والموروث الشعبي العراقي
بقلم / خوام الزرفي
ظاهرة خسوف القمر من الظواهر السنوية وفي الموروث الشعبي العراقي ، ترتبط هذه الظاهره معتمدة على الخرافة أن أنثى الحوت قد أبتلعت القمر وأخذت أناشيد ومنها هذه الاهزوجة:-
ياحوته يامنحوتة
هدي قمرنا العالي
هذا قمرنا انريده
هو علينا غالي
وأن كان متهدينه
أندك لج بصينية
الجيل الذي ولد قبل منتصف القرن الماضي اي (فتره الثلاثينيات والاربيعينيات) والذين لم يبقى منهم الا القليل القليل في الحياة.
تلك الاجيال ابتليت بخرافه (الحوته) وأعتقد أنها اسطوره سومريه التي تتحدث بأن الحوتة تبتلع القمر، بل هي ظاهره خسوف القمر ظاهرة طبيعية وكونية ليست لها علاقة بالخرافات والقصص التي كانت تتحدث عنها الروايات.
يتجمع الاطفال وهم يحملون~ (التنكات والجفاجير والمغارف والقدور النحاسية والصواني والقروانات والطبول) يطرقون عليها بالعصي أو ببعضها بألحان وموسيقى متعددة وهم يرددون كلمات يا حوتة يا منحوتة ~ هدي كمرنا الغالي~ هذا كمرنا انريدة الى أخر الكلمات ضانين أنهم بهذا الامر والفزعة يجبرون الحوت على تقيأ القمر.
عندما يتحول القمر الى لون داكن وتنحجب الرؤيا اما الكبار يتوجهون الى طقوس اخرى الادعيه وقراءه القران لتخليص القمر الجميل من هذه الحوته الكبيره التي تلتهم القمر.
(إنَّ الشَّمْسَ والقَمَرَ لا يَنْكَسِفانِ لِمَوْتِ أحَدٍ مِنَ النَّاسِ، ولَكِنَّهُما آيَتانِ مِن آياتِ اللَّهِ، فإذا رَأَيْتُمُوهُما، فَقُومُوا، فَصَلُّوا)~ كما جاء بحديث الرسول محمد صل الله علية وسلم، وتقام صلاة بهذه المناسبة أما جماعة أو فرادا. ويكون المنادي بالقول الصلاة جامعة وهي تتكون من ركعتين: في كل ركعة ركوعين وقرائتين وسجدتين.
لعب القمر في حياتنا الشئ الكثير عندما لم تكن الكهرباء قد ظهرت بعد، ولم تتقدم الاختراعات العلميه كما حاصل الان، هذا القمر منذ بداية الخليقه صديق للانسان.
في الصيف ويكون النهار حارقا تتحول الكثير من الانشطه الى الليل وخاصه عندما يكتمل القمر ليصبح بدراً، اللعب ليلا من لعب الماضي (ختيتله او الحراميه او ربعي اكلوهم) وغيرها الكثير واحيانا السبح في في نهر خريسان الخالد الى الفجر، اما الكبار يؤدون اعمال النهار ليلا ~ سقي البستان واعمال اخرى متنوعه ومختلفه.
كتب الشعراء قصائدهم الكثيره وغنى المطربون ووصفوا وجه الحبيبه بالقمر.
القمر حاضرا نديم الانسان وسلوته وقت شح الضياء فقط اللاله والفانوس او البطل النفطي!! كان الهروب للسطح ليلا للنوم على الارض او سرير سعف تحت ناموسيه (كله)
او غيرها لتنسدل انوار القمر من بين سعيفات نخلة البيت لتنير السطوح المتجاوره المتلاصقه وتبدا (التعلوله بين الجيران) وتبادل الشاي والفواكه وحلاوة التمر(المدكوكه).
نور القمر يحمل احيانا مشاعر نقيه طاهره من سطح لاخر وكم حمل هذا النور فرح ينثره على الناس ويبدد ظلمة قاهره.
لقد حرمتنا الكهرباء احلى ما خلق الله (الكون) حركة النجوم وتباعدها واسماءها بنات نعش والجدي وسهيل وليلى ومجنونها وغيرها.
