محطات في الذاكرة| صالح ادريس خليل معلم جامعي متقاعد.
تمثل رحلة الحياة عن رحلتي عبر محطاتٍ راسخةٍ في الذاكرة، نستعيدها بكلماتٍ حانيةٍ ونستلقي فيها على دفءِ الذكريات. في رحلتي أنا المعلم الجامعيّ المتقاعدِ صالح إدريس خليل، سوف أغوصُ في محطاتٍ من مسيرتي المُلهمة، وأُسلّطُ الضوءَ على إنجازاتي المُتميّزةِ منها في مجالِ التربيةِ والتعليم.
مجلة شهربان الألكترونية- SHAHARBAN MAGAZINE
في مقدمتي التي أخترت لها عنوان محطات في الذاكرة هي مجموعة قصصيه حقيقية امتدت لاكثر من خمسين عاماً من عمري. تناولت فيها ذكريات ومع اختلاف بعض الاسماء لدواعي خصوصية بي عشت فيها فكانت حقاً اعتز بها وصدق الشاعر احمد شوقي حينما قال:-
جَنَيتُ بِرَوضِها وَرداً وَشَوكاً
وَذُقتُ بِكَأسِها شُهداً وَصابا
فَلَم أَرَ غَيرَ حُكمِ اللَهِ حُكماً
وَلَم أَرَ دونَ بابِ اللَهِ بابا
اتمنى الى ان اوفق ومن الله التوفيق
***********
بعد سبعين عامًا من الحياة، لا تزال نفسي تهفو للكتابة، مدفوعةً بشغفٍ لا ينضبُ لهوى الشباب وإلى زوجتي وأولادي وأحفادي، وأصدقائي الأعزاء. أخترت تلك المحطات لكي أنطلق في تسجيل مسيرتي في الحياة.
رحلة التعيين إلى كركوك!.
صدر أمر تعييني في صيف عام 1979 في كركوك ذهبنا نحن المعلمين الى هناك بعد صدور أوامر التعيين ووصلنا هناك وكانت كركوك جميله وقضينا ليلتنا في فندق الفرات مقابل مستشفى كركوك الجمهوري. وفي اليوم التالي ذهبنا إلى المديرية العامة للتربية لاستلام الاوامر الإدارية أنا واسماعيل وحكمت واحمد.
"المعلم شمعة تنير الظلام، تُضيء دروب العلم والمعرفة."وكنا بين خيارين الأول أن نختار مدرسة واحدة والثاني كل منا في مدرسة مختلفة من أجل أن لانؤثر على الدوام فيها. كان اختارينا للخيار الثاني! كنا لا ندري ان نهر الزاب يفصل بين مدارسنا. وصار حكمت واحمد في جهة وانا واسماعيل في الجهة الاخرى. ولكن هذا لم يمنعنا من التواصل بيننا آنذاك واستمرت علاقتنا أربعين عاما مضت.
ذكريات من قرية طويلعة!.
كان تعييني في قرية طويلعه التي تغفو على نهر الزاب الاسفل وعلى سفح جبال حمرين منظراً رائعاً وكانت قرية طويلعة جميلة بحد ذاتها. وكان اهلها غالبيتهم من الحمدانيين وكانت قرية جميلة بحق تبعد عن قضاء الدبس حوالي نصف ساعة.
وكانت قرية طويلعو بلا ماء ولا كهرباء! وكنا المعلمين في باديء الأمر نداوم في بيت من البلوك الاسمنتي وكنا نفترش ادارة المدرسة ونعيش فيها. كنا أربع معلمين كل واحد من محافظة واستمر الحال لدي سنتين حيث انتقلت إلى قرية ادريس تمر ولي في القرية ذكريات.
- اولها زفاف احد الاصدقاء في القرية استمر اسبوعا كاملا يبدأ بعد العشاء ليلا وينتهي بعد منتصف الليل ويتضمن الدبكات الكردية ورقص الجوبي
- وثانيها السيد عبد الله ابو سهيل حيث كان يعمل موظف في المدرسة وكنا ليلا نتعلل في بيته فراينا شخصا شابا في بيته وليس من أهل القرية.
وحينما سالنا ابو سهيل عنه قال سأقص عليكم قصته غدا ومفادها أن هذا الشاب من أهل الموصل وان إبيه متزوج نسوان اثنين. وفي يوم من الأيام كانت الزوجه الثانية جالسة في السيارة والشاب كان يسوق ويبدو انها لم تغلق الباب جيداً وعند شروعه بالسير انفتحت الباب ودهس زوجة ابيه.
وغضب الوالد على ابنه وأرسل لابيه أناس خيريين لاصلاح ذات البين ولم يرضى الأب على الولد. وما كان من الولد أن يبقى عند أبيه في المنطقه وذات ليله حضر الولد إلى بيتنا. واستفسرت منه فاجابني صديق وبعد ثلاثة ايام من الضيافه استفسرت منه عن قصته.
قصة الشاب الغريب وكرم الضيافة.
فاجابني: بما ذكرته لكم فقلت له هل تريدني أن اذهب إلى أبيك ونصالحكم , قال: لا لاني ارسلت اليه أناس كثيرين ولم يقبل، فقلت له اذن تبقى في بيتي كانك أحد اولادي. والذي يصيبهم يصيبك فما رايكم ووافق على الحال وبقى لدي ستة أشهر.
وذات يوم قال لي أريد أن أذهب إلى اهلي وارى ماذا حصل بعدي! وذهب وانتظرته اسبوعين او ثلاث ولم يرجع, وذات يوم رأيت ثلاث سيارات نحو القرية لان قريتنا مرتفعة عن الشارع , فقلت يا ستار هذه ليست سيارات القرية واتجهت السيارات نحو بيتنا,
وبعد عشر دقائق واذا بالولد الشاب يأتي بعمامه وابيه ويشكرونني على ضيافتي لولدهم ومنذ ذلك الحين قبل سنتين يأتي الولد الشاب الي ليزورني كل شهرين او ثلاث واستمر هذا الحال لغاية اليوم .
غداء مفاجئ من أهل القرية؟
وثالثها كنا نحن المعلمين الأربعة كل من كريم وستار ومحمد وانا لم ننزل هذا الاسبوع إلى كركوك يوم الخميس والجمعه. وكان يوم الجمعه ومعنا ابو سهيل ونحن حائرين في غداءنا لا توجد لدينا أي قطعة خبز أو خضروات لدينا.
وزاد في الأمر أننا استقبلنا ظهراً معلمين اثنين كضيوف من خارج القرية بدون علمنا؟ وتحيرنا في امرهم وفي هذه الاثناء جاءنا محمد ابن ابو سهيل صدفة وقلنا له أن يخبر أبيه أن المعلمين يدعونك للغداء؟
فذهب الولد إلى أبيه وقال لابيه ما قلنا له فاردف قائلا ( ولك المعلمين غداء ما عدهم يعزموني فجهز الغداء وجاء بعد ساعه وقال لنا قومو تغدوو افندية) .
رحلة سباحة عبر نهر الزاب.
