recent
أخبار ساخنة

رمضان في البحرين والاستعدادات لهذا الشهر الفضيل

Site Administration
الصفحة الرئيسية

 رمضان في البحرين والاستعدادات لهذا الشهر الفضيل 

مقدمة عن رمضان وأهميته في البحرين:

رمضان في البحرين ما هو إلا فصل روحاني واجتماعي ينتظره الجميع بلهفة وسعادة. حاله حال باقي دول الخليج، يُعتبر شهر رمضان من أهم شهور السنة وأكثرها قدسية وروحانية. لكن في البحرين، لرمضان نكهة خاصة لا يعرفها إلا من عاشها أو زار المملكة خلال هذا الشهر الفضيل.

تُزهر الأرواح، وتصفو النفوس، وتُحيى البيوت والمجالس بذكر الله والصلوات والتجمعات العائلية. تبدأ الشوارع في اكتساب روح رمضانية واضحة، من الفوانيس المعلقة وحتى المجالس العامرة بالخير والبركة. الكبار والصغار، النساء والرجال، جميعهم يتهيأون لهذا الشهر بكل تفاصيله الجميلة.

رمضان في البحرين والاستعدادات لهذا الشهر الفضيل
رمضان في البحرين والاستعدادات لهذا الشهر الفضيل 

رمضان في البحرين ليس مجرد صيام عن الطعام والشراب، بل هو فرصة لإحياء القيم الإسلامية العريقة، وتعزيز الروابط الاجتماعية بين الأسر والجيران. ما إن يُعلن عن رؤية الهلال حتى تتحول البحرين إلى لوحة تراثية تزدهر بأجمل مظاهر الاستقبال لهذا الشهر المبارك.

البحرينيون بطبعهم يعشقون الأجواء العائلية والاجتماعية، ورمضان بالنسبة لهم مناسبة سنوية تجمع الجميع حول مائدة واحدة، وتحيي الطقوس القديمة التي توارثوها جيلاً بعد جيل. لذلك، تجد أن الاستعداد لرمضان يبدأ قبل أسابيع، لتجهيز البيوت، وتنظيف المساجد، وشراء مستلزمات الشهر كاملةً.

أجواء رمضان في البحرين

الحياة اليومية خلال شهر رمضان:

أجواء البحرين في رمضان مختلفة تماماً عن باقي شهور السنة. تتبدل ملامح الحياة اليومية لتتناسب مع قدسية الشهر ومتطلباته. تبدأ الحركة بالخفوت تدريجياً مع اقتراب موعد الإفطار، لتخلو الشوارع من المارة وتعم السكينة أرجاء المدينة.

الدوام الرسمي سواء في القطاع الحكومي أو الخاص يتغير توقيته ليناسب مواعيد الصيام، فتقل ساعات العمل، ويُخصص وقت أكبر للعبادة والراحة. حتى المقاهي والمطاعم تُغلق أبوابها طوال النهار احتراماً لمشاعر الصائمين.

تزداد التجمعات العائلية بشكل ملحوظ في المساء، حيث يتبادل الناس الزيارات والولائم. فبعد صلاة المغرب تبدأ الجلسات التي تستمر حتى السحور، يجتمع فيها الأحباب والأصدقاء، ويتبادلون أطراف الحديث وسط أجواء مليئة بالحب والود.

تغيرات الأسواق والمجمعات التجارية:

الأسواق البحرينية والمجمعات التجارية تنتعش قبل وأثناء رمضان بشكل لا مثيل له. تبدأ المحلات بعرض تشكيلات متنوعة من الملابس التقليدية مثل الدراعات والجلابيات، إلى جانب أدوات المطبخ والتمور والحلويات.

الأسواق الشعبية مثل سوق المنامة والمحرق تستعيد بريقها وتزدحم بالزوار الباحثين عن لوازم الشهر الكريم. أما المجمعات التجارية الكبرى، فتشهد تنظيم مهرجانات وعروض رمضانية لجذب العائلات والأطفال.

في الليل، تتحول الأسواق إلى وجهة رئيسية للعائلات والشباب، حيث يستمتعون بالتسوق والتجمع في أجواء رمضانية مميزة. الكثير من العائلات البحرينية تعتبر جولة السوق بعد التراويح عادة رمضانية لا تكتمل بدونها.

