قصيدة قال المشيب
وقالت الاعراف
الشاعر
الدكتور نزار سامي الخزرجي
قالَ المَشيبُ وقالت ِ الأعْرافُ
يَكفي الطَّوافُ فَلنْ يَكونَ طَوافُ
إِنّي ... أَتَيتُكَ يــاخَليجُ مُمَزَّقاً
وعلى الشِّفاهِ مَرارةٌ وجَفافُ
وَبِداخلي حُزْنُ الشَّبابِ جَميعُهُ
ومَواهِبٌ أَزْرى بِها الإِجْحافُ
ألقيتُ هَمّاً عِنْدَ جُرفِكَ قاتِلاً
هَمْاً تَضيقُ بِحَمْلهِ الأكتافُ
وَعلى رمالِكَ يا خَليجُ تَناثَرَتْ
روحي كما تَتَناثَرُ الأصْدافُ
فبِكُلِّ جُزْء ٍ طَعْنَةٌ لمُهَنَّدٍ
وبِكُلِّ عِرْقٍ حُرْقَةٌ وَرُعافُ
هَلْ تَشْفِقَنَّ فَقَدْ دَناكَ مُتَيَّمٌ
تَشْكو لَظاهُ جَوانِحٌ وَشِغافُ
خَطَفَتْ مُزَيْنَةُ ياخَليجُ لُبابَهُ
وَجَوىً كَساهُ غَزالُها الخَطّافُ
رَشَأٌ بهِ عَرفَ الجَمالُ كمالَهُ
فَتَفَرَّدَتْ بِكمالِهِ الأوْصافُ
وَتَناغَمَتْ كُلُّ الصِّفاتِ وزانَها
خَيْرُ الجَمال ِ تَمَنُّعٌ وَعَفافُ
فإذا تَحَدَّثَ فالعَبيقُ رسولُهُ
وَقواطِعٌ مِنْ ناظِرَيْهِ رِهافُ
بلِّغْ دُعَيْداً يا خَليجُ قَصيدةً
مَوْجٌ سَيَحْمِلُ سِرَّها وَضِفافُ
إِنّي حَجَجْتُ إلى رُبوعِك ِعاشِقاً
فَلَكُمْ يَحِجُّ ويَقْصِدُ الأشْرافُ
لا تَعْذِليني أنْ أتَيْتُكِ صادِحاً
وعلى الشِّفاهِ الحانِيات ِهُتافُ
إ
إنّي أُحِبُّكِ بَلْ أُحِبُّ دِيارَكمْ
فديارُ دعد ٍ كَعْبَةٌ وَمَطافُ
*********
نزار الخزرجي