recent
أخبار ساخنة

الاستقرار السياسي: أساس التنمية والتقدم.

Site Administration
الصفحة الرئيسية

الاستقرار السياسي: أساس التنمية والتقدم.

بقلم الدكتور راسم العكيدي.

الاستقرار ليس مجرد حالة ثابتة، بل هو نتاج عملية معقدة تتشكل من الخبرات المكتسبة والنضج في التعامل مع الأزمات والتحديات. فالسياسة التي تنبع من تجربة وخبرة طويلة هي التي تقود المجتمعات نحو الاستقرار المستدام، وهي السياسة التي تخلق قادة لديهم القدرة على مواجهة الصعوبات والتغلب عليها بمهارة واحترافية. وفي مقال اخر للكاتب راسم العكيدي.

الاستقرار السياسي: أساس التنمية والتقدم.
الاستقرار السياسي: أساس التنمية والتقدم.

الاستقرار اصله سياسي والسياسة اساسها المستقرون هم من يبنون استقرار بشرط اكتسابهم النضج والخبرة من مران في مواجهة الاحداث وخوض غمار التجارب وادارة الازمات وتفكيكها فمن يواجه مشاكله يتعلم ادارة شؤون السياسة ومنها ينطلق لادارة شؤون المحافظة.

التحديات التي تواجه القادة القادمين من خارج الحياة السياسية.

هناك العديد من التحديات التي تواجه القادة الذين يدخلون إلى الساحة السياسية من خلفية منعزلة أو غير مستقرة. هؤلاء غالبًا ما يجدون أنفسهم وسط حالة من الفوضى والضجيج، وهو ما يؤدي إلى عزلتهم عن الواقع وعن الأحداث. يظهرون وكأنهم يتصرفون بدون اتزان أو تنظيم، وهذا يؤدي إلى نتائج كارثية، حيث تغيب عنهم أدوات التخطيط والتنفيذ الجيدين.

القادمون من فراغ اصطدموا بالفوضى والصخب والقادمون من عزلة صدمهم الزحام فاصيبوا بالانفصال عن الواقع والانفصام عن حراك الاحداث وتراهم سكارى وما هم بسكارى فكيف وهم عشوائيون ولا يتحركوا بانتظام ولا يعرفوا التخطيط والتنفيذ ولا يمتلكوا ادواته ويلجئون للعمل كيفما اتفق وصنعوا تحت اقدامهم رمال متحركة ابتلعتهم وستبتلع من يتفرجون على ابتلاعهم لانهم فاقدي التركيز ومنفردون.

التسرع في المناصب والبحث عن الجاه والمال.

من المؤسف أن نجد بعض المسؤولين الذين يلهثون وراء المناصب من أجل تحقيق مكاسب شخصية، سواء كانت مالية أو لمجرد الظهور والبروز. مثل هؤلاء يضحون بقراراتهم ويبيعون ذممهم، غير مدركين أن السياسة ليست ميدانًا للثراء السريع، وأن هذا السلوك لن يحقق لهم سوى انهيارات متتالية. فالسعي وراء المال يقوض الثقة ويضعف السلطة ويجعل من هؤلاء مجرد أدوات تُستخدم لتحقيق مصالح محدودة، مما يؤدي إلى بناء هش ينهار مع أي هزة سياسية.

ويضاف لكل ذلك انهم عطشى للمناصب بحثاً عن الجاه والظهور باستعراضية وجياع للمال وارتموا على منابع رأس المال ومن يرتمي على المال يبيع قراره ولا يمكنه الجمع بين المال والمنصب لانه بلا قرار. 

عواقب الانهيار المتكرر وتأثيره على الاستقرار.

تتكرر حالات الانهيار نتيجة هذا السلوك غير المدروس، ويتحول الاستقرار إلى سراب. فكلما انهار بناء سياسي بسبب ضعف القادة وافتقارهم للخبرة، كان التأثير السلبي يمتد إلى جميع مكونات الدولة. إن سياسة البناء على أسس غير متينة، أشبه بمن يبني على رمال متحركة، وهذا ما يخلق دوامة من الأزمات المستمرة.

لذلك انهار ما تم تشكيله لانه لم يتعمق في الملفات وحساب الاحتمالات وتوقع الاسوء ووضع المعالجات له فهو بناء على فوهة بركان وتأسيس على رمال متحركة وما ينهار لن يتشكل على انقاضه استقرار.

من باع قراره صار بضاعة في بازار السياسة ولن يحصل على اي شئ غير المال فلا يمكنه الجمع بين المال والمناصب فهذه لا يمكن جمعها بقرار لمن باع قراره واضطر للتنازل عن المناصب وهذا كشف سعيه وراء المال وهذا سيبقي الوضع مستمر بين تشكيل وانهيار ومعه يتساقط اصحاب الجيوب التي ما ان تمتلأ حتى تفرغ وتبحث عن المال فهم كالمتسولين على تقاطعات السياسة.

ضرورة تغيير الأساليب لتحقيق استقرار حقيقي.

من الضروري اللجوء إلى تغيير فعلي في الأساليب الإدارية والسياسية، وذلك لتحقيق نوع من الاستقرار النسبي الذي قد يساعد في تخفيف حدة الأزمات. قد يكون اللجوء إلى قادة ذوي خبرة حلاً مؤقتًا يساعد في إدارة المرحلة الحالية، لكنه ليس حلاً نهائيًا. إن الأسس الحقيقية للاستقرار تكمن في تبني سياسات متوازنة تعتمد على رؤية استراتيجية شاملة.

الاحداث دراماتيكية ولن يستثنى منها طرف وفي النهاية لابد من ايقاف الانهيارات لان من تولى السلطة غير قادر على ترويض الغير مستقرين ولا ادارة شؤون المحافظة والسياسة وسيضطر الزعماء لتفادي الخسارة الى اللجوء لتغيير قد يخلق استقرار نسبي الى حين .

خاتمة: إن الاستقرار السياسي هو العنصر الأساسي لتحقيق التنمية والتقدم، ولا يمكن تحقيقه إلا من خلال قادة واعين ومسؤولين، يمتلكون رؤية واضحة وأدوات فاعلة للتخطيط والتنفيذ.
google-playkhamsatmostaqltradent