سيكتب التاريخ أن التفاهات اتخذت مرابض للأستيطان بعد أن رحلت خيام القيم والمبادئ من هنا؟
تتراقص حروف التاريخ على صفحات الزمن، حاملةً حكايات الأمم وشعوبها، حكايات عن صراعات وانتصارات، عن عظمة وانهيار، عن قيم راسخة وعن تفاهة مُستشري. تُسطر تلك الحروف حكاية عصرنا الحالي، عصرٍ مُغلف بظلال التفاهات، عصرٍ رحلت منه خيام القيم والمبادئ، تاركةً خلفها فراغًا قاتمًا يهدد مستقبل البشرية.
سيكتب التاريخ أن التفاهات اتخذت مرابض للأستيطان بعد أن رحلت خيام القيم والمبادئ من هنا؟ |
ظلال التفاهات تُغلف التاريخ رحيل القيم والمبادئ يُهدد مستقبل البشرية نغوص في أعماق هذا العصر المليء بالتناقضات، ونُسلط الضوء على سيطرة التفاهة على مختلف جوانب حياتنا، ونكشف عن مخاطرها على الدين والمجتمع، ونُبحث عن بصيص أملٍ للنهوض من جديد وإعادة بناء قيمنا المفقودة.
مقارنة بين مقدمة ابن خلدون وحالة المجتمع الحالي.
اعجبتني كثيرا"مقدمة ابن خلدون،، حينما ذكر { لاتولوا ابناء السفلة والسفهاء قيادة الجنود ومناصب القضاء وشئون العامة، لأنهم إذا أصبحوا من ذوي المناصب اجتهدوا في ظلم الابرياء وأبناء الشرفاء واذلالهم بشكل متعمد، نظراً لشعورهم المستمر بعقدة النقض والدونية التي تلازمهم وترفض مغادرة نفوسهم، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى نهاية الدول!.
كأن شكوى الحال تحكي قصة الآلم الذي يقاسيه قبل عدة قرون، ومما نقاسيه نحن اليوم!. لقد تبدلت كل مصطلحات التوصيف في عالم التفاهات، عندما يريد السلطان أن يتمتع برحلة صيد في قتل نمر يسميها (هواية)، وعندما تريد الشعوب المغلوبة على أمرها، منع هواية السلطان بغرض (توازن الطبيعة) من صيد النمور يسميها (وحشية).
سلطة جديدة" على العراق تحت ستار الدين.
لقد حلت في ربوع عراقنا الحبيب ( سلطة جديدة ) تختفي خلف رداء الإيمان لتعيد نفس الاصنام التي تم تحطيمها وانارت في المساجد، (الكذب والخديعة) ليضربوا الناس بعضهم ببعض بسوط الدين.
لقد اطلق القائمون على سلطات التفاهة، رصاصة الرحمة على الدين لحفظ مصالحها، فحصلت اسوء فاجعة يسحق فيها الإنسان، واصبح الدين شهيداً مخضب بدمه، ليعود من حيث آتى محمول على نعش الرفوف التي اكلتها الأتربة، بعد ان قيدت الحادثة ضد مجهول!.
لن يفنى العالم بسبب (قنبلة نووية) كما تقول الصحف وقنوات الإعلام، بل الابتذال والافراط في التفاهة التي ستحول الواقع إلى نكته سخيفة لايهضمها من كان في عقله بقية من عصر القيم .
ربط الشعور بتأنيب الضمير بمفاهيم خاطئة عن العبادات.
إن الدين الذي لايشعرنا بتأنيب الضمير عند ارتكابنا خطأ اخلاقي او قانوني، لأن مفهوم العبادات تمحو الذنوب بعمد أو دون تعمد، وإن المحسوبية والمنسوبية فوق القانون، وهي بذات المعنى تسمح للقائمين على القانون لي النصوص القانونية، فيصبح تخفيف العقوبة امر متيسر، وبالأمكان أن يصبح المذنب بريئ والبريئ مذنب، مما شكل أرضية خصبة لسوء الخلق العام، مقابل التمسك بأداء الصلوات والطقوس الدينية (الشكلية) أدت إلى كارثة أخلاقية مترافقة مع صورة التدين الشكلي.
أنا لاادعو إلى عالم ملائكي، أو جمهورية أفلاطون التي اكلها الوهن، لكن أن تتحول حوادث الذنوب والمعاصي إلى ظواهر وثقافات، اطمئن مرتكبيها بالمغفرة والرحمة مع الاتصال بكل الموبقات والخطايا المستمرة دون عودة، فتلك هي الطامة الكبرى، سيحصد مرتكبيها يوم العرض على المحكمة الإلهية، عض الأصابع من الندم.
- الدين السائد في واقع المسلمين هو (المذهب) وليس الدين المرسل بكامل التنزيل.
- المذهب هو فهم الفقيه او المجتهد قد يصيب أو يخطئ،.
ربط الخلافات المذهبية بالسياسة والصراعات على السلطة.
وانتقل الاختلاف والخلاف المعرفي بين الفقهاء إلى عالم السياسة وأسست من خلاله احزاب اسلامية يأكل بعضها البعض من اجل ترسيخ مفهوم (سلطوي) يضرب اعناق المخالف تحت الاكراه والقهر وطوائف يكفر بعضها للبعض الآخر.
يقول ابن رشد ( إذا رأيت الخطيب يحث الفقراء على الزهد دون الحديث عن سارقي قوتهم، فعلم أنه (لص) بملابس واعظ) .
التجارة بالأديان في عصر التفاهة، هي"الرائجة في المجتمعات، التي ينتشر فيها التخلف، فأذا اردت ان تتحكم بمجتمع جاهل، فما عليك إلا أن تغلف لكل باطل غلاف (ديني) وقداسة بخطوط حمراء.
انها مسألة وعي متكامل وإصرار على هدم قواعد الجهل، فالجبل لايهدم وإن تفتت إلى حجارة، تبقى جذوره في الباطن، فالذكريات لاتفتى والتجارب لاتنتهي، وانما محطاتها في العقل الباطن حينما يرفضها العقل الواعي تظهر مع الوعي لتعود ركائز الجبل شامخة مع العقل الجمعي.
فالسيول القوية تجرف معها الكثير من الحصى والطمى والاشواك واخشاب الغابات، اما العقول القوية الراسخة جذورها في باطن الأرض، هي من تحدد انجراف الكثير من العقول السخيفة والمشوشة نحو ترسانة الوعي.
فمازال الطريق امام العرب طويل، لأنهم مازالوا في مرحلة اخراج (الجن) من الإنسان، لكنهم يعتمدون على الغرب في استخراج البترول وغيره من الثروات.