رابعها جاءني صديقي حكمت يوم الخميس كزيارة وعندما امضى معنا يومين في القرية أراد أن يذهب إلى قريته يوم السبت التي هي مقابل قريتنا ويفصل بيننا النهر. فقلت له لماذا تذهب إلى قضاء الدبس وترجع إلى القرية.
اعبر النهر سباحه وكان النهر يتفرع إلى أربعة فروع ثلاث: منها غير عميقه لحد الركبة والرابع أعمق فذهب ونزع بنطلونه وبقي بالسترة والرباط وسيرت معه احد الطلاب! ليحمل بنطلونه وحقيبته الدبلوماسية؟
فظنت الملايات في القرية المقابله صوب النهر أن احد المسؤولين الكبار سيزور القرية وفعلا قام الشاب الذي معه بتوصيله إلى قرية كراو ومن هناك يذهب إلى قرية ساردك.
زيارة نجم وكرم أهل القرية وحسن ضيافتهم.
وخامسها في يوم من الايام ذهبت لزيارة اخي نجم عبد غافل معلم في احدى القرى القريبة من قريتنا حيث تبعد ثلاث كيلومترات. وعندما وصلت الى القرية اخبروني اهل القرية بأن السيد نجم ذهب الى قضاء الدبس ولحد الان لم يعد.
"المعلم بستانيٌّ يُربي الأجيال، ويُغرس فيهم قيم الخير والجمال."وعندما هممت بالعودة استوقفني احد المارة من القرية وقت الغروب وعندما سئلني عن سبب المجيء اوضحت له ان سبب مجيئي الى القرية يعود الى المعلم نجم.
وقال: لي والان اين انت ذاهب.
قلت الى قريتي.
فقال تعال معي فذهبت؟
واذا بأهل القرية مجتمعين في احد البيوت وجلبو لنا عشاءآ للجميع! وهذا يدلل على كرم وطيبة اهل القرية، حيث منعونا من مغادرة القرية دون ان نتناول طعام العشاء.
واذا بالسيد نجم يحضر ايضا وهذا يدل على كرم وطيبه اهل القرية اسوة بالقرى المحيطه بها فتناولنا طعام العشاء واحتسينا الشاي ورجعنا الى القرية .
يتبع.
<><>
محطات في الذاكرة بقلم صالح ادريس خليل معلم جامعي متقاعد. الجزء الثاني؟
ذهبت الى قرية ادريس تمر قريتي الجديدة مع اغراضي ووجدت نفسي في خيار واحد. ووجدت دارين للمعلمين الاول معلم مع زوجته والاخر اربع معلمات فأين اسكن؟ فاخترت المدرسة.
وجهزت غرفه المعلمين في المدرسة لي واشتريت من المعلمات تلفزيونآ واعطوني ثلاجة وصارت الغرفة جميلة وصرت الحارس الامين للمدرسة واستمر الحال سنة كاملة. وتقاسمت مع الاخ طريف طه صفين الخامس والسادس بيني وبينه.
وكانت حياة هادئه وجميلة وخصوصآ بالقرب من اخي الاستاذ اسماعيل وصار ذهابي ومجيئي من بغداد منتظمآ مع اسماعيل وكان الاخ ناظم صديقآ جديدآ من قرية تموز (الصابونجي) واسعدتني الايام التي مضيناها معا وكانت ابرز الملاحضات هي :
"المعلم مهندسٌ يُبني عقول الأجيال، ويُشكل مستقبلهم."- اولا / اقمت معرضآ سنويآ في شهر الرابع من سنه 1983 للمدرستين وبرعاية قائممقام الدبس وكان معرضآ ناجحآ حيث حضره معلمين القرى المجاورة في قريتنا واقمت له حفلة عشاء فاخرة اشترك بها اهالي القرية وكانت فرصة جميلة للمدرسة .
- ثانيآ / كانت نسبة نجاح المدرسة جيدة في الامتحانات النهائية .
- ثالثا / كانت المدرسة اقرب لي من طويلعة الى كركوك وكان بأمكاني الذهاب الى كركوك انا واسماعيل .
- رابعآ / كانت القرية حضاريآ افضل من طويلعه وكان فيها عدد من السيارات توصلك الى اي مكان .
- خامسا / تطور عندي كتابه الشعر لا ادري بسبب الوحده التي اعيشها في المدرسه ام شيئا اخر فقد بدأت بوادر كتابه الشعر او الخواطر منذ ان كنت في طويلعه فقد كتبت عده اشعار وخواطر في القرية .
وفي نهايه السنه كان انفكاكي من المدرسة لاداء خدمة العلم المؤجلة ( الخدمة العسكرية ) لمدة ثلاث سنوات وتركت القرية حاملا همومي واحلامي على كتفي
(*) قد تكونين .
قد تكونين ..
اخر بيت شعري انظمه
فالقوافي لا تقدر على
رسم صورتك الجميلة
. . . .
قد تكونين
اخر ابحار تخوضه
مراكبي . .
واخر رحلة سندبادية
لأني وجدت فيك
مرفأ يحتضن مراكبي
. . .
قد تكونين
اخر صوت ملائكي
تسمعه حواسي
. . .
قد تكونين
اخر لوعه . . .
واخر حسرة . . .
تعتصران القلب
في لحضات شوقه
. . .
قد تكونين
نهايه مطافي
بعد اسفار كثيرة
ومشاق كثيرة . . .
قد تكونين . .
سمائي الصافية
اتطلع اليها كل مساء
وأنت فيها . .
شمسي وقمري . . .
وليلي ونهاري . . .
. . .
قد تكونين
اخر صورة
تلتقطها حدقات عيوني . . .
وتتحسس بها نبضات قلبي . . .
قد تكونين
اخر لحن
تعزفه قيثارة عمري . . .
قد تكونين
انت . .
كل شي . .
كل شي . .
. . .
(*) هذه القصيدة كتبتها عام 21/4/1982 ونشرتها في ديواني الاول (ذكريات العمر )
يتبع بالضغط على التالي.
رحلة عبر محطات الذاكرة في حياة الجندية.
أقدم لكم في كتابتي "محطات في الذاكرة" رحلة شيقة عبر صفحات حياتي، مُركزًا بشكل خاص على تجاربي في الجيش العراقي. اشارك ذكرياتي المُتنوعة، بدءًا من تدريبي في مركز الحلة، مرورًا بتواجدي في البصرة خلال حرب الخليج الأولى، وصولًا إلى انتدابي للعمل في كركوك.
وأسلط الضوء على مختلف جوانب حياة الجندية، من التحديات والمشقة إلى اللحظات المميزة والطريفة التي عشتها خلال خدمتي. وأقدم صورة حية عن حياة الجندي العراقي، وما يواجهه من صعوبات ومسؤوليات، وما يُحرزه من إنجازات وتجارب تُثري حياته وتُشكل شخصيته. يُعدّ هذا الكتاب بمثابة سجلّ تاريخيّ يوثّق حقبة مهمة من حياتي، وأساهم في إثراء الذاكرة الجماعية عن حياة الجندية العراقي.
رحلة الجندي صالح في الجيش العراقي.
