المربي الجليل عبد المجيد الخالدي" عوائل شهربانية
بقلم الدكتور ابن شهربان
المربي الجليل عبدالمجيد الخالدي " من عوائل شهربانية تحت مجهر ابن شهربان لهذا المقال فالعوائل الشهربانية لها تاريخ وجذور وبدورها انجبت رموز ولا زالت تنجب.
المربي الجليل عبد المجيد محمود حبيب الخالدي المدير الصارم الذي يعاقب أبنه باربعة عُوَدْ وعودتين فقط لاي طالب اخر.
قبل ان اكتب كلمة واحدة في أي منشور شهرباني لابد أن استذكر أمرين هما:
اهل شهربان يبحثون عن الصدق في الكلمات ويمقتون التكرار. هذه هي الخمرة السحرية الغالية لنضوج منشورات صفحة أبن شهربان بهامش يقترب من الصدق المقبول ...
اكافح واستهلك ساعات طويلة من وقت راحتي وافقد ناس ومتابعين من أجل تحقيق ما يلائم أذواقكم ويحترم عقولكم ... وكم وصلتني معلومات واهملتها كونها لم تمر من ثرموميتر المصداقية وزعل مني اصحابها وفقدتهم للنهاية ..
وهنا استعير جملة وصلتني من الاخ مهند عيسى " بان أهل شهربان مفتحين باللبن " .. ومن يتعامل معهم علية ان يكون بمنتهى الحذر.
تقف عائلة المربي الجليل عبد المجيد الخالدي هذه العائلة العريقة ورموزها الاجلاء في الطابور الطويل لذاكرتي منذُ عدة سنوات وكلما وصلها السرة ادفعها الى الخلف من جديد لعدة اسباب بعضها سانوه عنه تباعاَ ولكن الى متى التاجيل ..
انا اعرف جزءَ من تاريخها واعرف قسم من افرادها .. حين قررت الكتابة عنها بحثت عنهم لسؤال محدد كونه احد الفرامل التي توقفني كلما فكرت بالكتابة .
أخترت السيد طارق عبد المجيد الخالدي ووجهت له السؤال التالي (وان كان يتابع كتاباتي سيتذكر ذلك فسؤالي مكتوب على الخاص في صفحتة) ..
السؤال هو: (هل تستطيع ان تاكد لي بان احد من اقاربك لن يزعل مني ان ذكرت او اشرت الى اسماء النساء ... وان استخدمت لقب العربنجي او العطار لاحد من اقاربك في المنشور)؟
فوراً وصلني الرد اليقين منه : " نحن نفتخر بماضينا وعملنا وهم كانوا اصحاب مجموعة عربات نقل مسافرين (ملاك) لها وكذلك نفتخر بلقب العطار لاحد ابناء عمومتنا...
عائلتنا عائلة محمود حبيب الخالدي متنورة والمرأة فيها محترمه من قبلنا وليست عوره فهي شأنها شأن الرجل ففيهم الموظفات والمعلمات والطبيبات والمهندسات ...
انت مخول اخي الكريم في ذكر المسميات " ... ياله من صدق مطلق في زمن سيادة الكذب والتزوير والتلفيق الاجتماعي ...
لحد سنين الستينات من القرن المنصرم كانت وسائط نقل المسافرين قليله أو نادره، كذلك فان خدمات التكسي المتوفرة الان كانت معدومة ..
أغلب سكان القرى المحيطه لشهربان نصيبهم في احسن الاحوال هو سفره واحده لمدينة شهربان باليوم من خلال باص الخشب الجميل .. الذي يأتي بهم في الصباح ويعود بهم بعد الظهر بعد ان يتموا التسوق ..
هي باص واحده وسفرة واحده باليوم فمن يتخلف منهم للوصول الى الباص قبل حركته من القريه معناه تأجيل السفره الى يوم غد ومن يتاخر في السوق وتغادر الباص ليس امامة حل سوى تاجير عربانة الخيل.
