recent
أخبار ساخنة

رائد من رواد الصحافة العراقية طه الفياض.

Site Administration
الصفحة الرئيسية

 رائد من رواد الصحافة العراقية طه الفياض.

الأستاذ طه الفياض العاني: رمز من رموز الصحافة العراقية، وعلامة بارزة في تاريخ الإعلام العراقي الحديث. ساهم بشكل كبير في تنمية وتطوير الصحافة العراقية، وترك بصمة واضحة من خلال مقالاته وكتاباته التي تميزت بالجرأة والصراحة والموضوعية.

يُعدّ الأستاذ طه الفياض العاني من أهمّ روّاد الصحافة العراقية، وله إرثٌ ثقافيٌ غنيٌ يُثري المكتبة العربية. فمؤلفاته وكتاباته تُعدّ مرجعًا هامًا للباحثين والمهتمين بالتاريخ العراقي، وتُجسّد شغفه العميق بوطنه وتطلّعه لمستقبلٍ أفضل. وهو ثاني نقيب للصحفيين بعد الاستاذ الجواهري. من موسوعة الكاتب موفق الربيعي شخصيات من بلادي.

رائد من رواد الصحافة العراقية طه الفياض.

ترك الأستاذ طه الفياض العاني بصمةً واضحةً على جبين الصحافة العراقية، فكان بمثابة المُلهِمِ للجيل القادم من الصحفيين، حاملاً شعلةَ الحقيقةِ والكلمةِ الحرّة. وشغل مناصبَ قياديةً هامّةً في العديد من الصحف والمجلات العراقية، ساهم من خلالها في تنمية وتطوير هذا القطاع الحيوي.

النشأة والتكوين لرائد من رواد الصحافة طه الفياض.

 ولد محمد طه الفياض العاني في مدينة (عنه) عام 1899 وينتمي إلى اسرة عربية ويرجع نسبها إلى الامام الحسين بن علي (عليهما السلام). حسب شجرة نسبه حيث نزح جد الاسرة السيد (حيدر) من المدينة وسكن مدينة (البو كمال ) ونمت الاسرة ونالت مكانة ممتازة في جهات الفرات الاعلى.

  1.  درس العلوم الدينية على يد والده . 
  2.  دخل مدارس الحكومة فأكمل الابتدائية والرشدية وعين بعدها بوظيفة امين صندوق بلدية ( عنه ) في الخامسة عشرة من عمره ثم ناظر الارزاق والتكاليف الحربية.
  3. عام 1915 دخل دار المعلمين في بغداد ومن ثم ذهب إلى الاستانة فدخل المدرسة الحربية فتخرج منها برتبة نائب ضابط وبعدها ترفع إلى ملازم ثان.
  4. ذهب إلى الحجاز مع فرقة الصاعقة التي تحت قيادة مصطفى كمال باشا وانضم للقوات التركية, التي ارسلت لانقاذ المدينة من ايدي الثوار العرب ثم رجع إلى فلسطين مع الجيش التركي. وهناك اخذ اسيراً من قبل الانكليز إلى مصر حتى الهدنة.
  5. بعد اطلق سراحه جاء عن طريق البصرة إلى مسقط رأسه في (عنه) فعين كاتب فيها. 
  6. ثم ترك الوظيفة فحل بالبصرة واشتغل بالتجارة مع التاجر المعروف انذاك ابراهيم البجاريز 
  7.  صار يساهم في القضايا الوطنية والاسلامية فكان له فضل كبير في احياء هذه الروح في النفوس

عام 1931 ابُعد طه الفياض عن البصرة إلى اربيل وعاد بعدها للبصرة غير هياب ولا وجل فاشترك بتأسيس جمعية الشبان المسلمين وكان سكرتيرها . ثم سكرتير جمعية الهداية الاسلامية وجمعية الدفاع عن فلسطين.

طه الفياض: صحفيٌّ لامعٌ في سماءِ العراقِ الملكيّ.

في رحلةٍ عبر الزمنِ، نُبحِرُ في عوالمِ الصحافةِ العراقيةِ العريقة، لنُسلّط الضوء على أحدِ روادِها المضيئين، الأستاذ طه الفياض. قلمٌ حرٌّ، ورمزٌ للنزاهةِ والموضوعيةِ، سطّر بمدادهِ حكايةً إعلاميةً حافلةً بالإنجازات، تاركًا بصمةً خالدةً في تاريخِ العراقِ الحديث.

  • اصدر ثلاث مجلات اغلقتها الحكومة واصدر في البصرة جريدة ( السجل ) وكانت يومية سياسية جامعة، صدر عددها الاول في 13 مايس 1937. وحرر فيها نخبة من المثقفين العراقين ومعظمهم من ابناء البصرة امثال محمود الحبيب وكاظم محمد الصائب ومقبل الرماح وكاظم مكي حسن وغيرهم.
  • كانت الجريدة ذات صبغة قومية ـ دينية ـ اسلامية وقد حصل على الامتياز في 9 نيسان 1934 لكن امتيازها الغي في اذار 1936 بحجة خروجها عن خطتها الادبية وتحملت الكثير من المضايقات بمعية صاحبها في المحكمة
  • عند احتلال الجيش البريطاني البصرة ثانية في اعقاب اندلاع ثورة مايس 1941. توقفت عن الصدور في 18 ايار 1941 . وعاودت الصدور عام 1941 وواجهت الغلق بسبب مناوئة رئيس تحريرها السياسات الحكومية العراقية وتم تغطيتها نهائياً عام 1956.
  • اصدر عام 1941 جريدة اللواء بعد ثورة مايس ٬ وجلب مطابع خاصة عام 1952 لطباعة الصحف.
  • أغلقت جريدة السجل عام 1954 بقرار من نوري السعيد رئيس الوزراء آنذاك بعد أن ألف كتاب ( نوري السعيد وحزبه العتيد ) انتقد فيه سياسة الحكومة.

