recent
أخبار ساخنة

كلمة الاستغاثة" MAY DAY انقذتني.

Site Administration
الصفحة الرئيسية
كلمة الاستغاثة" MAY DAY انقذتني.


كلمة الاستغاثة" MAY DAY انقذتني.

بقلم / مالك عبدالقادر المهداوي

كلمة الاستغاثة mayday تنقذ قائلها من موت محقق. تلك الكلمات التي تعلمناها منذ تعلمنا ابجديات الطيران وبقيت محفورة بالذاكرة ( , call for help, pilot) لم أدري أني سوف استخدمها وتنقذ حياتي. 

بتلك الكلمات أبتدأها الطيار العراقي(Iraq pilot) وهو يتحدث عن تجربة خاضها ليلاً وأستخدم كلمة النداء may day وهو غير واثق بنتائجها واليكم ما نتجيتها. 

أن ضاقت بك الحال وسدت أمامك كل الحلول لا تركن وتنهزم بل حاول أن تفكر بادنى الحلول! هنالك نجدة ستصلك بإذن الله أن كان لك رزق في البقاء.

هناك جملة من المفاتيح والشفرات الواجب على كل شخص تعلمها ومعرفتها. إن كان على اليابسة والجبال، أم كان مبحراً في البحار، أم كان محلقاً مرتقياً في السماء. 

تفاصيل البحث والانقاذ ونداء الاستغاثة call for help في البر والبحر والجو.

اتفق العالم على تلك الشفرات وما تيسر منها حتى لو كانت بسيطة. تلك هي لغة الانقاذ. شفرات وأشارات الانقاذ يجب أن يتعلمها كل شخص لكي يتفادى مشاكل الضياع.لعلها تكون بفائدة لكل شخص قد يتعرض للضياع وبإيجاز.

*نداء الاستغاثة call for help المتعارف عليه في الجبال وما الاعمال الواجب القيام بها والاشارات لجلب الانتباه لها وخطر الحيوانات البرية,wildlife اتبع ما يلي:- 

  1. إشعال ثلاث نيران بمسافات متقاربة وعلى شكل مثلث ليلاً. 
  2. وضع أشكال من الحجارة أو الصخور على شكل مثلث نهاراً.
  3.  استخدام المرايا في النهار وتوجية اشعة الشمس على شكل ومضات. 
  4. استخدام المصباح اليدوي ليلاً على شكل ثلاث ومضات متتالية والانتظار دقيقة وتكرارها مرة أخرى، حتى يستجاب للاشارة ويكون الرد بثلاث ومضات مقابلة.
  5.  هذه النعليمات يجب على كل شخص حفظها ومعرفتها.

* نداء الاستغاثة call for help المتعارف عليه في البحر:- 

  1. بعث رسالة عبر جهاز الراديو وعلى التردد 156.8 أو 2182 على نطاق HF- أرسال SOS بواسطة المورس. 
  2. مسدس او صواريخ التنوير- أصدار دخان برتقالي من صحائف الغاز-إظهار الشعلات النارية.
  3. رفع وخفض الاذرعة المشدودة على الجانبين ببطئ. 
  4. إصدار صوت بوق الضباب بشكل مستمر.
  5. إصدار صوت مسدس أو تفجير.  
  6. استخدام أعلام وأشارت بحرية دولية- إشارة تتكون من راية مربعة ومن الاعلى والاسفل كرة او شئ مشابه للكرة .

* نداء الاستغاثة   , pilot , call for help المتعارف عليه في الجو:- 

  1. تم تخصيص قناة موحدة عالمياً 121.5 للحالات الاضطرارية. تكون صيغة موحدة بالنداء  (mayday) لثلاث مرات متتالية. 
  2. وأذا كانت الخطورة بدرجة أقل أو غير منصوص عليها في جدول الكلمة الاولى يطلق الطيار نداء PAN ثلاث مرات.
  3. في حال عطل جهاز الاتصال يقوم الطيار بإدخال رمز 7700 في جهاز الترانسبوندر ليظهر في شاشة الرادار الثانوي للمراقبين ويعلمهم أن هذه الطائرة في خطر.
  4.  أستخدم منعطفات على شكل مثلث من اجل اعلام مسيطر الرادار بان الطائرة في حالة خطر وهو نمط الاستغاثة المثلث.