كنت في سنة من السنين في (منطقة الحياد بين العراق والسعوديه والكويت) عندما ياتي الليل ترى السماء قد انطبقت على الارض بنصف قوس وترى النجوم قريبه انه الجمال الالهي المتناسق!.
كان سطح المنزل مجال للتذكير في ما خلق الله من عظمه وتامل وسكينه للروح فقدناها عندما ظهرت المبرده والسبلت!!
ذكر القمر في القران الكريم كثيرا منها !!!
*يسالونك عن الاهله (جمع هلال)
*والقمراذا اتسق
*والقمر قدرناه منازل
والكثير كلها تؤكد دور القمر في التوقيت وحساب الزمن!! يكون الشهر القمري يساوي 29 يوم 12ساعه 44 دقيقه3 ثواني.
اما السنه القمريه هي 354 يوم 48 دقيقه 36 ثانيه يكون الفرق مع السنه 11 يوماً للسنه البسيطه 12للسنه الكبيسه.
القمر يبعد عن الارض 384 الف كلم اما حجمه يبلغ ربع حجم الارض وهو القمر الوحيد التابع للارض بينما هناك بالمجموعه الشمسيه من له 12 قمر واكثر مثل المشتري يذكر العلماء ان عمر القمر 4 مليار ونصف المليارسنه.
ظل القمر منذ الخليقه هو الحبيب وهو الجميل الا ان العلم احيانا يحول الجميل الى حقيقته عام 1969 عندما نزل المغامرالامريكي (ارمسترونك رجل الفضاء)على القمر وقال انه يشبه الارض، بلا هواء او ماء وليس فيه نور، الكثير من العراقيين كانوا عندما يصفون شخصا يقولون يشبه القمر، وذهب قسم منهم ابعد من ذلك، إذ ذكُر ان فلان وفلان يظهر رسمه على وجه القمر.
لم يبقى للقمر وظيفة للتقويم بعد اكتشاف كل شي يسجل الوقت بدقه وهي كثيره سوى رؤية ولاده الهلال في بداية الشهر للعبادات والطقوس الدينيه.
هذا القمر لو اقترب قليلا لما كان يتمناه الرومانسيون (لانهم يسرون برؤيته قريبا) لاثر على الارض وحولها لامور غير مرغوبه لارتفعت مياه البحار والخلجان نتيجة ظاهرة المد وغرقت المدن واصبحت الرياح عواصف شديده ومدمره واصبح النهار اقل مما هو عليه.
لايسع المقال لما قاله الشعراء بالقمر وما صدحت به الحناجر من اصوات شجيه وهي تتغنى به، احدهم بقى ينتظر القمر ومقال
اني انتظرت القمر اشكو له امري
فازددت لما ظهر جمرا على جمري
لانه شاهد بلاده على وجه وديار الصبا ويتمنى لو رجع به الزمان، منذ كان القمر يولد كل شهر العرب، لحد الان القسم منهم يتطير من ولادة شهر صفر لما يعتقدون انه شهر شر وبلاء لايحبونه وحتى مزاجهم يختلف وتقل افراحهم وبهجتهم بالحياة.
منذ 17عاما لم يتغير ميلاد صفر يتكرر في كل شهر~لا زال قمر العراق تبتلعه الحيتان الزرقاء والسوداء، الفساد والنهب والجهل وتدمير البلاد والجمال كلها حيتان اختلفت في انواعها وهدفها واحد.
وفدوا من كل العالم يبتلعون قمرنا وحتى الالسن خرست من ضرب التنك وتصرخ بالحيتان ياحوته يامنحوته حلي كمرنا الغالي~ لازال قمرنا يبتلع كل يوم والحيتان في زياده.
المحتل وحملة جنسيته اولئك الذين اوهموك يا قمرنا بانهم جنه ولكنهم جهنم ويحاسبهم الله فيها، الى متى نبقى ننتظر. ه
لنقرأ من جديد في القراءه الخلدونيه (القمر منير) وتكون لنا وساده ناعمه مثل ماكنت على سطوح البيوت وتبقى منيراً وتهل علينا بدراً من سعيفات النخيل.
مقال أخر للكاتب من هنا
الاستاذ خوام مهدي الزرفي