وبقيت في مركز التدريب سبعه اشهر حيث جائني الاخ عيسى وقال لي أن الحله احدى الوحدات الي تطلب جنديين اثنين فقط على شرط ان يكون من سكنه بغداد. وسجلت انا وبقي واحد فذهبت الى أمر المركز وشرحت له حالتي فقال لي جهز اوراقك فذهبت الى قلم السرية وجهزت اوراق نقلي ووقعتها ولم يعرف أمر السرية ذلك. وقلت له وشرحت له الحاله فقال لي اذهب موافق فذهبت.
وفي اليوم الثاني اتفقت مع الاخ عيسى وذهبت الى مديرية ادارة المراتب في الكسرة وباشرت بها وكانت نقطة تحول في حياتي ونسبنا انا وعيسى الى الشعبة الاولى وكانت متخصصة في سد النقص والتعويض للجنود في ذلك الوقت وخلال بضعة اشهر اصبحت الجندي الاول في الشعبة وكان المدير ومدير الشعبة يعتمدان علي في الموضوع.
"المعلم أبٌ روحيٌّ يُربي طلابه، ويُغرس فيهم قيم الحب والاحترام."ذكريات من حياة الجندي.
زرت وحدات الجيش العراقي فيالق وفرق كلها في موضوع سد النقص والتعويض للجنود في تلك الفترة فكانت هذه ذكريات من حياة الجندية :
اولا / كنت في البصرة عندما احتل العدو الفارسي مدينة الفاو وكيف اهل البصرة فتحو مضايفهم لكل الناس منظمات جماهيرية وعشائر, وكم كنت معتزآ بهذا الوصف ولمدة شهر كامل او اكثر نتناول الفطور والغداء والعشاء في مضايف اهل البصرة. وقد استمر الحال كما قلت شهر كاملا اتناول فيه الاكل والشاي في هذه المضايف وقد تكرر ذلك في تحرير الفاو ايضآ.
ثانيا / كنت اذا نهضت في الصباح متأخرآ ادعو والدي (رحمه الله) لتوصيلي الى ساحة الكبيسي! وفي يوم من الايام حصل ذلك ونهض والدي وشغل السيارة ونزلت من السيارة لاجلب البيرية لاني نسيتها. واذ دخلت البيت تحرك والدي ضنآ منه انني جالس في السيارة.
ولما جلبت البيرية وصل الى مسافة 3او4 كيلومتر. فلما التفت رأني غير موجود فرجع وانني عندي الدقيقه تسوى اي شي لأنني متأخر. وجاءني بعد ربع ساعه وانا انتظر بفارغ الصبر ليوصلني الى الكراج.
ثالثا / في يوم ما وزعو في المركز شوربة ولما أكلنا بعدها بساعتين اصبنا بأسهال شديد فتصور الازدحام على الحمامات من جراء ذلك وسميناه يوم الاسهال العالمي.
حياة الجندي بين التحديات والإنجازات.
رابعا / في تمام الثانية ضهرآ انتهينا من التدريب للذهاب كلآ الى غايته ولما وصلنا الباب الرئيسي دق البوق. وفجأة أغلق الباب فلما استفسرنا قالو لنا ان البوق يقول اذهبو الى ساحه العرضات. وتجمعنا في ساحه العرضات وبقينا ساعه من الزمن واقفين لانعرف السبب.
ومعارك شرق البصرة قد بدأت قسم يقولون نقل وقسم اخر يقول العكس المهم بقينا في قلق وجاء امر المعسكر ومعه ضباط السرايا وقال اعتذر هذه العسكرية.
فقال الى رئيس العرفاء اقرأ الموجود فقرأ اعداد مؤلفه من الخريجين ولا يوجد فيها امي فقال الأمر في العسكرية خطأ الفرد يتحمله الجميع. وأن (الواتربمب) لأحد مبردات السرايا مفقود وماكو نزول وماكو اجايز اسبوعية اذا مايجي (الواتربمب) .
فذهب احد الجنود خلسه وعبر الحائط فذهب الى السوق واشترى واتربمب وقدمه للأمر وسمي بذلك اليوم يوم الواتربمب.
خامسا / لأول مرة في حياتي اصعد طائرة هيلكوبتر حيث توجب علينا في يوم ما الذهاب الى قضاء ديانا في شمال العراق وتكرر الموقف مرات عديدة والسايق مع السيارة يحضر في اليوم التالي الينا.
محطات في الذاكرة: رحلة في دروب الحياة.
سادسا / بدأت بالتفكير بالزواج فتعرفت على العديد منهن في ذلك الوقت ولكن الله يفعل ما يشاء.
سابعا / كانت ايام جميلة بالنسبة لي.
ثامنا / انتدبت الى العمل في امانه بغداد ولكن بعدما علمت دائرتي بهذا الانتداب احتجت علينا وتم انتدابنا مرة اخرى الى كركوك في مدرسة الفاخرة في قضاء تازة انا وعيسى.
تاسعآ / باشرت في مدرسه الفاخرةوكنت مديرا لها في قضاء تازة مقابل داقوق انا والاخ عيسى وكانت سنه على اخرها وقدمت نقل الى بغداد.
رحلة عبر محطات الذاكرة في كركوك وديالى؟ الجزء الرابع.
محطات في الذاكرة" رحلة شيقة عبر صفحات حياتي، مُركزًا بشكل خاص على تجاربي في كركوك وديالى. بدءًا من انتدابه إلى مدرسة الفاخرة في كركوك، مرورًا بنقله إلى مديرية تربية ديالى، وصولًا إلى زواجي. مع تسليط الضوء على مختلف جوانب الحياة في هاتين المنطقتين، من التحديات والمشقة إلى اللحظات المميزة والطريفة التي عاشها خلال خدمته.
أقدم لكم صورة حية عن الحياة في كركوك وديالى في تلك الحقبة، وما يواجهه الناس من صعوبات ومسؤوليات، وما يُحرزونه من إنجازات وتجارب تُثري حياتهم وتُشكل شخصياتهم. يُعدّ هذا سجلّ تاريخيّ يوثّق حقبة مهمة من حياتي، ويساهم في إثراء الذاكرة الجماعية عن الحياة في كركوك وديالى.
يُسلط الضوء على التحديات التي واجهتها في عملي، مثل نقص الموارد والكوادر، كما أتحدث عن الإنجازات التي حققتها، مثل تحسين مستوى التعليم وتطوير المناهج الدراسية.
مدرسة الفاخرة في كركوك ورمضان تلك السنة؟
باشرت في شهر الثالث عام 1987 في مدرسة الفاخرة مع اخي عيسى واثنين من المعلمات. وهذه اول مرحلة نمر بها وصادف شهر رمضان المبارك بها حيث كان شهر رمضان في العطله الصيفية ولا نشعر به.
قام احد وجهاء القرية بدعوتنا الى طعام الفطور في القرية ونحن لا نعرف طبائع القرية في الفطور فلم نجهز في المدرسة اي فطور. ذهبنا عند الغروب الى البيت المعني فدق مدفع الافطار وعند حضورنا مع المعنين وجدنا الفطور لا يتعدى تشريب بدون لحم وبدون اي ملحقات. بقينا نتلفت انا وصاحبي على هذا الفطور الذي دعينا له.