الاستعدادات لشهر رمضان في البحرين

العادات والتقاليد البحرينية في الاستعداد لرمضان:

البحرينيون يعشقون الاستعداد لكل مناسبة دينية، لكن لرمضان طابع خاص لا مثيل له. تبدأ التحضيرات من تنظيف البيوت وتزيينها بالفوانيس والإضاءات الملونة، لتُعلن كل زاوية فيها عن قدوم شهر الخير.

تحرص الأمهات والجدات على تحضير مؤونة رمضان من البهارات، والتمر، والهيل، والسمن، والمكسرات التي تُستخدم في إعداد أشهر الأطباق البحرينية. أما الرجال، فتراهم في الأسواق يشترون الأرز واللحوم وكل ما يلزم لضمان جاهزية البيت لهذا الشهر.

من أجمل الطقوس أيضاً هي تجهيز المساجد وتعطيرها بالعود والبخور، وتهيئتها لاستقبال المصلين طوال الشهر. يتم تجهيز أماكن خاصة للنساء، وتركيب أجهزة تبريد إضافية، ليعيش الجميع أجواء رمضانية مليئة بالراحة والخشوع.

دور العائلات البحرينية في التحضير لهذا الشهر:

تبدأ العائلات البحرينية قبل رمضان بعمل قوائم تفصيلية تتضمن كل ما يحتاجونه من مأكولات ومشروبات وأدوات، لضمان أن يكون البيت جاهزاً لكل ليلة من ليالي رمضان. ويُعتبر تحضير السفرة الرمضانية طقساً أساسياً تتشارك فيه النساء بحرارة.

جلسات تحضير المأكولات مثل السمبوسة واللقيمات، والجلوس مع الجدات للاستماع إلى وصفات قديمة متوارثة، كل ذلك يُعزز الروابط العائلية ويُعيد للذاكرة نكهات الزمن الجميل.

ويحرص البحرينيون أيضاً على زيارة الأقارب والتواصل مع الجيران قبل رمضان، لتصفية القلوب واستقبال الشهر بصفاء نية وسلام داخلي. هذه العادة المميزة تُرسخ قيم التسامح والتآخي بين الناس.

الأطعمة البحرينية الرمضانية المشهورة

أشهر الأطباق البحرينية على مائدة الإفطار:

رمضان في البحرين يعني مائدة عامرة بالأطباق الشعبية التي لا تُقاوم. "الهريس" يتصدر المائدة وهو من أعرق الأطباق البحرينية، مصنوع من القمح واللحم أو الدجاج، يُطهى لساعات حتى يصبح بقوام كريمي غني بالنكهات.

"الثريد" طبق أساسي لا يمكن الاستغناء عنه، وهو عبارة عن خبز مغموس بمرق اللحم أو الدجاج مع الخضار. يعشقه الكبير والصغير، خاصةً عندما يُقدم مع اللحم الطري والمذاق الحار المعتدل.

أما "البلاليط" فهي من الأطباق الحلوة التي تُقدّم في السحور أحياناً، مصنوعة من الشعيرية والسكر والهيل، مع لمسة من الزعفران والمكسرات، لتعطي نكهة فريدة تحفر مكانها في القلب.

الحلويات البحرينية التي لا تُقاوم:

لا تكتمل مائدة الإفطار البحرينية دون الحلويات التقليدية. أشهرها "اللقيمات"، وهي كرات مقرمشة من الخارج وطرية من الداخل تُغمر بالقطر أو الدبس، وتُزين بالسمسم أحياناً.

"الخبيصة" أيضاً من الحلويات الرمضانية الأصيلة، مصنوعة من الطحين والسمن والسكر والهيل، ولها مذاق دافئ يُشعرك بالراحة والحنين إلى أيام الطيبين.

الحلويات البحرينية في رمضان ليست مجرد طعام، بل هي طقس وعادة تحمل ذكريات الطفولة، حيث كانت الأمهات والجدات يتفنن في إعدادها، والجميع ينتظر موعد تقديمها بشغف.

الروحانيات والطقوس الدينية في رمضان البحرين

صلاة التراويح والقيام في المساجد:

رمضان هو شهر الصلاة والعبادة، والبحرينيون معروفون بحرصهم على أداء صلاة التراويح والقيام في المساجد التي تزدحم بالمصلين من جميع الأعمار. تُقام التراويح وسط أجواء إيمانية مليئة بالخشوع والسكينة.

