هل العراق يموت ببطء
أم أطراف تمنعه من الحراك
راسم العكيلي
من يطمح للطيران لابد ان يتقن الجري فكيف اذا كان لايجيد المشي .
العراق معاق من قبل اطراف خارجية وداخلية تمنعه من الحراك فكيف يمشي ومتى يجري وكيف يحلق طائراً ؟
العراق ممنوع من الحياة ويراد له ان يموت ببطأ بكل انواع الامراض والاوبئة واللعنات وهو يقارع الموت ببطأ.
اللعنات كثيرة ولا تحصى ولكن اشدها لعنة جهل الخبراء، او لعنة جهل الخبرة، والمشكلة ان الخبراء لا يعلموا انهم اصبحوا جهلاء ولا يقتنعوا بان الزمن والمعرفة تجاوزتهم وعليهم ان يتركوا مواقعهم لانهم اصيبوا بلعنة المعرفة او لعنة الخبرة.
الابحاث تطورت والعلوم بكل مجالاتها تطورت ولم تعد الادارة بذلك الاسلوب التقليدي المصاب بوباء الروتين ولعنة البيروقراطية ولم تعد المراسلات والبريد بملفات منتفخة تنتظر قلم الادارة الاوامرية وخبرة الجالسين منذ ثلاثين سنة على كراسي تدور حول نفسها لكي يهمشوا بعبارة فقدت اتجاهها.
العالم وصل الى ما بعد المعرفة بعد هظم ما بعد علم النفس والذكاء الصناعي والحوكمة الالكترونية والذكية، وهو يبحث ويدرس وينقب ويتقصى سرعة البرق ليسبقها بعد ان سبق سرعة صوته.
خبراء يرفضون ان يمر اي قرار الا من خلال انوفهم وافواههم ومن تحت اقلامهم التي اصبحت سيوف ورماح يرفض جيل امتلك التطور بايام وامتلك الخبرة باشهر ان يمر من تحتها.
خبراء ثلاثون سنة هذا يعني ان معرفتهم تسكن بعيداً ويستحضرونها كما يتم تحضير الجن ويستدعونها وسط غبار زمن تكدس على العقول قبل ان يكسو الملفات.
لم تعد الخبرة الاكاديمية قادرة على شفاء العراق والعراقيين من لعنات تعمقت ولا علاج لها سوى طفرة جينية بجيل جديد وتحديث تقني يجيده شبان امتلكوا ناصية السرعة والدقة في الانجاز.
فالاكاديميون بعيدين عن البحث العلمي التقني وعن السوق ودراسة ديناميكيته ومتطلباته في العرض النوعي والطلب النوعي والذائقة التي بلمح البصر تطلب وتريد وتتغير فاغلب من اكمل دراسته العليا بحث في الشعر واللغة والقانون القديم الذي لم يعد يواكب قيم السوق الحر واقتصاد السوق.