المهم اكلنا على مضض وشبعنا وقمنا الى الصلاة مع بقية المدعوين؟ ولما انتهينا من الصلاة جاء الاكل ونحن كنا قد شبعنا من التشريب ولا غير ذلك. وتبين ان الوجبة الاولى فقط الفطور! والوجبه الثانية هي الصحيحه!!! وذهبنا الى المدرسة ليلا واحد ينظر للأخر.
رحلة في مديرية تربية ديالى بديل بغداد.
مليء استمارة نقل الى بغداد نتيجة مقابلتي للسيد وزير الحكم المحلي انذاك وفرحت بها. ورجعت الى المديرية المذكورة في شارع فلسطين ووجدت اسمي اول المشمولين. وبعد اسبوع نقلت المديرية المذكورة الى وزارة التربية.
لوزارة التربية قالت لي المديرية ان المدير العام اوعز بانه يوجد فيض في بغداد. وكان العدد 1500 معلم ومعلمه ولا يوجد شاغر فيها. هنا بدأت المشكله ونتفاجئ بمسألة الفيض في العاصمة بغداد ولا مجال للنقل اليها. وطلبت نقلي الى محافظه ديالى مسقط رأسي ولم اجد جوابآ
لذلك قابلت وزير التربيه والمدير العام للتعليم العام وجاوبوني نفس الجواب؟ وبعد جهد جهيد تم نقلي الى مديرية تربية ديالى حيث تم تنسيبي الى مدرسة الحسينية لكونها اقرب الى بغداد الجديدة.
وداومت فيها سنه حيث تم تكليفي بادارة المدرسة وهي عبارة عن ٤ جملونات مبنيه بالبلوك وكان فيها ٤ معاونين بالاضافة الى المدير. وعند استلامي المدرسة جاءت تعليمات من التربية بوجود معاونين اثنين فقط من اصل٤؟ وكان عدد طلاب المدرسة يتراوح ٢٠٠٠ طالب بالاضافه الى وجود شاغر في المدرسة ٢٩ معلم. نتيجه نقل المعلمين الى محافظه بغداد كونها اصبحت تابعه الى محافظه ديالى.
مواجهة التحديات في أدارة مدرسة الحسينية ونقص المعلمين.
تم تنسيب ٦ محاضرين مصريين الى المدرسة وبعد اسبوع جاءنا المعلمين المصريين واخبروني بأنهم عمال بناء وليس معلمين كما ورد. وسئلتهم عن السبب اجابوني بأنه اذا اشتغلو في القطاع الخاص يسمح لهم بتحويل ٢٥ % من رواتبهم واذا اشتغلو عند الدولة فمسموح لهم بتحويل ١٠٠% من رواتبهم.
وهنا وقفت في اليوم الثاني في التجمع الصباحي للطلاب وطلبت أن يجلب كل واحد منهم لنا طابوقه او طابوقتين حسب الممكن لهم. هنا تجمع لدي دبل طابوق في باب المدرسة واشتريت جص من السكلات. وقام هؤلاء المعلمين المصريين ببناء مابين الجملونات الاربعه واصبحت مغلقة خلال اسبوع من العمل.
- تم تنسيب ٢٩ معلمه من معلمات بغداد الى المدرسة سدا للشاغر وهنا قد اكتمل كادر المدرسه.
- فرغت ٢ من المعلمات من التعيين الجديد كمعاونات.
- اجتمعت بالمعلمات الجدد وقلت لهن ان الواحد يراهن اما للخبرة او للهمه وانتن معلمات جدد فلا مجال للخبرة.
ذكريات جميلة مع زملاء العمل ونهاية الرحلة في ديالى.
بمناسبة مرور ٣٠ سنه على انشاء المدرسة اقمنا احتفالآ برعاية مدير عام التربية حيث ذهبت الى بعقوبة الى السيد الاستاذ مدير عام التربية ودعوته للحضور. وكانت عندي احدى المعلمات الجدد مسؤولة الكشافة الفلسطينية حيث جلبت فرقتها الكشفية لذلك.
وأرسل السيد المدير العام للتربية عددآ من المشرفين للمدرسة للحضور بدلا عنه وكان في المدرسة قاعه كبيرة تتسع ٣٠٠ طالب مع الاثاث وكانت المعلمات قد قامن بصبغها من جديد وكان احتفالا رائعا في تلك المنطقه
كنا كمجموعه رائعه في العلاقه والسنه الاولى او السنه الثانيه حيث بدأ من السيد المرحوم محمد راضي ونهاد وعبد الصمد ومنير وحسن ابوفلاح مجموعه رائعه في العلاقه مع بعضهم البعض.
تم نقلي الى محافظه بغداد عام ١٩٩٠ حيث نسبت الى مدير مدرسة طرابلس الابتدائية للبنين.
في سنه ١٩٨٨ تزوجت من ام احمد وذهبت الى الحبانيه لذلك الغرض.
معذرة يا *أدهم.
قرية الفاخرة / كركوك.
استلام كتاب التنسيب من مديرية تربية الرصافة لمدرسة طرابلس.
- اولا / المدرسه جنسها بنين ويكاد توجد بنات في الصفوف الاولى عدد قليل منها.
- ثانيا / نسبه نجاح المدرسة المتحقق كما اسلفت ١٩% وهيه نسبه غير جيدة.
- ثالثا / يوجد في المدرسة معلمين قدماء على باب تقاعد ومعلمات جيدات لكن المشكلة في الادارة.
- رابعا / توجد في المنطقة ٦ مدارس وهي المدرسة الوحيده للبنين وهذا يستوجب أن كل مشكلة في المدارس المحيطه بالمدرسه تنقل طلابها المشاكسين الى مدرستنا لكونها مدرسه بنين.
- خامسا / اتصل بي الاستاذ ابو شيماء مدير مدرسة النسر العربي المجاورة لمدرستي بخصوص العمل في مركز الفحص للدراسة الابتدائية ووافقت بذلك وكان بوابة العمل في الامتحانات.
- سادسا / حققت مدرستنا نسبه نجاح ٦٧ % وهي نسبه جيده نوعا ما عن ما كانت عليه.
وفي السنة الثانية حققت ذات النسبه من النجاح! مما شجعني للتقديم للاشراف التربوي وعملت في نفس السنه في العمل في مركز الفحص للدراسة الابتدائية، وفي السنه الثالثة اجتزت مقابلة للاشراف التربوي من قبل وكيل الوزارة ثامر داود.
وفي نهاية السنه اصبحت مشرفا تربويا بأختصاص الرياضيات وكذلك عملت في مركز الفحص بصفتي معاون مدير المركز في مدرسة الشهيد وليد اسماعيل في زيونة .
تحديات العمل بمهام مدير امتحانات لتربية بغداد الرصافة الثانية.
