العمائم المزيفة والمرأة الحقيقية: من يضلل ومن يحق؟
بقلم : ساجد الدوري.
لطالما كانت المرأة محورًا للكثير من الجدل والنقاش عبر التاريخ، وخاصة في المجتمعات الإسلامية. فبين الحين والآخر تطفو على السطح روايات وأحاديث تحاول التقليل من شأن المرأة وتشويه صورتها. ومن أبرز هذه الروايات تلك التي تزعم أن المرأة ناقصة عقل ودين. لكن هل هذه الرواية صحيحة؟ وهل تدعمها الأدلة الشرعية والعقلية؟
في هذا المقال، سنتناول هذه القضية بالتحليل والنقد، وسنسعى إلى كشف زيف هذه الادعاءات وبيان حقيقة مكانة المرأة في الإسلام."
عدالة الخالق في خلق المرأة: دراسة تحليلية للأحاديث الشريفة.
عدالة الله في خلقه أسمى وأجل من عمائم يحرفون الكلم عن مواضعه. كثر اللغط كثيراً في قضية الرواية التي تقول (المراة ناقصة عقل ودين).
فأحببت إن ادلو بدلوي في مايثار عن المرأة وعدالة السماء فيها من خلال الادلة والبراهين، بعد متابعة من يدندن حول هذا الموضوع من العمائم التي وضعت العمة دون عقل في الرأس تثير اللغط بدعاوى ليست بصحيحة لأفتقارها العلمية والتخصص الحقيقي في مسألة تدخلت فيها ارادة السماء في رسم طبائع البشر جعلتني ابحث لمعرفة مكانة المرأة في الإسلام،،!!
"المرأة في ميزان الإسلام"عادة ماتنشأ الفتاة المسلمة وهي تسمع انها (ناقصة عقل ودين) وتقتنع اغلب النساء بهذا النقص ويعتبرن إن،، (ناقصات عقل ودين) لاتعتبر اهانة للمرأة وانها تعبير عن طبيعتها التي تغلب عليها العاطفة بفعل لو كان موازي لعقل الرجل، عند تقديم العقل على العاطفة وبروز دور الحكمة في اتخاذ القرار بدعوى ركوب العاطفة على الحزم والقطع،،،!!
فالنقصان هنا ميزة تتقدم فيها المرأة تتناسب مع مهمتها في الحياة لانها تعطي للعاطفة اكثر مما تعطيها للعقل عند الرجل، وهي حالة من التوازن بين الحزم والعاطفة لكلا الجنسين في ادارة شئون مدارك الحياة وليست خل في مرابط لباب العقول وسوءة يتقدم فيها الرجل عن المرأة،،!!
الحقيقة إن مايقابل نقصان العقل بالضد آن تكون (سفيهه) لأن ادراكها للأمور لايكون سليما"والعاطفة عكسها قوة القلب،،،، وهذا محال على للتعميم الحال لسببين:- التعريف لايستقيم مع عدد ليس بقليل مع النساء ولايؤخذ على إطلاقه،،
على سبيل المثال لاالحصر
نساء النبي صل الله عليه وآله وسلم واولهم ام المؤمنين خديجة الكبرى (رض) وبنات النبي واولهم فاطمة الزهراء (رض) ومريم بنت عمران وإمرأة فرعون وملكة سبأ بلقيس،،!!
نقصان العقل التي تكررت الروايات فيها (32) مرة ليست بعموم اللفظ لكنها بخصوص السبب، فمنهن من يكفرن العشير ويكثرن اللعن وشهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل، فالرابط للنقصان جاءت به آية (المداينه) في مورد عقود الأموال والدين،،!!
المرأة في ميزان الإسلام: بين النص القرآني والسنة النبوية.
{ يا ايها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه}.
الى أن يأخذنا السياق القرآني الى { واستشهدوا شهيدين من رجالكم فأن لم يكونا رجلين فرجل وامرآتان ممن ترضون الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الآخرى } فالآية اختصت الشهادة بالعقود المالية فقط وهدفها حفظ الحقوق يتطلب فيها أكثر من شاهد، وجود إمرآتين معا" لكل منهما دور مختلف فأحداهن شاهد والأخرى تذكرها وتساعدها
المهم مما سبق معرفة أن شهادة المرأة نصف شهادة الرجل وزيادة عنه بشاهدين من النساء للتذكير وكذلك شهادة رجلين أيضاً دون أحدهما للتأكيد في اتخاذ الحكم ،،!!! فرواية نقصان العقل لاتترتب عليها نقص في الاعتقاد ولاالحكم،،!!
أما بخصوص الدين : فسبب النقص في الحيض كطبيعة جبلت عليها المرأة بحكم طبيعتها ولاتعد نقص بقدر مااعطتها الشريعة الإسلامية من سماحة ورخصة ترك العبادات لضرر واقع، فالله يساوي بين الرجل والمرأة في أمر العبادة فلا فضل ولانقصان بينهما،،،
{ والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيراً والذاكرات اعد الله لهم مغفرة وإجرا" عظيمآ } ولم يذكر الله تعالى أن اجر عمل المرأة ناقص لنقصان دينها وأجر عمل الرجل لكمال دينه فالنساء يشاركن الرجل في كل رخص العبادات،،!!
فالتخرس تلك الألسن من عمائم ومتطفلين على دين الله تريد الأساءة لعدالة السماء بين خلقه والتمايز لعباده بين نقصان وكمال وبين سادة وعبيد،،!!!
في نهاية المطاف، فإن قضية المرأة هي قضية إنسانية قبل أن تكون قضية دينية. إن المرأة كائن بشري كامل له نفس الحقوق والواجبات التي يتمتع بها الرجل. علينا أن ننظر إلى المرأة بعين التقدير والاحترام، وأن نعمل جميعًا على تمكينها وتمكين مجتمعاتنا.
ساجد الدوري