بعض المساجد تستضيف قراء من خارج البحرين، مما يزيد من جمال وروعة الصلاة بصوت عذب ومؤثر. أما في العشر الأواخر، فتُقام صلاة القيام التي تمتد حتى الفجر، ويحرص الجميع على حضورها لنيل الأجر والثواب.

حملات الخير والإحسان والعمل التطوعي:

رمضان في البحرين موسم للعطاء والخير، حيث تنتشر حملات الإفطار الخيري التي تُقام في المساجد والطرقات لخدمة العمال والمحتاجين. كل بيت بحريني تقريباً يساهم بشكل أو بآخر في هذه الحملات.

العمل التطوعي أيضاً ينشط بشكل كبير في رمضان، من توزيع وجبات الإفطار والسحور، إلى تنظيم الفعاليات الدينية والتوعوية، مما يعكس روح التعاون والتكاتف بين أبناء المجتمع البحريني.

دور المجالس الرمضانية في البحرين

المجالس الرمضانية في البحرين تُعد من أبرز معالم الشهر الفضيل، حيث تُقام في كل حي وقرية ومدينة. هي ليست فقط مجالس للجلوس وتبادل أطراف الحديث، بل مدرسة اجتماعية وثقافية تجمع الناس من مختلف الأعمار والخلفيات.

هذه المجالس تكون مفتوحة للجميع، وهي عادة توارثها البحرينيون جيلاً بعد جيل. تزدحم المجالس بالضيوف بعد صلاة التراويح وحتى السحور، حيث تدور الأحاديث حول أمور الدين والحياة، وتُناقش القضايا الاجتماعية والاقتصادية، وأحياناً تُروى القصص الشعبية والحكايات القديمة التي تأخذ الحضور لعالم من الذكريات.

تُقدّم في هذه المجالس أجود أنواع القهوة العربية والتمر والحلويات الرمضانية، كما يتم فيها تبادل الأطباق بين العائلات كتعبير عن الكرم والمحبة. المجالس الرمضانية تلعب دوراً محورياً في تعزيز التلاحم الاجتماعي، وتُعتبر فرصة لاكتشاف المواهب الجديدة، حيث تُقام أمسيات شعرية ودروس دينية تثري الحضور فكرياً وروحياً.

كذلك، تحتضن هذه المجالس رجال الدين الذين يقدمون المحاضرات والمواعظ، مما يجعلها مكاناً يجمع بين المتعة والفائدة. في البحرين، لا يعتبر رمضان كاملاً دون حضور المجالس الرمضانية التي تُجسد روح الشهر الفضيل بأبهى صورة.

أنشطة الشباب والفعاليات الثقافية في رمضان

رمضان في البحرين لا يقتصر على الصلاة والعبادة فقط، بل يمتد ليشمل أنشطة شبابية وفعاليات ثقافية تُقام خصيصاً لإحياء هذا الشهر المميز. الشباب البحريني معروف بحيويته ومشاركته الفاعلة في مختلف المناسبات، ويجد في رمضان فرصة للتقرب من مجتمعه أكثر.

تنظم الأندية الرياضية والاجتماعية دورات رياضية رمضانية مثل بطولات كرة القدم والطائرة والسلة، وتستمر المنافسات حتى ساعات متأخرة من الليل وسط أجواء مليئة بالحماس والتحدي. هذه البطولات تُعد متنفساً للشباب وفرصة للتعارف وتقوية أواصر الصداقة بينهم.

أما على الصعيد الثقافي، فتُقام الأمسيات الشعرية والندوات الفكرية التي تناقش قضايا دينية واجتماعية متنوعة. ويشارك الشباب البحريني في هذه الفعاليات بكل شغف، حيث يجدون فيها مساحة للتعبير عن آرائهم ومواهبهم.

بالإضافة إلى ذلك، يُشارك الشباب في حملات تطوعية واسعة، من توزيع وجبات الإفطار على المحتاجين إلى تنظيم الفعاليات الرمضانية للأطفال. روح رمضان تُشعل فيهم حماس العطاء والعمل الجماعي، وهو ما يجعل رمضان في البحرين شهراً مليئاً بالحركة والحيوية.

