تعلمها الرجال أكبار ... يا ناسي بعد روحي ..
خلها تروح دنيا ازغار.... والخالد بقه بروحي ...
عراق يجيب دوم رجال..... يا ربع العراقية .......
ستبقى صورة الفتاة العراقية فترة كصورة شخصية ،انتصاراً للمرأة العراقية و العربية - (والعشّـقُ لونٌ يرفضُ الألوانا ) /
كريم مرزة الأسدي /من (مشطور الرجز)
يا أنتِ لـمْ تـُبقِ لنا (أمانا)
ولا أراكِ جارةً تهوانا
جمالكِ الفتـّانُ قـدْ غشانا
والميلُ والدلالُ قدْ حيّانا
والرَّمشُ من عينيكِ قدْ غزانا
يا قامة ًتهفهفُ الأردانا
دعجٌ أسـيلٌ مفلجٌ، هَا بانا
ونزهة ُالقلبِ لمىً أحيـانــا
ميلي عليَّ ميلِ يــا فلانا!!
بهزّةِ الطرفِ العبي أفنانا
فأعطتِ الدّنيا لكِ العنانـا
فضاعَ بين عرشـكِ هوانا
ردّي إليّ صحبتي المجانا
أو قبلة تختـرقُ المكانـا
وحضنتي والطيبَ والحنانا
والشّعرَ والأنغامَ والألحانا
يا حلوتي ما ذقتكِ الحلوانا
ولا رشـفتُ منكِ ما قد لانا
كمْ قدْ صرعتُ في الدّنى شجعانا
لمْ أرَ مثلَ عشــقكِ سلطانا
والعشّقُ لونٌ يرفضُ الألوانا
زماننا يمجّ ذا الزمانـا
خلعتُ عن بابِ الهوى العنوانا
أبقيتهُ يرتقـبُ الجنانـا!!
مقاطع من أروع الغزل والتشبيب العربي لأربعة شعراء من مشاهير شعراء العراق، السيد "رضا الهندي وكوثريته"الجواهري وعريانته"الحبوبي وغزال كرخه"الحلي وقامة رشأه" تمتع وترحّم وتذكّر..!! كريم مرزة الأسدي.
1 - السيد رضا الهندي" ولد السيد رضا الهندي الموسوي في النجف 1873م - وتوفي في الديوانية 1943م (1290 - 1362 هـ) وأليكم مقطع من القصيدة الكوثرية وتشبيبها :-
أَمُفَلَّجُ ثَغْرِكَ أَمْ جَوْهَرْ
وَرَحِيْقُ رِضَابِكَ أَمْ سُكَّرْ
قَدْ قَالَ لِثَغْرِكَ صَانِعُـــــهُ
إِنَّـــا أَعْـطَيْنَاكَ الكَـوْثَرْ
وَالخَالُ بِخَدِّكَ أَمْ مِسْكٌ
نقّطْتَ بِهِ الوَرْدَ الأَحْمَر
أَمْ ذَاكَ الخَالُ بِذَاكَ الخَدِّ
فَتِيْتُ النَّدِّ عَلَى مِجْمَر
عَجَبَاً مِنْ جَمْرَتِهِ تَذْكُو
وَبِهَا لاَ يَحْتَرِقُ العَنْبَرُ
يَا مَنْ تَبْدُو لِيْ وَفْرَتُهُ
فِيْ صُبْحِ مُحَيَّاهُ الأَزْهَر
فَأُجَنُّ بِهِ بـ ( َاللَّيْلِ إِذَا
يَغْشَى) (وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفرْ)
ارْحَمْ أَرِقَاً لَوْ لَمْ يَمْرَضْ
بِنُعَاسِ جُفُوْنِكَ لَمْ يَسْهَرْ
تَبْيَضُّ لِهَجْرِكَ عَيْنَــــــاهُ
حُزْنَاً وَمَدَامُعُهُ تَحْـمَرْ
يا لِلْعُشَّاقِ لِمَفْتُـــــوْنٍ
بِهَوَى رَشأ أَحْوَى أَحْوَرْ
أَصْفَيْتُ الــــــوُدّ لِذِي مَلَلٍ
عَيْشِيْ بِقَطِيْـــعَتِهِ كَدَّرْ
يَا مَنْ قَدْ آثَــــــرَ هِجْرَانِي
وَعَلَيَّ بِلُقْيَاهُ اسْـــتَأْثَرْ
أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ بِمَا أَوْلَتْـ
