دربنديخان بوابة الوادي وجوهرة كردستان نافذة على التاريخ.
دربنديخان مدينة تتكئ على سفوح الجبال، تحتضنها الطبيعة من جميع الجهات. عند ذكرها، يتبادر إلى الذهن تلك البحيرة الواسعة والسد العظيم. اسمها بالعربية بوابة الوادي هي جوهرة كردستان الثمينة وأول نفق شق بين الجبال، يصل منطقة كرميان بسهل شهرزور السليمانية.
إنها مدينة عندما تدخلها تشعر كأنك في إحدى المدن الأوروبية، أو كأنك في سويسرا. في رحلتنا إلى السليمانية من خانقين مروراً بمدينة كلار والتي تسمى كرميان معناها المنطقة الحارة من كردستان. كانت الدعوة لحضور موتمر ثقافي سنوي برفقة مجموعة من مثقفي خانقين بقيادة الاستاذ خليل أشرف الأركوازي ، مررنا بمدينة دربنديخان صباحًا، فبدت كالجوهرة الساحرة بتاريخها وموقعها.
تتميز دربنديخان بمناخ معتدل خلال الصيف وبارد خلال الشتاء، سكان مدينة دربنديخان يتألفون بشكل رئيسي من الأكراد الذين يشكلون الأغلبية العظمى من سكان المدينة. سكان المدينة يتحدثون اللغة الكردية بشكل رئيسي،.
يشتهر سكان المدينة بكرمهم وحفاظهم على العادات والتقاليد الكردية الأصيلة. كما أن المجتمع المحلي مرتبط بشدة بالطبيعة المحيطة، حيث يعتمد الكثير من السكان على الزراعة وتربية المواشي كمصدر رئيسي للعيش. تعد العلاقات العائلية والاجتماعية قوية في المدينة، مما يعكس روح التعاون والتكافل بين أفراد المجتمع.
نفق دربنديخان: شريان يربط الشمال بالجنوب.
- تاريخ حفر النفق: بدأت أعمال حفر نفق دربنديخان عام 1954، وتمّ الانتهاء من بنائه عام 1961.
- منفذو المشروع:قامت مجموعة من الشركات الأمريكية، تحت مظلة شركة Harza Companies، بتنفيذ مشروع بناء سد دربنديخان، الذي تضمن أيضًا حفر النفق.
- خصائص النفق: يبلغ طول نفق دربنديخان 1.2 كيلومتر، ويُعدّ من أطول الأنفاق في العراق.
- أهمية النفق: لعب نفق دربنديخان دورًا هامًا في تحسين البنية التحتية للمنطقة، حيث سهّل حركة المرور بين شمال العراق وجنوبه، وساهم في تنشيط التجارة والسياحة.
سد دربنديخان البناء والمواصفات.
تاريخ بناء سد دربنديخان: حكاية سد يروي قصة حضارة يُعدّ سد دربنديخان أحد أهمّ المعالم الهندسية والتاريخية في العراق، حيثُ لعب دورًا هامًا في تحسين البنية التحتية للمنطقة، وتوفير المياه للريّ والكهرباء.
فما هو تاريخ بناء سد دربنديخان؟ بدأت حكاية سد دربنديخان عام 1953، عندما قامت الحكومة العراقية بتكليف شركة "هارزا" الأمريكية بدراسة إمكانية بناء سدّ على نهر ديالى.
وبعد دراسات معمقة، تمّ اختيار موقع دربنديخان لبناء السد، نظرًا لموقعه الجغرافي الملائم، وخصائص التربة في المنطقة. في عام 1956، تمّ وضع حجر الأساس لبناء السد، وتولت شركة "هارزا" تنفيذ المشروع بالتعاون مع شركات أمريكية أخرى.
واجهت عملية بناء السد العديد من التحديات، من أهمّها الظروف الجوية القاسية، ووعورة التضاريس في المنطقة. لكنّ إصرار العاملين في المشروع، وخبرتهم الهندسية العالية، ساهمت في التغلب على هذه التحديات، وإنجاز بناء السد في عام 1961.
يتكون سد دربنديخان من:
- سدّ من الخرسانة المسلحة، بطول 445 مترًا، وارتفاع 128 مترًا.
- بحيرة اصطناعية تُعرف باسم "بحيرة دربنديخان"، بسعة تخزينية تبلغ 1.3 مليار متر مكعب.