أسواق رمضان والمهرجانات الرمضانية في البحرين

أسواق رمضان في البحرين لها طابع خاص ومميز، حيث تتحول إلى ملتقى للعائلات والزوار من كل مكان. الأسواق التقليدية مثل سوق المنامة وسوق المحرق تعج بالناس الذين يتسوقون لشراء مستلزمات رمضان وعيد الفطر.

تُعرض في هذه الأسواق مختلف أنواع البهارات والتمور والحلويات والمكسرات والملابس التقليدية، إلى جانب مستلزمات المطبخ التي تُستخدم في تحضير أشهى الأطباق الرمضانية. رائحة البخور والعود تملأ المكان، لتضفي عليه لمسة شرقية أصيلة.

أما المجمعات التجارية، فتشهد تنظيم مهرجانات رمضانية مليئة بالأنشطة الترفيهية والثقافية، مثل المسابقات القرآنية، وورش الطبخ، ومعارض المنتجات المحلية. وهذه الفعاليات تجذب العائلات والأطفال، وتجعل من رمضان موسماً للاحتفال والفرح.

الأسواق والمهرجانات الرمضانية في البحرين ليست مجرد مكان للتسوق، بل هي جزء من الثقافة والتراث، حيث تعيش فيها الأجواء الرمضانية بكل تفاصيلها الجميلة، من الزينة والأضواء وحتى أصوات الباعة والناس.

الإعلام والدراما البحرينية خلال شهر رمضان

شهر رمضان في البحرين يشهد أيضاً زخماً إعلامياً كبيراً، حيث تُعرض مجموعة من البرامج والمسلسلات الدرامية التي ينتظرها الجمهور بشغف. القنوات البحرينية تقدم محتوى متنوعاً يجمع بين الترفيه والتوعية والدين.

البرامج الدينية تأخذ حيزاً كبيراً من الخريطة الرمضانية، فتُعرض حلقات تفسير القرآن والسيرة النبوية، بالإضافة إلى البرامج الحوارية التي تُناقش قضايا اجتماعية تهم الأسرة البحرينية والخليجية.

أما الدراما البحرينية، فتطل كل رمضان بقصص اجتماعية تُلامس الواقع وتعكس حياة الناس وتقاليدهم، وغالباً ما تكون مرتبطة بروحانيات الشهر وعاداته. هذه المسلسلات تُحقق نسب مشاهدة عالية، خاصة وأنها تُعرض بعد الإفطار وحتى ساعات متأخرة من الليل.

كذلك، تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملات توعوية وإعلانات ذات طابع رمضاني، تُعزز من قيم التسامح والتراحم والعطاء. الإعلام البحريني يُساهم بدور مهم في تعزيز الأجواء الرمضانية، ويجعل من هذا الشهر تجربة متكاملة بين العبادة والتسلية والتثقيف.

الصحة والصيام: نصائح البحرينيين خلال رمضان

الصيام في البحرين، رغم ارتفاع درجات الحرارة أحياناً، إلا أن البحرينيين اعتادوا على التعامل مع هذا التحدي بحكمة ووعي صحي. يبدأ الاستعداد الصحي قبل دخول الشهر، حيث يُنصح بإجراء فحوصات طبية وتنظيم مواعيد تناول الأدوية لمن يعانون من أمراض مزمنة.

خبراء التغذية في البحرين دائماً ما يُوصون بتناول وجبات متوازنة غنية بالفيتامينات والمعادن، والابتعاد عن الأطعمة الدسمة والمقلية التي تُرهق الجسم أثناء الصيام. كما يُشددون على أهمية شرب كميات كبيرة من الماء بين الإفطار والسحور لتجنب الجفاف، خصوصاً مع الأجواء الحارة.

وجبة السحور تحظى بأهمية كبيرة، حيث يُفضل تناول الأطعمة التي تمنح الجسم طاقة طويلة الأمد مثل الحبوب الكاملة، الفواكه، والخضروات، مع تجنب المنبهات والمشروبات الغازية.

الرياضة الخفيفة بعد الإفطار تُعد جزءاً من الروتين الصحي في رمضان، حيث يُمارس الكثير من البحرينيين رياضة المشي أو السباحة للحفاظ على نشاطهم ولياقتهم.