وفي السنة التالية اصبحت مدير مركز الفحص في ذات المدرسة وفي سنة ١٩٩٦ كلفت بمهام مدير امتحانات لتربية بغداد الرصافه الثانيه. وفي ذات السنة تقدمت بطلب القبول في كلية التربية (ابن رشد ) للدراسة المسائية وتخرجت عام ١٩٩٩.
لأنني من غير اللائق أنني ازور المدارس المتوسطه والاعدادية بشهادة المعهد وقد حصل تطور نوعي في اداء وظيفتي في التربية وكان السيد ابراهيم راشد ( ابو عمار ) ساعدي اليمين في ذلك. وقد تعرفت على الكثير من الاصدقاء مثل اسعد البياتي ( ابو زينب ) واسماعيل حنتوش ( ابو هبة ) وابو مهند وابو عمر وغيرهم, واستمرت علاقتي بأسماعيل ابو نهاد الى يومنا هذا.
جائني اخي وزميلي علي شنشول منتصف احدى الليالي واخبرني بأن المدير العام يطلبني فقلت له هذا وقت غير مناسب؟ فذهبت معه الى مديرية التربية الساعه الواحده ليلاً ولم يأتي المدير العام الا الساعه الثالثه ليلاً. واخبرني أن اسئلة الجغرافيه للصف السادس الابتدائي قد تسربت وهذه اسئلة جديدة؟
فأتصلت انا بأعضاء اللجنه الفرعية واخبرتهم بوجوب الحضور الى التربية الان وفعلا حضروا ووزعت الاسئلة على اجهزه الطباعه والمدير العام جلس في غرفتي. يكتب المراكز الامتحانية على الظروف وفي تمام الساعه السابعه صباحا تم توزيع اكثر من ٣٢ الف نسخه من الاسئلة.
وقد وزعت الى اطراف مدينة بغداد وأكاد ان اقول ان مديريتنا حققت السبق في ذلك لكون مدارس المدائن والنهروان والجسر بعيدة عن المديرية. وذهبت انا الى احد المدارس للأشتباه انها قد تسربت في ذلك المركز ولم اجد ما يؤشر الى ذلك. وبعد ايام علمنا ان محافظة صلاح الدين هي من سربت الاسئلة وعوقب مديرها العام ومدير الامتحانات فيها.
عوقبت من قبل وزير التربية لنقل ثلاثة طلاب من مديرتنا الى مديرية تربية ديالى اولاد مسؤولين وهي عقوبة لا استحقها لكوني لا اعرف من هم الطلاب لكونها من واجباتي الوضيفيه اليومية وقد عدت مشرفا اداريآ من جديد وجاءت الاحداث عام ٢٠٠٣ وعدت معلما باختصاص التاريخ
مواقف طريفة وذكريات من مقهى السيدة.
بين عامي ۲۰۰۳ و ۱۹۷۱ اثنان وثلاثون عاماً . بين اول ما تطىء قدماي هذا المكان ، عندما كنت طالباً في الأعدادية المركزية للبنين ببغداد ، واليوم الذي جاوز عمري ٤٩ عاماً ، مسافة كبيرة .. بل وطويلة أمضيتها بين بداية الشباب .. وبين بداية الكهول . نعم .. مساحة كبيرة ، بين عمرين ، وكم .. وكم .. من الذكريات الجميلة طرزت تلك المسافة ، ذكريات الشباب تطاردها الأحلام .. احلام الشباب.
كنا نمضي ساعات في سماع صوت ام كلثوم ، ولا يستطيع احد منا ان ينساها ، ولحد الآن ، ولعبة الطاولي التي استهويها ، لا ادري هل ( فات الميعاد .. طالت ليالي الألم وتفرقوا الأحباب .. كفاية تعذيب وشقى ودموع في فراق .. ودموع في لقاء ) التي تصدح بها ام كلثوم الآن ، وأنا جالس ، تحاول ان تختصر هذه المسيرة من الحياة ..
كنا نأتي الى هنا وبلا موعد ، حيث بعد ان تخرجنا من معهد المعلمين ، وتم تعييننا في كركوك ، بقي هذا المكان ، أي المقهى ، مكانا للالتقاء عندما نعود لزيارة الأهل في بغداد ، وأستمر هذا المكان طيلة هذه المدة ، نذهب اليه أنا وأسماعيل وحكمت وأحمد وآخرون .
عندما نشتاق الى دغدغة ذكرياتنا الجميلة . كنا نأتي كما ذكرت بلا موعد ، وعلى رسلنا كما يقول المثل الشعبي ، ونلقي الأحبة في هذا المكان بلا موعد ، لأن القلوب كانت تخفق لبعضها ، وتشتاق لذاتها وصدقت ام كلثوم عندما تقول الآن (ان كنت عايز نرجع زي زمان ، قل للزمان ارجع يازمان ) وكأنها تستهزىء بنا ، لأننا لاحول لنا ولاقوة.
رحلة عبر الزمن في مقهى السيدة.
من منا يستطيع ان يرجع بالزمان الى الوراء .. من منا يستطيع ان يرجع بأحلامه الى الوراء .. صور ام كلثوم موزعة على الجدران مثلما هي .. وكما رأيتها قبل اثنان وثلاثون عاماً .. ولكن الجديد في هذا المكان حليته الجديدة، فبعد هذا العمر ، قام صاحب المقهى بأعادة عمرانه.
واصبح أكثر برحة على حد تعبير الأخوان المصريين . كنت قد وعدت نفسي لزيارة هذا المكان ، لا ادري هل أريد ان أودعه ؟ أو هو يودعني وكأن هاجساً داخل صدري قد هزني له . ذكرياتنا في هذا المقهى موزعة على كل طاولة فيه ، هنا التقينا .. هنا جلسنا ...
هنا لعبنا الطاولي ، وهناك جلست وكتبت شيئاً من مذكراتي .. ومن خواطري ، هنا. . . هنا .. كل زاوية من زوايا المقهى تعرفني ، كما اعرفها .. ولا اعتقد ان أية اغنية من اغاني السيدة ، لم اسمعها طيلة اثنان وثلاثون عاماً ... اعود وأقول .. ايهما يودع الآخر ؟
لا ادري .. ولكن الذي اتمناه هو ان نلتقي مرة. بل ومرات . المشكلة انه لا احد يعرف منا مصيره ومستقبله ، في هذه الأيام .. اسئلة محيرة عند المواطن ، ولهذا جئت الى هذا المكان كجزء من حالة الوداع بينا لا سامح الله.
مواقف طريفة ومشاكل من رحلتي في قسم الامتحانات . الجزء السادس.
بودي أن اشارك معك بعض من محطات في الذاكرة بعضاً من المواقف الطريفة التي عشتها خلال عملي في قسم الامتحانات. وأسلط الضوء على أن العمل في هذا القسم لم يكن خاليًا من المشاكل والتحديات، لكنه كان أيضًا مليئًا بالمواقف المُضحكة التي أضافت نكهة خاصة إلى تجربتي.
لا تخلو السنين التي قضيتها في الامتحانات من المتاعب والمشاكل وفي نفس الوقت توجد هناك طرائف اشبه ماتكون توابل لهذه الايام ومنها:
رشوة في قسم الامتحانات.
