قصيدة
وحشة الغياب
الشاعر السوري
ابراهيم رحمون
***********
تكدّر صفو عيشٍ ما استطابا
لبدر عن سما الفيحاء غابا
توارى في دياجيها الليالي
وألقى في الفؤاد له ِعتابا
كأن سراته اضحت خيالا
وبات من المُحال له اقترابا
بوادي الصمت يأس يعتريني
وللآمال قد اوصدت بابا
اشرِّقُ في هنيهات التمني
كما الظمآن مرتئيا سرابا
تُراني من جواه يتيم حرف
وما للقلب من شجن انابا
على ذكراه هامية دموعي
برمش من حريق الدمع ذابا
نحيلا كاد انّكَ لا تراني
عليل الروح افترش الترابا
إذا ناديت ليلى لاأراها
ولوناجيت لا القى جوابا
أبث من القصيد لظى شجوني
وقد آليت للشعر اقتضابا
فياويح الغريب بغير اهل
وحيدا من جوى التحنان ذابا
ثيابي كان ياليلى دياري
فكيف يعيش من فقد الثّيابا
حننت إلى المنازل في حمانا
وللشرفات مُصدرة شهابا
وللحسون يعرك في ذراع
فيزجي اللحن شادية عِذابا
على بردى يهيم تراه قلبي
وللأمواج تصطخب اصطخابا
الا للغيط حب في فؤادي
وفي طيّ الشغاف غدا كتابا
مرابع في الأشُمِّ علون فيها
كمالو كان لامست السحابا
فلا تلُم المشيب على شباب
ولا للقلب من وله تصابا
لإطلالٍ لليلى في مساء
كما للشمس واخترقت حِجابا
تتوق الروح لو نظرت إليها
و للفيحاء كان لها مآبا
......................
ابراهيم رحمون....ابوعازار