الحكومة فقدت السيطرة
المصارف الاهلية تتحكم
بقلم ~ راسم العكيدي
الحكومة العراقية فقدت السيطرة على كل ارصدة الدينار وأصبحت المصارف الاهلية تتحكم به بالكامل نتيجة هيمنة كتل سياسية واذرعها المسلحة وفصائل مسلحة على المنافذ والرسوم وهي ذات الكتل السياسية التي تملك المصارف الاهلية.
لكي تقوم الحكومة بأعبائها فإنها لجأت لبيع الدولار لسحب ما تيسر لها من الدينار ومن يشتري الدولار هي المصارف الاهلية التي تهيمن على أرصدة الدينار.
ان الازمة المالية ليست معقدة ولا غامضة بل واضحة والخلل مشخص والحل ممكن لكن الحكومة لا تريد المواجهة مع الفصائل المسلحة والكتل السياسية التي توفر للفصائل غطاء سياسي لأن في المواجهة خسارة عسكرية وهزيمة سياسية.
الخسارة العسكرية تحدث لأن الفصائل المسلحة تهدد منتسبي الاجهزة الامنية وتستطيع الوصول لعوائلهم كذلك هناك جهات متنفذة داخلية وأخرى إقليمية حركت داعش وفتحت له منافذ الخروقات الامنية وفتح جبهة ملتهبة لاشغال الأجهزة الأمنية عن مهمة مسك المنافذ الحدودية واتهامهما بالإهمال والتقصير وعزلها عن الأزمة المالية ومنعها من ان تكون ذراع الحكومة في معالجة أسباب الازمة المالية ومكافحة الفساد.
والهزيمة السياسية تكمن في هيمنة كتل سياسية على البرلمان وتهديدها باستجواب رئيس الحكومة ووزرائه وفريقه الحكومي كلما تحركت الحكومة لمسك المنافذ والتحكم بالرسوم والسيطرة على الموارد وتحريرها من هيمنة الأحزاب والفصائل المسلحة وتمتلك الكتل في البرلمان أكثر من ذريعة تتهم بها الحكومة بالعجز في معالجة الازمة المالية والتقصير في إدارة ملف الأمن.
لقد ارتبطت السياسة والسلاح والمال في تحالف يصعب تفكيكه إلا بحكومة تمتلك أدوات قوية وواسعة تتحرك في اتجاهات عديدة وتفتح ملفات كثيرة وتفكك تحالفات معقدة قيدت العراق.