recent
أخبار ساخنة

ذكراك يا صديقي لازالت عطرة| سيرة الطيار العراقي علي حسين علي.

Site Administration
الصفحة الرئيسية

ذكراك يا صديقي لازالت عطرة من سبرة الطيار العراقي علي حسين علي.

في هذا المقال، سنستعرض سيرة الطيار العراقي الشهيد، علي حسين علي، الذي ترك بصمة في حياتي لازالت ذكراك عطرة يا صديقي, وأبن مدينتي شهربان.  لقد تركت فينا تلك السجايا والكرم والشجاعة التي عرفتك بها.  

أستوقفتني ذكريات عن شهربان وأهلها، يزداد بي الشوق بين الحين والحين. ومن ضمنها لازالت يا صديقي ذكراك عطرة. في سيرة ذاتية لصديقي علي حسين نكة العگبي. لقد كانت صفحة صديقي إبن شهربان هي المنبر االحر والكبير الذي سجل تاريخ هذه المدينة.

لازالت يا صديقي ذكراك عطرة. الشهيد الملازم الطيار علي حسين علي نكة العكبي.

لازالت يا صديقي ذكراك عطرة في سيرة الطيار علي حسين علي. بقلم مالك عبد القادر.

كانت تزدان بأبناء شهربان وسجلت ملامح مهمه وتاريخيه عن المدينة ورموزها وجعلت منا نحن هواة الكتابة من أن ندلوا بدلونا ((خير الناس من نفع الناس )).

اليوم أكتب عن صديق وإبن إحدى قرى شهربان، وأنا أسلط الضوء بعد كل هذه السنين التي تجاوزت 30 عاماً مضت قد كان صديقاً وأخاً وزميل دراسة وزميل مهنة بعيداً عن مدينتنا الغالية. إنه الملازم الطيار علي حسين نكه. في مقال لازالت يا صديقي ذكراك عطرة.

أن للذكريات عبق وللذكرى عبير نشمه فنجد فيه لذة لإرضاء نفوسنا المشتاقة لنسمات هوائها العذب وناسها الطيبين. لتجدها في مكتبة الذكريات وعلى الرفوف منسية. أو تكاد تكون متروكة وهي منضودة في أمكانها لو قلبت هذه الأوراق المبعثرة.

سوف تروي لنا حكاية أو قصة من قصص الحياة فهي تروي لنا لكل واحد منا حكاية تختلف عن حكايات الآخرين .

مهنة الطيران والقوة الجوية ومحبة شباب شهربان لها رغم بعدها عن بغداد. وعدم توفر وسائل النقل ما قبل الستينيات من القرن الماضي. وعدم وجود مدرسة ثانويه لقد أصبحت عائق كبير لا كثر شباب شهربان للالتحاق كضباط في القوة الجوية.

لقد كان الأمر مقتصراً على الجنود الذين تطوعوا للعمل كمراتب. ومنهم المرحوم سامي جاسم خانه الذي شارك في حرب 1941. وفصل على أثرها من القوة الجوية. ومن الفنيين كاظم خميس المهداوي (أبو مقداد).

الرواد الأوائل من ضباط القوة الجوية من أبناء المدينة. 

لكن تبدأ مرحلة جديده لدخول الوجبة الاولى الى كلية القوة الجوية. فقد كان من الرواد الأوائل من شباب شهربان وفي عام 1956. إذ التحق ناطق عجاج الزهيري الى كلية القوة الجوية الدورة السابعة. وكان زميلاً لولدي في الدراسة المتوسطة وأرسل الى أمريكا لغرض الدراسة.

كذلك التحق للدوره 12 كلية القوة الجوية لاعب كرة القدم المشهور اللواء الطيار هشام عطا عجاج الزهيري. لقد جمع بين مهنتين الأكثر شهرة في العالم والعراق. كذلك التحق الفريق الطيار صفاء شمس الدين خالص الجيجاني الذي عمل قائداً لطيران الجيش.

وقد التحق كثير من الشباب من بعدهم في مهنة الطيران. وهم يعتبرون من صفوة المجتمع الشهرباني. لمهنتهم الصعبة والمكانة العالية التي يتمتعون بها ورغم أن عملهم هو بعيد عن مدينتهم. لذلك لا يمكن معرفة طبيعة عملهم. وقد قدمت شهربان من أبناءها الطيارين شهداء للدفاع عن العراق. 

يوم 6 كانون عيد الجيش لازالت يا صديقي ذكراك عطرة. 

كلما يمر يوم 6 كانون عيد الجيش لازالت يا صديقي ذكراك عطرة. تمر السنين وذكرى فقدان صديقي الملازم الطيار علي حسين علي العگبي خالدة. حين تحطمت طائرته بعد أصطدامها بالماء. ويصبح قاع الخليج هو قبرة الذي أحتضنه في أعماق الخليج العربي. تعانقت روحه ورمسه في المياة بدون كلمة وداع .