ـكَ النَضْرَةُ مِنْ حُسْنِ المَنْظَرْ
وَبِوَجْهِكَ إِذْ يَحْمَرُّ حَيَــــاً
وَبِوَجْهِ مُحِبِّكَ إِذْ يَصْــفَرْ
وَبَلُؤْلُؤ مَبْسَمِكَ المَنْظُوْ
مِ وَلُؤْلُؤ دَمْــــعِي إِذْ يُنْثَر
إنْ تَتْرُكَ هَذَا الهَجْرَ فَلَيْـ
ـسَ يَلِيْقُ بِمِثْلِي أَنْ يُهْجَرْ
وَاشْغِلْ يُمْنَاكَ بِصَبِّ الكَأْ
سِ وَخَلّ يَسَارَكَ لِلمزهــر
فَدَمُ العُنْقُوْدِ وَلَحْنُ العُوْ
دِ يُعِيْدُ الخَيْرَ وَيَنْفِي الشَرْ
2 - الجواهري " ولد محمد مهدي الجواهري في النجف عام 1899 وتوفي مغترباً في عام 1997م ودفن هناك بدمشق" وهذا مقطع من قصيدة عريانة نظمها في عام 1929م وعلى أغلب الظن أن هذه القصيدة من أفحش قصائده وهي بعنوان "جربيني" :-
أنتِ تدرين أنني ذو لُبانَهْ
الهوى يستثيرُ فيَّ المَجانَهْ
وقوافيَّ مثلَ حُسنك لمــــا
تَتَعرَّينَ حــــرّةٌ عُريانة
وإذا الحبُّ ثار فيَّ فلا تَمْنَعُ
أيُّ احتشامة ثوَرَانه
فلماذا تُحاولين بأنْ أعلنَ
ما يُنكِرُ الورى إعلانه
ولماذا تُهيِّجِين من الشاعِر
أغفى إحساسُهُ ، بركانه
لو تُحسيِّنَ ما أحسُّ إذا رجَّفْتِ
في الرَّقص بطنَك الخمصانه
رجفة لا تمسُّ ما بين رفْغَيْكِ
وتُبقي الصدرَ الجميلَ مكانه
والثُدِيَّيْنِ كلُّ رُمانة فرعــــاءَ
تَهزا بأُختِها الرُمّــــانه
عاريا ظهرُك الرشيقُ تحبُ العينُ
منه اتساقَهُ واتزانه
إن كفاً قاست عليك لباســــــاً
مثلَ هذا مهّارةٌ شيطانه
ليت شعري ما السرُّ في ان بدت
للعَين جَهراً أعضاؤُكِ الحُسّانه
واختفى عضْوُك الذي مازَه الله
على كل ما لديك وزانه
3 - السيد جعفر الحلي"هو ابو يحيى جعفر بن حمد بن محمد آل كمال الدين الحسني" ولد في قرية السادة (جنوبي شرق الحلة) في1860م- 1277هـ ,انتقل الى النجف طلباً للعلم وتوفي بالنجف عام 1897م- 1315 هـ واليكم مقتطفات رائعة الشعر من قصيدة يا قامة الرشا :-
يا قامة الرشأ المهفهف ميلي
بظماي منك لموضع التقبيل
فلقد زهوتُ بادعجٍ ومزجــجٍ
ومفلجٍ ومضـــرجٍ واســــيلِ
رشأ أطلَّ دمي وفي وجناتــــهِ
وبشأنه أثر الدم المطـلولِ
يا قاتلي باللحظ أول مـــــــرّةٍ
اجهزْ بثانيــةٍ على المقتولِ
مثّل فديتك بي ولو بك مثّـلوا
شمس الضحى لم ارش بالتمثيلِ
فالظلم منك عليّ غير مذممٍ
والصبر منّي وردها المطلـول
ولماك رّيّ العاشقين فهل جرى
ضربٌ بريقك أم ضريب شمولِ
يهنيك يا غنج اللحـــاظ تلفّتي
ياخـــير آمالي وأكرم سولـي
لام العذار بعارضيك أعلّنــــــي
ما خلت تلــــك اللام للتعليلِ
وبنون حاجبك الخفيفة مبـــــتلٌ
قلبي بهـــم في الغرام ثقيل
أتلو صحايـف وجنتيك وانت في
سكرِ الصبا لم تدرِ بالأنجيلِ
أفهل نظمت لئالئاً من أدمعي
