضول. يظهر هذا التداخل الثقافي في اللغة المستخدمة بالوثائق، وفي الأساليب الفنية للنقوش والتماثيل، مما يؤكد أن أشنونا كانت بيئة مفتوحة للتبادل والتفاعل بين مختلف الشعوب المجاورة.

    أما في الجانب الديني، فقد برز في أشنونا إله محلي كبير يحمل اسم **"تشباك"**، وكان يُعد الحامي الرئيس للمدينة والمملكة. عُثر في النصوص على ذكرٍ واضح لطقوس مرتبطة به، إضافة إلى أدعية ونذور تؤكد مكانته البارزة في العبادة المحلية. كما تكشف السجلات عن وجود آلهة ثانوية مرتبطة بالخصب والحماية، ما يشير إلى تشابه عام مع البانثيون الرافديني، مع احتفاظ أشنونا بخصوصيتها الدينية.

    ويزداد هذا الغنى الثقافي وضوحًا في أسماء ملوك أشنونا التي تحمل دلالات متنوعة، بعضها ذو أصول سامية، وأخرى عيلامية أو حورية، وهو ما يعكس تجذر التمازج العرقي والحضاري في المملكة. وتُظهر هذه الأسماء طبيعة المجتمع المتعدد الذي استطاع أن يدمج تقاليده ومعتقداته في إطار واحد، مما جعل أشنونا مثالًا حيًا على التنوع الذي ميّز حضارات بلاد الرافدين عبر العصور.

    تسلسل سيادة أشنونا السياسية

    شهدت مملكة أشنونا عبر تاريخها سلسلة متعاقبة من القوى المسيطرة التي تركت بصمتها على بنيتها السياسية والثقافية. ففي بداياتها، خضعت المدينة لسلطة ملوك الدولة الأكدية الذين فرضوا نفوذهم على معظم مدن وادي الرافدين. ومع انهيار القوة الأكدية، دخلت أشنونا تحت حكم الكوتيين، الذين سيطروا بدورهم على مناطق واسعة من بلاد الرافدين خلال الفترة الانتقالية التي أعقبت سقوط أكد.

    وفي المرحلة اللاحقة، أصبحت أشنونا تابعة لسلالة أور الثالثة، حيث استعاد الملوك السومريون نفوذهم على مدن عديدة، بما فيها المناطق الشرقية. خلال هذه الفترة، تأثرت أشنونا إداريًا واقتصاديًا بالنظام السومري، ما انعكس على سجلاتها وعمارتها.

    وبعد ضعف أور الثالثة، تمكنت أشنونا من استعادة استقلالها السياسي، لتتحول إلى واحدة من الدويلات القوية في العصر البابلي القديم. توسعت علاقاتها وتحالفت مع قوى إقليمية، لكنها في النهاية خضعت لهيمنة حمورابي الذي ضمّها إلى دولته عام 1761 ق.م، منهياً استقلالها وممهّدًا لمرحلة جديدة في تاريخ المنطقة.

    لماذا تهمنا أشنونا اليوم؟

    تُعد أشنونا إحدى المحطات المفصلية في تاريخ حضارة وادي الرافدين، لما تقدمه من شواهد تكشف عمق التطور المعرفي والقانوني والرياضي لدى شعوب تلك المنطقة. إن آثارها ليست مجرد بقايا حجر وطين، بل هي سجلّ حيّ لمرحلة سبقت القوانين البشرية المكتوبة بقرون، ووضعت أسسًا لعلوم الحساب والهندسة والإدارة. واليوم، تمثل أشنونا مرجعًا مهمًا للباحثين لفهم بدايات التنظيم الاجتماعي والقانوني، وتطور الفكر العلمي في الشرق الأدنى القديم.

    مقتطفات سريعة

    • أقدم لوح قانوني في العراق المكتشف يعود لقانون أشنونا (حوالي 1930 ق.م).
    • تل أسمر احتوى أكثر من 3000 لوح طيني مكتوب بالمسمارية.
    • عُثر على مسائل هندسية وجبرية سبقت فيثاغورس وإقليدس بقرون.

