حين يتحرك الفقراء
ينتبه الاثرياء لسرقة الفقراء
راسم العكيدي
حين يتحرك الفقراء يتنبه الاثرياء لمفاهيم اهملوها ويحركوها لسرقة حراك الفقراء وهو تغيير لن يصل اهدافه لان هناك منطق غريب يديره تحالف من نار بين الفساد والسياسة والسلاح ويسموه تجميلاً بتحالف رأس المال والفكر والقوة.
في اللحظة التي يتحرك المهمشون والمسلوبة حقوقهم والمنهوبة حصتهم في ثروة بلدهم وادارة شؤونها تحت منطق الحق والخير يتحرك الاثرياء ليدعموا هذا التوجه ثم يحركوا القوة وسلاحها لتسحق الاحتجاج وتفرض منطق ان هذا ليس زمن البحث والتمييز بين من هو الحق ومن هو الباطل بل هو زمن من هو القوي ومن هو الضعيف.
مع اتساع استخدام السلاح يدفع الاثرياء بمتلازمة متناقضة بين خداع البعض بمنطق الحق والخير ودفع قناعات بان الواقع يحكمه القوي وهو ليس باطل او شر بل هو يمتلك قوة شرعية منطقها ان تكون مع من معه مصلحتك فتحصل على اكثر من حقك وتنصر الخير الذي معك فيحدث الانقسام.
ومعه تبرز مسألة الاشتراك في السلطة عبر الانتخابات والمشاركة بها وذلك يتطلب بيئة مستقرة لكي تكون انتخابات حرة فيخف اوار تحرك المحتجين.
حينها يتسع مفهوم ان تكون مع مصلحتك وهي الحق والخير فالكثير اقتنع وترك الحراك ومن استمر لن يجد موقع ولا فرصة لمصلحته.
الاثرياء الذي بنوا ثروتهم على حساب الشعب بالفساد يؤمنون بانهم لن يستمروا اثرياء الا وسط فقراء وفقر واسع فان الثري لن يكون الا بكثرة الفقراء حوله وفي معتقدهم ان هذا هو الحق فلا يمكن ان يكون الكل اثرياء فهو نشر بعدالة للفقر في نهاية المطاف وهذا يبطل مفهوم العدالة.
اما الحق الذي يسوقوه للفقراء فهو ما يضعوه في افواه المثقفين ومنه لمسامع الفقراء بان للفقراء الجنة حين يطالبوا بحقوقهم ويموتوا من اجلها على مبادئ الحق والخير ويتصور الاثرياء انهم سرقوا الفقراء من الدنيا او سرقوا منهم الدنيا وقبلها سرقوهم في الدنيا وانهم سرقوا منهم الاخرة وسرقوهم في الاخرة وبمنطق مزدوج يسوق مفاهيم متناقضة تربك الفقراء بين الحق والمصلحة والباطل والقوة.
وبذلك يخسر الفقراء الدنيا بقناعة المصلحة والمشاركة بالسلطة عبر الانتخابات للوقوف مع الحق بامتلاك قوة السلطة وقوة القانون لان الاثرياء الفاسدين يسرقوا الانتخابات بالقوة والسلاح والمال السياسي وبالمصالح يتحول اغلب الفقراء اصوات لهم بوعود ان الخير لن ينتصر باحقيته بل يحتاج وسائل القوة والسلاح والمال لينتصر وهذا متيسر ومتاح للاثرياء.
ويصبح اغلبية الفقراء مع الباطل الذي لبس ثوب الحق لفترة صنعها هو فخسر الفقراء الاخرة وهكذا يسرق الاثرياء الفقراء في الدنيا والاخرة.
تلك هي متلازمة متناقضة في وقتين حيث تحالف المال السياسي والسياسة متمثلة باهل الدين والسياسة والسلاح والقوة التي تحرك الفقراء لاجل الايحاء بوجود تغيير لكسر الركود الذي قد ياتي بتغيير غير متوقع وغير محسوب كمن يلقي حجر في بحيرة راكدة ليتحكم بالحركة وبالتغيير وحينها يوأد التغيير المصنوع فيلعب الفاسدون لعبة وضعوها ويلعب الفقراء لعبة وضعها الفاسدون...