لقد تم اختيار كلمة mayday لسهولتها ووضوح لفظها. ان هذه الكلمة محرفة عن كلمة فرنسية (m'aider) تعني "ساعدني". 

التي أطلقها ماكفورد في سنة ١٩٢٣ لاستبدالها عن كلمة "SOS" وتم اعتمادها عالمياً ١٩٢٦ وهي دليل على الخطر الذي قد يسبب بموت الركاب أو عطل وحالة من الخطر. 

كل هذه المعلومات التي أوردتها هي ملزمة باتفاقيات ومن يسمع أو يرى النداء يجب عليه أن يقدم المساعدة ~ لسد ثغرة من يتصيد بالماء العكر.

في كل مرة أحاول أن أكتب بعيداً عن مجال الطيران وفي مجال آخر أخوض فيه وامارس هوايتي التي اعشقها لكي اشفي غليل قلمي من الافكار التي تتقافز في مخيلتي.

لكن القراء الاعزاء يطالبون بالعودة الى الكتابة عن تجربتنا، يريدون أماطة اللثام عن قصصنا الشخصية. 

مذكراتنا وتاريخنا هو ليس ملكنا بل هو ملك للاجيال القادمة، لكي لا يذهب تاريخنا أدراج الرياح ويصبح في طي النسيان. 

يريدون أن يتعرفوا على قصص كان "الله رقيباً علينا " انأ وأنت فقط" نحس بتلك المشاعر التي تحفها المخاطرة والموت في كل لحظة يحيطنا، ما أجمل أن تترجم تلك الأحاديث بين دفات كتاب أو كلمات ستبقى خالدة.

كلمة الاستغاثة" MAY DAY انقذتني.

قصة الطيار العراقي وكلمة الاستغاثة mayday

نعود بعد هذه المقدمة المعلوماتية والمعرفية التي ترتبط بحدث وقصة الطيار العراقي وكلمة الاستغاثة mayday بطولة كما يرويها صاحب القصة وترجمة الحديث الى كتابة وبدون ذكر الأسماء. 

يقول محدثي وهو من صقورنا الأشاوس ليروي ما تعرض له في ليلة باردة من ايام الشتاء. وتيرة الحرب المستمرة التي استنزفت الموارد البشرية والاقتصادية وعناد العدو لم يسبق له مثيل. 

استمرت الحرب سجالا بين الفريقان واستخدمت كل الصفحات من أنواع القتال البري والجوي والبحري قرر العراق قطع إمدادات العدو النفطية التي تدعم استمرار الحرب.

ومن أجل إجبار العدو على الاستسلام والخضوع والهزيمة العسكرية، من خلال شل الشريان الاقتصادي وضرب وقطع تصدير النفط الايراني وأعتراض السفن والناقلات التي تنقلها. 

المكان قاعدة الوحدة الجوية~الشعيبة... مفرزة من طائرات الميراج F1 المحملة بصاروخ "اكزوزيت" الفرنسي الصنع المضاد للسفن والناقلا.

تفاصيل الواجب.

رن الهاتف المباشر مع حركات القاعدة في ساعة متأخرة من الليل وتم إبلاغنا بالتحضير لواجب إقلاع طائرة ميراج محملة بصاروخ "اكزوزيت" لمعالجة السفن. 

لقد وردت معلومات وصلت من الاستخبارات أن سفن مبحرة باتجاه العدو لتحميل نفط من أحد الجزر وأرصفة التحميل. وهم يستغلون غطاء الليل للتخفي والتستر حتى لا تطالهم الطائرات العراقية. 

