من بطون الأدب العربي
بقلم/ طارق ناجي
هذه قصه ادبيه حقيقه وليست من نسيج الخيال كنت قد استقيتها من مراجع الادب العربي، وهي معززة بأشعار للشاعر جرير ومكتوبه بلغة ادبيه رفيعه حيث.
تقول الروايه:-
صنع احد الخلفاء طعاماً فاكثر واطاب ودعى اليه الناس فأكلوا فقال بعضهم، ما اطيب هذا الطعام ما نرى ان احدا راي اكثر منه ولا اكل اطيب منه.
فقال اعرابي من ناحيه القوم؛ اما اكثر فلا، واما اطيب فقد والله اكلت اطيب منه، وطفقوا يضحكون من قوله.
فاشار اليه الخليفه، فادني منه فقال:
ما انت بمحق فيما تقول الا ان تخبرني بما يبين به صدقك فقال :
نعم ياامير المؤمنين، بينما انا (بهجر) في ترب احمر في اقصى حجر اذا توفى ابي وترك كلاءً وعيالاً وكان له نخل فكانت فيه نخله لم ينظر الناظرون الى مثلها...
كان ثمرها اخفاف الرباع، لم تر تمر قط اغلظ ولا اصلب ولا اصغر نوى ولا احلى حلاوه منها...
كانت تطرقها اتان وحشيه قد الفتها تأوي الليل تحتها، فكانت تثبت رجليها في اصلها وترفع يديها وتعطو بفيها فلا تترك فيها الا النبذ والمتفرق... فاعظمني ذلك ووقع مني كل موقع...
فانطلقت بقوسي واسهمي وانا اضن اني راجع من ساعتي، فمكثت يوما وليله ولا أراها حتى كان السحر... اقبلت؛ فتهيات لها فرشقتها فاصبتها واجهزت عليها ثم عمدت الى سرتها فافترتها.
ثم عمدت الى حطبٍ جزل فجمعته الى رضف، وعمدت الى زندي فقدحت واضرمت النار في ذلك الحطب...القيت سرتها فيه، وادركني نوم السبات فلم يوقظني الا حر الشمس في ظهري.
فانطلقت اليها فكشفتها والقيت ماعليها من قذى او سواد او رماد، ثم قلبت مثل الملاءة البيضاء، فألقيت عليها من رطب تلك النخلة المجزعة والمنصفة... فسمعت لها اطيطاً كتداعي عامر وغطفان.
ثم اقبلت اتناول الشحمة واللحمة فاضعها بين التمرتين واهوى بها إلى فمي فيما احلف اني ما اكلت طعاماً مثله قط .
فقال الخليفة:لقد اكلت طعاماً طيباً...فمن انت؟
قال:- انا رجل جلبتني عنعنة تميم واسد وكسكسة ربيعه وحوشي اهل اليمن وان كنت منهم.
فقال الخليفه: من ايهم انت؟
قال الاعرابي :- من اخوالك من عذره.
قال الخليفة :- اولئك هم فصحاء الناس فهل لك علم بالشعر ؟
قال الاعرابي :- سلني عما بدا لك ياامير المؤمنين...
قال الاعرابي هذا وجرير في القوم فرفع راسه وتطاول لها.
قال الاعرابي وقد استشرف لها جرير.
قال الاعرابي هذا القول فأهتز جرير وطرب .
فقال جرير:- جائزتي للعذري يا امير المؤمنين.
فقال له الخليفة:- وله مثلها من بيت المال، ولك جائزتك يا جرير لا ينتقص منها شي وكانت جائزه جرير اربعة آلف درهم وتوابعها من الحملان والكسوة .
فخرج العذري وفي يده اليمنى ثمانية آلف درهم وفي اليسرى رزمه ثياب...