مهما كان القروي دقيق في التسوق فانه أحياناً يسهوا حاجه وينسى اخرى .. فماذا يفعل ان نسى الشاي او السكر او القهوه وهي مواد لا يمكن الاستغناء عنها؟ فأين الحل؟
الحل كان بيد العطارين الذين كنا نراهم يغادرن فجراً مدينة شهربان على ظهور خيولهم باتجاه القرى .. لقد كان العطار انذاك يحاكي خدمة الدلفري (delivery) وكان يؤدي خدمه في غاية الاهميه لسكان القرى والارياف ..
البعض منهم يقطع مسافات شاسعه ويصلون الى قرى مقطوعه ولا يستطيعون العوده الى مدينة شهربان في نفس اليوم ..
افراد من عائلة السيد محمود الخالدي كانوا أسياد شهربان لهذه الخدمة الاساسية يمتلكون اسطولا من عربانات الخيل وهي وسيلة النقل الوحيدة من والى سوق شهربان.
وكنا نراهم في شوارع المدينة والمحلات والاحياء توصل الناس وهي بديل التكسي لاهل القرى المجاورة ..
واطفال اعياد تلك السنين اليوم سيتذكرون " هذا سايقنا الورد هسة يوصلنا ويرد " و " جت العربانة والخيل تعبانة "
سيرة عائلة من عوائل شهربانية.
المربي الجليل السيد عبد المجيد محمود أبن عائلة شهربانية عريقة كانت تسكن محلة النجاجير من القرن الثامن عشر وهو من قبيلة الخوالد في شقها العربي ...
بحثت عن قبيلة الخوالد فوجدتها قبيلة منتشرة في عدد من البلدان المحاذية للعراق لكن ثقلها موجود في العراق.
تضم عشرات العشائر العربية والكردية والتركمانية وهي متوزعة في مختلف مناطق العراق لكن كثافتها تمتد من الوسط تجاه الشمال في ديالى ومدنها الشرقية والشمالية وصولا الى كركوك والسليمانية واربيل ..
حيث لها اكثر من ثمانين قرية في اربيل والسيلمانية .. عشائر الخوالد ذات كثرة عددية وتعتبر من قبائل العراق الكبيرة ..
السيد عبد المجيد محمود الخالدي مواليد ناحية شهربان / محلة النجاجير في العام ١٩١٥.. اكمل الدراسة الابتدائيه في مدرستها الوحيدة التي افتتحت في العام ١٩٠٧ وكان حينها من يكمل الدراسة الابتدائيه يصبح معلم.
ولكن في سنة إكماله الابتدائيه فتحت المدرسه الريفيه لإعداد المعلمين وقد قبل فيها في اول وجبة طلاب واكملها وتخرج منها في العام ١٩٣٦ حيث كان من الرعيل الثاني بعد المربين الاوائل السادة خطاب عمران وسعيد علوان الفحل ..
- اول تعين له كان في جنوب العراق واستمر هناك الى العام ١٩٣٩ ~ بعدها جرى نقله الى قضاء شهربان حيث تم تعينه مديرا للمدرسة الابتدائية في قرية منصورية الجبل.
- وفي بداية الأربعينات تم نقله مديراً للمدرسة الابتدائية في قرية بروانه الكبيرة وللتاريخ فان الاستاذ عبد المجيد هو اول كادر تعليمي شهرباني يستلم منصب مدير مدرسة ..
- في بداية الخمسينات تم نقله الى شهربان المركز ليكون معاون لمدير المدرسه الابتدائية يوم كان السيد هاشم الكيلاني ( من أهالي بعقوبه ) مديرا لها منذ تاسيسها .. وحين تم نقل السيد هاشم الكيلاني تسلم ادارتها السيد عبد المجيد محمود مديرا ليكون اول معلم شهرباني يستلم ادارة مدرسة في مركز شهربان ...
- استمر في التعليم والادارة الى ان تقاعد من الخدمة في العام ١٩٦٩.. لقد تخرج من تحت يده ٣٣ جيل من أخيار شهربان ومن قراها وهم الذين اسسوا للكوادر التعليمية اللاحقة التي علمت الالوف من اطفال شهربان والذين صاروا لاحقا قادة في مختلف مناحي الحياة ..