في تلك الأثناء استحضرت جميع اللوازم والمعدات للطيران ومن ضمنها نجادة البحر ومصباح يدوي صغير وحملت المعدات وذهبت إلى موقع الطائرة، لاني مختص بهذا النوع من الواجبات. 

قمت بالتفتيش الاعتيادي على جسم الطائرة، تسلقت السلم وأخذت موقعي في كابينة الطائرة، الاستعدادات الأولية... 

القيام باحماء الأجهزة الملاحية والتي تستغرق 10 دقائق حيث تقوم الأجهزة بتنظيم الإعدادات وتستقر وتعطي قراءة صحيحة وباستقراء تلك الأجهزة وعملها بدقة متناهية.

تأكدت من الاجهزة الملاحية، قمت بالتشغيل وكانت السيطرة الجوية على علم مسبق بوقت الإقلاع، خوفاً من استراق المكالمات من قبل العدو~ صمت لاسلكي، حتى أنارة المطار يتم تشغيلها فقط للاقلاع والنزول لدواعي أمنية. 

بدأت بالدرج والتوجه إلى بداية المدرج عند بداية المدرج! وقفت على خطوط بداية المدرج، فحص كل الأجهزة ما قبل الإقلاع التي أمامي، تحريك عصا القيادة لكي أرى تجاوب الأسطح مع عصا القيادة تلك الإجراءات أصبحت جزء من عملنا لا يمكن إغفاله قبل أن أرتقي الى السماء. 

دفعت ضاغطة الوقود الى الأمام 100% لتزداد قوة دوران المحرك مع فتح زر الحارق الخلفي بدأت الطائرة تنطلق بسرعة الى الأمام وأنا واثقُ أنها لن تخذلني.

بعد أن تركت الارض خلفي وأنا الآن مبتعداً عن المطار، أطفأت زر الحارق الخلفي، رفعت العجلات والقلابات وأنا في حالة تسلق الى ارتفاع 300م مع الدوران باتجاه الجنوب. 
وذلك ضمن خطة قد تم أعدادها من قبلي قبل الطيران والوصول الى منطقة الصيد المتوقعة، قد تصيب فعلاً أو قد لاتجد هدفاً في المنطقة.
كل الحسابات تشير الى أن الأمور تبدو على خير والتوقيتات دقيقة، وصلت الى النقطة الملاحية الاولى... 

التي هي نهاية اليابسة للوصول الى مياه الخليج عندها بدأت بالانحدار الى الارتفاع الواطئ 100متر أثناء الطيران الليلي 30متر خلال طيران النهار. 

نظمت جهاز محذر الارتفاع "altimeter setting" وتوغلت الى داخل الخليج وكانت سرعة طائرتي 780 كم/ساعة وهي سرعة اقتصادية لكي أحافظ على كمية الوقود.

اتخذت اتجاه 140 ْ وهو الاتجاه الى النقطة الملاحية الثالثة... أراقب عمل الاجهزة لان في الطيران الليلي يكون الاعتماد كليا على الآلات، واجهزة طائرة الميراج متقدمة ودقيقة 100% ...

في بعض الأحيان أرفع نظري لأرى ما يدور في الخارج بنظرات خاطفة، رغم أن الظلام الدامس الذي يحيطني، وصوت هدير محرك طائرتي يشعرني أنا وهي مصيرنا واحد. 

بدأ الجو بالتردي من حولي! أنا لست مهتماً لذلك الامر لاني نفذت واجبات كثيرة وأعرف وأثق بتقنيات طائرتي المتطورة والدقيقة في تحديد موقعي وكافة المعلومات الاضافية في الأجواء الرديئة.
كلمة MAY DAY... انقذتني كلمات تنقذ قائلها من موت محقق،نداء الاستغاثة المتعارف عليه في الجبال،نداء الاستغاثة المتعارف عليه في البحر،نداء الاستغاثة المتعارف عليه في الجو،نظمت جهاز محذر الارتفاع" altimeter setting"
عزيزي القارئ ربما تسأل كيف كنت تقضي وقتك؟ وما هي مشاعرك وإحساسك في تلك اللحظات وأنت وحيداً؟  ألا تشعر بالوحدة؟ 

لم يكن لدي الوقت للاسترخاء لاني منشغل جداً بحسابات الوقت والمراقبة والانتظار الوصول الى الهدف تلك المشاعر والأحاسيس لا يمكن لي أن أصفها بصورة دقيقة. 