- محطة كهرومائية، تُنتج 100 ميغاواط من الكهرباء.
أهمية سد دربنديخان:
- يُوفّر السدّ المياه للريّ لأكثر من 500 ألف هكتار من الأراضي الزراعية.
- يُساهم في توليد الكهرباء، ما يُساعد على تلبية احتياجات المنطقة من الطاقة.
- يُشكلّ السدّ عامل جذب سياحي هامّ، حيثُ تُعدّ بحيرة دربنديخان وجهة مُفضّلة للعديد من الزوار.
- لعب السدّ دورًا هامًا في حماية المنطقة من الفيضانات.
- سد دربنديخان ليس مجرّد سدّ، بل هو رمز للتقدم والحضارة في العراق.
فهو ثمرة جهود وتعاون العديد من الأشخاص، الذين ساهموا في بناء هذا الصرح العظيم، الذي يُعدّ أحد أهمّ معالم العراق.
الأحداث التاريخية التي واجهت دربنديخان.
في عام 1976، زرت دربنديخان لأول مرة. كانت المدينة تتمتع بجمال طبيعي أخاذ وهدوءٍ يبعث على الاسترخاء. ولكن، سرعان ما تغير كل شيء مع اندلاع الحرب العراقية الإيرانية. وبسبب قربها من الحدود الإيرانية، تعرضت دربنديخان إلى ويلات الحرب.
شهدت مدينة دربنديخان، خلال حرب السنوات الثماني، أحداثاً تاريخية حافلة بالتحديات والصعوبات. فبسبب موقعها الاستراتيجي قرب الحدود الإيرانية، تعرضت المدينة وسد دوكان إلى هجمات متكررة من قبل القوات الإيرانية.
في عام 1987، بلغت هذه الهجمات ذروتها عندما حاولت قوات العدو التسلل إلى سد دربنديخان عبر البحيرة باستخدام زوارق وضفادع بشرية. إلا أن قواتنا البطلة، بقيادة ضابط بحري شجاع، تمكنت من صد الهجوم في معركة بحرية عنيفة، وحفظت على سلامة السد وأهل المدينة.
المناطق الأثرية والسياحية في مدينة دربنديخان وآفاقها المستقبلية.
دربنديخان، جوهرة كردستان العراق، تمتاز بموقعها الاستراتيجي وتاريخها العريق، مما جعلها مقصدًا سياحيًا جذابًا. تتميز هذه المدينة بجمال طبيعتها الخلابة، وتنوع تضاريسها، وغناها بالمواقع الأثرية والتاريخية.
المناطق الأثرية.
- قلعة دربنديخان: تعد من أبرز المعالم التاريخية في المدينة، وتقع على قمة تلّة مطلة على البحيرة. تتميز القلعة بتصميمها المعماري الفريد، وتاريخها العريق الذي يعود إلى قرون مضت.
- المواقع الأثرية القديمة: تنتشر في محيط دربنديخان العديد من المواقع الأثرية التي تعود إلى عصور مختلفة، والتي تشهد على حضارات قديمة سكنت هذه المنطقة.
المناطق السياحية.
- بحيرة سد دربنديخان: تعتبر البحيرة من أهم المعالم السياحية في المنطقة، وتوفر فرصًا للأنشطة المائية المختلفة مثل السباحة والتجديف وركوب القوارب.
- الحدائق والمنتزهات: تمتاز دربنديخان بالعديد من الحدائق والمنتزهات الخضراء التي توفر أجواءً هادئة ومريحة للزوار.
- المناطق الجبلية: تتميز المنطقة بمناظرها الجبلية الخلابة، والتي توفر فرصًا لممارسة رياضات المغامرة مثل التسلق والمشي لمسافات طويلة.
- الأودية والشلالات: تنتشر في محيط دربنديخان العديد من الأودية والشلالات التي تتميز بجمالها الطبيعي الخلاب.
الآفاق المستقبلية.
- تنظيم الفعاليات والمهرجانات: مثل المهرجانات الثقافية والفنية والرياضية لجذب المزيد من الزوار.
- تطوير الطرق والوصول إلى المناطق السياحية: لتحسين حركة السياح وسهولة الوصول إلى المناطق السياحية.
- الحفاظ على البيئة: من خلال تبني ممارسات سياحية مستدامة للحفاظ على البيئة الطبيعية والثقافية للمدينة.