هو اول من شيد دار في منطقة الجول (الحي العصري لاحقاَ) وكان ذلك في العام ١٩٥٥ ثم تبعه في ١٩٥٧ صديقة السيد عبد المجيد جليل ابو نزار الذي انتقل الى بغداد سنة ١٩٥٩ (وهو مدير الامن العام في العراق بعد ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨ واستشهد مع الزعيم عبد الكريم قاسم في العام ١٩٦٣) حيث سكن في دارة شقيقة السيد حميد جليل.
السيد عبد المجيد محمود له سبعة اولاد هم :-
- السيد مفيد (متوفي) .. له ولد واحد اسمه فانيا (مهندس) من ام صربيه يعيش في بلده مدينة بلغراد / صربيا ( جزء من يوغسلافيا سابقاَ)
- السيد اسامه (متوفي) .. لديه ابنة واحده من ام روسيه وتعيش وتعمل في موسكو/ روسيا.
- السيد خالد (متوفي) له ولد واحد عبدالله يعيش ويعمل في شهربان.
- السيد وليد .. له ثلاثة اولاد هم سيف ( يعيش في امريكا ) وسامر ( يعيش في فلندا ) وعلي (يعيش في المانيا) وله بنتان هن السيدة ريتا ( تعيش في امريكا) والسيدة ريما (تعيش في باريس).
- السيد قتيبه له ولد واحدعبد المجيد وبنتان هما السيدة حنان والسيدة رسل (يعيشون في فلندا).
- السيد طارق (يعيش في فلندا).
- السيد حازم وابنته مينا (يعيشون في المانيا).
* وله بنت واحدة هي السيدة نضال (والدة عمر وساره ونوره) تعيش في سد حمرين .. معلمه في مدرسة السد وزوجها المهندس توفيق جاسم الدوري مدير سد حمرين
السيد عبد المجيد محمود له أربعة اخوان واختين وهم:
- السيد شكر محمود الخالدي وله ولدان هما السيد قدوري (والد السادة حبيب ولبيب) .. والسيد جبور ( والد ستار).
- السيد علي محمود الخالدي وله ولدان هما السيد رزاق وهو موظف في محطات الوقود لأربعين عام واولادة ( السادة رياض / دكتور .. احمد/ طبيب اختصاص باطنيه في شهربان / محمد) .. والسيد حسين العطار واولادة ( ناصر صاحب محل الكماليات .. واحمد وفالح وصلاح وعلي) .. وله بنت هي زوجة السيد كريم غائب التنكجي .. لقب بالعطار كون مهنته أعوام في الخمسينات هي العطارة وقد أخذ نفس اللقب ابنه ناصر ( شرحت اعلاه مهنة العطار)
- السيد مهدي محمود الخالدي .. منذٌ سنين الأربعينات في القرن المنصرم كان يعمل بالتجارة .. غالباَ استيراد مواد غذائيه من ايران ثم اشترك مع اخيه حمدي بشراء اسطول من عربات الخيل لنقل المواطنين (شركة نقل) لانعدام خدمات التكسي انذاك لذلك لقب (مهدي العربنجي) .. اولاده - السيد صالح (متوفي) / معلم واولاده (مهدي / مدرس ومعاذ / معيد في الجامعه ) .. السيد لطيف (متوفي) / صناعي , وكان شريك مع السيد جمال توفيق في معمل حلويات داليا المشهور في بغداد واولاده (السادة رعد/ سعد/علي/ مهيمن) .. السيد محمود (متوفي) / مهندس في شركة النفط الوطنية .. واولاده ( السادة اثير / مهندس.. حمودي / رائد في الجيش ) .. السيد عدنان / متقاعد عن العمل كان رجل اعمال صناعي .. واولاده ( السادة سمعان/ مهندس ..عدي / مهندس.. قحطان .. يعيشون في أمريكيا حاليا)