شهدَ الأستاذُ طهُ الفياض تطورَ الصحافةِ العراقيةِ في العهدِ الملكيّ، وشاركَ بِفعاليةٍ في صياغةِ ملامحِها. واجهَ بعضَ التحدياتِ في مسيرتهِ الصحفيةِ، لِما تميّزَ بهِ من جرأةٍ وصراحةٍ في طرحِهِ للقضايا، لكنّهُ لم يتخلّ عن مبادئهِ ولم يتوقف عن الدفاعِ عن حريةِ الصحافةِ والتعبير.

 واجهَ بعضَ التحدياتِ في مسيرتهِ الصحفيةِ، لِما تميّزَ بهِ من جرأةٍ وصراحةٍ في طرحِهِ للقضايا، لكنّهُ لم يتخلّ عن مبادئهِ ولم يتوقف عن الدفاعِ عن حريةِ الصحافةِ والتعبير.

دور الصحفي طه الفياض بعد ثورة 14 تموز 1958 لغاية 1967: تحولات وتحديات.

مرّت الصحافة العراقية بِمراحلَ مُختلفةٍ بعد ثورة 14 تموز 1958، وتغيّر دورُ الصحفيّ بشكلٍ كبيرٍ خلالَ هذهِ الفترةِ المُمتدةِ من عام 1958 إلى عام 1967. شهدَ هذا العهدُ تحولاتٍ سياسيةٍ واجتماعيةٍ وثقافيةٍ انعكستْ على طبيعةِ العملِ الصحفيّ وأدوارهِ.

بعد قيام ثورة 14 تموز تقدم طه الفياض يطلب لمنحه امتياز جريدة اسبوعية باسم ( الفجر الجديد ) وفعلاً منح هذا الامتياز عام 1958 وبعد مرور فترة وجيزة حصلت الموافقة على ان تصدر يومياً، اصدر صحيفة الفجر الجديد بعد ثورة 14 تموز 1958 مباشرة ٬ والغي امتيازها عام1961 ثم عاودت الصدور عام 1963 منهجها عربي قومي .

اقدم عبد الكريم قاسم على الغاء امتياز صحيفة (الفجرالجديد) التي كان صاحبها طه الفياض نقيب الصحفيين لمجرد نشرها مقالاً بعنوان (رحم الله القوتلي). حمل فيه على مؤيدي انفصال سوريا عن وحدتها مع مصر ضمن الجمهورية العربية المتحدة في 28 ايلول 1961.

ولان المقال اثار ثائرة الزعيم عبد الكريم قاسم لنشرها فكانت عقوبتها وهي صحيفة نقيب الصحفيين الاعلام حيث اصدر الحاكم العسكري العام. بياناً الغى به امتياز (الفجر الجديد) والقي صاحبها في السجن قرابة تسعة اشهر وتعرض مبنى الجريدة الكائن في محلة جديد حسن باشا إلى الحرق واتلاف مكتبها ومطابعها.

 بعد اطلاق سراح طه الفياض اعاد الزعيم عبد الكريم قاسم امراً باعادة اصدار الجريدة واطلق اصدارها حتى عام 1967 عندما صدر قرار تامين الصحف على عهد الرئيس الراحل عبد الرحمن عارف.

إنتخب طه الفياض نقيباً ثانيا وفي هذه المرحلة اصطدمت النقابة بنظام الزعيم عبد الكريم قاسم وبالتالي تفريغها من الاهداف التي قامت من اجل تحقيقها. انتخب نقيبا للصحفيين العراقيين عام 1961 وأعيد انتخابه للمرة الثانية عام 1962.

الخاتمة:  فقد كان للصحفي طه الفياض دورٌ بارزٌ في إثراءِ الصحافةِ العراقيةِ خلالَ العهدِ الملكيّ، ومساهمةٌ فعّالةٌ في تنميةِ الوعيِ والثقافةِ بينَ أوساطِ الشعبِ العراقيّ. تميّزَ بِأسلوبهِ السلسِ وموضوعيتهِ في طرحِ القضايا، وشجاعتهِ في التعبيرِ عن آرائهِ ومبادئهِ.

توفي رحمه الله في 30 /تشرين الثاني/ 1964 وتركَ لنا طهُ الفياضُ إرثًا خالِدًا من المقالاتِ والكتاباتِ التي تُعدّ مرجعًا هامًا للباحثينَ والمُهتمّينَ بالتاريخِ العراقيّ. سيظلّ اسمُهُ محفورًا بحروفٍ من ذهبٍ في سجلّ روّادِ الصحافةِ العراقية، ورمزًا للصحفيّ الحرّ الذي دافعَ عن الحقّ والعدالةِ ونشرَ الحقيقةَ دونَ خوفٍ أو مُحاباة.

google-playkhamsatmostaqltradent