لازالت يا صديقي ذكراك عطرة. الشهيد الملازم الطيار علي حسين علي نكة العكبي.

رحلة صديقي الشهيد الملازم الطيار علي حسين في الحياة.  

تبدأ رحلة بطل منشورنا صديقي الشهيد الطيار علي حسين من قرية الجف جنوبَ مدينة المقدادية (شهربان). التي تبعد عنها أكثر من 15 كم.  

علي حسين من مواليد 1957م وتلك القرية هي مكان مولدة. من أسرة فلاحية هي مهنتها مثل بقية القرى التي تمتهن الزراعة وتربية الأغنام والمواشي. لتوفر الأراضي الزراعية ومناطق الرعي لذلك يقومون بتربية المواشي والأغنام. 

لقد نشأ علي وترعرع في هذا الجو المفعم بالحيوية والنشاط. دخل المدرسة الابتدائية في قرية الجيجان المجاورة لقريتهم. أكمل الدراسة الابتدائية فيها. ثم أنتقل الى المرحلة المتوسطة في مركز القضاء وكانت رحلتهم من والى القضاء صعبة جداً. 

كانت وسائط النقل غير متوفرة لذلك كانت الدراجة الهوائية هي البديل. كانت الطرق غير معبدة وهي طرق ترابيه. مما كانت تتأثر بالأمطار والبرد القارص والأوحال في الشتاء! والحر والشمس والغبار في الصيف. 

رحلة صديقي علي حسين في المرحلة الاعدادية.

التحق الى أعدادية المقدادية للبنين، وقد تطور الأمر وأشترى دراجة بخاريه. التي كانت توزعها الشركة العامة للسيارات ومن نوع أم زد. لكي تقصر له المسافات التي كان يقطعها للدوام. 

من المفارقات الجميلة والالتزام بالدوام الذي حصل لعدة مرات. كانت الأمطار غزيرة والطرق لا يمكن خوضها بسبب الوحل. جمع أصدقاءه وحملهم بواسطة الجرار الزراعي الى المدرسة. وأشترى له والده بعدها سيارة بيجو 404 الحمراء المميزة. 

لقد كسب علي حسين أحترام وود الجميع بأخلاقه وأدبه الجم ومواصفات أبن القرية التي يحملها معه ولقد أكمل الدراسة الاعدادية في 1977م.

رحلة البحث عن الهوية والعنوان.

بعد التخرج من الاعدادية والحصول على شهادة البكالوريا. تبدأ رحلة البحث عن الهوية والعنوان. ومستقبل ومسار للتخصص في مهنة يتم أختيارها من خلال طرق كل الأبواب. حتى لا تفوته فرصة  ويندم عليها الشاب المتخرج.

قدم علي حسين أوراقه الى الكليات المدنية بشكل أعتيادي وحسب الانسيابية. قدم الى كلية الشرطة والكلية العسكرية وكلية القوة الجوية. تلك الأحداث لازالت يا صديقي ذكراك عطرة فيها عبرات. هذه العملية تحتاج الى تقديم خاص وفحوص طبيه وفحص اللياقة البدنية. التي تعتبر الركن الأساس في القبول بالكليات العسكرية. 

وأن ألاختبارات الطبية للقبول في كلية القوة الجوية هي الأصعب بين الاختبارات للقبول. ويقدم كثير من الطلبة قد يصل عددهم الى ألاف من الطلبة المتقدمين. ولكن تكون نسبة النجاح قليلة جداً. قد تصل الى أقل من المئة طالب الذين ينجحون في الاختبار. 

هذه الاختبارات الطبية الصعبة وهي المعيار آلأساسي في القبول. لم يكن في تخطيط صديقي علي أو حلمه أن يختار مهنة الطيران. لكن الصدف أدّت دورها. 

ينجح علي في الاختبار الطبي ويقبل مع عدد قليل بالدورة 34 كلية القوة الجوية. تشاء الصدف أن أكون معه في الدورة التي بعده.إذ لازالت يا صديقي ذكراك عطرة كلما مرت السنين. جمعتنا الزمالة من جديد تحت أسوار الكلية بعد أن كنا أصدقاء في الاعدادية .

لازالت يا صديقي ذكراك عطرة. الشهيد الملازم الطيار علي حسين علي نكة العكبي.

رحلة الحياة كلية القوة الجوية لازالت يا صديقي ذكراك عطرة فيها.

لقد التحق الشهيد علي بعد قبوله بكلية القوة الجوية في تموز عام 1978م. أستمر بالدراسة والتدريب على طائرة L-29 الدولفين في السرب الثاني. وأجتاز مرحلة الطيران الابتدائي بنجاح. وأنتقل الى الطيران المتقدم على طائره L-39 البطريق. 

