تشوهات الاقتصاد العراقي
أكبر الموانع للنمو والنهوض والتطور
بقلم / راسم العكيدي
لا علاج الا بفك اشتباك السياسة الحزبية بالاقتصاد وتولي السياسات التخصصية.
رسم برامجها في التخطيط والتنمية والطاقة والصحة والتعليم والخدمات وربطها بسياسة اقتصادية عامة للدولة لخلق ترابط تناسقي بين القطاعات الكبرى للوصول للتكامل الاقتصادي والاندماج الوطني.
الاقتصاد السياسي اصبح مفهوم هجين صنعته الاحزاب للهيمنة على الاقتصاد، لجني اكبر المصالح ومطاردة افضل فرصه واصطيادها، وهو رديف وداعم للعنف وممول للتنظيمات المسلحة التي تحمي الاحزاب وتحفظ نظامها السياسي، وتبقي هيمنتها على الاقتصاد.
فالساسة ازلام سلطة القوة وليس لهم معرفة بالاقتصاد، الذي لا يمكن ان يكون مجال للتجريب فنتائجه ان اتت عكسية دمرت البلد.
لكنهم يستعيرون تجارب دول، ويستوردون نماذج جاهزة، وهياكل لا تتطابق مع اقتصاد العراق.
فقد ظل الاقتصاد ينتقل بطفرات قاتلة، وضائعة فرصها بين الاشتراكية والرأسمالية، تضيع فيه موارد وتهدر فيها فرص ونوافذ زمن، حين تغادر لا يمكن اللحاق بها ولن تتكرر.
فحين تتراكم الثروة تميل الانظمة الحاكمة على تطبيق الاشتراكية.
ومن مظاهر تطبيق الاشتراكية هو الآعتماد المطلق للقطاع العام، وحين تفرغ الخزينة بسبب مغامرات الحروب تلجأ الانظمة لبيع شركات القطاع العام والمعامل والمزارع الحكومية.
في الوضع الراهن تعيق الطبقة السياسية اي نهوض اقتصادي بنفس الوسائل.
لكي لا تتحقق الغاية ويتمكن الشعب من ترفيه نفسه بامكاناته، ويترك اطراف ثياب الساسة المتمسك بها، من اجل فتات للبقاء على قيد ادنى حياة.
لكنهم راكموا ثروات من فساد واسع، ممتد لحين تسنح الفرصة لبيع القطاع العام، لكي يشتروه بمشاركة واغطية من شركات اسسوها ورجال اعمال اعدوهم للمهمة.
لذلك هم يعيقون الاستثمار ويمنعون أي برنامج للنهوض، وسلبوا كل شبر من ارض العراق.