    إن دراسة أشنونا ليست مجرد رحلة في الماضي، بل هي فهم لبداية الوعي البشري المنظّم، واكتشاف لجذور التطور العلمي والقانوني الذي أثّر لاحقًا في حضارات متعددة. وما زالت طبقاتها الأثرية تحمل الكثير من الأسرار التي تنتظر الكشف، مما يجعل الاهتمام بها ضرورة علمية وثقافية. إن إحياء تاريخ أشنونا هو إحياء لجزءٍ من الهوية الرافدينية، وشهادة على أن هذه الأرض كانت — وما زالت — منبعًا للمعرفة وصنع الحضارات.

    الخاتمة:

    يمثل تاريخ مملكة أشنونا صفحة مضيئة في سجل حضارات وادي الرافدين، حيث جمعت بين العمق القانوني والابتكار العلمي والثراء الثقافي الذي سبق زمنه بقرون. فقد كشفت التنقيبات عن منظومة قانونية كانت من أقدم ما عرفته البشرية، وعن معارف رياضية وهندسية أرست أسس التفكير العلمي قبل الإغريق بوقت طويل. كما أظهرت الوثائق المكتشفة في تل أسمر وتل حرمل ملامح مجتمع متنوع سياسيًا وثقافيًا، تأثر بالحضارات السومرية والأكدية والعيلامية، وترك بصمته في تاريخ المنطقة.

    واليوم، لا تتجلى أهمية أشنونا في آثارها المادية فحسب، بل في قدرتها على إعادة صياغة فهمنا لتطور الإنسان وتشكل مؤسساته الأولى. إن استعادة دراسة هذه المملكة هو إحياء لجزء أصيل من هوية العراق الحضارية، وتذكير بأن جذور العلم والقانون تمتد عميقًا في تراب هذه الأرض. وبذلك تبقى أشنونا شاهدًا خالدًا على عبقرية الإنسان الرافديني وإرثه الخالد في بناء الحضارات.

      المراجع والقراءات المقترحة

      أولاً: المراجع العربية:

      1. **طه باقر** – *مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة*، بمجلداته التي تتناول حضارات وادي الرافدين وقوانينها المبكرة، ومنها قانون أشنونا.
      2. **تقارير دائرة الآثار العراقية** – وتشمل نتائج تنقيبات ديالى (تل أسمر، تل حرمل، تل خفاجي) خلال مواسم الثلاثينيات وما بعدها.
      3. **مجموعة نصوص من بلاد الرافدين القديمة** – طبعات وتعليقات عربية حديثة تتناول القوانين والوثائق المسمارية.

      ثانيًا: المراجع الأجنبية (English):

      1. **Albrecht Götze** – *Eshnunna and Its Law Code*، أحد أهم الأعمال التي ترجمت ودرست نصوص قانون أشنونا.
      2. **Henri Frankfort et al.** – *The Diyala Basin Excavations*، سلسلة تقارير جامعة شيكاغو عن حفريات ديالى بين 1930–1937.
      3. **Benno Landsberger** – دراسات حول القوانين السامية وملامحها المشتركة في نصوص أشنونا وحمورابي.
      4. **Ira Spar & W. G. Lambert** – أبحاث متخصصة في النصوص الإدارية والقانونية من العصر البابلي القديم.

      🔶 الأسئلة الشائعة (FAQs)

      تقع مملكة أشنونا في تل أسمر بناحية بهرز في محافظة ديالى، ضمن منطقة غنية بين نهري دجلة وديالى. كانت إحدى الممالك المزدهرة في الألفين الثالث والثاني قبل الميلاد.

      يُعد قانون أشنونا من أقدم القوانين المكتشفة في العراق، وأكثر قدمًا من قانون حمورابي بنحو نصف قرن. وقد عالج موضوعات مثل الأجور والأسعار والسرقة والديون والأحوال الشخصية.

      أسفرت التنقيبات عن آلاف الألواح الطينية، ومعابد، ومقار إدارية، وأختام أسطوانية، ما يدل على تطور إداري وثقافي كبير داخل المملكة.

      عُثر في أرشيفها على ألواح تتضمن مسائل جبرية وهندسية سبقت فيثاغورس وإقليدس بقرون، مما يظهر ريادة أهلها في التفكير الرياضي المبكر.

      بعد فترة من الازدهار والاستقلال السياسي، ضعفت أشنونا أمام توسّع حمورابي الذي ضمّها إلى دولته عام 1761 ق.م، ليفقد كيانها استقلاله التاريخي.

      google-playkhamsatmostaqltradent