تأثير الصراعات الإقليمية والتوترات الداخلية على مستقبل الأجيال العربية.
بقلم : الدكتور راسم العكيدي.
تتراكم الصراعات السياسية والإقليمية لتشكل ميراثًا ثقيلًا تتحمله أجيالنا الجديدة، حيث تتقاطع المصالح الشخصية مع القضايا الكبرى للأمة، في مزيج خطير يجمع بين السياسة والمال والسلطة والنفوذ. تتكرر نفس السيناريوهات منذ بدايات التاريخ، بينما يتساءل الجميع: ما الذي ينقص أمتنا عن باقي الدول التي تجاوزت هذه الفوضى وباتت تختار أفضل نخبها لقيادة حكوماتها نحو مستقبل مشرق؟
تأثير الصراعات الإقليمية والتوترات الداخلية على مستقبل الأجيال العربية. |
ميراث ثقيل وجينات تنتج اجيال يتسلق على اكتافها من يخلط القضايا ببعضها بمزيج خطير بين السياسة والبحث عن المال والجاه والنفوذ والقوة لاسكات من ينتقد جهلهم وعنجهيتهم وخرفهم السياسي باستغلال القانون لرفع دعاوي من يصرخ مما يألمه ومن تداعيات سوء ادارة الحكم والسياسة واستخدام العرف العشائري والسلاح المشرعن بأسم الدولة وينفذ لجهلة السياسة
الواقع الحالي: فوضى وتدهور مستمر.
تعيش دولنا العربية في حالة من الفوضى، غارقة في دوامة من الصراعات والاستغلال السياسي. يهيمن على المشهد السياسي من يتخذون من "القضية" ذريعة، يلتفون حولها ويعززون مواقعهم الشخصية على حساب معاناة الشعوب. وبينما تتضخم أرصدتهم المالية وتزداد ممتلكاتهم، تظل المدن والشعوب ضحية لسياساتهم غير الرشيدة.
التاريخ يتكرر منذ فجر الخليقة والسؤال ماذا ينقصنا عن باقي الامم والدول التي بلغت رشدها وقوت وبلغت اشدها ورفعت للحكم والقيادة افضل نخبها لتتخذ افضل قراراتها ؟ دولنا الاخيرة تعوم على الفوضى غارقة بغيها وبمن يخدعنا بالقضية ويعلى اسوار قلاعه وتضخمت ارصدته وابتلع مدنن باستغلال المنصب ويلتف حوله من يتاجر بالقضية.
التاريخ يعيد نفسه: حروب وصراعات متجددة.
أكثر من أربعين عامًا من النزاعات والتوترات، بين قوى إقليمية ودولية، وبين الولاءات الدينية والسياسية المختلفة. هذه الصراعات لم تجلب السلام، بل وضعتنا في منطقة رمادية بين الحرب والسلام، حيث لا توجد استدامة ولا استقرار. نعيش في ظل "الحرب على الإرهاب"، و"تصدير الديمقراطية"، و"حلول دينية وشعارات سياسية" لا تنتهي. بينما تتكرر الحروب وتتجدد التوترات، تبقى شعوبنا على حافة الهاوية، تخسر كل ما حققته بين حرب وأخرى.
ضياع الدول وتيه الشعوب وحروب تلد حروب وخسارات وهزائم يغطوها بنصر وهمي وخسارة تكتيكية ونصر استراتيجي. صراع منذ اكثر من اربعين سنة بين المنتمين والموالين وبين الدولة والخلافة والدولة واللادولة وبين قوى عظمى وقوى اقليمية على ارضنا وعلى اجسادنا وفوق رؤوسنا بمهمة يراها الساذجون مهمة مبهمة ويعرف خفاياها الذين يمتلكون قدر من الوعي.
صراع الهيمنة: أمريكا وإسرائيل وإيران على الساحة العربية.
على مدار عقود، تلعب القوى الكبرى أدوارًا مختلفة في منطقتنا العربية. فبينما تعود الولايات المتحدة لتفرض هيمنتها، تحافظ إسرائيل على تفوقها الإقليمي، وتواصل إيران سعيها نحو تعزيز نفوذها في المنطقة عبر استغلال بعض الجماعات الموالية في الدول العربية. هذه القوى تحرك الصراعات بدافع تحقيق مصالحها الاستراتيجية، مستغلة الفروقات المذهبية والعقائدية، لتزيد من تعقيد الأوضاع وتفاقم التوترات.
حروب وضعتنا بين الحرب والسلام فلا هي حرب فناء ولا سلام شامل ولا هي انهيار ولا استقرار بل هي الحد الادنى من الاستقرار ونقف في كل حرب على حافة الهاوية ونخسر ما اقتنيناه بين حرب وحرب. حروب بمسميات متعددة مرة الحرب على الارهاب ومرة التبشير بالديمقراطية بشعار امريكي ومرة تصدير الثورة بشعار ايراني ومرة الاسلام هو الحل والديمقراطية هي الحل ومرة كل شئ من اجل المعركة وكل شئ من اجل فلسطين.
حروب وصراعات وعنف طائفي ودول تسقط وحكام تلاشوا وجيوش تبخرت ومليشيات عابرة للحدود توالي دول وتعتنق مذاهب متطرفة تشعل صراع تسميه الامبراطوريات القديمة العائدة للمنطقة بمسمى دول عظمى تسميه الصراع المدهش بين السنة والشيعة واختلاف على ما مختلف عليه في تفسير الدين. امريكا تعود وتبقى واسرائيل تتفوق وتتسيد كمستفيد اول وايران تبحث عن موقعها كقوة فوق الاقليمية وتحققه بادوات عربية بغطاء المذهب
النتائج المؤلمة: تهجير وخراب وحياة في المنفى.
تدفع الشعوب العربية ثمن هذه الصراعات بأبهظ الأثمان. ففي كل حقبة، تُهجر آلاف العائلات، وتفقد الأجيال القادمة استقرارها وفرصها في بناء مستقبل أفضل. تتحول أراضينا إلى مقابر جماعية، تُدفن فيها آمال الشباب وأحلامهم، بينما يتشتت الباقون في المنافي ومخيمات اللجوء، يعيشون على أصوات صراع لن ينتهي، يغذي نفسه من بقايا الميليشيات والتنظيمات المسلحة التي تولد من رحم الصراع.
شعوب تتهجر كل حقبة واكثر من مرة وتدفن ابنائها وتهاجر حتى صارت خارطة دولنا خارطة مقابر. اجيال ضائعة وسياسيين كسبة وشعوب مهجرة وشباب في المنافي وفي معسكرات تهجير تتغذى على فحيح صراع لن يتوقف ولن ينتهي بل تشتق منه ومن انقاض تنظيمات مسلحة تنظيمات اخرى ليستمر الصراع المدهش لامريكا واسرائيل والغرب وقوى اقليمية حولت ارض العرب لميادين تدريب وتجريب اسلحة
الخاتمة: مستقبل غامض للأجيال القادمة.
مع استمرار دوامة الصراع، يبقى مستقبل أجيالنا في خطر. في ظل هذه الحروب المتكررة والصراعات التي لا تنتهي، تقف شعوبنا عاجزة عن رسم مسار جديد نحو الأمل والسلام. على الدول العربية أن تتخذ خطوات جادة للخروج من هذه الدوامة، عبر بناء مؤسسات قوية وسياسات تهدف إلى تحقيق الاستقرار والتنمية.