كيف يتم القرار لصناعة طائرات ركاب أو نقل جديدة؟
كتب المستشار الجوي الكابتن نمير ناطق في مدونته. كيف يتم اتخاذ القرار لصناعة طراز ونوع جديد لطائرة ركاب أو نقل من قبل شركات صناعة الطائرات؟ ان صناعة طائرة جديدة وإدخالها للسوق هو نتاج عملية بحث طويلة ومعقدة قد تستغرق أكثر من عشر سنوات لعوامل اقتصادية وسياسية.
ومثال على ذلك فإن شركة بوينغ مملوكة بالكامل للقطاع الخاص. لذلك فإن قرارها يكون أسرع من شركة ايرباص المملوكة بنسبة أسهم عالية للحكومة. مما يجعل قرار شركة ايرباص يعكس وجه نظر الحكومة في كثير من الأحيان.
مجلة شهربان الألكترونية- SHAHARBAN MAGAZINEنعود خطوة إلى الخلف ونتكلم عن التكلفة الاقتصادية بداية أي مشروع وبعد تحديد كلفة الإنتاج. فإن الشركة تضع جدول الإنتاج بحيث يبدأ بسد تكاليف المشروع بأقصر فترة ممكنة لخمس سنوات. على سبيل المثال: بحيث يتم استرجاع كل رأس المال وبعد ذلك يتم حساب الأرباح.
وعلى سبيل المثال وبلغة الأرقام فإن كلفة إنشاء خط إنتاجي لطائرة البوينغ ٧٣٧ (Boeing 737) في نهاية الستينات. كان بحدود الـ ٢ بليون فإن توقف إنتاج البوينغ ٧٣٧ بعد انتاج عشر طائرات فقط. سوف يجعل سعر الطائره الواحده ٢٠٠ مليون وهذا غير منطقي.
استراتيجية التسويق لشركات صناعة الطائرات؟
لذلك تقوم الشركة بوضع استراتيجية للتسويق قد تصل لخمس سنوات. وهي لا تحقق أي أرباح وتصل فقط لمرحلة التعادل break even وبعد ذلك تبدأ الشركة بجني الأرباح. وهذا ما حصل مع بعض الطرازات الناجحة مثل البوينغ٧٣٧ بكل طرازاتها العشرة. ابتداء من طراز ٢٠٠ وانتهاء بـ الطراز ماكس.
لذلك إن فكرة تسويق طراز جديد للسوق اذا لم تكن محكمة فقد تكون نتائجها قاتله للشركة كما حدث مع الكثير من الشركات ..
وعلى سبيل المثال شركة فوكر Fokker الهولندية. لذلك تقوم بعض الشركات احيانا بالتنازل عن بعض الأفكار لإنتاج نوع معين لشركات أخرى أو لدول أخرى. بدافع عدم قدرة الشركة على المنافسة وأحيانا لوضع المنافس في موقف محرج. اذا لم يستطع أن يحقق الـ break even بأسرع وقت.
وكمثال على ذلك فإن شركة بوينغ (Boeing). تنازلت وبخطه ذكية عن مشروع انتاج طائرة نقل ركاب كبيرة مثل الإيرباص ( Airbus a380) إلى شركة ايرباص. وذلك استنادا إلى حسابات وتقارير جعلت الأمريكان متيقنين بأن شركة ايرباص لاتستطيع أن تستمر بانتاج الـ ٣٨٠.
لأسباب تتعلق بالسوق وتلبية طلبات الزبائن وبالفعل وبعد خمس سنوات من استخدام طائرة الـ ٣٨٠. بدأت الصعوبات تلاحق إنتاج هذه الطائرة العملاقة بسبب إلغاء بعض الطلبات من قبل شركات طيران في الشرق الأوسط.
لربما قد تضع شركة ايرباص في وضع مادي صعب للغايه. ورد الصفعة للشركة الفرنسية بعد أن استطاعت أن تنهي إنتاج الـ البوينغ ٧٥٧ (Boeing 757) أمام منافستها الفرنسية الأوروبية إيرباص ٣٢١(Airbus 321). وخصوصاً مع محركات الـ Neo ذات الكلفة الواطئة والرفيقة للبيئة. والتي من المؤمل أن تدخل الخدمة ابتداء من شهر حزيران لهذه السنة2017.
بقلم المستشار الجوي الكابتن نمير ناطق عجاج