سمطين حول رضابك المعسولِ
ورأيت سحر تغزّلي بـــــك فاتنا
فجعلتـــه في طرفك المكحول
أشكو إلى عينيك من سقمي بها
شكوى عليل في الهوى لعليل
فعليك من ليل الصدود شباهة
لكنّـــها فـــي فرعـــك المســدول
وعلى قوامك من نحولي مسحة
لكنّها فــي خصرك المهـزول
ويلاه من بلوى الموشّح أنّــــه
لخفيـــــف طبـــع مبتـلٍ بثقيــــل
لا ينكر الخالون فرط صبابتي
فالداء لـــم يؤلم ســوى المعلــول
لي حاجةٌ عند البخيل بنيلــــهِ
ما أصعب الحاجات عنـــــد بخيـــلِ
وأحبّه وهو الملول ومـــن رأى
غيري يهــــيم جوىً بحبّ ملول
أكذا الحبيب أبثّه الشكوى التي
يرثي العدو لها ولا يرثي لي (39)
4 - محمد سعيد الحبوبى: فقيه وأديب وشاعر مجاهد" ولد محمد سعيد الحبوبي في الرابع من جماد الاخرة 1266هـ-1849م كان منقطعاً للدراسة الدينية بعد الاحتلال الإنكليزي للعراق قاد القوات العربية في الجنوب في مواجهة القوات الغازية لحين وفاته في مدينة الناصرية في 18 حزيران سنة 1914 ودفن في النجف في الصحن الحيدري وله تمثال في وسط مدينة الناصرية.
فى تحرره من القيود فى بغداد يقول:
يا غزال الكرخ وا وجدى عليك
كاد سرى فيك أن ينتهكا
هذه الصهباء والكأس لديك
وغرامى فى هواك احتنكا
فـــلـذيذ العيش أن نشتركا
له شعر فى الغزل والوصف والتشيب والخمرة. إذ كان لغزله أصالة وجودة وعذوبة ورقة وكأنه يحاكى أبا الطيب المتنبى القائل:
وامنحوا يا أهل نجد وصلكم
مستهاما يتشكى البرحا
واذكرونى مثل ذكراى لكم
رب ذكرى قربت من نزحا
علما أنه أقام فى نجد فى صباه وأحبها كما أحب بغداد وقصورها وانفتاحها ونسائها ومدحها كما رأى المرأة البغدادية تمشى على الحرير رفعة وسموا متأثرا بها وشخصيتها تغزل بالكثير من النساء مثل ليلى سلمى أميمة سعاد أسماء والرباب وغيرهن فتميز
واسقنى واشرب أو اشرب واسقنى
ولماك العذب أحلى مشرفا
من دم الكرم وماء المزن
وحميا الكاس لما صفقت
أخذت تجلى عروسا بيديه
خلتها فى ثغره قد عتقت
زمنا واعتصرت من وجنتيه
من بروق بالثنايا ائتلقت
هنالك بيتان من الشعر الشعبي(الحسجة) يعادلان كتابا :
لا تسألْ عله الحالْ*** حالي عــــله حاله
سمجة وشحيح الماي ** وابظهري فالة
وهذه زهديات ارتجالية لي
ويسعفني الصباحُ بفكرِ زهدٍ ** بما جاءتْ بهِ هــذي الحياةُ
أبعدَ عزيمةٍ تسمو بأفـقٍ ** إلى الجوزاء ، يدثرها المماتُ؟
فما هذا الصراعُ سوى هباءٍ **فسلْ - يا دهرُ- أيّنكَ والطغاةُ ؟
طواهم منقذ الأرواح لهمـــاً*** فظلّوا بيــــن رحمتهِ وباتـوا
فلا الظل في رأد الضحى نستطيعه ....ولا الفيء في برد المساء نذوق
ولا البعدُ عن فيءِ العراقِ يظلُّنا *** ظليلاً ، وعندي في العراقِ عشيق
......................
