صنعاء بأنثى
قصيدة الشاعر اليمني
أحمد عفيف النجار
ولِتَحفظَ المَنسيَّ مِن أسمائِها
كُنْ كُلَّ ضحكتِها وكُلَّ بُكائِها
علِّمْ فؤادَكَ
أنْ يُربِّي الضوءَ في سَهراتِها
والصَّمتَ في ضوضائِها
واحرُسْ بعينِكَ -ما اسْتَطعتَ- همومَها
ألوانَ عُزلتِها وبردَ شتائِها
وبلمسَتينِ… بلمسَتينِ
تفتَّحتْ أبوابُها
فادخُلْ إلى صَنعائِها
هذي المَدِينةُ أنتَ وحدَكَ شاعرٌ
بظنونِها، وجُنونِها، وغبائِها
بالزمنِ الظَّما والغيمُ مِن أبنائِها
بالليلِ يَعوي ذِئبُ فَقدٍ حولَنا
وننامُ -مُذعورِينَ- ملءَ سَمائِها
وهيَ الآنَ دِينٌ واحدٌ
"جبريلُها" كُفرٌ "وغَارُ حِرائِها"
بأذآنِ "جامعِها الكبيرِ" ولم يَعُدْ
للَّهِ ثُمَّ لِثورتَيْ شُهَدائِها
وبِسَجدةِ الشَّيخِ الوقورِ يقولُ لي:
"أنفقتُ أيامي على إغوائِها"
بالانتِظارِ، اليأسُ زادُ مُسَافرٍ
إنَّا ادَّخرناهُ لِطولِ شقائِها
كم تُشبِهُ البنتَ التي!
ما مرَّةً تلقاكَ إلا ضِعْتَ بعدَ لقائِها
أسرارُ صنعاءَ التي ما فُسِّرتّ
بأقلِّ -ما دلَّلتَ- مِن أشيَائِها
ممَّا رَوى "بنُّ الصباحِ"
بأنَّكَ الولدُ الندى المذكورُ بينَ دعائِها
وبأنَّ وجهَكَ
كُلَّما نظرتْ إلى المرآةِ،
ترجِعُ خطوةً لورائِها
تصحُو وفي فمِها عليكَ قصِيدةٌ
سهرًا ستُخطِئُ أنتَ في إملائِها
لن يَذكُرَ التَّاريخُ أيةَ قُبلةٍ!
تابتْ -أمامَ الحُبِّ- عن أخطَائِها
"لا بدَّ مِن صنعا"
ومِن سَفرٍ إلى أُنثَى
يُصَلِّي الماءُ خلفَ ردائِها
يا ليلَها الأبديّ قلتُ قصيدتي
للصُّبح، "فاحشُرْني معَ شُعَرائِها"