قطر والسياسية وعالم الطيران
بقلم الكابتن
نمير ناطق عجاج
موقع قطر على خريطة القرار السياسي الدولي من وجهة نظر عالم الطيران قطر هذه الدولة الميكروسكوبية بالمساحة والعملاقة باستثماراتها الهائلة وسمعتها بالثراء ، حيث يعتمد الدخل القومي لهذه الدولة على الغاز وقطاع الطيران بالدرجه الاولى .
حيث ان قطاع الطيران يعتمد على الخطوط القطرية بنسبة 100% والتي تأسست برغبة وامر العائلة الحاكمة نهاية سنة ١٩٩٣ وأن أول تشغيل لها كان في شهر كانون الثاني سنة ١٩٩٤باربع طائرات مستأجرة للشراء ( lease to purchase ) ومن سخرية القطر تم التبرع بأحد هذه الطائرات بعد ان شارف عمرها على الانتهاء الى العراق في سنة ١٩٩٥ كنوع من الدعايه حسب ما اتذكر .
وقد أنشئت هذه الشركة بتوقيت ممتاز بعد غياب أكبر ناقل رسمي بمنطقة الخليج والشرق الأوسط وهي الخطوط الجويه العراقية وتوقف اكبر مطار (في حينها) في المنطقة عن العمل سنة ١٩٩١ وهو مطار بغداد ( صدام سابقا ) حيث ترك غياب هذين العاملين فجوه كبيره في عالم الطيران وفي سوق الطيران وليس القطرية وحدها هي المستفيد من هذا الغياب لهذين العملاقين بالمنطقه بل تبعتها أيضا الاماراتية والاتحاد اضف لذلك الغياب إعادة تشكيل المنطقة سياسيا واقتصاديا مما ساعد في تطور قطاع النقل الجوي بشكل سريع جدا حيث أدى ذلك الى بلوغ واردات الشركة 10.7 مليار دولار سنة 2015 -2016 . وتأسيس أسطول من الطائرات الحديثة يصل الى مئتين طائرة وبلغ عدد الطيارين العاملين في الشركة 1500 طيار أو أكثر …
والغالبية تعلم بان ازدهار قطاع الطيران يؤدي الى ازدهار في قطاعات أخرى مرافقة لقطاع الطيران مثل قطاع السياحة والتجارة وقطاع البنوك والمصارف . وبما ان قطر لاتعتبر وجهة سياحية فقد بدأت القطرية بالاستثمار في جهات سياحيه معروفة ومدن كبيرة في أماكن متفرقة من العالم مثل مدينة لندن على سبيل المثال حيث تجاوزت استثمارات القطرية سواء بشكل غير مباشر أو مباشر مثل الاستثمار في مطار هيثرو اللندني الشهير والسيطرة على اكثر من20% من اسهم ملكيه وتشغيل المطار وتعيين أكبر الباكر الرئيس التنفيذي للقطرية منذ سنة 1997 عضوا في مجلس إدارة مطار هيثرو ولكم ان تتخيلوا حجم الاستثمار اذا عرفنا بان واردات مطار هيثرو تتجاوز الـ 50 مليار دولار سنويا وبذلك أصبحت القطريه عن طريق رئيسها أكبر الباكر مؤثره جدا في اتخاذ اَي قرار يخص السياسة العامة للاستثمار في الطيران في اوربا تحديدا .
ومن جهة أخرى بحكم العلاقه الحميمه بين اكبر البكر ودونالد ترامپ نلاحظ قوة هذه العلاقة لسرعة رفع الحظر عن حمل الكمبيوتر على متن طائرات القطرية والذي تسبب بخسائر كبيرة للقطريه ومن جهة اخرى إلغاء طلبية طائرات الإيرباص والتعاقد مع بوينغ بصفقه من مليارات الدولارات مما وضع القطريه ورئيسها في موقع ممتاز بالعلاقة مع امريكا وخصوصا بعد التعاقد بين القطرية ودونالد ترامپ على انشاء ملعب گولف متطور جدا وكذلك إنشاء محطة حدود أمريكية متقدمة في مطار حمد حيث لايحتاج المسافر للمرور بضابط الجوازات عند وصوله لامريكا واعتبار الرحلة بين الدوحة وأي ولاية أمريكية هي بمثابة رحلة داخلية في أمريكا ..
وهناك نقاط اخرى لايسعني ذكرها لانها غير مباشرة ربما كل هذه الأسباب أعلاه جعلت من الخطوط القطريه تتصرف وكأنها دولة وتحافظ على استثماراتها خارج قطر وبدأت تسيطر على أسواق محلية في دول المنطقة مثل العراق حيث تسير اكثر من خمس رحلات يوميا بين مدن العراق والدوحة وتستخدم العراق بنفسه اللتي تجاوزت الـ 35 مليون نسمة لتغذية شبكتها وخطوطها المنطلقة من مطار حمد والذي يعتبر هب رئيسي Main HUB لانطلاق القطريه لكل أنحاء العالم…..
بقلم الكابتن
نمير ناطق عجاج