كل تركيزي منصباً، كيف أحافظ على إستقرار طائرتي وأتم تنفيذ واجبي بنجاح وأعود الى قاعدتي سالماً..

النقطة الملاحية الثالثة عند هذه النقطة قمت بزيادة السرعة 900 كم/ساعة السرعة القتالية وتغير الاتجاه الى 090 ْ صوب السواحل الإيرانية ومياها الإقليمية وهي المنطقة التي أبحث فيها عن الأهداف المعادية... 

عند الدقيقة السادسة في هذا المسار حدث أمر لم يكن في الحسبان كانت مفاجأة غير سارة بالنسبة لي وأنا غير مصدق... 

يا ألهي... ما الذي يجري تغيرت الأمور بل "انقلبت رأساً" على عقب ومن دون سابق إنذار أو علامات على ذلك. 

لم أنتظر طويلاً قمت بسحب مقدمة الطائرة الى الأعلى وترك ارتفاعي الواطئ والتسلق مع دوران بسيط الى اليمين، لكي لا أقع في وضع غير اعتيادي Unusual position.

لقد كان الخبر الغير سار أن شاشة المعلومات الرقمية قد انطفأت Dashboard digital information ولم تعد هناك معلومات. 

أصبحت مثل الاعمى أحتاج الى دليل يرشدني، لم يبقى لدي سوى قمباص بدائي بسيط غير مضبوط وفيه فرق 5 درجات، وفي الملاحة الطويلة يؤدي الى فرق زاوية كبير. 

في تلك اللحظات أصبت بالانفعال والرهبة لأن مصيري أصبح على المحك لا أريد أن أقذف وأنا في البحر، كانت كل تمنياتي أن أصل الى اليابسة عندما تسلقت الى الارتفاع الجديد. 

لم أعر أي أهتمام أن تم أكتشافي من قبل العدو أم لم يتم أكتشافي، لان الامور حسب المثل العراقي (هي خربانة خربانة) وفي تلك اللحظات الحرجة ربما تفقد نصف المعلومات. 

أنا متشبث ببصيص من الامل قلت في نفسي أتوجه بأتجاه اليمين بشكل عشوائي حتى أصل اليابسة؛ بعد أن تأكدت أن محرك طائرتي متجاوب ولازال بخير. 

تلك اللحظات مرت علي كأنها سنين وليست ثواني أو أعشار من الثانية ودقائق لربما لم تمر بأحد' شعور لايوصف لا يمكن لكلمات أن تضمنها فقدت تلك الأجهزة التي هي دليلي وأملي ليس بيدي حل يرجى. 

امتدت يدي إلى قنوات الراديو كانت أول قناة هي قناة الطوارئ 121.5 وانا غير متأكد ٩٩.٩٪ أن هناك لن يجيني احد.

 ناديت وانا خائر القوى لم أنسى في تلك اللحظات الدعاء إلى الله أن ينجيني من هذه الكارثة. 

هي ثلاث كلمات منذ دخلت كلية القوة الجوية اسمع بها لكن لم استخدمها طيلة فترة عملي كطيار لحد هذه اللحظة فقلت ~ May day. May day may day~ وانا متشائم فكل توقعاتي ليس هناك من مجيب...

بعد برهة من الزمن وإذا يأتي نداء ؛
aircraft calling Mayday i am Awacs center go ahead 

عندما سمعت هذا النداء دمعت عيني من الفرح وانا غير مصدق لطف الباري عز وجل أن يبعث لي من ينقذني دون تأخير و بانفعال فقلت؛ 

            i am iraqi pilot l have full instrument failure

فقال لي أنت عراقي تكلم بالعربي؟ انا اخوك من الاواكس السعودي!

