الصوجاغ وابوه خريسان
الصوجاغ، من معالم بروانة ديالى، الخوف والعذاب في رحلة الشتاء!
الصوجاغ كلمة لاكتها الالسن ولم يعرف معناها ومصدرها هل هي عربيه ام عثمانيه، لم اجد لها كلمه مرادفه أو معنى.
الصوجاغ منفذ لتصريف المياه الفائضه من نهر خريسان (أبوه) يمتد بشكل عمودي متجهاً نحو نهر ديالى.
تحتضنه أشجار الصفصاف وأشجار مختلفه وتظله النخيل وينساب ماءا رقراقا صيفا متعكر المزاج محمر خجلا اوقات الفيضان والامطار.
يلتف مثل ثعبان من تحت القش يظهر احيانا عندما يكون هنالك طريق عام، يختفي بين البساتين، يكون حاجز طبيعي للحدود التي تفصل بين البروانتين الصغيرة والكبيرة.
تبدأ تلك الحدود من منطقه "صبيخان إلى نقطة التقاءه بنهر ديالى، عندها تصبح الحدود ثلاثيه مع قرية ضباب.
يسير مختالاً عذباً صيفاً !! غاضباً مزمجراً شتاءً؟ لا أعرف هل للصوغاج فائدة للقريتين؟
بل هنالك نهر موازي للصوجاغ يمر من تحت بيت "ال شطب، يسقي البساتين لكن هذا النهر الاصطناعي كان عذابا لنا نحن تلاميذ مدرسة "يوسف الخادم .
هذا النهر الذي يكون بالقرب من شريعة تانج، الذي يبلغ طوله 2 كم لم يكن يثير الإنتباه لأهالي القريتين.
لقد كان الصوجاغ يمثل لنا نحن التلاميذ الصغار غولاً وخوفاً عند مواسم الفيضان قبل أن يتم إنشاء سد حمرين.
ترتفع المياه في الصوجاغ وتصعد باتجاه البساتين حتى تصل المياه إلى الطريق الذي يربط البروانتين!!
في هذا الوقت من السنة يجب على التلاميذ أن يسلموا بتغيير طريقهم المعتاد طيلة أيام السنة تجنباً للمخاطر التي قد يتعرضون لها.
لذلك يكون طريق الذهاب الى المدرسة الاول هو بمحاذاة نهر خريسان مرورا بقرية بروانة الصغيره إلى شريعة تانج، ومن هناك الى المدرسه ويكون الوقت اكثر من ساعة.
أما الطريق الثاني فقد وصفته في مقال سابق (اطلب العلم ولو كان في بروانه)!!
نهاية الصوجاغ عند نقطة التقائه بنهر ديالى، يكون واسعاً عباره عن غابه من الصفصاف والغرب، العبور منه يعتبر مجازفه غايه بالخطوره، البرد والمطر والماء المخيف الصغار من التلاميذ.
كان الكبار يقومون بمساعدة عبور الصغار، بكسر الأشجار وجعلها بمثابة جسر من تحت وشجرة من فوق لكي نتعلق بها على شكل حبل، مرات وقع من وقع وتم إنقاذهم؟
الكثير منا من يحمل دشداشه اضافيه ~ كان الدوام بالدشاديش~ اذا كان يملك دشاشة أخرى، نخرج من تلك المجازفة لعبور الصوجاغ ونختصر الوقت بزمن 35 دقيقة.
عندما نصعد "علوة بروانه" كأننا عصافير مبلله، كم كان ذلك مثار عطف من يساعدنا في الطريق، كانت محنة عذاب وجهد، كل ذلك ينسى عندما ندخل الى المدرسه لنجد هنالك ناراً نتحمى بها، كنا نرى الحنين في عيون أهل بروانه.
لذلك كانت تلك خطواتنا الصغيره هي بهجة، اوصلتنا إلى الحياة، هذه الخطوات البسيطه ترضع الأرض قوتها والتعب يهرب منها وعيون نظرها متاهة، صوت صداه بعيد من جرف ديالى خلق اراده لشغف العلم.
تجربه لأيام طوال!! رحم الله من كان هناك وبقت ذكراه ورحم من أسس دار علم ورحم من علمنا حرفاً.
لعلكم نسيتم الصوجاغ قد كان فيه للغير خير، وللصغار عذاب وخوف ومشقه!!
في الحياة لكل شي عمر هل مات الصوجاغ كما مات أبوه خريسان.