طبيعه عمل قسم الامتحانات توجد هناك ميزانيه سنويه للقسم لم اكن اعرفها! فجاءت السنه الثانيه حيث تم رصد مبلغ 15 مليون دينار له وتم اجراء مناقصه سرية لهذا الغرض وتم وضعي في لجنه الاستلام كوني المستفيد منها. وتم اختيار مكتب لهذا الغرض لا اعرفه.
تم تجهيز القسم بالقرطاسية لهذا الغرض وجائني صاحب المكتب ليسلمني القرطاسية على شكل دفعات مساءاً وأخذ يتمتم بكلمات عرفتها. وفي اليوم الثاني قلت للمدير العام أن المكتب الفلاني قد عرض الرشوة علي. فقال لي استمر معه ولنرى من هو الذي يأخذ من المال .
وفعلا استمريت معه وجلب على مدى اسبوعين القرطاسية كاملة وفي اليوم التالي اعطاني في ضرف مغلق مبلغ ٢٠٠ الف دينار وهذا مبلغ في ذلك الوقت كبير.
فقلت له ما هذا قال عربون صداقه.
قلت: له اذا كان هذا المبلغ هوة عربون صداقه كما قلت فأنا صديقك بلا هذا المبلغ.
واصر على اخذ المبلغ وقلت له ارضي المعنين بالامر وانا راضي فقال فعلت ذلك واعطيت الى و ٠ و ٠ و ٠
فقلت له جيد وانا ارفض هذا المبلغ فأنا صديقك من اليوم بلا هذا المبلغ واصر على المبلغ فكررت له نفس القول و رفضت اخذ المبلغ وبعد ايام سئلني المدير العام اين وصلت فقلت له اعطاني ٢٠٠ الف دينار ورفضت والباقين لم اقل له انهم اخذو منه وانتهى الموضوع.
مقلب طريف مع زملاء العمل
في يوم ما جائني الاستاذ مظهر ابو احمد ومعه المعاون يوئيل الدفاعي ابو رامي حيث جاء الاخير قبل ابو احمد. واخبرني بأن مظهر ابو احمد كان معزوما على وجبة غداء دسمه ( سمك ).
وعندما جائني مظهر رتبت له مقلباً حيث دخل علي الاول وقال انني اشتم رائحه زفر في غرفتك وسكتُ!.
وبعد برهه من الوقت جائني الثاني وقال نفس الشيء وبعد برهه جائني الثالث وقال لي نفس الشيء ذاتهه.
وهنا وقف ابو احمد مظهر وقال الللللله احد واحد مياكل سمج فعرف انه المقصود فقلت له السالفه مو يمك فضحك الحاضرين.
موقف محرج مع زوجة زميل
في يوم ما جاءت الى مكتبي الاخت ام زينب زوجه المشرف التربوي اسعد وأنا اعرفها لأنني سبق وان تعرفت عليها في بيتهم وطلبت زوجها. فقلت لها استريحي بعد قليل يأتي ابو زينب.
ذهبتُ الى ام سالار مسؤولة شعبة الامتحان الخارجي فقلت لها ذلك. ورجعتُ وجاء فعلا ابو زينب بعد برهه من الوقت وعندما جلس ابو زينب في الغرفه.
جاءت ام سالار وقالت: له يابه انته وين جنت انتظرتك في ساحة بيروت لمدة ربع ساعة وانت ماكو.
فقال: لها متعجباً ولون وجهه احمر واصفر من هذا الموقف.
وهي تقول له: وينك عيني وام زينب لا تعرف السبب؟
وابو زينب اخذ يستفسر من ام سالار عن الموعد وهنا طكيتها بضحكه لهذا المقلب.
مقلب كوميدي مع صديق:
جاء الاخ عبيد الى مكتبي في يوم ما وجلس قليلاً وذهب الى الحمام يقضي حاجته وان الحمام مقابل غرفة مدير الادارة كاظم.
فذهبت له بدون علم عبيد وقلت له: هذا الذي امامك في الحمام صديقي ارجو ان نعمل له مقلب ولكن خلي ببالك هو صديقي على كيفك وياه.؟
وانتظرت عبيد ساعه من الزمن وقلت اين ذهب وعندما وصلت الى غرفة مدير الادارة! وجدت عبيد في حال يرثى لها واستفسرت منه.
فقال لي ماكو شي وجائني عبيد فقلت له خيرا فقال لي ماكو شي وخلال تواجدي في الغرفه الى الساعه الثالثه عصراً اتصل بي عباس ابو علاء مدير تجهيزات من المدائن. وقال لي ان عبيد في حال لا يحسد علية؟ حيث انه متلاغي مع احدى المعلمات صباحاً وهي قد اشتكت عند مدير الادارة.
وارجو منك ان تنهي الموضوع فقلت له صار ولا يدري عبيد ان هذا مقلب ضده وتصادف مع مشاكله في المدرسة.
زيارة غريبة لصديق في وقت مبكر.
في احدى الايام جائني في السادسة صباحاً من يوم شتائي عبيد واخوه ورن جرس الباب قلت من الطارق فأذا به عبيد واخيه.
قلت له خيراً في هذا الوقت حيث ظننت ان لدية مشكله في القرية.
فقال لي: لا يوجد احسن من هذا الوقت لأجدك في البيت فدخل هوة واخيه.
وقمت بواجب الضيافة صباحا وجلبت له القيمر مع الصمون من الفرن القريب من منزلي وفطرنا معاً. حيث جلب لي كونية صغيره باقلاء.
فقلت له: اننا لا نأكلها بسبب ولدي مصطفى فقال لي بعد جبتها وتبين لي انهم جاءوا من المدائن الى العلوة وباعو الخضرة وابقوا لي هذه الكونية.
المهم الساعه ٧ صباحا قلت له اذهب الى المدرسة وانا اذهب الى التربية.
دعوة صديقي عبيد للمدائن.
في احد الايام دعانا عبيد الى الغداء في بيته انا ويحيى عبد سمج مدير الاشراف واسعد وابراهيم ابو عمار الى بيته واستفسرت منه عن مكان البيت.
فقال لي اوصل للمدرسة وهمه يدلوك وعندما وصلنا الى المدرسة طرقنا باب احد البيوت المجاورة واستفسرت عن مكان بيت مدير المدرسة.
فقال لي: وصلتم فصعد معي في السيارة ووصلنا الى بيت الاستاذ عبيد وفعلا رحب بنا جميعا وعند تناولنا الغداء دعونا دليلنا الى بيت عبيد فضحك.
فقال لي ان عبيد ابن عمي واعرف العزيمه البارحه فقال الى عبيد يابة تريد ان اساعدكم لأني اعرف اولاده صغار فقال له روح روح وانتم جلبتموني الى هنا بلا موعد
*يوئيل الدفاعي هو يوئيل ابو رامي مسيحي معاون احدى المدارس في جسر ديالى. والطريف بالموضوع ان يوئيل يداوم في المدرسة صباحا ويتعلل في دار الشيخ هاتف مساءاً وله من الخدمه في ذلك الوقت اكثر من ١٠ سنوات. ولم يطلب النقل الى بيتهه الذي يقع قرب ساحه ميسلون في بغداد توفي بعد الاحتلال في استراليا.
