خدم قريته بروانة فأستحق الثناء
بقلم خوام الزرفي
كي لا ننساهم! خدم أهل قريته بروانة فاستحق الثناء؛ الشيخ والاستاذ عبدالرحمن غضبان سالم الخيلاني
الكتابه عن حياة شخص فيها مخاطر وصعوبه، الصعوبه قد لاتعطي وتلم وتغطي لتلك الشخصيه كل ما مر به واحيانا مخاطرها، قدلا ترضي الناس لان فيهم المادح وعكس ذلك اما الاحداث والمشتركات فيتم الاشتراك بها من خلال ناقوس الذكرى.
طوبى لمن راقب ربه وخاف ذنبه... قول مأثور لسيد البلغاء سيدنا الامام علي (ع)...
في ذات المعنى هنالك لقول لبرنادشو؛ الرجل العاقل يكيف نفسه مع العالم" هكذا كان مع المفهومين اعلاه، خاف ذنبه" وكيف حياته" مع متغيرات الحياة فلم يصطلى بنار الزمن بل كان بعيد عن اي خلاف واختلاف.
دائما المكان المقدس في مكان ما له تاثير على حياة الناس وتغطي ظلاله على كل المؤثرات الاخرى وخاصه من يقع في بقعه صغيره.
تنشا او تكون البيئه لذلك المكان المقدس مؤثره بدرجه كبيره ويكون سلوك الاشخاص مرتبط بنمط او تقليد حياة الامام او الشيخ هناك.
وتاخذ الاسره القائمه على هذا الصرح اكثر خصوصيه بالالتزام بالقدسيه والصدق والامانه، هذه ليست قاعده عامه هناك طرف قليل من يشط على سلوكيات مغايره...
ففي قرية بروانه كان للشيخ محمد اثر كبير على كل القريه وعلى القائمين سدانة المرقد.
كانت سماتهم التواضع والتسامح ولم اسمع عن احداث ما مرت بها القريه من احداث مؤلمه سابقا ان لهم من قريب او بعيد بمشكله او حدث معين...
كان المرحوم واحيانا اسميه الداعيه طغت عليه صفة المتدين الورع لم اسمع انه شارك الشباب في لعب او لهو او في الاعياد الكثير من اقرانه واصدقاءه واقربائه من مارس احتساء الخمر وغنى ولعب ووو !! فقط من نعومة اظافره اتجه الى الله...
كان من الرعيل الثاني من معلمي القريه بعد الاساتذه محمود العزاوي رحمه الله وكامل المسعودي وطاهر العزاوي اطال الله في اعمارهم، من مثقفي زمانهم المعلم كان اثقف الناس في تلك الحقبه من الزمان...
لم يكن معلماً وانما داعيه تربوي وديني، لم يشغله عنفوان الشباب وفورة الصبا التسكع في المقاهي كغيره بل كل وقته للعباده وعمل المعروف وهذه اخذت الكثير من وقته وماله كاني به يجسد على قدر البلاء يكون الجزاء.
حمل هموم قريتة سباقاً للوصول لدوائر الدوله للبحث عن اي خدمات يسعد بها اهلها.
ذكر لي المرحوم المعلم "حازم القرغلي قائلاً:- في يوم من ايام 1967 قام بمرافقة الاستاذ عبد الرحمن الخيلاني في زيارة الى متصرف ديالى الاولوسي...
حين كانت تسمية المحافظة لواء والمحافظ متصرف هذا قبل أن تتغيير المصطلحات والتسميات للوحدت الادارية.
يكمل حديثة السيد حازم قال حين دخلنا انا والاستاذ عبدالرحمن لكي نسلم على المتصرف وهو أعلى سلطة في اللواء، ذهب السيد عبد الرحمن وقبل المتصرف من كتفه، وقال له أن قريتي بروانة تحتاج الى شارع وتحتاج الى خدمات أخرى؟
وسط كل تلك الدهشة التي انتابتني هل يمكن أن تحقق تلك المطالب ومن دون سابق معرفة لقد تبددت تلك الدهشة الى حقيقة حيث نفذت مطالب الاستاذ عبد الرحمن جميعها وكان الشارع أولها.
لم يكن يطالب لمصلحته الشخصية بل كل ما يطلبه للصالح العام ولخدمة أهل القرية، الادب في الحديث وعذوبة الكلام عند الطلب وواقعية المطلب تلك فنون يتفرد بها السيد عبدالرحمن الخيلاني.
يقولون الشيطان استاذ الرجل، ولكن الشيطان هنا لم يجد تلميذاً يعلمه بل وجد ناسكاً متعبداً ينثر ورود الخير في أي مجلس يحضرة.
كاتب اسمه (توماس )يقول ارني الرجل الذي تبجله وساعرف من انت.