وليس خــليلي بالملول ولا الذي ** إذا غبت عنه باعني بــــخليلِ
(شعر ارتجالي جديد)
أ أ - إليها...ارتجالاً !!
ألا يا أميرَ الحرفِ ما لكَ تغضبُ؟!! **** عراقٌ بعيدٌ في مداه ُ وتغربُ
ألا ليت شعري هل أعيـشُ بغربـةٍ *** وعيونُ وردٍ مــن عيونيَ تهربُ
ارتجالاً على صفحة صديق !!
لقد هـــام العراق بكم يراعا*** وقــــد أوجبت حقّاً لن يضاعا
وما لي لا أرى نجمــــاً منـــيراً *** وكان لدربنا وهجاً مشاعا
لكِ الودُّ برمضانٍ ..
لكِ الودُّ
صيام الناسِ والأعمالُ والجّدُّ
لياليهِ عباداتٌ لوجه الصبح يمتدُّ
لعلَّ الله يهدينا ،
ويهدي مسكَهُ الوردُ..
لكِ الودُّ ...لكِ الودُّ!!
وعلى صفحة :
يا موطني ماذا دهاك عجيبا *** وأنا أعودُ إلى العراقِ غريبا
قد كنتَ منهل للعلوم وشعرهِ *** هلّا تحـنُّ إلى (الكريم) أديبا
أنا ووطني وأمّتي - مقطع ثالث جديد - (ماذا وجدتّ بذي الحياةِ وكلُّ عمـركَ تبحثُ؟!) ،قصيدتي من مجزوء الكامل ، وهذا مقطع منها :
ما كــانَ لــو تتَريث ***عوضاً تعيشُ وتلهثُ
رُيّضتَ تسعة َ أشهر ** في ضنْك ِرحم ٍ تلبثُ
فإذا زهــوتّ محدّثـاً ***غطـّى عليـكّ الأحدثُ !
أتـرى بإرضـكَ حارثاً **أمْ غيرَ أرضِكَ تحرثُ؟!
(البحر مشطورالرمل - لم يستخدمه القدماء ) مقطع واحِد من قصيدة مطولة/ كريم مرزة الأسدي :
لَا تَرَانِي وَاحِدَاً ، تَحْتََ لِسَاني ** أمّةٌ ، ذَرَّاتُهَـا صاغَتْ كِيَانِي
لُغةُ الضّادِ وَرَبّي قَدْ حَبَانِي** سَرَّهَا الْمَكْنُونَ فِي حُسْنِ الْمعاَنِي
فـَتَجَلّتْ دُرَرَاً دَرّتْ بَيــَانِي*** بِانْسـِـيَابٍ وَشـِـجـُـونٍ وَافْتِنــَــانِ
يَاعِرَاقٌ أنْتََ ينَْبُوعُ الْأمانِي ** طِيْبـَكُ الْغَافِي وَلَا طَعمُْ الجِّنانِ
إليك مقطع جديد : فكرة إلى وطني والأمة : تضميني ارتجالاً لأبيات المتنبي العظيم : كريم مرزة الأسدي :
صباحُ الخيرِ يا وجهَ الزّمانِ
إذا ما كنتً في دفءِ الأمانِ
يناجي الفكرُ عقلي في نعيــمٍ
أمنْ هذا إلى الحربِ الطّعانِ؟
أبوكـــم آدمٌ ســنَّ المعاصي
وعلّمكمْ مفـــــارقةَ الجّنـــــان
أليسَ لطيبكمْ فســـــحاتُ حلمٍ
يجوبُ ســـلامُه قلبَ الْغوانــي
تلك جولة بين الحروف التي حلق بنا الشاعر والباحث كريم مرزة الاسدي بين شعراء لطالما أطربت أسماعنا أسمائهم جلهم من مدينة الباحث والشاعر كريم مرزة الاسدي النجف الاشرف .
مع تحيات
كادر مجلة شهربان الثقافية