بتلك اللحظات قلت: له الأجهزة انطفأت وفقدت الاتجاه والارتفاع والسرعة. 

فقال لي: ارتفاعك 3كم سرعتك 800كم/ساعة اتجاهك 270 ْ وموقعك بالاحداثيات شرقى الخليج!. 

قام بإعطاء المعلومات وقال: سوف استمر معك لحين أن تصل إلى "قاعدة الظهران".

فقلت له :حسنا... 

وصلت السواحل السعودية المطلة على الخليج العربي؟ 

هنا فرحت حتى لو أني قذفت من الطائرة فأنا الآن سأكون على اليابسة... 

نجوت من كابوس البحر وكان إصراري عدم ترك الطائرة وأنا في البحر؛ أعتقد أنه كان قراراً سليماً بالنسبة لي؛ لكني لازلت مشدود الاعصاب متفاعل مع ما يجري مستمر بالتركيز.

جاء صوت المسيطر السعودي قائلاً: أن الظهران تبعد 85 كم. 

قلت له: سوف أستمر بالطيران والعودة الى العراق. 

قال: ماذا تفعل يا رجل ؟

قلت: هذا قراري. 

فقال: لقد أبلغت سلطات المطار، وهذا الامر يعود لك. 

قلت: أنا أشكرك. 

هنا بعد أن ردت لي عافيتي واستعدت ثقتي وقراري! 

فقلت: أنا حاليا سوف أعود إلى العراق، وانت حاول إعطاءِ التعليمات... 

اتخذت السواحل الكويتية طريقي للوصول للحدود العراقية... 

لم يتركني مسيطر الطائرة الاواكس السعودي بعدها ودعته شاكراً، حتى تم تأمين اتصال مع قاطع الدفاع الجوي العراقي. 

ابلغتهم بأن طائرتي عاطلة وبدورهم قدموا لي التعليمات والمسافة عن القاعدة، طلبت منه السماح بالتحويل الى قناة القاعدة. 

تم التحويل الى قناة برج سيطرة قاعدة الوحدة الجوية؛ طلبت من مسيطر البرج أن يفتحوا أضواء الانارة الليلية وخصوصاً (القمجي) أنارة السوط، لأنها ترى من مسافات بعيدة لشدتها.  

قلت لمسيطر القاعدة انا سوف اعتمد على احساسي في النزول لا أملك معلومات السرعة والاتجاه والارتفاع إذا لاحظت أي خطأ بلغني بذلك: فاجاب بنعم. 

عند تقديري للمسافة التقريبية من خلال انارة المطار التي اشاهدها أمامي بدأت الاستعدادت ما قبل مرحلة النزول بالمباشر. 

قمت بأعادة ضاغطة الوقود الى الوراء لكي تقل دورات عدد المحرك وسحبت عصا القيادة الى الخلف لكي تقل سرعة الطائرة وتتناسب مع سرعة انزال عجلات الطائرة والقلابات. 

شعرت ان الطائرة قد ارتجفت وهذا مؤشر أن السرعة قليلة ومناسبة قمت بأنزال العجلات والقلابات وهذا الامر والفكرة الوحيدة لمعرفة سرعة الطائرة؟ 

قمت بتقدير مسافتي بالتقرب المباشر الى مرحلة التقرب ودفعت عصا القيادة الى الامام لكي تنحدر الطائرة واضعاً مقدمة الطائر باتجاة بداية المدرج وهي النقطة التي سوف الامس سطح المدرج.

عند الوصول الى خطوط بداية المدرج قمت باعادة عتلة الوقود الى الوراء وسحبت عصا القيادة الى الوراء لكي تلامس العجلات الرئيسية سطح المدرج.  

لامست الطائرة الأرض بقوة وصعدت إلى الأعلى وقد سمعت ضابط الكرفان يقول بصوت عال مردداً كلمة "الله" عدة مرات... 

