خوام الزرفي
في ثلاثينات القرن الماضي كان رجل يحمل ربابه ويجوب المنطقه الممتده من العظيم (سكنة قبيلة العزه) الى مناطقنا يسمى عكار مع نجله جبار.
يزورون بيوتات~ دواوين الناس المعروفه او الشيوخ على قلتها في حينها، يغني على الربابه.
اكثر اغانيه كانت من شعر عبدالله الفاضل ((هلي))
*هلي يهل المحمس
*وهلي عز النزيل
*هلي الي مالبسوا
كثيرة هي أشعار عبدالله الفاضل وسمعت انه زار خالي ابراهيم (رحمه الله) في مضيفه في قرية بروانه الكبيره واهداه- فرس- وهي اقصى غايه الكرم.
مات عكار وبقى جبار علىى صله قليله بالمنطقه بعد بزوغ نجمه في الاذاعه والتلفزيون.
زار جبار المسؤول في منطقتنا، وكان لهذا المسؤول صديق طفوله على قدر امكانياته يتردد لزيارة صديقه المسؤول احيانا.
صادف هذا الصديق أن زار صديقة المسؤول وعند الدخول الى الدائرة قال له موظف الاستعلامات أن المسؤول لديه ضيف.
دخل الصديق وجلس بكل ادب لمده طويلة وهو يرى ضيف المسؤول الذي كان يرتدي زياً عربياً غاية في الأناقة - ملبس أهل الغربيه- الغتره والعقال والعباءه المطرزه.
هنا انتبه المسؤول! ان صديقه وعلى غير العاده ساكت يلتفت يمنة ويسرى ويصغي للكلام.
بادره المسؤول قائلاً (شلونك ابو فلانه) هكذا يسميه، يمكن ماعرفت الضيف؟
رد الصديق وهو مرتبك لا والله؟
قال هذا جبار عكار! هنا رد الصديق مندهش- منهو!!!
قام الصديق وبعبارات لاذعة خالية من الذوق والأدب على جبار- عبالي من شيوخ كذا وكذا- هذا ملبسهم ~ موتتني نصف ساعه وانا حابس انفاسي والشتايم والسب على اوجه. سمعتها من المسؤول قال لي في يومها لو شايف الاحراج الذي وقعت به!!!!
في مقابله لفنان الشعب المرحوم رضا علي الذي كان بمثابه ثوره للأغنية البغدادية في حينها عام 1966 ساله المذيع عن احرج موقف مر به.
قال رضا! كنت عابرا بسيارتي المرسدس عام 1957 من جسر الاحرارالى حافظ القاضي وبالاستداره اصدمت بعربانه فيها شربت.
نزلت من سيارتي لأعتذر، رد صاحب الشربت- بيك فدوه الك المهم سيارتك مابيها شي.
يقول رضا فرحت فرحاً شديداً خاصه وأغنيتي (سمر سمر يرددها كل العراقيين) هنا سالت الرجل عرفتني؟ رد لا والله بيك؟ قلت انا رضا علي- هنا غضب الرحل وشتمني شتما لاذعا وقال ((عبالي بيك من صدك).
في مقابله لمحافظ بغداد وهو كان يكتب في التراث عام 1969 قال انا لا اؤمن ان الرجل يغني، الغناء للنساء رغم وجود القبانجي وناظم الغزالي الذي كان متوفياً وسعدي الحلي لم يكن في وقتها مشهور.
هل نسى المحافظ زرياب وغيره من مغني العرب، هكذا ننظر والاكثريه منا للمغني الذي وهبه الله واعطاه سحر داود في حلاوة الصوت!.
ومن المواقف اللطيفة أن ثلاثة من ابناء قريتنا ضباب-رحمهم الله- ذهبوا لتلبية دعوة عرس، بعد ان لعبت الخمره قام احدهم وكان صوته جميل ينشد العتابة ابهر الناس بصوته والاداء الجميل.
كان أحد أصحابه يعس الاخر وهو منتشي ويقول له - بس لا يكسره ابسته- البسته هي الاغنيه التي تتبع العتابة وهذا في نظره يراه عيباً ويفشل~ اما العتابه فيعتبرها ليست عيباً وهي إداء للرجال!!!!
في كتاب زوربا اليوناني~ حديث بين أثنين أشتركا في تجاره يقول له في كل الاوقات حاسبني، ولكن لاتحاسبني فقط عندما اريد أن ارقص لان مشاعري كلها تكون هناك.
يذكر ان المطرب الفرنسي"ازنافور كان يفقد 2كيلوغرام من وزنه وهو يحي حفله غنائيه.
في الخمسينيات من القرن الماضي من يصير عرس كان يحضر رجل يسمى "خليلو يغني للنساء فقط، ويرقص ويزيد الحفل بهجه وفرح.
لان الرجال عندهم رقصة الجوبي فقط، حينها يختلط عرقهم بتراب الارض، وهذا المغني خليلو يتهم انه خارج حسابات الرجال.
هل نحن قوم قليلوا الاحساس بالفن وهو هبه الله للانسان لانه الجمال؟
يقول افلاطون- علموا اولادكم الفنون ثم اغلقوا السجون.
ويقول سقراط ظهور اساليب غريبه في الموسيقى يفسد الناس ويهدد بوصول السفله الى الحكم "كانه كان يتنبا"!!
وقيل احترس من هذا الرجل إنه لا يحب الموسيقى!!
كل كلمة تليق بكم وكل تعبير يزدان بكم!