هكذا نحن في ظلال رجل رحل، كان البايسكل صديقه، اتعب البايسكل ولم يتعب، أنيق في ملبسه، هادئ الطباع قوي الشكيمة وشجاع.
ترك الدنيا وراء ظهره حتى رمى الزي الافرنجي وارتدى لباس رجال الدين فكان يتطابق ملبسة الجديد مع دعوته سلوكاً وملبساً وقولاً!!
تميز بصوت واضح ولغه سهله غير معقده عفويه؛ اصبح خطيبا في جامع ابو ذر الغفاري.
وصلت معلومات أن هذا الرجل يؤلب الناس عندما يخطب! يبكي ويجعل الناس يبكون من العوز وكان الحصار في فتره نهاية التسعينات اخذ من الناس كل شيئ؛ باعوا اثاث البيت وكل مايملكون من أجل أن يعيشون.
قالوا يجب ان يوجه من قبل دوائر الدوله؛ هنا قلت انا اذهب~ ولاداعي لامور اخرى مخافة عليه، كان له محل وكيل مواد غذائيه في شارع العياده الشعبيه قريب على الحسينيه ، كان يناديني ابن خالتي وقلت خفف من مشاعرك...
يقول جيفارا في حب بلادك لاتكن محايداً كن متطرفاً حد الموت.
هكذا كان الاستاذ عبدالرحمن الخيلاني لاهل بروانه نصيراً ويدافع عنهم، يقدم لهم الخدمات، لانه لسان حال الفقير والمظلوم.
هنالك آمران يخرجان الرجل من من مرحله الصبا؛ هي إما حب إمرأة - أو كره رجل.
كل مانعمت به بروانه من خدمات سابقاً قبل غيرها من القرى المجاورة، كان له نصيب في انجازه.
وفي معرض الحديث عن الانجازات التي حققها الشيخ الاستاذ عبدالرحمن الخيلاني لكي نحيط بكل ما يتعلق بهذه الشخصية الرائعة وعلى من كان مطلعاً وقريب منه أنه ابنه البكر الدكتور ماجد الخيلاني.
١- ساهم في جمع التبرعات لبناء جامع القرية وعند انجازه تقدموا بطلب الى مديرية الاوقاف لاستلامه وتعيين امام وخطيب وخادم ومؤذن للمسجد.
لكن مدير اوقاف ديالى رفض الطلب وقال لوالدي بالحرف الواحد؛ مادمت مدير اوقاف لن يدخل جامع بروانة في الاوقاف مما استدعى والدي أن يقدم طلب الى رئيس الجمهورية وراجع بنفسه ووصل الطلب الى الرئيس وهمّش عليه لكن الاجابة التي سلمت لوالدي مع الطلب كانت بظرف مغلق ومختوم.
ومن الطرائف إنه رحمه الله لا يعرف ماذا امر الرئيس ويخشى أن لم تحصل الموافقة فجازف وفتح الظرف في البيت بطريقة لا تتلفه ليجد المفاجأة، مكتوب بخط الرئيس: يدخل جامع بروانة الكبيرة بالاوقاف ويعين له خطيب ومؤذن وخادم.
في اليوم التالي ذهب الى مدير الاوقاف وسلمه كتاب رئيس الجمهورية وهو مطمئن لينصعق مدير الاوقاف ويوافق رغمَ أنفه على استلام المسجد الجامع.
٢- استطاع بمراجعاته المستمرة وباستحصال الموافقات من الوزارات لانشاء أهم مشروع في القرية في حينه وهو مشروع ماء بروانة الكبيرة.
كان إنجازاً كبيراً حيث وفر الماء الصالح للشرب الى سبع قرى مع قرية بروانة وقبلها كان أهل القرية يشربون الماء من الانهر وكان بناء المشروع وتشغيله في ذلك الوقت خيالاً يتحقق.
٣- كان طريق قريتنا يمر على قرية بروانة الصغيرة ذهاباً الى شهربان وكان الطريق يسير محاذي لنهر خريسان قبل تحويلة واستطاع استحصال الموافقات على فتح طريق مباشر الى شهربا مما أثار حفيظة أهالي بروانة الصغيرة ووصل الامر في حينه حد تهديده للتخلي عن الطريق الجديد لكنّه لم يعبَأ وواصل العمل الى أن أُنجزَ الطريق.
كما أن له مشاريع أخرى كان الحاج عبد الرحمن بطلها ومنجزها وهذا ليس تباهياً ولكنها حقيقة يعرفها أهل القرية .
بدورنا نشكر الدكتور ماجد ابن هذا الشيخ الذي كان شيخاً وهو في عنفوان الصبا والشباب، لقد كان سابقاً لعمره فكان اكبر من عمره بكثير...
رحم الله العابد الناسك الشيخ الاستاذ عبد الرحمن الخيلاني !! وفاء منا كتبنا له ...