قفزت الطائرة لمرتين وأستقرت في عملية تسمى cameling~ التنطيط، هذا الأمر يحصل عندما تكون سرعة نزول الطائرة عالية. 

استقرت الطائرة، بدأت سرعتها تقل، أنزلت مقدمة الطائرة ولامست العجلات الامامية أرض المدرج، هنا قمت بفتح المظلة متأخراً لان نهاية المدرجة أصبحت قريبة جداً امامي، كانت حساباتي أن لو فتحت البريك برشوت في البداية لكان قد قطع بسبب السرعة.

كان الزميل النقيب الطيار اسماعيل، واجب كرفان" تواجده مراقبة نزول الطائرة وفحص العجلات والطائرة في مرحلة التقرب الاخير، وابداء التعليمات عند الحاجة للجانب الفني الخاص بالطيران.

الكرفان هو عبارة عن غرفة صغيرة محاطة بالزجاج وبها أجهزة اتصال، تقع بجانب المدرج من جهة النزول.

هنا أسدل الستار وانتهى الواجب، بدأت أنا بالهدوء والاستقرار النفسي، بعد ساعة من الرعب والهلع في كل ثانية ودقيقة. 

لقد كنا في ذروة الشتاء وفي ليلة باردة ولكني كنت أتصبب عرقاً؟  من شدة التفاعل مع ما جرى لي. 

كلمة الاستغاثة" MAY DAY انقذتني.

بعد أن نجوت من موت محقق حمدت الله لأنه كان عوناً لي في محنتي وسخر لي من ينجدني مما حدث، تم أخبار المراجع بالذي حصل، وقد جاءت مفرزة ومن ضمنها الخبراء الفرنسيين. 

بعد الكشف على الطائرة تم تحديد العطل وقد كان عطب واحتراق قلب منظومة الحاسبة الالكترونية الرقمية التي تغذي معلومات العدادات، على أثر ذلك تم فحص جميع طائرات الميراج F1 وتقييم كفائتها. 

وقد صرح الخبير الفرنسي قائلاً؛ نحن في مثل هذه الحالة وفي فرنسا، على الطيار أن يقذف ويترك الطائرة؛ انه من الجنون الاستمرار بالطيران وفي ظروف هذا الطيار، أن يبقى وينقذ نفسه وينقذ طائرتة" يبدو لي أنه رجل بطل ولديه إصرار عجيب وكفاءة عالية.

بتلك العزيمة التي يحملها صقورنا وبتلك الاخلاق والصبر والجلد، لن أجد أي كلمة تليق في وصفهم أقف أحتراماً وأجلالاً لجهودهم، بهم حسمت الحرب لصالحنا. 

شباب بعمر الزهور صغار في أعمارهم لكنهم كبار في أفعالهم، ان مواقفهم وبطلاتهم تطرز بماء الذهب، هذا هو تاريخهم ومجدهم ورفعتهم.

ينطبق قول الشاعرالفرزدق: "أولَئِكَ آبائي فَجِئني بِمِثلِهِم" كانت تدافع عن العراق في أصعب المواقف رحم الله من فارقنا ورحم الله شهدائنا وأطال الله من هو معنا عسى هذا التقديم أن ينال رضاكم ...

* أود في نهاية المطاف بأسمكم وأسمي علينا أن نشكر صاحب القصة وأتمنى له الصحة والسلامة والعافية وطول العمر وشكراً له ولكم ....

بقلم
مالك عبدالقادر المهداوي 
تحيات مجلة شهربان الالكترونية
والى قصة جديدة
<<سابق... موضوع اخر... لاحق>> 
كلمات تنقذ قائلها من موت محقق،نداء الاستغاثة المتعارف عليه في الجبال،نداء الاستغاثة المتعارف عليه في البحر،نداء الاستغاثة المتعارف عليه في الجو،نظمت جهاز محذر الارتفاع" altimeter setting"
كلمة MAYDAY... انقذتن
google-playkhamsatmostaqltradent