وأحداث صنعها الحكام؟
كنا ولازلنا وسنبقى نتهم الاخر، نفرد صفحات في التاريخ، لما فعله وخطط له لتدميرنا ، وننقش في ذاكرتنا احداث صنعها الحكام ووعاظهم من مستنقعات كراهية نتمرغ بها بجهل.
لماذا لانحاول الخروج منها لننظر بعيون فاحصة وعقل نيّر ونقرر بواقعية دون تاثيرات مصطنعة لها اغراض ومصالح ليس لنا فيها مكاسب سواء نصر مادي او معنوي.
لكن لم نحاول ولو مرة واحدة أن نتهم أنفسنا وبإتهام بسيط، لاعقوبة قاسية عليه، ونحاكم أنفسنا بإدلة نهرب منها، هي تطاردنا ونحن نصنع لها ذرائع شتى، منها أن هناك بيننا من يتعاون مع العدو ومع الاخر ويتآمر ولابد من نقاء إيماني وولائي وقومي ونوعي لكي نتمكن من محاربة العدو والأنتصار عليه.
لكن الحقيقة إن أدلة الأدانة نحملها معنا، وهي على جبيننا وكثيرة، عبر التاريخ منذ ان تصالح الاوس والخزرج بمبادرة الاسلام، لكي تكون يثرب عاصمة الاسلام الاولى.
عند موقع ولحظة الصلح مرّ اليهود وذكروا واحد من الاوس كيف قتل واحد من الخزرج اباه وشقه بالسيف الى قطعتين، فامتشق سيفه واراد ان يبدأ حرب جديدة لولا تدخل البعض.
منذ السقيفة وما تلاها من انقسام وحروب داخل العرب والاسلام ودخول قوميات اخرى في الاسلام ومنحها الاسلام حقوق القيادة لاسباب مرتبطة بالأنتشار، تمكنت تلك الاقوام من تأسيس مذاهب بها قسمت العرب.
ثم غزانا التتر والمغول، صفحات التاريخ هي التي طوعت الاسلام لكي تقودة أقوام ومكنت الصفويين والعثمانيين من تصدر المشهد.
تعدد الأخر وجاء الأخر من أوربا، بعد ان أصلحت أوربا نفسها وتخلصت من حكم الكهنة وعادت امبراطورياتها.
نحن كنا من حصة الانكليز، الذين أسسوا لنا مملكة وأتهمناهم بانهم إلتزموا السنة ومكنوهم من الحكم رغم ان الملوك "هاشميين حجازيين" من نسل محمد وعلي وأكثر الوزراء ورؤساء الحكومات من العراق ومن أطيافه.
لم يستقر وضعنا ولازلنا على حافة الفناء ونبحث في دهاليز عقولنا عن اخر واخر واخر... نتهمه بتدميرنا وازالة دولتنا واجتثاثنا من جذورنا.
حين قفز التطبيع عدنا للاخر القديم الجديد، العدو الاول لنتهمه، لكن لم نتهم انفسنا وندينها بالتطبيق للاخر، والتنفيذ والاستجابة السريعة لتخطيطه، بل لمجرد أشارة من أصبعه لنعود ونتقاتل ونقطع الرؤوس ونهجر ونبحث عن ذرائع النقاء المذهبي والنوعي.
لننتصر لبلدنا وانفسنا ونحاكم انفسنا، ونصدر الحكم ونتحرر من عقد تاريخية، ومآزق الماضي التي نقع فيها، ووقعنا فيها مرات ومرات.