رمضان في البحرين يُعزز الوعي الصحي لدى الناس، ويُذكرهم بأهمية تنظيم نمط حياتهم الغذائي والبدني، ليستفيدوا من هذا الشهر الكريم روحياً وجسدياً.

العادات والتقاليد الموروثة عبر الأجيال

البحرين بلد غني بالتقاليد والعادات التي تنتقل من جيل إلى جيل، خاصة في رمضان، حيث تبرز أجمل صور الأصالة والهوية البحرينية. فكل عائلة بحرينية تمتلك طقوساً رمضانية خاصة، تحرص على توريثها للأبناء والأحفاد حتى لا تندثر مع الزمن.

من أشهر تلك العادات، إعداد "القرص العقيلي" و"الهريس" بوصفات الجدات القديمة، وتجهيز التمر والسمن البلدي بأيدي النساء في البيوت، وهي لحظات تحمل في طياتها نكهة الماضي وروح الأسرة الواحدة.

كذلك من التقاليد الجميلة التي لا تزال حاضرة بقوة، عادة تبادل الأطباق بين الجيران، حيث تخرج الأمهات والفتيات بعد صلاة العصر حاملات صواني الطعام والحلويات إلى بيوت الجيران والأقارب. هذه العادة تقوي الأواصر الاجتماعية وتُرسخ معاني المودة والرحمة في قلوب الجميع.

لا ننسى أيضاً عادة تعليق الفوانيس والزينات على البيوت، حيث تزين الشوارع بالأضواء المبهرة التي تعلن عن قدوم شهر الخير، وتُشعر الصغير قبل الكبير بفرحة رمضان.

الحكايات الرمضانية التي تُروى على لسان الجدات قبل السحور، والألعاب الشعبية التي كان يمارسها الأطفال في الأزقة والحارات، كل تلك العادات شكلت ذاكرة البحرينيين وارتبطت في وجدانهم بشهر رمضان المبارك.

ليلة القرقاعون: فرحة الأطفال في منتصف رمضان

ليلة القرقاعون من أجمل المناسبات الرمضانية التي ينتظرها أطفال البحرين بفارغ الصبر، حيث تحتفل بها المملكة في منتصف شهر رمضان وسط أجواء مليئة بالفرح والحماس.

تبدأ التحضيرات للقرقاعون قبل عدة أيام، حيث تُجهز الأمهات أكياساً ملونة ومزينة خصيصاً لهذا اليوم، ليحملها الأطفال معهم في جولتهم على البيوت. يرتدي الصغار أجمل الملابس التقليدية ويزينون وجوههم برسومات بسيطة تزيدهم بهجة.

مع غروب شمس يوم 14 رمضان، ينطلق الأطفال في مجموعات يجوبون الأحياء مرددين الأهازيج والأغاني الشعبية مثل: "قرقاعون عادت عليكم صيام كل سنة وكل عام"، وهي كلمات بسيطة لكنها تحمل فرحة الطفولة وبراءة الأيام.

أصحاب البيوت يستقبلون الأطفال بالحلويات والمكسرات والهدايا الصغيرة، ويُزينون أبوابهم استعداداً لهذا الطقس الذي يعكس روح الكرم والضيافة البحرينية.

ليلة القرقاعون ليست مجرد احتفال للأطفال، بل هي مناسبة اجتماعية تعيد الألفة بين أهل الحي، وتُحيي موروثاً شعبياً عريقاً تتناقله الأجيال، لتبقى هذه الليلة ذكرى جميلة لا تنسى في قلوب كل بحريني.

التغيرات الاجتماعية والاقتصادية في رمضان البحرين

رمضان في البحرين يُحدث تغيرات ملحوظة في نمط الحياة الاجتماعية والاقتصادية، حيث تنشط الحركة التجارية بشكل كبير مع بداية الشهر وحتى نهايته. الأسواق والمجمعات التجارية تشهد ازدحاماً لافتاً، خاصة في ساعات المساء بعد صلاة التراويح.

الطلب على المواد الغذائية والتمور والحلويات يرتفع بشكل كبير، مما يؤدي إلى انتعاش الاقتصاد المحلي، وخلق فرص عمل مؤقتة للكثير من الشباب في مجالات مختلفة مثل المطاعم، والأسواق، والتنظيمات الرمضانية.