- السيد حمدي محمود الخالدي .. منذٌ سنين الأربعينات في القرن المنصرم كان يعمل بالتجارة .. غالباَ استيراد مواد غذائيه من ايران ثم اشترك مع اخيه مهدي بشراء اسطول من عربات الخيل لنقل المواطنين (شركة نقل) لانعدام خدمات التكسي انذاك لذلك لقب (حمدي العربنجي) .. واولاده السيد غازي (متوفي) / أستاذ رياضه في موسكو لمدة ثلاثون عام وتوفى ودفن هناك .. السيد فؤاد (متوفي) / مهندس في الجزائر وانتقل الى باريس حيث توفي قبل عام ودفن في باريس .. السيد فاروق / معلم متقاعد في شهربان ...السيد هيثم / متقاعد في شهربان
- السيدة وفيه محمود الخالدي (متوفية) تسكن بغداد وهي والدة السادة عبد الكريم عبد الحميد العطار/ مدير المعارف في العهد الملكي .. واللواء المتقاعد قاسم عبد الحميد العطار / امر كتيبة مخابرة معسكر الرشيد في نهاية السبعينات .. وودود عبد الحميد العطار/ رئيس قسم في مجلس الخدمه .. ونسيبهم هو السيد مسعود شيرخان
- السيدة كريمه محمود الخالدي (متوفية) .. هي زوجة السيد علي الحسن الربيعي في بروانه الصغيره .. واولادها السادة محسن (ولدة فوزي صاحب محطة غاز المقدادية ) / جمال ( معلم متقاعد / عبدالخالق (معلم) / جلال .. جميعهم ملاك بساتين في قرية بروانة الصغيرة
واود الاشارة الى بعض نسباء هذه العائلة كونهم عوائل معروفة في شهربان وهم السيد كريم غائب التنكجي زوج السيدة ابنة حسين العطار ..
الاديب سليمان البكري زوج الست هناء ابنة السيد حمدي محمود الخالدي .. المربي الجليل ابراهيم جمعه .. السيد مسعود شيرخان زوج ابنة السيدة وفيه محمود الخالدي
في شهربان الخمسينات كان هناك نادي للموظفين وضباط معسكر المنصور يقع الى جوار فلكة الرمادية جهة بستان بيت الفارسية ..
كانت العادة السائدة يلتقي فية مدير المدرسة ومدير المستشفى والقائممقام وبعض كبار ضباط معسكر المنصور ومنهم الزعيم عبد الكريم قاسم ..
كان السيد بطل منشوري ومعه العقيد مجيد جليل (مدير أمن العراق لاحقاَ ) وعدد من وجوه شهربان منهم السيد عبد الوهاب غائب هم الجلاس الدائميين مع الزعيم عبد الكريم قاسم حين كان آمراللواء التاسع عشر ومقرة معسكر المنصور ..
حيث كانوا يسهرون ويتسامرون في ليالي شهربان المخملية لذلك احب الزعيم عبد الكريم قاسم مدينة شهربان وحين اصبح رئيس لوزراء العراق وخصها بتمثال له.
وشيد لها الحدائق التي مازالت احد معالم مدينة شهربان الجميلة. كانت ومازالت تحمل اسمه على الرغم من التسميات المختلفة التي اطلقت عليها حكومياَ...
يعد السيد عبد المجيد محمود واحدا من خيرة المربين الذين انجبتهم مدينة شهربان ~ وقد ترك خلفه اثراَ وتاريخ تربوي متميز ...
الأستاذ صباح مانع متذكراً ايام الدراسة الابتدائية حينما كان المربي عبد المجيد محمود معاون ومدير مدرسة المقدادية يقول .. حينما يؤخذون الطلبة المعاقبين بسبب الغياب او غيرة الى المدير كان يبدأ بمعاقبة أولاده او أقرباءه أولا ..
ويؤكد أستاذ صباح كنّا نعد عدد الخيزرانات التي يضرب بها اولادة المعاقبين كوننا نعرف بان حصة باقي الطلاب هي نصف عدد خيزرانات الأقرباء .. ان كانت أربعة لاقرباءه نعرف ان نصيبنا سيكون اثنان فقط ..
هكذا كان يعامل الطلاب حتى لا ينتظر الطلبة الاقارب معاملة مفضلة ولا يشعر غيرالطلبة الاقارب بالاجحاف .. ما اجمل العدل ونكران الذات.
توفى بتاريخ ٢٢ / ٦ / ١٩٩٦ .. دفن في مقبرة المقداد مع جميع موتى العائله الله يرحمة ويرحم من رحل من اولادة.
- شكري وأمتنناني للاستاذ طارق عبد المجيد للعون في انجاز هذا المنشور