الوضع الشاذ،" تجربة حكم الاحزاب الاسلامية |
الوضع الشاذ،" تجربة حكم الاحزاب الاسلامية
بقلم/ راسم العكيدي
الوضع الشاذ الذي صنعته الاحزاب الاسلامية وتجربتها في الحكم في تاسيس تنظيمات مسلحة تدين بالولاء للحزب الحاكم وعقيدته كنظام سياسي وليس للبلد وعقيدته الوطنية ومؤسسته العسكرية.
هذا الوضع الشاذ خلقته الكتل ذات العقيدة المؤدلجة مذهبياً لبناء تنظيمات مسلحة خارج القيادة والسيطرة للمؤسسة العسكرية وقيادتها لكي تاتمر وتتحرك وفق اوامر الحزب الحاكم المؤدلج مذهبياً لتحمي نظام حكمه من الانقلاب من قبل الجيش النظامي الذي يوالي الدولة وينتمي لها كمؤسسة شرعية ويحميها ويحمي المجتمع كواجب ثابت لامن ثابت غاية وهدف اوحد.
لكن الوضع الشاذ جعل شرعية الاحزاب الاسلامية متصدعة ومليئة بالهفوات والخدوش وجعل السلطة في احيان عديدة وبلدان كثيرة محرمة على الاحزاب الاسلامية وظل قادتها زعماء احزاب وكتل يعملون كنظام سياسي يستخدم القوة والعنف والتهديد كوسيلة لافشال اي حكومة تسعى لبناء الدولة المدنية بوضعها الطبيعي.
الفصائل المسلحة
الفصائل المسلحة التي كانت اجنحة مسلحة للاحزاب لم تعد بحاجة لغطاء سياسي تمنحه الاحزاب الاسلامية فقد تغطت بما هو اعمق واوسع واكثر سمكاً وهو غطاء الشرعية بقرار السلطة التشريعية الذي جعلها اعلى من الدولة وفوق القانون واقوى من السلطات واصبحت هي الدولة وليست دولة داخل الدولة بل غيبت الدولة واخذت كل ادوارها ووظيفتها وحقوقها وواجباتها وبدعم اقليمي.
واصبح لها مواقف خاصة وقرارات واجراءات بها تتدخل في دول وفي صراعات فيها فهي في سوريا ولبنان واليمن وتعمل على تبني موقف من الصراع مع اسرائيل وتاخذ وضع الاستعداد لموقف واجراء من الصراع بين اذربيجان وارمينيا.
هذا وضع متقدم في الخلل ومتطور في الشواذ فقد حصلت ظواهر في تبني افراد ومجموعات لمواقف من دول وصراعات كما في التطوع في المقاومة الفلسطينية وكما في ظاهرة العرب الافغان في افغانستان الذين تحولوا الى تنظيم القاعدة وحين عادوا لدولهم زجوا في السجون وتمت مراقبتهم ومنهم من انخرط في العنف في بلدانهم وادركت حكومات دولهم ان هؤلاء بضاعتها ردت اليها.
وبعد غزو العراق وجدت دول عديدة ان الفرصة مواتية للتخلص من متطرفين اقلقوها ويهددون امنها فوجدت في بيئة العراق فرصة لفتح الممرات لخروج بضاعة رديئة وتصديرها للعراق ومنهم من عاد الى بلده من العراق تحت غطاء الربيع العربي ومظلة عصر الفوضى.الوضع الشاذ،" تجربة حكم الاحزاب الاسلامية
لكن في العراق اصبح الوضع متطور فالذين انخرطوا في احزاب مسلحة ليسوا بضاعة ردت للعراق بل خلقهم التصدي للارهاب وصنعهم العنف الطائفي واصبحوا تحت شرعية مسلحة وشرعية سياسية وضمن سلطات وهم الدولة وهذا الوضع الخطير لا يمكن وفقه خلق بيئة خارجية تجذبهم للذهاب اليه بل اصبح العراق بلد يحكموه ويتحكموا بقراره واصبح ميدانهم وساحتهم ووجودهم وان انتهت ذريعة خلقوا ذريعة اخرى وما اكثر الذرائع من الارهاب الى امريكا الى اسرائيل وعلاقة بغداد بكردستان ودول الجوار وازماتها وصراعاتها.
وما اكثر الذرائع والحجج في العراق وما اكثر الازمات وما اكثر الاهداف وما اوسع الموارد وما اكثر المصالح وما اكثر الباحثين عنها ويحصلوا عليها بالانتماء لاحزاب مسلحة مؤدلجة مذهبياً وان انتهت ذريعة صنعوا اخرى.
الذهاب الى مقال أخر للكاتب من هنا