أكمل علي عدد الساعات المطلوبة بنجاح. تخرج من الكلية برتبة ملازم طيار في عام 1981/1/6 في عيد الجيش من تلك السنه. لكن لم يكن هنالك أي أحتفال بتخرج الدورة. مثل ما كان في الدورات السابقة بسبب الحرب الدائرة بين العراق وأيران. 

التحق بعد أجازة قصيره من التخرج الى قاعدة الوليد الجوية (H-3). ونسب إلى السرب التحويلي الثامن سيخوي SU-7. لغرض أجتياز دورة الأعداد التدريبي المتقدم (O.S.U). وأكمل هذه الدورة في مدة ستة أشهر وأجتاز الدورة بنجاح.

بعدها نقل الى سرب 44 في قاعدة تموز الجوية (الحبانية) لغرض التحويل على طائرة الــ SU-22. وبعد أكمال الدورة، تم تنسيبة الى الأسراب الفعالة.

لازالت يا صديقي ذكراك عطرة. الشهيد الملازم الطيار علي حسين علي نكة العكبي.

بدايات عمل صديقي كطيار فعال.

كان تنسيبه الى السرب 109 في قاعدة الحرية (كركوك) في الشهر الأول من عام 1982م. حيث كانت قاعدة الحرية الجوية مغلقه لغرض أكساء المدرج. وأتذكر أني استقبلته هو ومجموعة من دورته في برج السيطرة. 

وقمنا لهم بواجب الضيافة لحين أكمال كتب نقلهم. في اليوم التالي التحق الى قاعدة فرناس الجوية (الموصل) بالسرب 109. 

في سنة 1983م تم تبديل مواقع تواجد الأسراب فكان التبديل بين السرب الخامس في قاعدة الوحدة الجوية (الشعيبه) وسرب 109 في قاعدة فرناس الجوية. كان طياراً فعالاً أشترك مع زملاءه في السرب بجميع الواجبات القتالية والتدريبية التي أنيطت به.

في صباح يوم الخميس 1/5 /1984م  كلف تشكيل من طائرتين SU-22 لمعالجة الزوارق البحرية الايرانية في مياه الخليج العربي. كان الملازم الطيار على حسين رقم 2 في التشكيل. وبعد الوصول الى موقع تواجد الزوارق الايرانية. تم رميها بصواريخ C5.K  واكتمال الواجب.

في تلك اللحظات نادى قائد التشكيل وأصدر أمراً بالعودة، كان الشهيد على يروم الخروج من وضعية الهجوم الأخيرة بعد أن أطلق أخر صاروخ. ارتطمت طائرته بمياه الخليج.  وغاصت طائرته بالمياه لنفتقد ذلك البطل الذي كانت يؤنسنا لقائه. 

يرجح أن سبب أرتطام الطائرة بالمياه إما بسبب الطيران الواطئ. أو بسبب توقف المحرك المؤقت عند رمي صواريخ (C5-K) بسبب دخول الغازات التي تخلفها تلك الصواريخ الى محرك الطائرة. أو تم أصابة الطائرة من قبل الزوارق المعادية. 

هي أحتمالات وتحليل لما يحدث لقد كبت طائرته في مياه الخليج. وبقيت الأخبار عن مصيره مجهوله هل تمكن من مغادرة الطائرة أو بقي فيها. 

لقد كان الأمل يراود أهله وزوجته ويراودنا نحن أصدقائه لعله يكون أسيراً أو لازال على قيد الحياة. لقد أصبح مصيره مجهولاً، وقد كنت في زيارة أهله لمواساتهم بل لمواساة نفسي لفقد صديقي.

خاتمة قصة لازالت يا صديقي ذكراك عطرة.

لقد كان صديقي على موعد وبانتظار الترقية من رتبة ملازم الى رتبة  ملازم أول في اليوم التالي يوم 6 كانون من ذلك العام. لكن الأقدار لم تسعفه وتمهله أن يفرح بها، ترك زوجته وبنتها لصغيره وبنت أخرى لازالت لم تر الحياه.

لقد كنا أصدقاء بل أخوة لا نفترق لازالت يا صديقي ذكراك عطرة وعالقة في ذهني وكأنها البارحة لن أنساك أبداً وأنا أكتب هذه السطور . 

((ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون )) 169

رحمك الله يا صديقي وابن مدينتي وجعلك في عليين ورخم الله جميع الشهداء ورحم الله أمواتنا جميعاً وتحية لابنتيك لاننا نفتخر بهم وبوالدهم، 

تحية لمن قراْ المنشور لان صاحب القصة يستحق أن تفتخر به مدينة شهربان.

الذهاب الى مقال اخر من هنا
كاتب المقال مالك عبدالقادر المهداوي.




google-playkhamsatmostaqltradent