من الناحية الاجتماعية، تقوى الروابط بين الأسر والجيران، حيث تكثر الولائم والزيارات المتبادلة، وتُقام الخيام الرمضانية والمجالس التي تجمع الناس على المحبة والكرم. هذه الأجواء تُعيد للمجتمع البحريني صور التكاتف والتعاضد التي قد تبهت خلال باقي شهور السنة.

العمل الخيري أيضاً يشهد ذروته في رمضان، حيث تتضاعف المساعدات والتبرعات من الأفراد والمؤسسات، ويتم التركيز على الأسر المحتاجة لتأمين احتياجاتهم طوال الشهر الفضيل.

كل هذه التغيرات تجعل من رمضان موسماً استثنائياً في البحرين، ينعكس أثره الإيجابي على المجتمع والاقتصاد، ويُرسخ قيم الخير والتكافل بين الجميع.

الاستعداد لعيد الفطر بعد انتهاء رمضان

ما إن تبدأ العشر الأواخر من رمضان حتى تبدأ البحرين تدريجياً بالتحضير لاستقبال عيد الفطر المبارك، حيث تتغير الأجواء وتتحول الأسواق إلى خلية نحل لا تهدأ.

تبدأ العائلات بشراء ملابس العيد الجديدة للكبار والصغار، وتجهيز الحلويات مثل "الكليجة" و"المعمول" التي تُعد في البيوت بروح جماعية جميلة. النساء يبدأن في تنظيف وتزيين المنازل، استعداداً لاستقبال الضيوف صباح العيد.

كما يتم تجهيز العيدية للأطفال، وهي عادة بحرينية أصيلة تزيد من فرحة الصغار في أول أيام العيد، حيث يتجولون بين بيوت الأهل والجيران لجمع العيديات وسط أجواء مليئة بالبهجة.

المساجد أيضاً تبدأ في الاستعداد لاستقبال المصلين في صلاة العيد، حيث تُقام الصلاة في الساحات الكبرى، ويجتمع الناس بعدها للسلام والتهاني، وسط أجواء من المحبة والفرح.

الاستعداد للعيد جزء لا يتجزأ من طقوس رمضان في البحرين، حيث يُشكل ختاماً جميلاً لشهر مليء بالخيرات والروحانيات، ويُعيد للناس ذكريات الطفولة والفرحة التي لا مثيل لها.

خاتمة المقال:

رمضان في البحرين ليس مجرد شهر من الصيام والعبادة، بل هو موسم متكامل تنبض فيه الحياة بروحانيات خاصة، وتُزهر فيه القلوب بالمحبة والتسامح والتكاتف الاجتماعي. من العادات والتقاليد، إلى الأطعمة الشهية، والمجالس العامرة، والأسواق المضيئة، كل زاوية في البحرين تحكي قصة عشق لهذا الشهر الفضيل.

يبقى رمضان مناسبة سنوية تجدد فيها الأسر البحرينية علاقتها ببعضها البعض، وتقوي صلاتها الروحية والاجتماعية، وتُعيد للقلوب صفاءها ونقاءها. ومع اقتراب العيد، تنطلق الفرحة من جديد، لتُكمل البحرين أجمل لوحاتها الرمضانية التي لا تُنسى.


الأسئلة الشائعة حول رمضان في الأمارات (FAQs)

أشهر الأطباق تشمل الهريس، الثريد، البلاليط، والمحلبية، بالإضافة إلى الحلويات مثل اللقيمات والخبيصة.

يحتفل بها في منتصف رمضان (ليلة 15)، حيث يجوب الأطفال الشوارع يغنون ويجمعون المكسرات والحلويات.

بشراء الملابس الجديدة، تجهيز حلويات العيد مثل الكليجة والمعمول، وتنظيف المنازل استعداداً لاستقبال الضيوف.

هي مجالس تجمع الأهل والأصدقاء بعد التراويح حتى السحور، تُقام فيها أمسيات ثقافية ودينية وتُعزز الروابط الاجتماعية.

نعم، تشمل بطولات رياضية، أمسيات شعرية، حملات تطوعية، وورش ثقافية تُثري الشباب وتُشعل حماسهم.

google-playkhamsatmostaqltradent