يتبع بالضغط على التالي.
<><>
رحلة عبر الزمن مع الراديو: من رفيق الدرب إلى ذكرى عابرة.
الراديو بين الامس واليوم منذ الطفولة كان الراديو همي الاول وكنت امتلك عدة راديوات منها ابو الموجه وابو الموجات العديدة. وعندما تعينت في كركوك ولاحظت عدم وجود كهرباء انذاك فيها اشتريت راديو ذات الاربع موجات. وكان رفيق الدرب في ايام العمل في القرى. وكان انيسي في هذه الغربه فيها.
وشاءت الصدف ان ارتحل الى محافظة ديالى واقتنيت عدة راديوات بالات ( من السوق ). وعندما اصابني المرض ذات يوم واخذت افتش عنها فلم اجدها. وكلفت ولدي مصطفى وصهري اثير لشراء راديو صغير لي فجلبو لي راديوات كل واحد منهم راديو.
عندما اردت استعمالها وجدت الدنيا قد اختلفت فلا مرسلات ولا مقويات بث وعندما تكون الكهرباء موجوده لا يسحب الراديو ابداً الا عند انطفاء الكهرباء. وكان شاغلي الاول البحث عن اغاني ام كلثوم فوجدت الاذاعات قد هجرتها. بعد ان كانت في منتصف الليل تبث اغانيها.
وكانت عندي في الاذاعات التي احسبها فيها وصار لي سنه لم اسمع ام كلثوم في الاذاعات باستثناء اذاعه بغداد الساعه الثانيه ضهراً ولم اجد اي اغنية في مساء يوم الخميس التي كانت ام كلثوم تصدع بها في كل قنوات الاذاعات العربية فرحم الله ام كلثوم ورحم الله اغانيها.
حنين إلى الماضي الجميل مع صديق العمر إسماعيل.
أيا إسماعيل .. أين أنت ؟ وكيف حال الدنيا معك .. أتمنى أن تكون كما تريد ، بعد سنين معاناتك التي كنت أشعر بمرارتها معك ، لأن الذي جعلك تذهب بعيداً عن بغداد الى حيث اليوسفية هو هذا المر.
ورغم هذا البعد بينا ، كنا قريبين من بعضنا البعض ، كنا أكثر من أخوة أو أصدقاء . جمعتنا أمور كثيرة ، كانت أولها زمالة الدراسة في معهد إعداد المعلمين في الأعظمية ببغداد عام ۱۹۷۷ ، حيث كنا في صف واحد .. ثم جمعتنا المبادئ .
أتذكر انه في عام ۱۹۷۸ عندما أقمنا مركزاً لمحو الأمية في شركة رافد لصناعة الأحذية في كمب سارة ببغداد ، حيث توثقت عرى الصداقة بيننا ، أتتذكر تلك الأيام يا أسماعيل ، كيف نقضي فيها في ذلك المكان ، أتتذكر الحاج ابو حيدر رحمه الله في مطعم الزيتونة ، وان وقفتنا أمام رب العالمين ستطول إذا لم نشرب معه.
كانت همومنا واحدة ، ومشاعرنا واحدة ، في مرحلة جميلة من مراحل العمر ، الا هي مرحلة الشباب ، آه يا إسماعيل أتمنى ان نرجع يوماً واحداً لاغير ، لنعيش مرة أخرىتلك الأيام الجميلة . أصبح ذهابنا من والى المعهد ومركز محو الأمية ومدرسة المقداد ، هو القاسم المشترك.
الذي كان يجمعنا ، ونقضي أكثر ساعات يومنا معاً.
وفي عام ۱۹۷۹ ، كنا على أعتاب مرحلة جديدة من الحياة ، ومن العلاقة بينا ، ومن الأخوة الصادقة ، فقد جمعتنا الوظيفة هناك ، وبالقرب من القرية التي تم تعييني بهافي قرية طويلعة ، وهو في قرية الصابونجي ( تموز ) .وهناك وما أحلى هناك .
قضينا ثلاث سنوات ، وما أجملها من سنوات ، وما أحلاها ، فأصبح ذهابنا من والى بغداد معاً أيضاً ، وازداد القرب بينا بعد ان نقلت الى قرية إدريس تمر (الاستقلال)
المجاورة لقريته ،
ذكريات كركوك: مقهى أم كلثوم ونادي النقابة ونادي كي - وان.
آه يا إسماعيل .. لا ادري لماذا هذا الشعور بالحنين والعودة الى الماضي ، أكاد أصرخ .. أبكي .. ان أهتف في نفسي ، و صدق من قال ( ياليت الشباب يعود يوماً لأقول ما فعل بي المشيب ) . أين أيام شبابنا يا أسماعيل .. أين أيام سوق القورية وأيام نادي النقابة ونادي كي - وان ، وعرفة .. أين أيام أربيل والسليمانية ، كلها ضاعت ، ولكن كيف ضاعت لست أدري.
كما يقال المثل أين جلساتنا في مقهى أم كلثوم .. صدقني يا أسماعيل انه كلما تصدح ام كلثوم أتذكرك أنت وأحمد وحكمت ، في أي يوم وفي أي مكان وزمان ، وبالذات أتذكرك عندما تغني أغنيتك المفضلة ( انت فين والحب فين ) .
اني لحد الآن أداوم على الحضور الى هذه المقهى ، وكلما أنزل الى بغداد الحبيبة يعتبر ذلك جزءاً من مفردات مجيىء الى بغداد.
وعندما أدخل الى المقهى يراودني طيفك أنت وأحمد وحكمت ، هنا جلسنا .. وهنا لعبنا لعبة الطاولي ... وهنا دغدغتنا العواطف الإنسانية .. وهنا .. وهنا .. كل زاوية في هذا المقهى شاهداً على ذلك .. لقد دفنا اعز ما نملك من مشاعر هناك ، في كركوك .. وكتبنا اجمل ما يكتب من شعر أو خواطر .. وكأن كركوك أصبحت جزءا جميلاً بل ورائعاً من أيام حياتنا التي عشناها ، نعم .. نعم هي بلا شك كذلك.
كانت وستبقى كذلك . كنا نقضي كما ذكرت أمسياتنا الجميلة في نادي النقابة أو نادي كي - وان - مع ناظم النجم .. وأحيانا في نادي عرفة .. أتتذكر ذلك يا أسماعيل . ياترى لو قمنا بزيارة الآن الى كركوك هل تتذكرنا هي الأخرى .. هل تتحدث إلينا بمثل ما نتحدث عنها الآن ، وان كانت بغير لسان .. نعم أنني أعتقد ذلك.
رحلة الصداقة عبر الزمن: من معهد إعداد المعلمين إلى كركوك.
