هجرة قيادات الاحزاب
"الى ضفاف تشرين"
في ملحمة طيور الظلام
راسم العكيدي
كما في ملحمة طيور الظلام وسيناريو كتبه وحيد حامد من واقعنا السياسي فان تخمة حزبية وكساد سياسي يزدحم بها مشهد العملية السياسية.
هجرة داخلية كثيفة لقيادات الحرس القديم من احزاب السلطة الى ضفاف تشرين لارباك الناخب المطالب بالتغيير.
كثير من الاحزاب دفعت قيادات فيها لتاسيس احزاب جديدة باسماء براقة توحي بقربها من توجهات ثورة تشرين ولكن شكلاً وليس مضمون وهي عملية زوغان وخداع بصري لجذب الناخب وكسب الاصوات.
صغار الغربان وان غادرت اوكارها وحلقت بعيداً فلن تكون سوى غربان وصغار البوم حين تترك اجوائها فانها لن تغرد بل تنعق في الخراب.
بعض قيادات ثورة تشرين ممن اسسوا احزاب للدخول في الانتخابات القادمة قامروا بثورة تشرين وباعوا ارواحها ودمائها وشوهوا مسارها فالثوار فريق لن يكون حزب واحزاب الطبقة الحاكمة احزاب لن تكون فريق.
ثوار تشرين ليسوا اصدقاء وطن مع الاحزاب الفاسدة بل خصوم على قضية وطن ومن يدخل الانتخابات سيتحول من خصم من اجل وطن ومطالب الى حليف مشارك في العملية السياسية ونهجها الردئ.
مهما ادعوا وسوقوا من مبررات بان الثورة الشبابية لن تتمكن من التغيير الا بالمشاركة بالانتخابات والتغيير من الداخل وعبر الوسائل الديمقراطية فانها ذرائه طلاب سلطة ركبوا موجة تشرين ووظفوها لمصالحهم وهي عملية طعن لثورة تشرين بالظهر وسرقة نهجها.
الثوار ليسوا طلاب سلطة ومناصب بل دعاة تغيير نهج ومسار وتمكين الشعب عبر كفائاته وساسته الحقيقيين لادارة البلد.
وكما في كل الثورات فان ترك الشارع بتلبية نداء السلطة هو اذابة للثورة وفتح طريق للانقلاب عليها وقد حدثت في تجارب دول عديدة والتجارب التي حققت اهدافها تمسكت بالشارع ولم تغادره حتى تحققت الاهداف فالثورة ليست فورة.