قصيدة حان وقت الحج"
الشاعر الحاج عبدالله بغدادي" مصر
**********************
إذَا حَــانَ وَقْتَُ الحج والحَج واجِبُ
وَحُثَّتْ إلى البَيتِ الحَرَامِ الرَكَائِبُ
أرَى النَّفسَ هَامَتْ فِي اشْتِيَاقٍ وَلَوعَةٍ
وقَلبِي مُعَنَّى ، والدًِمُوعُ سَوَائِبُ
إلــى الكَعْبَةِ الغَرَّاءِ هَاجَتْ مَشَاعِرِي
فَبِتُّ طَرِيحَ الشَّوقِ ، والشَّوقُ غَالِبُ
أَرَانِــــــــــــي أُلَبُّي مِثْلَهُمْ غَيرَ أَنَّنِي
حَزِينٌ عَلَى أَنْ خَلَّفَتْنِي المَوَاكِبُ
ضُيُوفٌ عَلَى الرَحْمَنِ جَاءَتْهُ ضَارِعَة
وَمِنْ كُلِّ فَجٍّ ماثَنَتْهُمْ مَصَاعِبُ
تَعَالَتْ بِهِــــــــــــــمْ لَبَّيكَ لَبَّيك َ رَبَّنَا
فَصَارُوا نَشِيدَاً رَدَّدَتهُ الكَوَاكِبُ
وَصَارُوا نَسِيجَاً مِنْ ضِيَاءٍ يُوَحِّدُ
وَيَدْعُو السَّمِيعَ فَتُسْتَجَابُ المَطَالِبُ
تَوالَـــــــتْ وُفُودٌ مِنْ بِلَادٍ بَعِيدَةٍ
دَعَتْهَا الأَمَانِي لِلرُؤَى وَالأَطَايبُ
فَافَاتُوا بَنِيَهُمْ وَالصِّحَابَ وَرَاءَهُمْ
وَأَمْوَلُهُمْ لَمْ تَعْنهُمْ وَالمَكَاسِبُ
أَتُوا الحَجَّ فِي ثَوبٍ زَهِيدٍ مُوَحَّدٍ
وَذَابَ التَمَايُزُ بَينَهُمْ وَالمَنَاصِبُ
فَهَذَا شَجِيٌّ يَسْتَجِيرُ بِـــــــــــــربِّهِ
وَذَا مُسْتَنِيرٌ أَرْهَقَتْهُ المَذَاهِـــبُ
وَفَاضَتْ بُحُورُ النُّورِ فِي يَومِ عَرَفَة
فَعَفُوٌ لِمُسْتَخفٍ وَمَنْ هُو سَارِبُ
فَيَا رَبِّ طَالَتْ فِي رِحَابِكَ وَقْفَتِي
وَطَابَتْ دُمُوعِي وَالتُّقَى وَالمَتَاعِبُ
فَـــــجُدْ لِى بِعَفْوٍ يا إلَهِي وَحِجَّةٍ
بِهَا يُقْبًلُ التَوبُ وَتَعْلُو المَرَاتِبُ