إنها ستنطق ، وان كانت حجراً ، لأن ما بيننا معها أكبر وأعظم وبمجرد ما نلتقي معها . ستتحدث مع بعضنا البعض .. بدون كلام، ألم تقل فيروز ( وتعطلت لغة الكلام ، وخاطبت عيناي بلغة الهوى عيناك .. ) .
أي كلام وأي هوى ..كلام كله صدق ، ومودة واخلاص ونقاء .. وحب .. وأي هوى .. هوى الشباب بكل ما يملك من شباب وعنفوان .. وأمل وبراءة ... فهو لا يحتاج الى براقع ، أو كذب .. او رتوش .. هو الحقيقة .
٢٠٠٤/١٢/٨
الأربعاء
المقدادية
-----------------------------------------------------------
هو إسماعيل حميد الحمود الجبوري معلم في منطقة اليوسفية قبيل الاحتلال في مدرسة تدعى مدرسة العامرية ، نسبة الى القرية التي فيها .
يتبع بالضغط على التالي..
<><>
رحلة في مدرسة المقدادية: ذكريات تدريس وصداقة. الجزء الثامن.
استلمت كتابي بعد ان اخبرني الاخ اسعد ابو زينب بأن اسمي من الاسماء العائده للوظيفة وراجعت التربية وتم تنسيبي الى احد المدارس في الكمالية. وقدمت نقل الى محافظة ديالى وبعد ان تمت اجراءات نقلي الى محافظة ديالى تم تنسيبي الى احد المدارس في قضاء المقدادية بأمر من السيد المدير العام الى مدير تربية المقدادية.
جرى تنسيبي الى قضاء المقدادية وقال لي السيد مدير التربية اتريد اي مدرسة تداوم بها قلت له بكيفك. وتم تنسيبي الى مدرسة المقدادية واخذت كتابي الى المدرسة المذكورة. حيث قال لي السيد محسن كريكط مدير التربية انذاك سأنسبك الى مدرسة جميلة.
وفعلا كانت مدرسة جميلة بكادرها واول من تعرفت عليهم الاستاذ اياد ابو مصطفى وبعدها الاستاذ سلمان مراد والاستاذ شهاب والاستاذ حقي والاستاذ كريم وغيرهم وكانت مدرسة جميلة بحق.
- اسند الي تدريس مادة التاريخ للصفين الخامس والسادس وكانت نسبة النجاح جيدة بأستثناء السنه الاخيرة حيث كانت 100% .
- اقمت درساً تدريبياً للصف السادس الابتدائي وفيه يتعلم الطلاب كيفية كتابة البحث.
- كانت مجموعة من المعلمين رائعة وكذلك المعلمات وكنا بين فترة واخرى نقيم الولائم الصباحية بيننا .
- للطافة شكلنا لجنه للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بيننا انا والاستاذ اياد والاستاذ شهاب والاستاذ كريم مهمتها ان نتصيد الاخطاء للمعلمين ونغرمهم بأكلات وفواكه واستمرت اللجنه للسنتين الاخيرة .
- اقمنا سفرة الى بغداد شارع المتنبي وكانت سفرة لطيفه وجميلة لاتنسى واقمنا سفرة الى محافضة السليمانية منطقه سارتك وكانت جميلة ايضا .
اخذت اعدادنا بالتناقص بسبب احاله الاخوة للتقاعد بدأت بالاخ المرحوم الاستاذ سلمان مراد والاستاذ شهاب العكيدي والاستاذ اياد القره غولي والاستاذ سمير وانا لحقتهم فلم يبقى سوى اعداد قليلة من المعلمين والمعلمات.
من النجاح إلى التوديع: رحلة معلم في مدرسة المقدادية.
اقام الاستاذ حقي العزاوي مشكوراً بحفله توديع لي حضرها الطلاب والمعلمين وتمنيت هذه الحفله ان لا تنتهي ووقفت امام توديع حار بالنسبة لي وقد اعد الاستاذ حقي العزاوي حفله توديع لي وانتهت بكلمات امام التلاميذ وحضرها الست ام احمد معاونة تربية المقدادية وقلت فيها امام التلاميذ واستذكرت قصيدة لأمير الشعراء احمد شوقي :
وتم تهيئة وجبة غداء للمناسبة لجميع كادر المدرسة وهو تقليد سنوي قام به الاخ حقي العزاوي وتم تقديم هدايا لي من قبل كادر المدرسة.
يتبع بالضغط على التالي.
<><>
من الحج إلى التقاعد: ذكريات معلم. الجزء الاخير.
في عام 2018، قبل تقاعدي، منّ الله عليّ بحجة بيت الله الحرام برفقة زوجتي أم أحمد وقبلها اعتمرت في عام 2011 انا وام احمد والحمد الله. بعدها بسنه شاءت الأقدار أن أصيب بعدها بجلطة دماغية ثانية، أقعدتني حبيس الفراش حتى يومنا هذا. اصبت بجلطة دماغيه الثانية مما اقعدتني ولا زلت.
خلال فترة مرضي، لم يتوانَ أصدقائي عن زيارتي ومؤازرتي. فقد زارني كل من الأخ إسماعيل والأخ أبو زينب، كما حرص المعلمون المتقاعدون على التواجد بجانبي في كل مناسبة، يخففون عني وطأة المرض ويُنعشون ذكريات الأيام الجميلة التي قضيناها معًا في مدارس كركوك وبغداد وديالى.
حلم العودة إلى العمل: رحلة عبر ذكريات المعلم المتقاعد.
وفي ذات يوم 2 /1 /2024 حلمت بأني راجع الى الوظيفة وفي تقاطع مستشفى الكندي واثناء نزولي من جسر المرور السريع صادفني شخصان وارتطمو بالسيارة التي اقودها. فأذا هي وصديقتها التي اعرفها وحملتها بالسيارة وذهبت الى مديرية التربيه ووجدت انعام .
واخبرتني بأن المدير العام يهنئك بعودتك للوظيفة وأن هناك ندوة لادارة المدارس ستعقد ظهر هذا اليوم ويدعوك لحضورها بلغني بدلا منه فما كان الا الذهاب الى ثانوية . . . . واخذت ضيوفي الى هناك وكان الحضور ينتظرني فدخلت القاعة وادرت الاجتماع وانهيت الاجتماع.
وفجأة ظهر لي ابن خالي زهير فأخذ يسوق بدلا مني وانا جالس في الصدر وذهبت بة الى بغداد الجديدة ولا ادري اين بت وضيوفي في اي مكان. في الصباح جاءني زهير واخذت الضيوف الى كركوك حيث اقامتهن هناك واوصلتهن الى مكان سكنهن وانتهى الحلم .
الخلاصة: وهذه خاتمه حياتي الوظيفيه التي اجهدت نفسي مخلصاً لها وخلاصه امنياتي بأن ازرع شجرات امام مدرسه الطويلة والاستقلال وأن أبني جامعاً في احدى القريتين. وهذه خلاصه امنياتي في الحياة ولكن صحتي لا تساعدني على ذلك لكي احققهن لأن رسالتي في الحياة هي ان يذكرني اهل القريتين, وابقى ملتزماً بها ما حييت وهذه خلاصه امنيتي في الحياة ومن الله التوفيق.