مختلف عليه في العلن، متفق عليه في الخفاء، ذلك ما يهم المواطنين ويمثل حقوقهم وبناء الدولة.
متفق عليه في العلن، ومختلف عليه في الخفاء، ذلك ما يهم العراق كدولة وطريقة بنائها. هو سلوك الضعفاء امام خصومهم ويمثلون دور الشجعان والزعماء امام من يتماثلون معهم في المعتقد الطائفي من السذج والغير واعين والمنتفعين من صفقات مصالح وتسويات سياسية تسلب الحقوق وتضيع فيها الدولة ومدنها ويعم الخراب وينتشر الفقر والبطالة والعوز ويستمر القتل والخطف والاستيلاء والسطو.
يلقون خطب حماسية ويتجولون في احياء الفقراء المسلوبين الارادة والمستضعفين تحت قوة السلاح المنفلت وتحت سطوة الخارجين على القانون تحت مظلة السلطة.
لكنها خطب متفق عليها في الخفاء وجولات مرخص بها سلفاً واحياناً مدفوعة ثمن الحماية والمسكوت عنها بتبادل صفقات المصالح والتسويات السياسية والتقاسم الانتخابي.
يظهرون انفسهم شجعان وهم جبناء، يبدون قوة وهم تحت سنابك خيل الخصوم، وتحت اقدام منافسين متنفذين، ويطلقوا على انفسهم زعماء.
ما حولهم الا حفنة من اتباع يصدقون لهم كذبهم ويجملون لهم قبحهم ويصبغوهم بلون النمور وهم قطط تشبه في لونها النمور لكن لا يملكوا صفة النمور فهم نمور من ورق.
هي نشوة مستعارة ودور في مسرحية لا تعرض الا مرة واحدة، حين تنتهي الانتخابات يتساقط الصبغ وتزول البهرجة، وتنتهي النشوة بهزال وضمور.
يتحول ما متفق عليه في العلن الى مختلف عليه في الخفاء، وما مختلف عليه في العلن يتحول لمتفق عليه في الخفاء.
تذوب الشعارات ويصبح لونها باهت وتسقط الوانها ويتحول العراق اولاً...
الى حقيقة ان العراق يقبع في قعر الحضيض بسلطتهم وتسوياتهم السياسية وصفقات مصالحهم ويقرئون علينا وعلى العراق الفاتحة....