هل سيترك العراق لوحده؟
أم يبقى معزول على أزمة!
بقلم / راسم العكيدي
سيترك العراق وحده معزولاً مع ازماته وما ستنتجه من خراب وتدمير وقيود تمنع اي حركة ونهوض فالمنطقة والعالم منشغلة بصراعات بينية تكوينية يفرضها الزمن وهي في حقيقة دوافعها وجودية لها اهداف البحث عن موقع اهم وتحسين التموضع لوظيفة اي دولة في النظام العالمي الجيد الذي تفرضه الازمات الاقتصادية وما افرزته جائحة كورونا.
صراعت هي سباق الحاضر للظفر بالمستقبل لتفادي الخروج من الزمن والتاثير فالمنطقة والعالم منشغل بصراعات الموانئ في مشروع طريق الحرير العالمي الذي يخلق مراكز تخصصية وسلاسل التوريد والتجهيز.
وصراع مشروع الحزام والطريق الذي يجد موارد بديلة للدول بعد هيكلة مصادر الطاقة وتراجع موارد النقل الاخرى.
وصراعات البحث عن مخزونات حقول الغاز كمصدر جديد للطاقة واكتشاف حقول عملاقة في البحر المتوسط والسباق على الانتاج وطرق نقله والاستئثار باسواقه عبر الكلفة والسعر. هل سيترك العراق لوحده؟
والصراع على المياه وعلى الغذاء وانتاجه والوصول للاكتفاء الذاتي والهيمنة على اسواقه وتقييد الاقتصاد بواسطته كحاجات اساسية للشعوب والتحكم عبره بسياسات ومواقف الانظمة الحاكمة وصراع التكامل الوطني كبديل عرضي وتحول اجباري فرضته ازمة كورونا كحرب اقتصادية وزوال مفهوم التكامل الدولي.
كل هذه الصراعات وغيرها من صراعات امنية وسيادية العراق اول المتأثرين بها وهو مستهدف بها لكنه غير مؤثر ولا صانع لاحداثها بل ساحة لها واكبر ادواتها المحترقة وسيكون خارج زمنها ومصالحها عند اي ترتيبات وتفاهمات للوصول لحلول لازماتها وتوزيع مصالحها.
ومن نتائجها سيتحول العراق الى بلد معزول مهمل متروك لا اهمية له وستتفادى الخرائط وشبكات الطرق والسكك وسلاسل التوريد كحلقة رابطة بين الشرق والغرب واليابسة بعد البحر.
وستختفي الاصوات التي اعتبرت النفط نقمة وتصمت اصوات ربطت ما يتعرض له العراق بموقعه الجغرافي وستشرب تلك الافواه النفط الذي سيبقى تحت الارض يفقدها خصوبتها ويشعل نار ازلية تحرق ولا تضئ وستتمرغ تلك الاصوات في صحاري العراق التي تتسع وتنصب فيها خيام لكنها لن تستطيع حتى الرجوع لزمن البداوة فلا كلأ ولا ماء. هل سيترك العراق لوحده؟" أم يبقى معزول على أزمة!
فلا تستعجلوا طرد السفارات باستهدافها ومعاداة دول التحالف وقوى عظمى لانها ستترك العراق لمصيره يعوم او يغرق لانه يفقد اهميته وتاثيره ولم يعد يغوي ويغري ويجذب بمصالح او نفوذ ولن يكون هناك دافع للتعاون ولا نجد حتى مساعدات انسانية ولا ممرات للهجرة وليس امامنا سوى الرجوع البعيد للعصر الحجري وكهوف التاريخ.
مبروك والف مبروك لعودتنا لتاريخ بقينا لعصور نتغنى به ونحن له ونهرب له ونستدعيه كصورة متخيلة نتصورها تصلح للمستقبل وها هو يطير باساطيره وحكاياته وبيئته وصحاريه ورماله ليهبط كواقع دون الهروب اليه فقد تمكن خيال البواسل من تحويل الحكايا والاساطير الى واقع وهو منجز كبير يحسب ضمن الاعجاز الذي سينبهر به العالم ويزوره كحضارة استطاعت العودة للماضي باسرع من تقدم العالم للمستقبل.
الذهاب الى مقال أخر للكاتب من هنا